في قمة العشرين.. 5 ملفات شائكة ومتشابكة بين بايدن وبن سلمان
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
من المحتمل أن يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حزمة قضايا مهمة على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل، بحسب ليون هدار، وهو زميل أول في برنامج الشرق الأوسط بـ"معهد أبحاث السياسة الخارجية" الأمريكي (FPRI).
هدار تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "بعد عامين من المفاوضات، توجد دلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تحقق أخيرا بعض النجاح في جهودها للحد من التوترات مع إيران، والتوصل إلى اتفاق لتأمين حرية الأمريكيين المسجونين هناك (مقابل الإفراج عن إيرانيين وأموال إيرانية مجمدة بالخارج)، وربما البدء في التحرك لاحتواء الأزمة النووية مع طهران".
وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد المهرباء.
وأضاف هدر أن "هذه الجهود تجري على خلفية الديناميكيات المتطورة لسياسة الشرق الأوسط، بما في ذلك الدبلوماسية النشطة التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واستمرار عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، مما يؤثر على السياسة الخارجية لإدارة بايدن".
وأردف: "في المقابل، يسعى البيت الأبيض، وفقا للتقارير، إلى إمكانية حدوث عملية تطبيع بين الرياض وتل أبيب كجزء من صفقة مع واشنطن يمكن أن تعمل على تحسين العلاقات الدفاعية الأمريكية مع السعوديين".
ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية فإن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل توقيع المملكة على اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على صفقات أسلحة أكثر تقدما ودعم برنامج نووي مدني في المملكة، بالإضافة إلى تحركات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن ذلك علنا بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
اقرأ أيضاً
صفقة تبادل السجناء.. هل ترسخ بناء الثقة لاتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة؟
عودة ترامب
و"من الممكن أن يعود (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب (2017-2017) إلى المكتب البيضاوي بعد الانتخابات الرئاسية في 2024. ويعتبر كبار صناع السياسة السعوديين والإسرائيليين أن ترامب (جمهوري) أكثر تفهما لاحتياجاتهم الأمنية من بايدن (ديمقراطي)"، بحسب هدار.
وأضاف أنه "في عهد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة في 2018 من جانب واحد من الاتفاق الذي وقَّعته إيران مع القوى العالمية في 2015، والذي فرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني، وتضمن موافقة طهران على إجراء تفتيش دولي صارم لمواقعها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها".
وأردف أن "ترامب انسحب من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات على إيران بهدف إجبارها على إعادة التفاوض على الاتفاق بالشروط التي تفضلها إدارة ترامب والسعوديون والإسرائيليون، لكن توقعات إدارة ترامب لم تتحقق، وبدلا من ذلك قامت طهران بتسريع أنشطتها النووية".
ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفت، في يناير/كانون الثاني الماضي، أن اليورانيوم الموجود في الغبار المأخوذ من محطة فوردو النووية الإيرانية تم تخصيبه إلى درجة نقاء 83,7%، مما يشير إلى أن الإيرانيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية.
اقرأ أيضاً
واشنطن أم الرياض أم تل أبيب.. أين العقبة الأكبر أمام التطبيع؟
سيناريو كابوس
وكان القلق الرئيسي في واشنطن، وفقا لهدار، هو أنه "إذا وصلت إيران إلى عتبة أن تصبح دولة نووية، فإن إسرائيل ستهاجم المواقع النووية الإيرانية، ما قد يشعل حربا إقليمية قد تنجر إليها الولايات المتحدة".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب (حليفة واشنطن) ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.
وتابع أنه إذا اندلعت الحرب "فسيكون ذلك بمثابة سيناريو كابوس بالنظر إلى دور واشنطن في الحرب في أوكرانيا والتوترات العسكرية المتزايدة مع الصين بشأن تايوان، فحرب جديدة في الشرق الأوسط هي آخر ما تحتاجه إدارة بايدن".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في جارتها أوكرانيا تبررها بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وبالنسبة لموقف السعودية، قال هدار إن "قرار بن سلمان الامتناع عن الانضمام إلى الغرب في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، والعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتنامية بين الرياض وبكين، كان مدفوعا باعتبارات المصلحة الوطنية السعودية".
وتابع: "لكن ليس هناك شك في أن الدافع وراء ذلك جزئيا هو القلق المتزايد من جانب بن سلمان بشأن مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية للمملكة لحمايتها من العدوان الإيراني المحتمل".
