عندما تنحّى الرئيس السابق ميشال عون عن رئاسة "التيار الوطني الحر" كان يعلم أن لا أحد قادر على منافسة صهره جبران باسيل حتى أقرب المقربين إليه عائليًا، مثل ابن شقيقه نعيم أو ابن شقيقته النائب الآن عون، طالما هو موجود. وهكذا استطاع "جنرال الرابية" أن يجيّر كل ما يملكه من دعم معنوي لدى الكثيرين من "العونيين" لتكريس "الرياسة" لمن يرتاح إليه أكثر من أي أحد آخر، سواء داخل "التيار" أو خارجه.

وهكذا خِيضت "المعركة" الأولى ضد الآن عون ونعيم ومن معهما.   الأول "حرد" ولكنه بقي "مكودرًا"، ولو على مضض، مفضلًا العمل بمقولة "الابتعاد عن "الشر وغنيلو"، واكتفى بـ "لقب" سعادة النائب، مع ميله الدائم لـ "المشاكسة" الناعمة.   أمّا الثاني، أي نعيم عون، فأختار الخروج من "التيار" بعد جلسة عاصفة مع عمّه، حيث قيل في وقتها إن أصواتهما وصلت إلى خارج القاعة التي كانا مجتمعين فيها. وتردّد حينها أن "الجنرال" قال لابن شقيقه: أنت ابن شقيقي في البيت. أمّا في "التيار" فأنت مثلك مثل أي منتمٍ آخر إلى "التيار". وهكذا انتهى الاجتماع على خلاف جوهري، حيث نُقل عن نعيم قوله لعمّه "إن جبران سيخرب التيار".      ومنذ اليوم الأول لتسّلمه رئاسة "التيار" عمل باسيل على إحراج من ليس معه توصلًا إلى إخراجهم، وذلك وفق آلية ممنهجة بدأت بإبعاد مؤسسي "التيار"، والأغلبية منهم هم من قدامى القوى العسكرية، والذين خاضوا معركة التأسيس مع "الجنرال" قبل نفيه إلى باريس، وخلال النفي وحتى بعد عودته إلى حين تسّلم جبران رئاسة "التيار". البعض منهم فضّل الانكفاء من دون "شوشرة"، احترامًا لـ "عشرة العمر" ومسيرة النضال داخل المؤسسة العسكرية. أمّا البعض الآخر فتمّ إبعادهم بطرق لم تخلُ من عدم اللياقة، وذلك من دون أن يبدر عن "الجنرال" أي ردّة فعل. ويقول بعض هؤلاء إن جبران لم يكن ليقدم على هكذا خطوات لو لم يكن لديه الضوء الأخضر من "الكبير".   ومن بين الأسماء التي تمّ إحراجها فإخراجها النائب السابق الدكتور ماريو عون، الذي لا يخفي امتعاضه في مجالسه الخاصة كما في الاعلام من طريقة  باسيل الاستعلائية من خلال ترشّحه الآحادي، وذلك لإعطاء نفسه شرعية بعدما أخرج الشخصيات الأساسية من عضوية "التيار"، وخلت له الأجواء ليسرح ويمرح من دون أن يجرؤ أحد على أن يقول له "ما أحلى الكحل بعينه". أمّا لماذا لم تتمكن "المعارضة العونية"، وعلى رأسهم نعيم عون وآخرون، من خلق نواة صلبة للوقوف في وجه باسيل، فيجيب العارفون أن الرعيل الأول والأساسي في "التيار" أصبح خارجه، والماكينة في يده ويتصرّف بها كما يشاء، فهذه الانتخابات، في رأيهم  لزوم ما لا يلزم، إلا في حال عمل باسيل على قلب الصفحة واعتمد الديمقراطية داخل "التيار"، وعلى استعادة الشخصيات التي تركت العمل الحزبي فيه، جراء تفرّده في اتخاذ القرارات، وهذا ما هو مستبعد كما يراه معارضوه من الداخل ومن الخارج.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"أرض الانتقام" الجزائري ينافس في "القاهرة السينمائي"

يدور الفيلم الجزائري (أرض الانتقام) حول بطل يفقد كرامته الاجتماعية، وتهدر سنين عمره وراء القضبان، لكنه لا يلجأ للانتقام لاسترداد بعض مما سلب منه، ولكن يسير عبر طريق مختلف لتصفية حسابات الماضي والوصول إلى عدالة، ربما تتحقق وربما لا.

