اجتمع القادة العرب في أعقاب "النكسة" في مثل هذا اليوم من عام 1967 في الخرطوم، وفيما كانت إسرائيل تنتظر "مكالمة هاتفية" منهم، أرسلوا إليها ثلاثة لاءات دفعة واحدة.

الموساد وفضيحة "الفارس الأحمر".. لماذا قتل الإسرائيليون شابا مغربيا بـ13 رصاصة أمام زوجته في الشارع؟

كان موقف العرب في تلك الفترة حرجا وصعبا للغاية، بل لا تزال تداعيات تلك "الهزيمة" الكبيرة تلقي بظلالها على المنطقة حتى الآن.

إسرائيل التي تتظاهر دائما بأنها وحيدة وضعيفة مهددة بالفناء من جيرانها "الكثر المحيطين بها"، كانت البادئة بالحرب الثالثة بين الطرفين. هاجم جيشها في 5 يونيو عام 1967 ثلاث دول مجاورة في حرب خاطفة استمرت 6 أيام، انتكس العرب ودمر 80 بالمئة من عتادهم العسكري، وقتل نحو 25 ألف من جانبهم فيما فقدت إسرائيل فقط 800 شخص.

في أعقاب حرب الستة أيام كما يطلق عليها في إسرائيل، استولت تل أبيب على مرتفعات الجولان والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء.

تلك الحرب انتهت في 10 يونيو 1967، وحققت إسرائيل انتصار كبيرا مكنها من نشر قواتها في مرتفعات الجولان وعلى طول نهر الأردن وعلى امتداد قناة السويس، وأصبح الجيش الإسرائيلي يسيطر بشكل كامل على منطقة واسعة تمتد من شرم الشيخ في الشمال إلى مضيق تيران على الحافة الجنوبية لشبه جزيرة سيناء.

انتشى القادة الإسرائيليون بعد تلك الهزيمة القاسية التي لحقت بالعرب ودلّت تصريحاتهم على أنهم يتوقعون أن يرفع خصومهم الراية البيضاء، حيث صرّح وزير الدفاع موشيه ديان قائلا إنه "في انتظار مكالمة هاتفية" من القادة العرب، وفي نفس الوقت تعهد قادة إسرائيل بعدم العودة إلى ما وصفوها بخطوط الهدنة الهشة لعامي 1948 – 1949، أو إلى القدس المقسمة.

وزير الخارجية الإسرائيلي في ذلك الوقت أبا إيبان، تحدث عن "كرم لا يصدق في وضع شروط السلام" من جانب إسرائيل، وأن " كل شيء قابل للتفاوض" في المفاوضات المباشرة مع الدول العربية التي كان ينتظرها.

إسرائيل "المرعوبة من الفناء" كانت استعدت لتلك الحرب الخاطفة ضد جيرانها بتشكيل رئيس الوزراء، ليفي إشكول حكومة وحدة وطنية موسعة، وبهذه الخطوة أرادت التعامل بعد انتصارها مع أي ضغوط قد تمارس ضدها لدفعها إلى الانسحاب السريع من المناطق التي احتلتها.

المناقشات بشان مصير الأراضي التي احتلتها إسرائيل بدأت في 18 يونيو، وانتهت بالاتفاق على واحد من مقترحين، بفارق صوت واحد، سلم إلى الولايات المتحدة لتعرضه على العرب.

 المقترح الإسرائيلي "السخي" يتعلق بـ "معاهدات سلام مع مصر وسوريا، تتضمن ترتيبات أمنية، على أساس الحدود الدولية"، على قاعدة أن تل أبيب لا نية لها في ضم مرتفعات الجولان وسيناء.

النشوة الإسرائيلية لم تدم طويلا، الأمر الذي عبر عنه اللواء حاييم هرتسوغ الذي تولى لاحقا منصب الرئاسة بقوله: "سرعان ما تبدد اعتقاد إسرائيل بأن الحرب قد انتهت وأن السلام سيسود على طول الحدود. بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء العمليات الحربية، وقع أول حادث كبير على طول قناة السويس".

