كييف تنتقد تصريحات البابا فرنسيس بشأن "روسيا العظمى"
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أعربت كييف عن "أسفها الشديد" حيال ما ورد في تصريحات بابا الفاتيكان فرنسيس في فعالية للشباب الكاثوليك الروس، فيما طلبت الكنيسة الكاثوليكية في أوكرانيا من الفاتيكان توضيحا.
جاء ذلك بعد أن تناقلت وسائل إعلام مقطعا مصورا يعود لمشاركة فرنسيس في اللقاء العاشر للشباب الكاثوليك في روسيا الذي عقد في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي.
وقال فرنسيس في رسالة وجهها للمنتدى عبر الفيديو:
"لا تنسوا تراثكم أبدا. أنتم ورثة روسيا العظمى – روسيا العظيمة للقديسين والملوك والعظماء، روسيا بطرس الأكبر وكاترين الثانية، الإمبراطورية الروسية (تلك الدولة) العظمى المثقفة وذات الثقافة الكبرى، والإنسانية الكبرى. لا تتخلوا أبدا عن هذا التراث. أنتم ورثة الأم العظيمة روسيا.. وشكرا لكم على طريقتكم في ممارسة الهوية الروسية".
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو في بيان عبر "فيسبوك" الاثنين، ما ورد في تصريحات البابا بأنه "دعاية إمبريالية" تبرر بها روسيا "قتل الأوكرانيين"، حسب تعبيره.
إقرأ المزيد الفاتيكان يجدد استعداده للوساطة في حل الأزمة الأوكرانيةوقال نيكولينكو: "من المؤسف للغاية أن مثل هذه الأفكار المتعلقة بقوة عظمى، والتي تساهم في العدوانية الروسية المزمنة، تأتي على لسان البابا، عن قصد أو عن غير قصد".
من جانبه، أعرب رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك، رئيس الكنيسة الكاثوليكية الشرقية في أوكرانيا، عن أمله بأن كلام البابا الذي وصفه بأنه "أسوأ مثال على الإمبريالية والقومية الروسية المتطرفة" جاء "من باب الارتجال".
وأضاف شيفتشوك أن هذا الكلام "قد يلهم الطموحات الاستعمارية الجديدة للدولة المهاجمة" وطلب من الفاتيكان توضيحا.
وكانت كييف أعربت أكثر من مرة في الماضي عن عدم رضاها عن موقف الفاتيكان من النزاع الروسي الأوكراني، لا سيما على خلفية دعوات فرنسيس المتكررة إلى بدء مفاوضات بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن.
والعام الماضي، أثار البابا غضب كييف عندما وصف مقتل الكاتبة والناشطة الروسية داريا دوغينا، بانفجار سيارة مفخخة قرب موسكو، بأنه مثال على "جنون الحرب" الذي "يدفع الأبرياء ثمنه"، في حين تعتبر كييف دوغينا من "القوميين المتطرفين ودعاة الحرب".
وأكدت موسكو مرارا أنها اضطرت لبدء عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية سكان دونباس وإزالة التهديدات الصادرى عن أراضي أوكرانيا لأمن روسيا، مؤكدة أن القوات الروسية لا تستهدف قط المواقع المدنية والمدنيين في أوكرانيا.
المصدر: RT + وسائل إعلام أوكرانية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية البابا فرنسيس العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا المسيحية بطرسبورغ كييف فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، هاجمت روسيا أوكرانيا مما أسفر عن تدمير أكبر مصدر للغاز فى أوروبا وصدم أسواق الطاقة العالمية، مما مهد الطريق لتحقيق أرباح أفضل من المتوقع للمنتجين الذين كانوا مستعدين للاستفادة من تقلبات السوق. الآن بدأت هذه الأرباح فى التراجع.
ومع تراجع الأسواق إلى حالة من الاستقرار، حذر كبار التنفيذيين فى قطاع النفط من أن الأرباح بدأت هى الأخرى فى التراجع. قد تعنى وفرة المشاريع الجديدة فى قطاع النفط والغاز، والتى تدعمها أجندة مؤيدة للطاقة الأحفورية من البيت الأبيض، أسواقًا أضعف فى المستقبل أيضًا.
من المتوقع على نطاق واسع أن تحقق شركة شل، أكبر شركة نفط فى أوروبا، أرباحًا أضعف هذا الأسبوع عند الإعلان عن نتائجها المالية السنوية.
كما حذرت أكبر متداول للغاز الطبيعى المسال فى العالم، التى أعلنت عن نتائج تداولها فى الربع الأخير من العام الماضي، من أن أرباحها من تجارة النفط والغاز من المحتمل أن تكون أقل بكثير من الأرباح التى حققتها فى الأشهر الثلاثة السابقة.
من المتوقع أن تنخفض الأرباح المعدلة السنوية لشركة شل إلى ما يزيد قليلًا على ٢٤ مليار دولار للعام الماضي، وفقًا لآراء المحللين فى مدينة لندن.
وهذا يمثل انخفاضًا مقارنة بعام ٢٠٢٣، عندما تراجعت أرباحها السنوية إلى ٢٨.٢٥ مليار دولار من مستوى قياسى بلغ ما يقارب ٤٠ مليار دولار فى العام الذى سبق، عندما بدأت الحرب الروسية.
أما أكبر شركة نفط أمريكية، إكسون موبيل، فمن المتوقع أن تعلن عن أرباح أضعف فى نتائجها السنوية هذا الأسبوع. وقد أخبرت الشركة، التى سجلت ربحًا قياسيًا قدره ٥٦ مليار دولار فى ٢٠٢٢، مستثمريها هذا الشهر أن الأرباح من تكرير النفط ستنخفض بشكل حاد، وأن جميع أعمالها ستواجه ضعفًا.
حتى مع سلسلة الإجراءات التى اتخذها ترامب لدعم قطاع الطاقة الأحفورية، فإن من غير الواضح ما إذا كان بإمكان شركات النفط توقع عودة الأرباح التى حققتها آلة الحرب الروسية.
ففى الأيام التى تلت تنصيبه، دعا الرئيس الـ٤٧ للولايات المتحدة تحالف أوبك لخفض أسعار النفط العالمية بشكل أكبر من خلال ضخ المزيد من النفط الخام. وأشار ترامب إلى أن ذلك قد ينهى الحرب فى أوكرانيا - على الأرجح عن طريق تقليص إيرادات شركة النفط الروسية- متهمًا المنتجين بإطالة الصراع من خلال إبقاء الأسعار مرتفعة.
دعوة ترامب للمزيد من إنتاج النفط من السعودية، ولشركات النفط الأمريكية بـ«الحفر، حفر، حفر»، قد تحقق وعده بخفض التكاليف للأسر، لكن من غير المرجح أن تساعد شركات النفط التى تبرعت بملايين الدولارات لحملته الانتخابية، وفقًا للمحللين.
وقد ظهرت تحذيرات الأرباح الأخيرة من إكسون وشل جزئيًا بسبب أسواق النفط والغاز الضعيفة، التى لا تظهر أى علامة على انتعاش هيكلى فى الأجل القصير.
فى ٢٠٢٣، بلغ السعر المرجعى للغاز فى الولايات المتحدة، المعروف باسم «هنرى هاب»، ٢.٥٧ دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بانخفاض حوالى ٦٢٪ عن متوسط ٢٠٢٢ عندما شهدت أسواق الغاز ارتفاعًا حادًا بعد الغزو الروسى الكامل لأوكرانيا. وفى ٢٠٢٤، انخفضت أسعار الغاز أكثر لتصل إلى ٢.٣٣ دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
القصة مشابهة لأسواق النفط. فقد بلغ متوسط سعر برميل خام برنت الدولى أكثر من ١٠٠ دولار فى ٢٠٢٢ عندما اندلعت الحرب فى أوكرانيا، قبل أن ينخفض إلى ٨٢.٦٠ دولار فى ٢٠٢٣.
وفى العام الماضي، بلغ متوسط الأسعار ٨٠.٢٠ دولارًا للبرميل، رغم تصاعد الصراع فى غزة، حيث تراجعت الأسعار إلى متوسط ٧٤.٤٠ دولارًا فى الربع الأخير.
جزئيًا، يعكس الانخفاض المستمر فى أسعار الوقود الأحفورى «طبيعة جديدة للطاقة» فى أوروبا، حيث تكيفت الدول مع فقدان إمدادات الغاز والنفط من روسيا من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الواردات البحرية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
لكن تراجع أسعار النفط والغاز يثير تساؤلات أعمق حول رغبة العالم فى الوقود الأحفورى ومستقبل مشاريع الطاقة الجديدة التى تسعى لتلبية هذه الرغبة.
وقد أوضحت وكالة الطاقة الدولية أمرين: أولًا، لا تتوافق أى مشاريع جديدة للوقود الأحفورى مع أهداف المناخ العالمية؛ ثانيًا، إن الزيادة فى مشاريع النفط والغاز المسال ستتجاوز الطلب بدءًا من هذا العام، مما سيؤدى إلى انخفاض أسعار السوق لبقية العقد.