بسيامة مساعدين عموم.. كيف تتعامل الكنيسة مع الأساقفة كبار السن؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
التغيرات الإدارية التي تشهدها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حاليًا في إيبارشية حلوان والمعصرة، تسببت في حالة واسعة من الجدل بالشارع الكنسي، إذ تساءل البعض حول السياسات المُتبعة تجاه المطارنة والأساقفة الذين يبلغون السن الكبير، وغير القادرين على استكمال ممارساتهم الرعوية، بحكم الشيخوخة وأمراضها.
سيامة مساعدين
القانون الكنسي ولوائح المراتب الكنسية، تُجيز رسامة أساقفة مساعدين أو أساقفة عموم لمساعدة الأساقفة الكبار في السن عند بلوغهم سن الشيخوخة، على أن يتم ترقية الأسقف الكبير إلى رتبة مطران، وهو ما حدث فعليًا في عهد العديد من اساقفة الكنيسة القبطية الارثوذكسية، فعلى سبيل المثال قام البابا الراحل شنودة الثالث برسامة اثنين من اكبر قادات الكنيسة حاليا في رتبة الخوري ابسكوبوس اي الاسقف المساعد، وهما الانبا مرقس مطران شبرا الخيمة حاليا الذي تمت سيامته خوري أبسكوبوس في 18 يونيو 1978 م.
الأنبا موسى أسقف عام خدمات الشباب، بدأ حياته الاسقفية أيضا في رتبة الخوري، وذلك في نفس تاريخ سيامة الأنبا مرقس وهو 18 يونيو 1978 م، اذ تمت سيامته خوري أبسكوبوس لإيبارشية بني سويف، في عهد المطران الراحل الانبا اثناسيوس.
بينما تمت سيامة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، كأسقف عام ليساعد الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل وذلك في 30 مايو 2004 م، بينما سيم الانبا ثيؤدسيوس اسقف الجيزة في 7 يونيو 2009 م كماسعد للأنبا دومدايوس المطران الراحل للجيزة.
قال مصدر كنسي مطلع من إيبارشية حلوان والمعصرة، إن البابا فعليا حاول سيامة الأنبا بيسنتي في رتبة المطران، وسيامة أسقفا ليساعده في تدبير شؤون الايبارشية، بحكم السن الكبير، وعرض على الأنبا بيسنتي الأمر مرتين أولهما في عام 2014 وذلك بعد عامين فقط من تولي البابا تواضروس السدة البطريركية، والثانية في عام 2017 اذ قد حضر البابا لتدشين كاتدرائية دير القديس العظيم الانبا برسوم العريان في المعصرة، الا ان الانبا بيسنتي اعتذر عن الامر، مؤكدا ان وكيل المطرانية يقوم بجهد كبير في معاونته، وكان الوكيل حينها هو القمص الراحل ابرام ميخائيل راعي كنيسة السيدة العذراء مريم بوادي حوف.
وبعدها دخل الأنبا بسنتي في امراض الشيخوخة، وابرزها البراكنسون مما دفع البابا لإصدرا عدة قرارات بشان الايبارشية أحدثها هو وقف جميع التوكيلات والتفويضات الخاصة بالانبا بيسنتي اذ جاء نص القرار كالتالي: «بصفتي بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس المجلس الملي العام وهيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس، والممثل القانوني لبطريركية الأقباط الأرثوذكس، تقرر الآتي: إلغاء جميع التوكيلات بكافة أنواعها والتفويضات الصادرة من نيافة الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، وبالميلاد فؤاد عوض عربان عوض، رقم قومي ٢٤١٠٦٠٨٢١٠٠٣٩٧ في جميع الإجراءات الناقلة للملكية كالتنازل.
وإلغاء كافة التوكيلات والتفويضات البنكية الصادرة من الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، الخاصة بحسابات الإيبارشية حلوان- مايو المعصرة- وتوابعها، وكذلك الحسابات الخاصة بالأنبا بيسنتي في كافة البنوك المصرية والبيع والهبة وكل التصرفات».
لم يكن ذلك هو القرار الأول والأخير للبابا بخصوص ايبارشية حلوان، فقد أصدر في شهر ديسمبر من العام الماضي قرارًا بخصوص تدبير العمل الرعوي بإيبارشية حلوان والمعصرة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف الإيبارشية، وجاء في نص القرار البابوي الذي يحمل رقم 2022/7، بخصوص إيبارشية حلوان والمعصرة، نظرًا للظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف ايبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، يوقف مع بداية السنة 2023 أي تعاملات مع نيافته إدارية أو مالية أو رعوية، وتقوم اللجنة المالية بالمشاركة مع الأب الوكيل بتصريف أمور الإيبارشية بالبنود التالية حتى إشعار آخر.
وجاء في بنود القرار البابوي تفعيل لائحة المجمع المقدس وبالأخص تعيين لجان الكنيسة على أن تتم الاستعانة من اللجان القديمة بتعيين استشاري للاستفادة من خبرتهم، وذلك طبقًا لتقرير اللجنة المالية إذا تراءت لها صفة الأمانة والاستخدام الصحيح لأموال الكنيسة.
كما أن جميع الإيرادات تصب داخل خزينة الكنيسة والصرف على أنشطة وأخوة الرب من خلال كشوف معتمدة طبقًا لما اعددته اللجنة المالية للمطرانية من لائحة مالية وطرق الصرف والتوجيه المحاسبي، مع إعداد موقف مالي كل ثلاثة أشهر، على أن يراجع ويعتمد من اللجنة المالية للمطرانية، ويمنع منعًا باتًا على أي كنيسة أو مستشفى تابع للكنيسة طبع أي دفاتر تحصيل إيرادات إلا من خلال المطرانية وبمتابعة اللجنة المالية.
مع فتح حساب بنكي لكل كنيسة مع عدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة داخل خزينة الكنيسة إلا في حدود المصروفات الأسبوعية ويتم تحديد المبلغ بين لجنة الكنيسة والأب الكاهن المسئول تحت إشراف اللجنة المالية للمطرانية، على أن يتم تعيين أمناء الصناديق للكنائس من المحاسبين أو تعيين مساعد لهم من المحاسبين، وذلك لتوحيد الفكر والعمل المحاسبي للمطرانية وخاصة اللجنة المالية تعمل الآن على إنشاء برنامج محاسبي موحد ولا يستطيع العمل عليه إلا محاسب متخصص، وتعيين لجان خاصة بأخوة الرب تحت إشراف الأب الكاهن المسئول.
وقام بتوضيح خلفياته في عظته الأسبوعية التي أعقبت ذلك القرار والتي جاءت بتاريخ 28 ديسمبر 2022، حيث قال البابا نصًا: "أحب أن أوضح أمرًا بخصوص الأنبا بيسنتى فى حلوان، الأنبا بيسنتى هو أسقف جليل، وله كل التقدير والاحترام، وظروفه الصحية التى تعرّض لها منذ عدة سنوات جعلته غير قادر على مباشرة ومتابعة الخدمة فى الإيبارشية، ومتابعة أحوالها وأحوال الآباء، وأيضًا المتابعة الرعوية والروحية في الإيبارشية".
وأضاف: "لهذا السبب أقمنا لجنة داخلية، لجنة من داخل الإيبارشية من الآباء والخدام، وأن يتعاونوا مع أبونا الوكيل هناك لإدارة الإيبارشية جيدًا، الإيبارشية بها ضعفات كثيرة وفي أماكن كثيرة، لذلك القرار الذي أصدرناه به تفاصيل كثيرة، هذه التفاصيل ملتزم بها كل كنيسة في إيبارشية حلوان، وملتزم بها كل خدمة في هذه الإيبارشية بكل تدقيق، واللجنة التى تم تشكيلها ستقدم تقريرًا شهريًّا عن الإيبارشية، وطبعًا نصلى أن ربنا يمد يده ويشفيه، ويعطى له القدرة على إدارة الإيبارشية، وعلى ترتيب الحياة فى إيبارشية كبيرة مثل إيبارشية حلوان والمعصرة وكل توابعها".
مصدر كنسي آخر، قال في تصريح خاص إن الوضع في إيبارشية البحيرة ومطروح ليس مشايها للوضع في ايبارشية حلوان اذ ان مرض الباراكنسون الذي يعانيه الانبا بيسنتي يؤثر على الذهن، بينما الانبا باخوميوس لم يصاب باي امراض تؤثر على الذهن باي شكل من الاشكال وكافة الامراض الخاصة بالشيخوخة التي اصيب بها كانت تتعلق بالحركة ما شابه، وهو الامر الذي يجعل من الانبا باخوميوس والذي كان قائمقام الكنيسة في الفترة من مارس 2012 وحتى نوفمبر من نفس العام، قادرا على ممارسة مهامه الرعوية بشكل طبيعي حتى من فوق الكرسي المتحرك، وهو لم يعد متوافرا لدى الانبا بيسنتي.
كراسي شاغرة
هذا ومن المقرر ان يقوم البابا بسيامة مطرانة جدد في نوفمبر المقبل، بينما سيقوم بسيامة اساقفة جدد في مارس لسد فراغ الكراسي الشاغرة في الكنيسة ولعل ابرزها كرسي المنصورة الذي شغر بعد رحيل الانبا داوود وكرسي نجع حمادي الذي شغر بعد رحيل الانبا كيرلس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكنيست حلوان اللجنة المالیة الأنبا بیسنتی الانبا بیسنتی على أن
إقرأ أيضاً:
دبلوماسيون أميركيون كبار يصلون إلى دمشق للقاء القادة السوريين الجدد في أول زيارة منذ تنحي الأسد
ديسمبر 20, 2024آخر تحديث: ديسمبر 20, 2024
المستقلة/- وصل وفد رفيع المستوى من الدبلوماسيين الأميركيين إلى سوريا للتحدث مباشرة مع الحكام الجدد، على أمل تشجيع مسار معتدل وشامل والسعي للحصول على معلومات عن الأميركيين المفقودين.
هذه هي أول بعثة دبلوماسية أميركية رسمية إلى دمشق منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية المدمرة التي اندلعت في عام 2011 وبلغت ذروتها في هجوم خاطف مفاجئ أطاح بالحاكم بشار الأسد هذا الشهر.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة إن الدبلوماسيين سيلتقون بممثلي جماعة هيئة تحرير الشام المنتصرة – التي صنفتها واشنطن جماعة إرهابية – بالإضافة إلى ناشطين والمجتمع المدني وأعضاء الأقليات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن المسؤولين الأميركيين سيتحدثون مع السوريين حول “رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم”.
وقال المتحدث إن الوفد يضم باربرا ليف، وهي أكبر مسؤولة في وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ودانييل روبنشتاين، الدبلوماسي الأميركي المخضرم في العالم العربي الذي تم تعيينه مسؤولاً عن التعامل مع سوريا. كما حضر اللقاء روجر كارستينز، المسؤول الأميركي عن الرهائن، والذي كان يبحث عن أدلة على الأميركيين المفقودين بما في ذلك أوستن تايس، الصحافي الذي اختطف في أغسطس/آب 2012.
وتأتي هذه الرحلة بعد أسبوع من تصريح وزير الخارجية أنتوني بلينكين بأن الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام أثناء جولته في دول مجاورة سوريا.
في محادثات في منتجع العقبة الأردني، دعت القوى الغربية والعربية بالإضافة إلى تركيا يوم السبت إلى “حكومة شاملة وغير طائفية وتمثيلية” تحترم حقوق جميع المجتمعات السورية المتنوعة.
ترجع جذور هيئة تحرير الشام إلى تنظيم القاعدة، مما دفع الولايات المتحدة إلى عدم الدخل طوال الحرب الأهلية حتى في حين سعت واشنطن أيضًا إلى عزل الأسد الأكثر علمانية، الذي قمعت دكتاتورية عائلته المعارضة بلا رحمة لمدة نصف قرن.
منذ سقوط الأسد، تبنى زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسمه الحربي أبو محمد الجولاني، نبرة تصالحية، داعيًا إلى الوحدة السورية وحماية الأقليات وحل الفصائل المتمردة. وقال بلينكن إنه من السابق لأوانه تقييم صدق الجولاني وأن أي تخفيف للعقوبات سيعتمد على الأفعال.
وقال بلينكن في مقابلة مع بودكاست “مقابلة الشؤون الخارجية” يوم الأربعاء: “لا توجد ضمانات على الإطلاق. لقد رأينا مرات عديدة كيف يمكن استبدال دكتاتور بآخر”.
وقال: “لذا فإن هذا محفوف بالمخاطر، لكننا نعلم على وجه اليقين أنه في غياب مشاركتنا وقيادتنا، ستكون هذه هي الطريقة التي ستسير بها الأمور”.
“لدينا فرصة، والشعب السوري لديه فرصة، إذا عملت الدول المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، على تحريك هذا في اتجاه جيد”.
ومن غير المرجح أن يتم اتخاذ قرار بشأن إزالة تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية حتى عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي أوضح أنه لا يريد تدخلاً أميركياً كبيراً في سوريا.
وصف ترامب سقوط الأسد بأنه “استيلاء غير ودي” من قبل تركيا، التي دعمت هيئة تحرير الشام وتعارض بشدة تحالف واشنطن مع المقاتلين الأكراد السوريين، الذين تعاونوا في تحقيق هدف واشنطن المتمثل في كبح جماح تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. وتحركت القوى العالمية بسرعة منذ سقوط الأسد لإحياء الدبلوماسية في سوريا، التي تسببت حربها في نزوح جماعي للمهاجرين هز السياسة الغربية.
التقى الشرع يوم الاثنين مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، وبعد يوم واحد مع وفد ألماني. وعاد الدبلوماسيون الفرنسيون إلى سفارتهم في دمشق، ورفعوا العلم ثلاثي الألوان لأول مرة منذ عام 2012. وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق في فبراير/شباط 2012 ولم تتخذ أي خطوة فورية لإعادة فتحها، حيث تمثل جمهورية التشيك المصالح الأميركية في البلاد.