الكرم الإسرائيلي الذي كان تحدث عنه في ذلك الوقت رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية أبا إيبان، ازداد في العام التالي حيث توصلت الحكومة الإسرائيلية في 31 أكتوبر عام 1968 إلى قرار آخر في هذا السياق، ووضعت شرطا للسلام مع مصر تمثل في مطالبتها بأرض تضع بين إيلات وشرم الشيخ تكون تحت سيطرتها.

الملوك والرؤساء العرب الذين اجتمعوا في الخرطوم ردوا على "النكسة" باللاءات الثلاثة الشهيرة "لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل".

رئيس الوزراء ليفي إشكول وصف جامعة الدول العربية على خلفية تلك اللاءات، بأنها غير مسؤولة، مشيرا إلى أن قرارات الخرطوم تعزز تصميم إسرائيل "على عدم السماح بالعودة إلى الظروف التي مكنت أعداءها من تقويض أمنها والعمل ضد سيادتها ووجودها ذاته".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الضفة الغربية سيناء

إقرأ أيضاً:

سقوط جرحي في إسرائيل مع استهداف تل أبيب بصاروخ من اليمن

استهداف تل أبيب بصاروخ من اليمن.. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بسقوط صاروخ أطلق من اليمن في مدينة تل أبيب، فجر اليوم السبت، مما أدى إلي وقوع عدد من الإصابات واندلاع حريق في موقع السقوط، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف نقلت 20 مصابا إسرائيليا بجروح إلى مستشفي ولفسون وإيخلوف عقب سقوط الصاروخ.

وأدى سقوط الصاروخ الذي أطلقته جماعة أنصار الله الحوثيين، إلى تشغيل صافرات الإنذار في عدة مناطق وسط إسرائيل، كما نتج عنه سقوط عدد من المصابين نتيجة نتيجة تطاير شظايا الزجاج من النوافذ التي تحطمت في المباني المجاورة بفعل قوة الانفجار.

وأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه في منصة إكس، عن فشل أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ، الذي انفجر داخل المدينة، وتلقت الشرطة الإسرائيلية بلاغات عن أضرار مادية في بعض المباني نتيجة الانفجار.

وجاء هجوم الصاروخ الباليستي بعد عدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة، فجر يوم الخميس الماضي، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل تسعة أشخاص، إذ وصلت محطتي كهرباء رئيسيتين في صنعاء وميناء الحديدة ومنشأة رأس عيسى النفطية، وهو ما اعتبره الإعلام التابع للحوثيين عدوانا إسرائيليا.

ومن جانبهم، أعلن الحوثيون في بيان رسمي، أن القوة الصاروخية التابعة لها، قصفت هدفا عسكريا إسرائيليا في مدينة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز فلسطين 2، وأن منظومات العدو فشلت في التصدي له.

وقالوا: «إننا نحيي مجاهدي غزة وعملياتهم البطولية المستمرة ضد العدو، ونؤكد استمرارية مساندتهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار، وأن عمليتنا على يافا تأتي انتصارا للشعب الفلسطيني ومجاهديه».

اقرأ أيضاًإصابة 9 إسرائيليين أثناء الوصول للملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن على تل أبيب

دوي انفجارات في تل أبيب الكبرى في هجوم صاروخي من اليمن

أمريكا تدمر منظومة صاروخية في منطقة خاضعة للحوثيين باليمن

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي يعترف لأول مرة بمسؤولية «تل أبيب» عن اغتيال هنية
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • بعد استهدافها تل أبيب | ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • غيرترود بِيل.. الجاسوسة التي سلّمت العرب للإنجليز
  • سقوط جرحي في إسرائيل مع استهداف تل أبيب بصاروخ من اليمن
  • الإسعاف الإسرائيلي: ارتفاع عدد الجرحى في تل أبيب عقب سقوط صاروخ أطلق من اليمن إلى 14
  • الإسعاف الإسرائيلي: 6 جرحى في تل أبيب عقب سقوط صاروخ أطلق من اليمن