محافظة الجوف.. ساحة مفتوحة للانتهاكات الحوثية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
بعد تخليها عن مظلة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، وخذلانها للمعركة الوطنية لاستعادة الدولة من قبضة المتمردين الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، تدفع محافظة الجوف وقبائلها فاتورة باهظة جراء استبدالهم المشروع الوطني بأدوات إيران ومليشيا التمرد.
وضمن استراتيجيتها لضرب القبائل وإذلالها، تتواصل انتهاكات جماعة الحوثي بحق المدنيين والقبائل في محافظة الجوف بصورة مستمرة، إذ تعمد إلى مصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم في مختلف مديريات المحافظة، عبر تسيير حملات عسكرية من وقت لآخر.
فاتورة باهظة
في الوقت الذي اشترت فيه ذراع إيران ولاءات قبائل الجوف للانقلاب على المعركة الوطنية ليسلموا لها محافظتهم وقراهم، قدمت لهم ضمانات كثيرة، غير أن ضمانات السلامة ومختلف أشكال الامتيازات التي وعدت بها القبائل، سرعان ما تلاشت، لتتحول المحافظة إلى ساحة مفتوحة أمام مسلحي الجماعة، يمارسوا فيها صنوف الانتهاكات ضد القبائل.
الانتهاكات الحوثية التي تتعرض لها قبائل الجوف، امتدت لتطال منازلهم وقراهم، إذ عمدت مؤخرًا لتهجير الأهالي بشكل قسري في مديرية المراشي، وأجبرتهم على ترك منازلهم والنزوح إلى الصحراء بعد أن هددتهم بالقصف والاستهداف المباشر.
وفي وقت سابق، شهدت محافظة الجوف عمليات تهجير واسعة شملت عددًا من القرى والقبائل، أبرزها قبائل ذو زيد في مديريتي المراشي وبرط العنان، بالإضافة للمناطق السكنية في المناطق المطلة على وادي مذاب الزراعي.
ورصد التقرير النصف سنوي لحقوق الإنسان 2023م، الصادر عن لجنة الحقوق والإعلام بمحافظة الجوف، والذي أشار إلى أن جماعة الحوثي ارتكبت آلاف الجرائم بحق الإنسان في المحافظة منذ استولت عليها في مارس 2020م، عمليات قتل وتصفية لمدنيين في نقاط أمنية مختلفة تتبع ذراع إيران.
وذكر التقرير، أن المليشيا قتلت المواطن علي بن هادي حسين وأصابت زوجته، بالإضافة لإصابة الطفل ماجد مسعود هادي أثناء مرورهم بمنطقة برط ملفاج بمديرية برط المراشي.
فيما قُتل الشاب عدنان ناجي الشايف (18 عامًا) في 23 أبريل 2023م، على يد عناصر مسلحة يتبعون ذراع إيران، أثناء مروره من إحدى النقاط التابعة لهم في مديرية برط المراشي.
وأوضح التقرير، قيام الجماعة بتاريخ 29 مارس، بقتل وتصفية المواطن الشاب، محمد عبدالله صقرة في نقطة تابعة لها بوادي صرة.
وفي 29 مارس قامت الجماعة باختطاف الطفل خالد عادل محسن الميو – وعبدالجليل محمد حزام – وفهد محمد اليريمي واخفتهم لمدة أسبوع تعرضوا خلاله لمختلف أشكال التعذيب النفسي والجسدي.
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها ذراع إيران في محافظة الجوف خلال الفترة من 1 يناير، وحتى 30 يونيو من العام الجاري (5945) حالة انتهاك، توزعت بين حالات قتل وإصابات مباشر، وعمليات تهجير ومصادرة لأراضي وممتلكات المواطنين.
إذلال متعمد
وفي الوقت الذي تمارس فيه جماعة الحوثي مختلف أشكال الانتهاكات بحق أبناء محافظة الجوف، يرى مراقبون أن بقاء ذراع إيران يعتمد على مدى قدرتها على الضغط على القبائل والمجتمعات اليمنية في مختلف المحافظات، إذ تعمد الجماعة للتنكيل بهم وإضعافهم وسلب قدرتهم على المقاومة.
