دمشق-سانا

تضمن معرض دمشقيات الذي أقامه المركز الثقافي في كفرسوسة مجموعة من اللوحات التي تصور الحارات الدمشقية والتراث في مدينة دمشق والتنوع الثقافي والمعالم التاريخية.

وتتنوع اللوحات في المعرض لتشمل مشاهد للحارات الضيقة الخلابة التي تعرف بشوارعها المموجة والبنايات القديمة الجميلة، ومشاهد داخلية للأسواق التقليدية، حيث يمكن رؤية التجار يعرضون سلعهم المحلية والحرف اليدوية التقليدية.

ويبرز المعرض أيضاً التراث الثقافي الغني لدمشق، فاللوحات تصور بعض المعالم التاريخية الشهيرة مثل السوق التاريخي والمساجد القديمة، كما تعكس هذه اللوحات جمال العمارة الإسلامية التقليدية، وتعرض تفاصيل دقيقة للتصميمات الزخرفية والأعمدة المزخرفة.

وتركز بعض اللوحات على الحياة اليومية لسكان دمشق، وتصور المشاهد اليومية في الحارات الدمشقية، حيث يمكن رؤية أناس يتجولون في الشوارع، وأطفال يلعبون، والنساء يرتدين الزي التقليدي.

ويعتبر المعرض حسب رئيسة المركز الثقافي في كفرسوسة إلزا قاسة فرصة للاستمتاع بجمال الفن التشكيلي، واكتشاف الثقافة الفريدة لدمشق، كما يهدف إلى المساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة وتعزيز الوعي بأهمية الحارات الدمشقية كموروث حضاري لا يقدر بثمن.

شارك في المعرض الفنانون محمد دبور ونذير البارودي وغازي القاضي وفيفيان جبور وسليم نوفل تغريد الشيباني ونجوى الشريف ونزهة الزهر وحنان محمد وهالة المسط وعلاء الغبرة وموفق المصري والهام جبور وأمل جدوع وعبد أحمد ابراهيم.

وعن المعرض قالت مديرة الثقافة في دمشق نعيمة سليمان: إنه يشكل حالة ثقافية حقيقية، لأنه يجمع على المحبة عددا من الفنانين الذين يهتمون بتراث وطنهم، ويعبرون عن محبتهم لتاريخهم وتمسكهم بالهوية والأصالة والانتماء.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب يقبلون على الكتب القديمة والمخطوطات النادرة
  • جمعية “سور” في حلب تُنظم محاضرتين علميتين حول العمارة التقليدية في منارة حلب القديمة
  • افتتاح معرض ثقافة المخطوطات من نَزْوَى إلى غوتا
  • بحاح يؤكد دور المركز الثقافي اليمني في القاهرة كـ”جسر للتواصل الحضاري والفني”
  • افتتاح المعرض التراثى ليوم الجاليات الثقافي بمشاركة طلاب من 19جنسية
  • إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة
  • أخبار محافظة القليوبية | افتتاح معرض الزهور الثانى بجامعة بنها.. وتأجيل محاكمة المتهمة بقتل زوجها بكفر شكر
  • وزير السياحة: افتتاح معرض الصناعات التقليدية في درج لتعزيز التراث الليبي ودعم الحرفيين
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • المعهد الملكي للفنون التقليدية الشريك الثقافي في فعالية “امش30”