يلعب دور البطولة في الفيلم كل من، سمير الحكيم ومحمد موفق ومحمد تكيرات وزهرة فيضي وحميد كريم، والفليم من تأليف وإخراج أنيس جعاد.
ويعتبر ثاني الأفلام الروائية الطويلة للمخرج الذي يملك أيضا في رصيده مجموعة من الأفلام القصيرة، وينافس الفيلم ضمن مسابقة (آفاق السينما العربية) في الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يختتم فعالياته الليلة.
يسرد الفيلم في 96 دقيقة قصة جمال الذي خرج من السجن عاقدا آماله على تلقي مبلغ من المال من رئيسه السابق في العمل مقابل دخول السجن بدلا منه، لكنه يتلقى الصدمة الأولى حينما يعود إلى منزله فيجد زوجته مريم قد هجرته واستولت على حساباته البنكية واختفت مع ابنهما عادل بلا أثر.
لا يجد جمال خيارا إلا التوجه إلى بيت أخته يامنة للعيش معها حتى يحل أزمته، ويتوجه بالفعل إلى رئيسه في العمل الذي يعده بسداد ما عليه من المال، إلا أنه لا يفي بوعده.
تنصحه يامنة بالتخلي عن هذا المال لأنه "مال حرام" لكنه يقرر ترك حياة المدينة والعودة إلى قريته الريفية التي نشأ فيها للبحث عن زوجته وكذلك لتصفية حسابات قديمة مع أشخاص من قريته.
وحول فكرة الفيلم، قال المخرج أنيس جعاد قبل العرض إن الفيلم "تجربة أخرى عن الانتقام، ليس الانتقام العنيف، لكنه نوع آخر من الانتقام".
و عقب الفيلم قال أنه يكتب استنادا إلى الموسيقى التي يستمع إليها وأنها "المحرك" الرئيسي لتفكيره في القصة والأحداث في أفلامه، وذلك عند سؤاله عما إذا كان هناك تماس بين هذا الفيلم والفيلم الأمريكي الشهير "الأب الروحي"  لاستخدامه موسيقى الفيلم التي وضعها نينو روتا.
وبالنسبة لأسلوب جعاد في الاعتماد على الكاميرا الثابتة في تصوير معظم المشاهد، قال إنه متأثر بالمدارس السينمائية الإيرانية والروسية وإن هذا الأسلوب مستخدم في معظم أفلامه، وإنه يدري أن البشر يتحركون في المطلق "لكننا كمشاهدين في حالة أكثر ثباتا".
وأوضح أنه يفضل هذا الأسلوب لأنه يتيح للممثلين فرصة ومساحة للتصرف بطبيعية وراحة أكثر للتعبير عما يشعرون به أمام الكاميرا، لأن كثرة الحركة قد تلهيهم عن التركيز على الإحساس والدور.
وذكر الممثل سمير الحكيم الذي جسد شخصية البطل إن الدور له مكان عزيز في قلبه لأنه أول دور رئيسي في سيرته المهنية.
وقال أن شخصية جمال معقدة جدا لأنه عندما خرج من السجن أراد تحقيق أهداف، بعد أن فقد مكانته في المجتمع، لكنه لم يقدر على تحقيقها، بالتالي يدور في حلقة مغلقة. وبانتهاء الفيلم يبدأ جمال بداية أخرى.

مقالات مشابهة

  • أنباء عن اغتيال نعيم قاسم أو طلال حمية
  • لاعب النصر يحظى باهتمام أوروبي
  • "أرض الانتقام" الجزائري ينافس في "القاهرة السينمائي"
  • مفاجأة.. عمرو سعد بشخصية جمال عبد الناصر في هذا الفيلم
  • المنسق الأممي: حل الدولتين لا يزال يحظى بإجماع عالمي
  • المنسق الأممي: حل الدولتين لا يزال يحظى بإجماع دولي
  • باسيل: استقلال لبنان مهدد لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض
  • يفوق سرعة الصوت .. بوتين يكشف نوع الصاروخ المطلق على دنيبرو الأوكرانية
  • باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها
  • "متل قصص الحب" يحظى باستقبال حافل في عرضه العربي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي