من المحتمل أن يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حزمة قضايا مهمة على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل، بحسب ليون هدار، وهو زميل أول في برنامج الشرق الأوسط بـ"معهد أبحاث السياسة الخارجية" الأمريكي (FPRI).

هدار تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "بعد عامين من المفاوضات، توجد دلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تحقق أخيرا بعض النجاح في جهودها للحد من التوترات مع إيران، والتوصل إلى اتفاق لتأمين حرية الأمريكيين المسجونين هناك (مقابل الإفراج عن إيرانيين وأموال إيرانية مجمدة بالخارج)، وربما البدء في التحرك لاحتواء الأزمة النووية مع طهران".

وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد المهرباء.

وأضاف هدر أن "هذه الجهود تجري على خلفية الديناميكيات المتطورة لسياسة الشرق الأوسط، بما في ذلك الدبلوماسية النشطة التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واستمرار عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، مما يؤثر على السياسة الخارجية لإدارة بايدن".

وأردف: "في المقابل، يسعى البيت الأبيض، وفقا للتقارير، إلى إمكانية حدوث عملية تطبيع بين الرياض وتل أبيب كجزء من صفقة مع واشنطن يمكن أن تعمل على تحسين العلاقات الدفاعية الأمريكية مع السعوديين".

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية فإن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل توقيع المملكة على اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على صفقات أسلحة أكثر تقدما ودعم برنامج نووي مدني في المملكة، بالإضافة إلى تحركات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن ذلك علنا بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

اقرأ أيضاً

صفقة تبادل السجناء.. هل ترسخ بناء الثقة لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة؟

عودة ترامب

و"من الممكن أن يعود (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب (2017-2017) إلى المكتب البيضاوي بعد الانتخابات الرئاسية في 2024. ويعتبر كبار صناع السياسة السعوديين والإسرائيليين أن ترامب (جمهوري) أكثر تفهما لاحتياجاتهم الأمنية من بايدن (ديمقراطي)"، بحسب هدار.

وأضاف أنه "في عهد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة في 2018 من جانب واحد من الاتفاق الذي وقَّعته إيران مع القوى العالمية في 2015، والذي فرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني، وتضمن موافقة طهران على إجراء تفتيش دولي صارم لمواقعها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها".

وأردف أن "ترامب انسحب من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات على إيران بهدف إجبارها على إعادة التفاوض على الاتفاق بالشروط التي تفضلها إدارة ترامب والسعوديون والإسرائيليون، لكن توقعات إدارة ترامب لم تتحقق، وبدلا من ذلك قامت طهران بتسريع أنشطتها النووية".

ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفت، في يناير/كانون الثاني الماضي، أن اليورانيوم الموجود في الغبار المأخوذ من محطة فوردو النووية الإيرانية تم تخصيبه إلى درجة نقاء 83,7%، مما يشير إلى أن الإيرانيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية.

اقرأ أيضاً

واشنطن أم الرياض أم تل أبيب.. أين العقبة الأكبر أمام التطبيع؟

سيناريو كابوس

وكان القلق الرئيسي في واشنطن، وفقا لهدار، هو أنه "إذا وصلت إيران إلى عتبة أن تصبح دولة نووية، فإن إسرائيل ستهاجم المواقع النووية الإيرانية، ما قد يشعل حربا إقليمية قد تنجر إليها الولايات المتحدة".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب (حليفة واشنطن) ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.

وتابع أنه إذا اندلعت الحرب "فسيكون ذلك بمثابة سيناريو كابوس بالنظر إلى دور واشنطن في الحرب في أوكرانيا والتوترات العسكرية المتزايدة مع الصين بشأن تايوان، فحرب جديدة في الشرق الأوسط هي آخر ما تحتاجه إدارة بايدن".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في جارتها أوكرانيا تبررها بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وبالنسبة لموقف السعودية، قال هدار إن "قرار بن سلمان الامتناع عن الانضمام إلى الغرب في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، والعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتنامية بين الرياض وبكين، كان مدفوعا باعتبارات المصلحة الوطنية السعودية".

وتابع: "لكن ليس هناك شك في أن الدافع وراء ذلك جزئيا هو القلق المتزايد من جانب بن سلمان بشأن مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية للمملكة لحمايتها من العدوان الإيراني المحتمل".

