لم تهدأ وتيرة الإتصالات بين مختلف القيادات الفلسطينية، أمس الإثنين، بهدف منع إنزلاق الأمور في مُخيّم عين الحلوة إلى دائرة إشتباك جديد، لاسيما بعدما انتهت يوم الأحد مُهلة الأيام الخمسة التي أعُطيت لجماعة "جُند الشام" الإرهابيّة لتسليم المطلوبين المُتهمين بقتلِ المسؤول في حركة "فتح" اللواء أبو أشرف العرموشي قبل شهرٍ في المُخيَّم.

 
آخر المعلومات تُشير إلى أنَّ الأجواء تتأرجحُ بين الإيجابيَّة والسلبية، فمن جهة لا توجدُ رغبة حاليّاً لدى أي طرفٍ بخوض غمار معركةٍ جديدة داخل المُخيم، في وقتٍ تبرزُ فيه المماطلة بشكلٍ واضح من قبل "جند الشام" التي تسعى لتجنّب تسليم المطلوبين بجريمة الاغتيال والبالغ عددهم 8، وقد حصل "لبنان24" على أسمائهم كاملة وهم: عزّ الدين إبراهيم أبو داوود (فلسطيني) - عمر فايز النّاطور (فلسطيني) - محمد أبو بكر ذوت (لبناني يحمل جنسية إفريقية) -  محمود علي عزب الملقب بـ"الفولز" (فلسطيني) -  فراس درويش الملاح (لبناني) -  عبد شهاب قدور (لبناني) -  عثمان اسماعيل تكريتي (لبناني من عكار) - مصطفى أحمد الأحمد المُلقَّب بالعاجوري (فلسطيني). 
مع ذلك، تكشُف معلومات "لبنان24" أنَّ المُهلة التي حُكِي عنها لتسليم المطلوبين المذكورة أسماؤهم جاءت من قبل قيادة الجيش خلال إجتماع هيئة العمل الفلسطيني المُشترك يوم الثلاثاء الماضي في السّفارة الفلسطينية، وقد أشارت المصادر إلى أنَّ جميع الفصائل الفلسطينية المُشاركة بالإجتماع وافقت على طرح الجيش وأكَّدت تمسُّكها بما يقولهُ الأخير في ظلّ التنسيق مع الجهات السياسيّة المُواكبة للملف. وعليه، فإنَّ أي مُهلة إضافيّة، بحسب المصادر، ترتبطُ بموقف الدّولة والتوقيت الذي يطرحه الجيش على الأطراف الفلسطينية المعنية التي تؤكد أنها تقفُ خلف ما يُقرره الجانب اللبناني. 
ووسط ما يجري، تقولُ مصادر ميدانيّة في عين الحلوة لـ"لبنان24" إنَّ الجيش بات يُضيّق الخناق أكثر فأكثر على الإرهابيين في حي الطوارئ، مشيرة إلى أنَّ الإجراءات باتت أكثر تشديداً مقارنة بالفترات السابقة، وتُضيف: "الآلية التي يعتمدها الجيش أساسيّة لإضعاف الإرهابيين، وما يجري هو لصالح حركة فتح وكافة الفصائل الفلسطينية التي باتت اليوم في مواجهة جماعة جُند الشام المُحاصرة".  
"إشكالات في صفوف الإرهابيين" 
عملياً، يبدو أنَّ المشهد في عين الحلوة إنتقلَ إلى مرحلةٍ جديدة أساسُها زيادة الخناق على الإرهابيين بعيداً عن الإشتباكات المُباشرة، علماً أنّ هؤلاء استطاعتوا تأمين ذخيرة وأسلحة من أحياء الصفصاف والمنشية وحطّين خلال الأيام الماضية عبر تُجّار أسلحة داخل المُخيم. هنا، تقولُ معلومات "لبنان24" أنَّ عدداً من هؤلاء التُّجار جرى رصدُهم مؤخراً وقد باتت أسماؤهم لدى الدّولة بُغية إستقصاء معلومات أكثر فأكثر عنهم وعن المصادر التي تُزوّدهم بالذخيرة والأسلحة. 
المُفارقة هي أنّ عملية "التسليح" التي حصلت عبر المنازل والممرّات الآمنة داخل الأحياء والأزقّة الضيِّقة، تزامنَت مع إدّعاءات تقولُ إنَّ الإرهابي هيثم الشعبي الذي قادَ الإشتباكات الأخيرة في حي الطوارئ مع "جُند الشام" ضدّ حركة "فتح"،  قد تعرّض لمحاولة إغتيال برصاص قنص. هنا، تكشف مصادر فلسطينية إنّ هذا الأمر لم يحصُل إطلاقاً، مشيرةً إلى أنَّ عناصر "فتح" لم تُطلق أي رصاصة منذ قرار وقف إطلاق النار، معتبرةً أن ما يجري بمثابة محاولة لجرّ الحركة إلى صدامٍ مُسلّح جديد تحت ذريعة محاولة إطلاق النار على الشعبي. 
الأمرُ الأكثر بروزاً هو أنَّ مسلحي "جند الشام" و "الشباب المُسلم" دخلوا في حالة إرباكٍ شديد تطوَّرت إلى حدوث إشكالاتٍ في ما بينهم. هنا، تكشفُ معلومات خاصّة لـ"لبنان24" أنَّ إشكالاً وقع قبل أيام داخل مركزيّة "الشباب المُسلم" في حي الطوارئ بسبب خلافات على تحديد أسماء الأشخاص الذين أطلقوا النار على العرموشي. بحسب المصادر، فإنّ بعض المُسلحين الذين تواجدوا في مدرسة "الأونروا" التي استُخدمت كمنصة لعملية الاغتيال، لم يُطلقوا النار باتجاه المسؤول "الفتحاوي"، إلا أنَّ مسؤولين لهم أرادوا زجّهم في الأمر وإبعاد آخرين مُشاركين بشكل فعلي في الإغتيال عن دائرة الإتهام، ما أدَّى إلى تلاسنٍ وتضاربٍ بالأيدي. 
إضافةً إلى ذلك، تُرجّح المصادر أن تتطور الخلافات بين مُسلّحي "جند الشام" إلى عمليات تصفية داخلية، باعتبار أنّ هناك شخصيات و "أمراء" في التنظيم الإرهابي تريدُ إستخدام مُسلّحين كـ"كبش محرقة" بهدف إبعادِ "سوط التوقيف" عن المسؤولين الكبار. ولهذا، فإن حصلت "التصفيات" الداخلية، عندها تكونُ جماعة "جُند الشام" قد دخلت في إطار "التحلُّل"، ومن الممكن أن تشهد على إنشقاقاتٍ طالما أنّ الخناق يضيقُ أكثر فأكثر عليها. وفي ظلّ ذلك، لم تستبعد مصادر "لبنان24" أن تكون محاولة اغتيال الشعبي – إن حصلت فعلاً – من تدبير عناصر مُقرّبة منه، علماً أن هذا سيناريو "التصفية" قد يشملُ إرهابيين آخرين مثل بلال بدر ومحمد الشعبي. 
إذاً، الأمورُ هي قيد المراقبة وتحتَ الرّصد، وما تُجمع عليه المرجعيات الفلسطينية يقودُ إلى أمرٍ واحد: "عدم خرق وقف إطلاق النار كي لا تنكسر الخطّة القائمة وتعود الأمورُ إلى المربّع الأول".. فما السيناريو المُنتظر؟ الساعات المُقبلة كفيلة بتقديم الإجابة... 
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین الحلوة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يفجر 3 منازل في مخيم جنين

فجر الجيش الإسرائيلي، 3 منازل في مخيم جنين.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • ضجة في عين الحلوة.. خطوة أمنية حصلت!
  • الجيش اللبناني ينتشر في جنوب الليطاني
  • الجيش يقتحم مناطق في الجزيرة بضربات جوية كبيرة وسقوط قتلى ومصابين في قصف لقوات الدعم السريع
  • الجيش الإسرائيلي يفجر 3 منازل في مخيم جنين
  • تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
  • انهيار النظام السوري: وثائق استخباراتية تكشف ضعف الجيش وتداعيات الهجوم المفاجئ
  • هذه هي أولى السفن المحظورة التي تسمح لها صنعاء بعبور البحر الأحمر 
  • أحمد سعد يشارك جمهوره "كوبليه" حصري لأغنية "أنا مشيت"
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • ‏"يديعوت أحرونوت": تعليمات إسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاهد التي جرت خلال تسليم الأسيرين الإسرائيليين في خان يونس