لبنان والعراق يوقعان بروتوكولًا لتسهيل معادلة شهادات الدراسات العليا
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أغسطس 29, 2023آخر تحديث: أغسطس 29, 2023
المستقلة/- بعد مئات الشكاوى من قبل طلبة الدراسات العليا العراقيين الذين يتابعون دراستهم في جامعات لبنان، بشأن التأخر في معادلة شهاداتهم لأشهر، واستغلالهم من قبل سماسرة لطلب مئات الدولارات مقابل تصديق الشهادات، كشفت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية عن توقيع بروتوكول مميز مع نظيرتها العراقية لتسهيل إجراءات مصادقة الشهادات ومعادلتها فيما بعد.
وقال وزير التربية والتعليم العالي اللبناني، الدكتور عباس الحلبي، في حديث لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة: إنَّ “وزارة التربية تحرص على أفضل العلاقات مع العراق وطلابه الذين يأتون للدراسة في الجامعات اللبنانية”، مبيناً “أننا نحاول أن نعالج كل ما يتصل بهذا الملف، لكن لبنان ليس في وضع طبيعي، والأعداد التي تلقت الشهادات من جامعات لبنان في الفترة السابقة كثيرة، وكانت الوزارة شبه مشلولة بسبب الإضرابات وقلة عدد الموظفين لديها، وقد أدى النقص في عدد الموظفين إلى هذا التراكم، وكذلك كثرة الشهادات التي أصدرت في فترة قصيرة، مما شكل أحياناً مخالفات لدى الجامعات لقانون التعليم العالي في لبنان”.
وأضاف، أنه “نظراً لقلّة أعداد موظفينا التي لا تكفي لتلبية معاملات آلاف الطلاب، تم اللجوء بعد التنسيق مع السفارة العراقية في بيروت إلى وضع بروتوكول تعاون بين وزارتنا ووزارة التعليم العالي في العراق، وهو نوع من وضع آلية سهلة تمكّن الطلاب العراقيين من تصديق شهاداتهم بسرعة في الوزارة ببيروت”، مؤكداً أنه “تمت مباشرة العمل بالبروتوكول”.
ورداً على سؤال بشأن التأخر في معادلة الشهادات رغم توقيع البروتوكول، قال الحلبي: “هذا البروتوكول له آلية تنفيذية تتضمن فتح حساب للوزارة في شركة OMT وتوقيع العقد مع الشركة، وهناك أمور تقنية ولوجستية كانت سبب التأخير”، وأضاف “الآن جميع فروع الشركة العاملة في لبنان جاهزة لتلقي طلبات ومعاملات الطلبة العراقيين”، وأشار إلى أنَّ “تعميماً سيصدر خلال الأيام المقبلة لتحديد آلية البروتوكول بالتفصيل في كيفية تزويد مندوبي الجامعات لاستكمال الملفات الخاصة بكل طلب، لأن الجامعات بدأت ترسل إلينا ملفات لكن هناك نقص في تكوينها، ما يجعل لجنة المعادلات الجامعية غير قادرة على البت بالطلبات”.
واعترف الوزير اللبناني بحصول تجاوزات كثيرة في السابق في هذا الشأن، مشيراً إلى “دخول سماسرة على خط التواصل بين الطلبة والوزارة”، مؤكداً أنَّ “هذا ما أجبرنا على إجراء تغييرات في الفريق العامل لدى الوزارة، والقوى الأمنية تجري حالياً تحقيقات مناسبة وترتب المسؤوليات على هذا الأساس، وقد طالبنا قوانا الأمنية الضرب بيد من حديد لإنهاء هذه المهزلة التي تسيء لسمعة التعليم والجامعات في لبنان”، مطالباً الطلبة العراقيين بـ”إيقاف التواصل مع هؤلاء السماسرة وابتزازهم، فبامكانهم الآن أن يكملوا إجراءات التصديق في وزارة التربية خلال 24 ساعة دون اللجوء إلى السماسرة”.
وبخصوص نظام الوكالة الذي يمكن أن يستفيد منه الطالب لمرة واحدة فقط، قال الحلبي: “لا يمكن توكيل شخص لمدة دائمة خشية من السمسرات، والآن من خلال البروتوكول الجديد أصبح بإمكان الطالب عدم القدوم إلى لبنان، وأتمنى من السلطات العراقية تعميم هذا الأمر على الطلاب”.
وبشأن إلغاء المنصة الإلكترونية التي أنشأتها الوزارة في السابق للتواصل مع الطلاب العراقيين، قال الحلبي: “تم إلغاؤها بعد توقيع البروتوكول لتنظيم الأمور بين الجامعات والوزارة”، وفي ما يتعلق بالمكاتب التي تعلن عن نفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تقوم بإعداد وكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه بدلاً من الطلاب، قال: “أنا لا أعلم بهذا الأمر ولو لدي علم أقوم بإيقافها”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
سؤال برلماني حول خطة جذب الطلاب إلى تخصصات العصر
تقدمت مي أسامة رشدي، عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، حول خطة وزارته لجذب الطلاب إلى تخصصات العصر التي يحتاجها سوق العمل في مصر.
وقالت "رشدي" في سؤالها، أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي حظى باهتمام غير مسبوق من منذ وصول الرئيس السيسي، وأدى ذلك إلى زيادة عدد الجامعات خلال فترة وجيزة; ليصبح عددها 94 جامعة بدلا من 48 جامعة عام 2014.
وتابعت، كما شهدت المنظومة التعليمية استحداث مسارات جديدة لأول مرة، تمثلت في الجامعات التكنولوجية، وفروع الجامعات الأجنبية، بالإضافة إلى التوسع في الجامعات الأهلية، وإنشاء العديد من البرامج الجديدة بالجامعات الحكومية.
وأشارت إلى إن الدولة المصرية تتجه في السنوات الأخيرة إلى إحداث تطوير جذري في منظومة التعليم العالي وذلك في ضوء تطورات نظم التعليم وتطورات الحياة المعاصرة على المستوى الدولي، فلم يعد مقبولا استمرار أشكال ونظم التعليم في مصر في صورتها القديمة التقليدية التي أفرزت عديد من النواتج السلبية وأدت إلى تخريج متعلمين يفتقدون المهارات التي يتطلبها سوق العمل مما أدى إلى تفاقم ظاهرة البطالة وما يرتبط بها من مشكلات.
واستطردت "رشدي"، من شأن تلك الكليات تخريج طلاب قادرين على قيادة المجتمع نحو التقدم وتقليل الفجوات المعرفية والتكنولوجية بين الدول المتقدمة والدول النامية من خلال تخريج أجيال من الطلاب المصريين متسلحين بأحدث ماوصل إليه العالم تتهافت عليهم أسواق العمل إقليميًا ودوليًا.
وطالبت النائبة مي رشدي، بخطة طموحة لجذب طلابنا إلى التخصصات الحديثة المتوائمة مع احتياجات سوق العمل الحاضرة والمستقبلية مثل (الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي-والهندسة النووية-وهندسة الطيران وعلوم الفضاء-وتطوير البرمجيات-والهندسة الكيميائية-والعلوم المالية-والهندسة الجيولوجية) ..ألخ، يتشارك فيها جميع المهمومين بقضايا التعليم في مصر وعلى رأسهم أولياء الأمور والطلاب .
وأكملت، أن أحد المسببات الرئيسية للبطالة في بلدنا وتسعى القيادة السياسية جاهدةً إلى تخفيض معدلاتها هو اختيار تخصصات تقليدية لدينا منها وفرة في الخريجيين سوق العمل في مصر ليس في حاجة إليها.
ونوهّت إلى أن مستقبل سوق العمل محفوف بالتحديات وعلينا الاستعداد مبكرًا لمواجهتها حيث أن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه تدريجيًا ومعه سيؤدي إلى ظهور وظائف جديدة واندثار وظائف تقليدية، وهو ما أدركته الكثير من حكومات الدول عبر الاهتمام بتحفيز الطلاب المصريين للالتحاق بالتخصصات الحديثة.