واستطرد: "يشعر كل من الإسرائيليين والسعوديين بالقلق من أن الصفقة التي تنطوي على تبادل الأسرى ستوفر لإيران إمكانية الوصول إلى أموال جديدة، ما قد يساعدها في دعم جهودها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط من خلال وكلائها في لبنان والعراق واليمن".
و"احتمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية، يمكن أن يساعد في إنشاء أساس للشراكة بين حليفتي الولايات المتحدة الرئيسيتين في المنطقة، من خلال المزاوجة بين موارد الطاقة في الخليج والتكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية، وهي قوة يمكن أن تحتوي بشكل فعال التهديدات من إيران ووكلائها"، كما أضاف هدار.
واعتبر أن "مثل هذه الصفقة، التي ستتضمن أيضا ضمانات أمنية أمريكية جديدة للسعودية (أكبر مصدّر للنفط في العالم)، يمكن أن تستجيب للمخاوف التي أعرب عنها بن سلمان وتزود الأمريكيين بالنفوذ للضغط على السعوديين لكبح مبادراتهم الدبلوماسية تجاه بكين، والنأي بأنفسهم عن روسيا، ولعب دور أكثر نشاطا في محاولة تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وهذه هي القضايا التي من المحتمل أن تثار خلال اجتماع بايدن وبن سلمان في قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل".
اقرأ أيضاً
المهمة صعبة.. هل توقف واشنطن تآكل نفوذها في الشرق الأوسط؟
المصدر | ليون هدار/ معهد أبحاث السياسة الخارجية- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قمة العشرين بن سلمان بايدن إيران إسرائيل تطبيع الولایات المتحدة الشرق الأوسط بن سلمان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما هي الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
#سواليف
ستحسم سبع ولايات تُسمى “متأرجحة” نتيجة #الانتخابات_الرئاسية_الأمريكية ، إذ إنها لا تصوّت بشكلٍ واضحٍ لأحد الحزبين، بخلاف الولايات المؤيدة لنائبة الرئيس الديمقراطي #كامالا_هاريس؛ مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو للرئيس الجمهوري السابق #دونالد_ترامب؛ مثل كنتاكي أو أوكلاهوما.
مَن يتخطى 270 من أصوات المجمع الانتخابي؟
تقوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية على نظام اقتراعٍ غير مباشرٍ فريدٍ، يعتمد على أصوات كِبار الناخبين في المجمع الانتخابي، وتفتح أبواب البيت الأبيض للمرشح الذي يتخطى عتبة 270 من أصوات كِبار الناخبين.
مقالات ذات صلة سرايا القدس تبث مشاهد لمعارك ضارية وتفجير جيب إسرائيلي بالضفة الغربية / فيديو 2024/11/05ويتعين على المرشح الرئاسي أن يحصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة؛ أي 270 من 538 صوتاً؛ للفوز.
وقدّمت وكالة “فرانس برس” قراءة في هذه الولايات السبع التي ستسحم الاقتراع:
بنسلفانيا (19 صوتاً في المجمع الانتخابي)
لطالما كانت هذه الولاية التي تشهد المنافسة الأكبر تميل للديمقراطيين، لكن فاز دونالد ترامب في بنسلفانيا بفارق ضئيل في عام 2016، وكذلك الرئيس الحالي جو بايدن في عام 2020.
تشتهر الولاية بمدن “حزام الصدأ”، مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، وقد عانت على مدى عقود من الانحدار المستمر لقاعدتها الصناعية.
خاض ترامب وهاريس حملات انتخابية متكرّرة في الولاية الشرقية، حيث عقد الثنائي مناظرتهما الرئاسية الوحيدة.
ويحاول ترامب؛ الذي نجا من محاولة اغتيال أثناء تجمُّع حاشد في يوليو في بنسلفانيا، استمالة السكان البيض الريفيين ويحذّرهم من أن المهاجرين يسيطرون على البلدات الصغيرة.
تسعى هاريس؛ بدورها إلى الاستفادة من مشاريع كبرى للبنى التحتية أطلقها جو بايدن. وفي بيتسبرغ، حدّدت خططاً لاستثمار 100 مليار دولار في التصنيع، وهي قضية رئيسة لسكان الولاية.
جورجيا (16 صوتاً)
تسلّطت الأضواء على الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد في الانتخابات في نهاية ولاية ترامب الأولى، وما زالت تثير الجدل.