واستطرد: "يشعر كل من الإسرائيليين والسعوديين بالقلق من أن الصفقة التي تنطوي على تبادل الأسرى ستوفر لإيران إمكانية الوصول إلى أموال جديدة، ما قد يساعدها في دعم جهودها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط من خلال وكلائها في لبنان والعراق واليمن".

و"احتمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية، يمكن أن يساعد في إنشاء أساس للشراكة بين حليفتي الولايات المتحدة الرئيسيتين في المنطقة، من خلال المزاوجة بين موارد الطاقة في الخليج والتكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية، وهي قوة يمكن أن تحتوي بشكل فعال التهديدات من إيران ووكلائها"، كما أضاف هدار.

واعتبر أن "مثل هذه الصفقة، التي ستتضمن أيضا ضمانات أمنية أمريكية جديدة للسعودية (أكبر مصدّر للنفط في العالم)، يمكن أن تستجيب للمخاوف التي أعرب عنها بن سلمان وتزود الأمريكيين بالنفوذ للضغط على السعوديين لكبح مبادراتهم الدبلوماسية تجاه بكين، والنأي بأنفسهم عن روسيا، ولعب دور أكثر نشاطا في محاولة تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وهذه هي القضايا التي من المحتمل أن تثار خلال اجتماع بايدن وبن سلمان في قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل".

اقرأ أيضاً

المهمة صعبة.. هل توقف واشنطن تآكل نفوذها في الشرق الأوسط؟

المصدر | ليون هدار/ معهد أبحاث السياسة الخارجية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة العشرين بن سلمان بايدن إيران إسرائيل تطبيع الولایات المتحدة الشرق الأوسط بن سلمان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”

سرايا - كشفت مصادر من واشنطن أن البيت الأبيض فرض، في تطور جديد، عقوبات على قادة من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وأكدت المصادر أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت استهداف من قالت “إنهم قادة حماس ومموّلوها الرئيسيون”.

وبحسب التسريبات بشأن الأسماء التي وردت في لائحة العقوبات الأمريكية، فإن الأمر يتعلق بعبدالرحمن غنيمات، وموسى عكّاري، وسلامة مرعي، ومحمد نزّال، وباسم نعيم، وغازي حمد.

ونشرت المصادر الأمريكية تصريحاً للقائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية برادلي سميث، جاء فيه: “تُواصل حماس الاعتماد على المسؤولين الرئيسيين الذين يبدو أنهم يحافظون على أدوار مشروعة وعلنية داخل المجموعة.. ويمثّلون مصالحها في الخارج، وينسّقون نقل الأموال والبضائع إلى غزة”.


ويمثّل هذا الإجراء الشريحة التاسعة من العقوبات التي يفرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي تستهدف “حماس” ومؤيديها.

ويقيم عبد الرحمن إسماعيل عبد الرحمن غنيمات، وهو عضو قديم في الجناح العسكري لحركة “حماس”، “كتائب عز الدين القسام”، في تركيا، ويتنقّل بين عدد من العواصم. وتتهمه تل أبيب بالقيام بالعديد من العمليات.

موسى داود محمد عكاري (عكاري) هو مسؤول كبير في “حماس” مقيم في تركيا، إلى جانب سلامة مرعي، ومحمد نزال، وهو أحد كبار القادة العاملين في مجلس العلاقات الدولية التابع لـ “حماس”، ويمثل نزال مصالح “حماس” أمام مجموعة متنوعة من الجماهير الدولية.

وجاء في اللائحة اسم باسم نعيم، وهو قيادي في “حماس” مقيم في غزة. وغازي حمد المقيم في غزة، وهو يشرف على المعابر الحدودية مع مصر.

إقرأ أيضاً : تركيا ترفض استضافة قادة “حماس” على أراضيها والحركة تبحث عن بديل وهذه الدول الـ 3 المتبقية - تفاصيل إقرأ أيضاً : باكستان تلاحق مافيا فريدة شوهت سمعتها في السعوديةإقرأ أيضاً : “أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل أبيب” فكرة أن الحرب ضد "إسرائيل" مستحيلة؟



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #مصر#مجلس#تركيا#غزة#محمد#سميث



طباعة المشاهدات: 1593  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 20-11-2024 11:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
أصيبت بورم .. الملكة كاميلا تودع كلبتها "بيث" منازل إيطالية للمنزعجين من فوز ترامب مقابل مقابل يورو واحد فقط نتيجة مفجعة .. سقوط تلفريك من ارتفاع 3000 متر في جبال الألب بسبب مرض نادر .. بريطانية تعزل نفسها لعامين لطفي الزعبي يوجه انتقادًا لاذعًا لفئة من الجماهير... الحكومة تعفي المركبات المنتهي ترخيصها لأكثر من عام... رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك... التعادل الثاني على التوالي للنشامى بعد نهاية... بالفيديو .. امانة عمان تبدأ بهدم منازل في مخيم... تركيا ترفض استضافة قادة “حماس” على أراضيها والحركة...باكستان تلاحق مافيا فريدة شوهت سمعتها في السعودية“أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل...ترامب يعين هاورد لوتنيك وزيرًا للتجارة“نرجسية” ترامب وهوسه بـ”الولاء الشخصي” يُطيحان...زيلينسكي يُحذر: أوكرانيا ستُهزم إذا قطعت عنها...5 شهداء في جنين والاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة...مشروع قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف حرب غزة وإطلاق...ترامب يرشح محمد أوز لإدارة مراكز الرعاية الطبية "مختلّة عقلياً" .. نجمة عالمية متهمة... خبر طلاق ديانا كرزون يضج .. وهذه هي حقيقته مجوهرات نادرة .. قصة سرقة مقتنيات كوكب الشرق بسبب دين ركين سعد تظفر بجائزة “جيل المستقبل” في مهرجان... أنقذها حفيدها .. نهال عنبر تنجو من حريق كبير... بعد إصابة حارس منتخب النشامى .. وسم "ابو ليلى" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي يزيد أبو ليلى يغيب عن الملاعب 3 أسابيع لإصابته بشعر في عظم الفك تعادل بطعم الخسارة .. ووسم" الأردن والكويت" يعتلي منصات التواصل في الأردن سلامي: الفاخوري لا يتحمل المسؤولية والنقطة أفضل من هزيمة التعادل الثاني على التوالي للنشامى بعد نهاية مباراتهم مع ⁧‫الكويت‬⁩ 1-1 لينفرد ⁧‫العراق‬⁩ بوصافة المجموعة أصيبت بورم .. الملكة كاميلا تودع كلبتها "بيث" منازل إيطالية للمنزعجين من فوز ترامب مقابل مقابل يورو واحد فقط نتيجة مفجعة .. سقوط تلفريك من ارتفاع 3000 متر في جبال الألب بسبب مرض نادر .. بريطانية تعزل نفسها لعامين فاتورة باهظة لمطعم الشيف بوراك في مصر تثير ضجة: هذه حقيقتها موظفة سابقة في "ديور" و"لوبوتان" تسرق بضائع بقيمة تتجاوز 1.5 مليون يورو رغم إيقاف تشغيلها .. 4 أجهزة تستمر في استهلاك الكهرباء دون أن تشعر "شاب بين فكي دب ضخم" .. مشهد أفزع زوار حديقة حيوان مخلوق بقاع المحيط يثير حيرة العلماء .. قد تظنه "رموشاً صناعية لامعة" "مزحة انتحار" تنتهي باعتقال أفراد عائلة عراقية

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • هل ستستمر واشنطن في دعم أوكرانيا؟ بايدن يلغي ديونًا بمليارات الدولارات
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • مصادر لـ عربي21: الولايات المتحدة تعتزم نشر قوات عسكرية جنوب اليمن
  • ساتلوف: سياسة ترامب بالشرق الأوسط تعتمد على توضيح موقفه من 3 ملفات.. ما هي؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”
  • إيران تتهم الولايات المتحدة بمعارضة استكمال عملية السلام اليمنية
  • جمال عبد الجواد: "ترامب" يمثل خطرًا كبيرًا على الولايات المتحدة
  • "واشنطن بوست" تنشر رسائل لمواطنين أمريكيين حول ما يجب على بايدن فعله في أيام رئاسته الأخيرة
  • صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