ومنذ محاولاتها الأولى للسيطرة على محافظة الجوف، ركزت المليشيا على توريط القبائل بجرائم ضد أهاليهم وأبناء جلدتهم، وزجت بهم في حربها ضد الجيش الحكومي الذي انقلبت عليه القبائل لتمكن ذراع إيران من إحكام قبضتها على المحافظة.
وفي سياق متصل، يرى الصحفي محمد المياس، أن جماعة الحوثي استخدمت قبائل الجوف في حربها ضد المحافظة، ثم ورطتهم في انتهاكاتها ضد الأهالي والمدنيين وضربتهم ببعضهم لتضمن بذلك تفرقهم وضعفهم عن مقاومة انتهاكاتها".
وقال المياس، في إطار حديثه لـ"نيوزيمن": "ما يمارسه مسلحو الجماعة اليوم في محافظة الجوف، هو امتداد لاستراتيجية الخطاب العنصري والسلالي الذي تؤمن به الحركة الحوثية وتقوم عليه".
وأضاف: "هذا الخطاب والذي يعتمد على مبدأ فرق تسد، هو الانعكاس الطبيعي للسياسة الإمامية التي أطبقت على رقاب اليمنيين لقرون طوال، وورثته لأحفادها القادمين من صعدة وكهوف مران".
وتابع: "الجوف وغيرها من المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطة الحوثيين، تتعرض للانتهاكات والممارسات عينها، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة من صنعاء إلى عمران وحتى ذمار وكل شبر خاضع لسلطة المليشيا".
وأشار إلى أن "جماعة الحوثي لا يمكنها الشعور بالأمان في حال استمرت القبيلة اليمنية متماسكة، لا سيما وقد مثلت القبيلة العامل الرئيسي في تشكيل الخطاب السياسي للدولة اليمنية منذ ما بعد ثورة الـ26 من سبتمبر، وأحد أهم المؤثرات على السياسة الإمامية قبل الجمهورية".
ولفت إلى أن "الطبيعة الحوثية طاردة وغير قابلة للتعايش، وهي بذلك تسعى لابتلاع كل ما يمكنه تهديد نفوذها أو إقلاق أمنها بشكل عام، والقبائل أحد أهم هذه المهددات.. لكن، للأسف الشديد، الحوثيين نجحوا في توريط قبائل الجوف وحولوا المحافظة إلى ساحة مفتوحة أمام مجرميهم".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: جماعة الحوثی محافظة الجوف قبائل الجوف ذراع إیران
إقرأ أيضاً:
رئيس جهاز تنمية المشروعات ومحافظ الفيوم يبحثان سبل التعاون المشترك
استقبل الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لبحث سبل التعاون بين الجانبين.
كما ناقش الجانبان إتاحة المزيد من فرص العمل لشباب محافظة الفيوم من خلال التوسع في دعم قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة و متناهية الصغر وتشجيع المواطنين على بدء مشروعات جديدة أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، ودعمهم في إقامة مشروعات صناعية وإنتاجية تستفيد من الموارد الطبيعية بالمحافظة وتستغل الفرص الاستثمارية المتاحة بها وتلبي احتياجات المحافظة من ناحية أخرى.
وشهد اللقاء تسليم عقدين لتمويل المشروعات متناهية الصغر بالمحافظة من خلال الجهاز الأول مع جمعية تنمية المشروعات الصغيرة بقيمة 30 مليون جنيه والثاني مع جمعية تنمية المجتمع بمنشأة بغداد بقيمة 1.5 مليون جنيه لتمويل المشروعات القائمة أو الجديدة والتركيز على القطاعات الإنتاجية والزراعية.