وجّه المدعون العامون في جورجيا الاتهام إلى ترامب في قضية تدخل في الانتخابات بعد أن اتصل بمسؤولي الولاية وحثّهم على “إيجاد” عددٍ كافٍ من الأصوات لإلغاء فوز بايدن في 2020. وتمّ تعليق القضية لما بعد الانتخابات، ما يمثل دفعة لترامب.
وكان بايدن أول ديمقراطي يفوز بالولاية منذ 1992. ومن المرجح أن تصب التغييرات الديموغرافية في مصلحة هاريس؛ التي سعت لاستقطاب الناخبين من الأقليات في جميع أنحاء جورجيا.
كارولينا الشمالية (16 صوتاً)
كارولينا الشمالية هي الولاية الوحيدة من بين “الولايات المتأرجحة” السبع التي صوّتت للحزب الجمهوري في 2020.
ولم تصوت الولاية للديمقراطيين منذ عام 2008 لكنها انتخبت حاكماً ديمقراطياً منذ 2017.
وبعد مرور إعصار هيلين المدمّر الذي خلف 96 قتيلاً على الأقل في الولاية، نشر ترامب اتهامات لا أساس لها حول تعامل الحكومة مع الكارثة، لكن من الصعب تحديد تأثيرها على الناخبين المحليين.
وكما هي الحال في جورجيا، تعتمد كامالا هاريس على دعم الأمريكيين من أصل إفريقي والشباب.
ميشيغان (15 صوتاً)
تعد ولاية ميشيغان معقلاً آخر للديمقراطيين شهد تراجعاً صناعياً، ومنح دعمه لدونالد ترامب في عام 2016، في خطوة غير متوقعة. لكن عادت الولاية وصوتت لمصلحة جو بايدن في 2020.
وسيكون توجه عديد من الناخبين المسلمين أو ذوي الأصول العربية في هذه الولاية حاسماً بالنسبة لهاريس، في حين يعارض هؤلاء منذ عام الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها في غزة.
وفي الولاية المعروفة بصناعة السيارات، حصلت المرشحة الديمقراطية على دعم اتحاد “يو آي دبليو” الرئيس في القطاع.
ويركز دونالد ترامب على تكاليف المعيشة لجذب الطبقة الوسطى، ويصوّر منافسته على أنها مسؤولة مشارِكة في عهد ديمقراطي شابه التضخم.
أريزونا (11 صوتاً)
أحدثت ولاية أريزونا الواقعة في جنوب غرب البلاد مفاجأة في عام 2020 بتصويتها لبايدن؛ ومنحه 10457 صوتاً إضافياً، في حين أنها غالباً ما أيّدت الجمهوريين.
لكن طرح المرشح الجمهوري موضوع الهجرة غير الشرعية بعبارات قاسية قد يصب في مصلحته انتخابياً في هذه الولاية المتاخمة للمكسيك، على الرغم من كونها تضم عدداً كبيراً من المواطنين من أصول لاتينية.
وزارت هاريس حدود ولاية أريزونا في سبتمبر، وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة والعمل على إحياء مشروع قانون الحدود الحزبي الذي صدر العام الماضي، وقالت إن ترامب “أفشله” لأغراض سياسية.
ويسكنسن (10 أصوات)
وفي ولاية ويسكنسن أيضا، خسر الديمقراطيون في عام 2016، لكنهم فازوا في 2020.
ونظّم الجمهوريون الذين أسس حزبهم في هذه الولاية، مؤتمرهم الرئيس فيها في يوليو.
ويأمل الديمقراطيون في جذب الجمهوريين المعتدلين الذين يعارضون خطاب دونالد ترامب، من خلال الإشارة إلى أنه يمثل “تهديداً وجودياً للديمقراطية”.
نيفادا (6 أصوات)
تضم ولاية نيفادا أقل عدد من السكان مقارنة بالولايات المتأرجحة الأخرى وتُعرف بكازينوهاتها في لاس فيغاس، وهي لم تصوت لمرشح جمهوري منذ جورج بوش في 2004.
لكن يعتقد المحافظون أنهم قادرون على تغيير الوضع السائد بالاعتماد خصوصاً على المواطنين من أصول لاتينية الذين يبتعدون بشكل متزايد عن الحزب الديمقراطي، وخصوصا الرجال منهم.
وكان ترامب يتقدّم فيها على بايدن. لكن في غضون أسابيع من ترشحها، قلبت كامالا هاريس، ذلك عبر الترويج لخططها الاقتصادية لمساعدة الأعمال الصغيرة ومكافحة التضخم.