بالتزامن مع تراجع دعم المنظمات.. سوء التغذية ينهش الأطفال في جنوب الحديدة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تزايدت في الآونة الاخيرة أعداد الأطفال المصابين بـ"سوء التغذية" في مناطق جنوب الحديدة، بالتزامن مع تراجع دعم المنظمات الدولية خاصة في مجال الغذاء.
في أواخر يوليو، أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) توقفه عن تقديم المساعدات في مجال الوقاية من سوء التغذية باليمن، بدءًا من شهر أغسطس/آب، بسبب نقص التمويل.
واعترف البرنامج، أن هذا التوقف سيؤثر على 2.
وحالياً يرقد في قسم الأطفال الخاص بسوء التغذية في مستشفى حيس، العشرات ممن أنهكهم الجوع، معظمهم جاء بهم أهاليهم من مناطق نائية وأخرى تقبع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، بحثاً عن الرعاية الصحية وإنقاذ أطفالهم من هلاك سوء التغذية الذي بات يتربص بملايين الأطفال وينخر أجسادهم الغضة.
وبهذا الشأن، ذكرت "أمل بجاش" مساعدة طبيب، أن قسم الرقود يستقبل في الشهر الواحد ما بين 30 إلى 40 حالة مصابة بسوء تغذية حاد وخيم ومضاعفات، ويتم تقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لهم حتى تستقر حالتهم ويتم بعدها العناية بهم ومعالجتهم وتوفير كافة العلاجات والحليبات التغذوية المخصصة لهم، حتى تتحسن الحالة.
وأكدت بجاش، أن أكثر الحالات يأتون من ريف حيس والمناطق المجاورة غربي تعز، ومديريات أخرى جنوب الحديدة، وأغلبهم من النازحين، مرجعة سبب تزايد أعداد المصابين بسوء التغذية في تلك المناطق إلى انعدام الأمن الغذائي وعدم الاهتمام بهم من قبل المنظمات الإنسانية وتوفير الغذاء المتكامل والصحي للأسر المحتاجة والذين فقدوا مصادر الدخل نتيجة الحرب.
بدوره أشار مدير مكتب الصحة بحيس الدكتور محمد طالب حمنه، إلى المضاعفات الخطيرة الناتجة عن سوء التغذية، وقال: "القسم الخاص بسوء التغذية لدينا فيه 14 حالة، فضلاً عن حالات اُخرى غادرت القسم بعد تماثلها للشفاء خلال شهر أغسطس".
وأضاف "سوء التغذية الحاد والوخيم بدأ ينتشر بشكل كبير جداً، وهناك إقبال متزايد على المستشفى الريفي وقسم الرقود، أحياناً يتم تحويل حالات لبعض المستشفيات في خارج المديرية، لعدم قدرة القسم على استيعابهم"، متمنياً من الجهات المعنية أن تعي مخاطر هذا المرض الذي بات يهدد حياة الأطفال، ودعمنا بالعلاجات اللازمة.
تحفيظ صالح، من أهالي مقبنة غربي محافظة تعز، تسكن في قرية جبلية نائية، وأم لطفلة مصابة بسوء التغذية، ذبل جسد طفلتها أمامها بسبب الجوع والمرض والفقر، وعدم قدرتهم على تأمين مصدر العيش، تقول لـ"نيوزيمن": "نزلنا من شمير مقبنة إلى مدينة حيس، لأجل إنقاذ حياة طفلتي المصابة بسوء التغذية، ومنطقتنا لا توجد فيها أي خدمات ولا يصل إلينا غذاء ولا شيء".
وأضافت، إن حالة طفلتها المصابة بسوء التغذية، تدهورت وحصل لها مضاعفات مرضية فاصيبت بحمى وإسهال، وعند دخولها لقسم الرقود، تلقت العناية وتحسن وضعها ولاقت اهتماما من قِبل الأطباء واعتنوا بها أفضل عناية، وأكدت أن حالة طفلتها الآن مستقرة وأفضل مما كانت عليه.
