تقرير أممي: تراجع نسبة النزوح في اليمن واستمرار عراقيل الوصول
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
مع مرور نحو 17 شهراً منذ سريان التهدئة في اليمن، أظهرت بيانات أممية جديدة تراجع نسبة النزوح الداخلي بنسبة 76 في المائة عما كانت عليه قبل سريان التهدئة، مشيرة إلى تدهور الخدمات الأساسية، واستمرار العوائق الحوثية أمام تدفق وصول المساعدات.
وبحسب تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن اليمن في الوقت الحالي، لا يشهد حرباً تنطوي على هجمات عسكرية واسعة النطاق، كما أنه لا يستفيد من السلام بشكل رسمي، إلا أنه وخلال التهدئة، انخفض النزوح المرتبط بالنزاع بنسبة 76 في المائة.
ومع استمرار الحوثيين في عرقلة جهود إحلال السلام طوال هذه الفترة، أكدت الأمم المتحدة أن الخدمات الأساسية والاقتصاد استمرت في التدهور، وارتفعت تكلفة سلة الحد الأدنى من نفقات الأسرة اليمنية بنسبة تزيد على 50 في المائة في غضون عام واحد، وقالت إنه وفي غياب تسوية سياسية شاملة، من المرجح أن يظل استمرار النزوح، والوضع الاقتصادي، ونقص قدرة مؤسسات الدولة، المحرك الرئيسي للاحتياجات في البلاد.
وبحسب هذه البيانات، فإن ما يقدر بنحو 4.5 مليون شخص (14 في المائة من السكان) نازحون حالياً، وقد نزح معظمهم مرات عدة على مدى عدد من السنوات، حيث تعد الكوارث الطبيعية والأحداث الناجمة عن المناخ، مثل الجفاف والفيضانات، من المحركات الرئيسية للنزوح.
ويعيش العديد من النازحين اليمنيين داخلياً الأكثر ضعفاً في مناطق معرضة للفيضانات، وفق التقرير الأممي، أو في ملاجئ غير كافية، مما يعرضهم لخطر زيادة الاحتياجات والنزوح.
البيانات الأممية نبهت إلى استمرار النزوح الذي طال أمده حتى مع انخفاض معدلاته الجديدة، وقالت إن ذلك سيبقي اليمن من بين أكبر 6 حالات نزوح داخلي في العالم، ورجحت أن تظل الاحتياجات الإنسانية ثابتة خلال العام الحالي، وأن تنخفض قدرة السكان الضعفاء على الصمود نتيجة الانهيار المستمر للخدمات الأساسية وعدم استقرار الاقتصاد الكلي وانخفاض قيمة الريال اليمني، إلى جانب الفصل الفعلي بين المؤسسات الاقتصادية وإصدار سياسات نقدية متنافسة، وانخفاض القوة الشرائية للأسر، والتضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الأساسية الأخرى.
استمرار قيود الوصول
مع تأكيد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تأثر ما يقدر بنحو 5.4 مليون يمني (25 في المائة) من الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء اليمن بالقيود المفروضة على الوصول، أفادت البيانات بأن تحديات الوصول الأكثر انتشاراً في شمال غربي اليمن، وهي مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، حيث تتمثل في عوائق بيروقراطية إلى حد كبير.
وفي الوقت نفسه، تم تسجيل مشكلات أمنية متزايدة، مثل سرقة السيارات والاختطاف وغيرهما من أشكال العنف، لا سيما في المناطق الخاضعة في المقام الأول لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وفقاً للتقرير الأممي.
التقرير أوضح أن حوادث الوصول ترجع بشكل مباشر إلى انعدام الأمن المرتبط بالنزاع المسلح النشط، وقال إن الغالبية العظمى من القيود المفروضة هي قضايا تتعلق بالعوائق البيروقراطية، التي تشمل بشكل رئيسي الحرمان من الحركة وتأخير تصاريح السفر.
وذكر أن العوائق البيروقراطية تشمل تحديين رئيسيين في الارتفاع؛ الأول هو زيادة فرض متطلبات المحرم في المقام الأول من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية؛ حيث يجب أن تكون المرأة مصحوبة بأحد أفراد الأسرة الذكور المقربين للسفر.
وقال إن ذلك أثّر على الموظفات الوطنيات المسافرات في بعثات ميدانية، ما أدى إلى تأخير وإلغاء الزيارات الميدانية، وتقييمات الاحتياجات، وتقديم المساعدة المنقذة للحياة. كما كان له تأثير كبير على حصول المرأة على الخدمات الأساسية والتعليم وفرص كسب العيش.
وطبقاً للأمم المتحدة، فإن التحدي الثاني هو التأخير الطويل في الموافقة على الاتفاقيات الفرعية، ما يؤدي بانتظام إلى تأخير تنفيذ المشروعات والخدمات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل لجزء كبير من العام.
ويؤكد المكتب الأممي، في تقريره، أن عوائق الوصول هي التحدي الأكثر أهمية للعمل الإنساني الفعال في اليمن، وأن العمل المنسق لحماية الفضاء التشغيلي وضمان الوصول الآمن ودون عوائق والمبدئي سيكون حجر الزاوية في الاستجابة.
ووفق ما أوردته الأمم المتحدة، فإنه يتم استهداف المجموعات الأكثر ضعفاً والمحتاجين من خلال التخطيط ذي الأولوية العالية، إذ تقوم الجهات الفاعلة الإنسانية بشكل متزايد بتنفيذ برامج متكاملة لتحسين جودة وكفاءة الاستجابة.
ومع ذلك، أكد التقرير الأممي ارتفاع سعر الوحدة من الأنشطة في 8 مجموعات من أصل 10، بسبب ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد العالمية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، واستمرار هشاشة الاقتصاد اليمني، وعوائق الوصول؛ حيث أدت هذه العوامل إلى ارتفاع متطلبات التمويل الإجمالية على الرغم من انخفاض عدد الأشخاص المستهدفين، مقارنة بالعام السابق.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی المائة
إقرأ أيضاً:
درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
في زمنٍ عَـزَّ فيه الكلام الصادق، وارتفعت أصوات الباطل كقرع الطبل الأجوف، يطل على الأمة والإنسانية من يمن الإيمان والحكمة، قامةٌ باسقة، كشجرة السدر في الصحراء، ظلالها وارفة، وثمارها دانية. إنه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، صوت الحق المدوّي في وجه الظلم يزلزل عروش الظالمين، ونبراس الأمل في ليل اليأس يضيء دروب المستضعفين.
بدوريةٍ أسبوعية وأحياناً نصف أسبوعية وشبه يومية – وعلى مدار قرابة سنتين عجاف من النخوة العربية – يقف السيد عبدالملك شامخاً، يلقي كلماته، لا يملّ ولا يكل، وكأنها جداول تروي عطشَ الروح، وتغذي العقل. يتناول قضية العرب الأولى، الصراع العربي الإسرائيلي الأمريكي، لا كخبر عابر في نشرة الأخبار، بل كجرح غائر في جسد الأمة، يستدعي له كل ما يملك من فكر وعلم وبصيرة.
يستلهم من القرآن الكريم نوراً، ومن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هدىً، ومن نهج الإمام علي بن أبي طالب قوةً وعدلاً. يوظّف التاريخ كشاهد، والأحداث كعبر، ليصوغ لنا خطاباً فريدا، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الروحانية والواقعية.
كلماته ليست مجرد دروسٍ تلقينية أو محاضراتٍ عابرة، بل هي سهامُ الحق تصيب كبد الباطل، وتزلزل أركانه، وجرعاتُ توعية وتحفيز، وهي نفخٌ في الرماد ليشتعل نارا، وغرسٌ لبذور العزة والكرامة في نفوس أبناء شعبه اليمنيين وأبناء العرب والمسلمين. يحاول أن يبني فيهم شخصيةً قويةً، واعيةً، قادرةً على مواجهة التحديات، ومقارعة الظلم.
إنه بحق إعجاز البيان؛ فالسيد عبدالملك، بكلماته التي تنساب كالنهر، يروي القلوب العطشى للمعرفة، ويوقظ العقول الغافلة. لا تملّ الأذن من سماع حديثه، ولا يكل الفؤاد من تتبع أفكاره، ففي كل كلمة، يطل علينا بوجهٍ أكثر حضورا، ورؤية أعمق، وإشراقة أبهى. وكأنه يطوّع اللغة، ينتقي المعاني، ويصوغ العبارات، فيبهرنا بجمالها، ويسحرنا بتأثيرها. إنه بحق، قائدٌ مفوّه، يجمع بين فصاحة اللسان، وبلاغة البيان، وقوة الحجة، وسطوة البرهان.
ويا لتوفيق الله له، فهو ليس فقط رجل قول، بل هو رجل فعل. فبينما يصدع بصوته في الكلمات، يقود بنفسه معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، إسناداً للشعب الفلسطيني المظلوم، ودفاعاً عن بلده اليمن وشعبه العزيز ضد العدوان الأمريكي السافر، فبعمليات عسكرية جريئة، يزلزل كيان العدو الإسرائيلي ويزعزع اقتصاده، ويقض مضاجع حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر. إنه القائد الذي يترجم كلماته إلى واقع، ويحوّل أحلامه إلى انتصارات، ويثبت للعالم أجمع أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
وفي كل قولٍ وفعل، يَظهر جلياً ارتباطه الوثيق بالله – سبحانه وتعالى- فهو القائد المؤمن الذي يرى في كل معركةٍ تجلياً لقدرة الله، وفي كل انتصارٍ برهاناً على صدق وعده. يزرع في نفوس المسلمين الثقة بالله، واليقين بنصره، ويذكّرهم دائماً بأن النصر لا يأتي بالقوة والعُدة، بل بالإيمان والتوكل على الله. فبهذا الإيمان العميق، والتوكل الصادق، استطاع أن يحقق المعجزات، وأن يغير موازين القوى، وأن يثبت للعالم أجمع أن الله مع الحق وأهله.
واليوم، يصدع السيد عبدالملك بصوته عالياً، ويحذّر: فلا يتورطنَ أحدٌ مع الأمريكي ضد اليمن. ويخاطب شعوبَ العالم فضلاً عن شعوب الأمة، يدعوها للتحرر من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ولكسر قيود العبودية، والانعتاق من براثن الذُل، واستعادة الكرامة المسلوبة، يحذّرها من الصمت عن الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية في غزة وباقي فلسطين . إنه يدرك أن الظلم لا يعرف حدوداً، وأن الصمت عنه يشجع الظالم على التمادي في غيّه.
وهكذا، يوماً بعد يوم، يَظهر السيد عبدالملك بحجمه الحقيقي، لا مجرد زعيم يمني، بل قائداً للأمة، وصوتَ الضمير الإنساني، ورمزَ الخير العالمي، وعنوانَ العزة والكرامة. إنه الأمل الذي يضيء للأمة وللإنسانية الطريق في هذا الظلام الدامس. فليحفظه الله – سبحانه وتعالى- ويسدّد خطاه، ويجزيه عنّا خير الجزاء، ويجعل كلماته نوراً يهدينا، وسلاحاً نحارب به الظلم وننصر به الحق، وعزاً ننتصر به على الباطل.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
*وزير الإعلام