كما تم تسليم (10) عقود عمل للمتدربين والمتدربات بمشروع التشغيل لدى الغير المنفذ مع جمعيتي فتيات الغد ومؤسسة مجد مصر في إطار اتفاقية الحد من الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية الممولة من الاتحاد الأوروبي.
جرت مراسم تسليم العقود والشهادات بحضور الدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم و الدكتور رأفت عباس ومحمد مدحت نائبي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات والدكتورة شيرين فتحي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة وسيد حسن مدير الهيئة العامة لتعليم الكبار بالمحافظة وعدد من قيادات جهاز تنمية المشروعات ومحافظة الفيوم .
وقام الأنصاري ورحمي بتسليم عدد من أصحاب المشروعات شهادات توفيق أوضاع مشروعاتهم وشهادات تصنيف ومزايا مما يمكنهم من الاستفادة من تيسيرات قانون تنمية المشروعات 152/2020 بالإضافة إلى شيكات تمويل مشروعات ممولة من الجهاز.
وقد تسلمت 5سيدات ماكينات خياطة في إطار مشروع المساهمة في خلق فرص عمل للمرأة في صعيد مصر الممول من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي – مبادرة دعم مجموعات الإنتاج النسائية من خلال التدريب وتوريد مستلزمات التشغيل.
وأشاد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات بالتعاون الفعال والمثمر مع محافظة الفيوم وكذلك اهتمام الدكتور أحمد الانصاري محافظ الفيوم ودعمه الدائم لكل الأنشطة التنموية التي ينفذها جهاز تنمية المشروعات بالتعاون مع المحافظة.
وأضاف رحمي أن الجهاز نجح خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى نهاية 2024 في تمويل حوالي 130 ألف مشروع صغير ومتناهي بإجمالي بلغ 2.6 مليار جنيه أتاحت ما يزيد على 177 ألف فرصة عمل.
وأكد "الأنصاري" خلال اللقاء أن التنسيق مستمر بين المحافظة والجهاز للعمل على توفير مختلف أوجه الدعم لقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مشيدا بالتعاون الوثيق بين الجانبين لإتاحة خدمات متكاملة بالمحافظة لهذا القطاع وذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية للنهوض به وزيادة مساهمته في تنمية الاقتصاد الوطني موضحا أن المحافظة تعمل على التركيز على المشروعات الصناعية والإنتاجية بالإضافة إلى الحرف اليدوية لمساعدة أصحابها على التحول للقطاع الرسمي.
وأوضح الأنصاري أن المحافظة من جانبها تدعم المواطنين خاصة الشباب وتعمل على تقديم حلول للتحديات التي قد تواجههم لبدء مشروعاتهم الجديدة بالتعاون مع مختلف جهات الدولة وخاصة جهاز تنمية المشروعات.
وأكد رحمي خلال تصريحاته على الاهتمام الكبير الذي يوليه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز بملف تنمية الصعيد بداية من محافظة الفيوم وحتى محافظة أسوان مؤكدا على اهتمام الجهاز بالتوسع في تقديم خدماته لأبناء كافة تلك المحافظات ودعمهم ماليا وفنيا ومساعدتهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الطبيعية المتاحة بالصعيد والمساهمة بفاعلية في التنمية الاقتصادية الشاملة.
وقام الدكتور أحمد الأنصاري وباسل رحمي بتفقد معرض الصناعات الحرفية والتراثية الذي تم تنظيمه بالتعاون مع وحدة أيادي مصر حيث ضم المعرض عددا متنوعا من منتجات العارضين المشاركين بمعرض تراثنا لعام 2024 وكذلك منتجات الدارسين بمشروع محو الأمية من جمعية المصري الأصيل والمتدربات من جمعية شباب مصر (مشروع التدريب بهدف التشغيل الذاتي) والمستفيدات من مشروع التمويل متناهي الصغر "غد جديد" بجمعية تنمية المشروعات الصغيرة ومنتجات مبادرة كفوف وجمعية أيادي مصر (جديلة) وجمعية المكفوفين.