كثير من الأطفال المرقدين في مستشفى حيس، حالهم يشبه حال طفلة تحفيظ صالح، ولم يضيفوا لمراسل (نيوزيمن) أكثر مما قالته تحفيظ، بل ويشددون على الوضع المأساوي الذي يعيشونه في ظل سيطرة الميليشيات الحوثية على مناطقهم.
ويتفق المهتمون بالشأن اليمني، على أنه مع اتساع دائرة الحرب والفقر، تزداد معها حالات سوء التغذية الحادة، وهو ما يعني اقتراب الأطفال نحو المجاعة وحاجتهم الماسة لدعم عاجل بحسب تحذيرات لمنظمة اليونيسف.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: بسوء التغذیة سوء التغذیة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: حصار «زمزم» يفاقم المجاعة وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم
الأمم المتحدة جددت الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان والوصول الإنساني غير المقيد كي يتسنى تقديم مساعدات منقذة للحياة.
التغيير: وكالات
حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن الحصار المستمر لمخيم زمزم، خارج مدينة الفاشر- شمال دارفور في السودان، يفاقم معاناة آلاف المدنيين النازحين الذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أشهر من إعلان المجاعة بالمخيم.
ونقلاً عن المكتب الأممي، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي، إن الأزمة في المخيم تفاقمت خلال شهر رمضان، حيث زادت حدة نقص الغذاء، وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، مما جعل المواد الأساسية غير ميسورة التكلفة بالنسبة لمعظم العائلات. ويفيد شركاء الأمم المتحدة على الأرض بتزايد علامات الجوع.
وتستمر الهجمات المسلحة على طول الطريق بين زمزم والفاشر، مع الإبلاغ عن وقوع العديد من الضحايا والإصابات. وحذر أحد الشركاء الإنسانيين في زمزم من أن وجود العبوات الناسفة يدوية الصنع داخل المخيم يشكل أيضا مصدر قلق متزايد.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة في الوصول، تقدم فرق العمل الإنساني الغذاء والماء والرعاية الطبية العاجلة، لكن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة.
وقد تفاقم الوضع أكثر بسبب تخفيضات التمويل وانسحاب معظم منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة نتيجة انعدام الأمن. وكان برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه قد اضطروا إلى تعليق عملياتهم في مخيم زمزم الشهر الماضي.
إغلاق المطابخ المجتمعيةوأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة اليوم- أيضاً عن القلق إزاء تدهور الأوضاع في أجزاء من ولاية الخرطوم. ويفيد عمال الإغاثة المتطوعون المحليون بارتفاع سوء التغذية الحاد ونقص الأدوية في منطقة شرق النيل.
ويتفشى سوء التغذية على نطاق واسع بين الأطفال والنساء الحوامل، خاصة في حي الحاج يوسف، حيث الأوضاع شديدة الخطورة. ويعد نقص الغذاء مشكلة رئيسية بسبب إغلاق معظم المطابخ المجتمعية.
هناك أيضا مخاوف بالغة بشأن تقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الخرطوم مع استمرار القتال وتغير خطوط السيطرة بسرعة. قبل أسبوعين، سجل عمال الإغاثة في الخطوط الأمامية أكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد لدى الأطفال، مع استمرار الأعداد في الارتفاع، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي الوقت نفسه، تتزايد حالات فقر الدم والتهاب الكبد والعمى الليلي والملاريا بسبب النقص الحاد في الأدوية في المرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل. ونبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن حجم المعاناة في السودان مذهل، محذرا من أن العواقب ستكون مدمرة لملايين الأشخاص بدون تدخل سريع.
وجدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان والوصول الإنساني غير المقيد كي يتسنى تقديم مساعدات منقذة للحياة.
الوسومالأمم المتحدة الخرطوم السودان الفاشر المجاعة جنيف سوء التغذية شمال دارفور فرحان حق مخيم زمزم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية