قال مجلس النواب الليبي إن حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحمد الدبيبة "متورطة" في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، وأشاد المجلس بالذين خرجوا في المدن الليبية "استنكاراً ورفضاً للتواصل مع إسرائيل".

وفي بيان خاص ألقاه الناطق باسم المجلس ليل الإثنين/الثلاثاء عقب انتهاء جلسة المجلس الطارئة، أكد المجلس "تورط حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها، عبد الحميد الدبيبة في لقاءات وتواصل مع مسؤولين إسرائيليين بهدف التطبيع مع كيان محتل، الأمر الذي تجرمه القوانين والتشريعات"، وفق البيان، مشيراً إلى أن هدف الحكومة من ذلك هو "وعود لاستمراها في السلطة وعرقلة إجراء الانتخابات".

وضمن البيان، أكد المجلس على عدة نقاط، استهلها بـ "صواب قراره السابق بسحب الثقة من حكومة الدبيبة"، مجدداً التأكيد على أنها حكومة "منتهية الولاية ولا تمثل الشعب الليبي، وأن أي عمل قامت به بعد سحب الثقة منها يعد باطلا، لمخالفته التشريعات النافذة ولفقد الحكومة سند شرعيتها".

وطالب المجلس النائب العام بالتحقيق مع حكومة الدبيبة "بتهم انتحال الصفة، والفساد، والتواصل مع الكيان الصهيوني، ومحاسبتها وكل من شارك معها في هذه الجرائم"، وفقاً للبيان.

كما جدد مجلس النواب التأكيد على "شرعية" الحكومة المكلفة من طرفه، داعياً "كافة المؤسسات والأجهزة الرقابية والعسكرية والأمنية والمالية إلى التعاون معها وعدم تنفيذ تعليمات حكومة الدبيبة إلى حين تشكيل حكومة جديدة"، كما دعا جميع الدول إلى "ضرورة التعامل مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب، بعد أن تأكد فشل حكومة الدبيبة وعدم قدرتها على فرض القانون والنظام"، وفق وصف البيان.

ودعا البيان الشعب الليبي إلى الإصرار على تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت، وأيضاً تشكيل لجنة من مجلس النواب ومجلس الدولة، للعمل على تنفيذ آلية اختيار الحكومة الجديدة بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالإضافة لإخطار الأمم المتحدة بأن تشكيل حكومة جديدة مصغرة تعمل على تنفيذ الانتخابات أصبح واجباً وطنياً ضرورياً في أسرع وقت.

وفيما يخص الانتخابات المؤجلة منذ 2021، أوصى بيان المجلس لجنة (6 + 6) المكلفة بصياغة قوانين الانتخابات، بضرورة تأكيدها على عدم السماح بالترشح للانتخابات لمن ثبت تورطه في التواصل مع إسرائيل من خلال شروط الترشح بالقوانين الانتخابية.

مجلس النواب يطالب النائب العام بالتحقيق مع حكومة الوحدة الوطنية ومحاسبتها على لقاء وزيرة الخارجية المقالة #نجلاء_المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي #إيلي_كوهين

التفاصيل: https://t.co/YaBeQyJkUz pic.twitter.com/Gtu6rjEcYy

— عين ليبيا (@EanLibya) August 28, 2023

وشهدت العاصمة الليبية ومدن الغرب عموماً، ليل الأحد، موجة احتجاجات رافضة للأخبار المتداولة حول لقاء وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي، في إيطاليا.

واشتعلت مواقع التواصل بالمنشورات الرافضة للتطبيع، وأصدرت أغلب الأحزاب والتكتلات السياسية بيانات رافضة، وخرجت مجموعات من الشباب إلى الشوارع وقاموا بإغلاق الطرقات بالإطارات المحترقة، وداهموا مقر وزارة الخارجية، مطالبين بدعم القضية الفلسطينية والتحقيق مع وزيرة الخارجية، فيما وصل سقف المطالب في مظاهرة أمام مجلس الوزراء إلى إسقاط الحكومة.

وكانت حكومة طرابلس أوقفت المنقوش عن العمل منذ، مساء الأحد، وأحالتها للتحقيق، في الوقت الذي تتضارب فيه الأنباء عن إقالة الوزيرة، وأيضاً عن مغادرتها ليبيا إلى تركيا، ومنها إلى بريطانيا التي تحظى بجنسيتها.

بعد لقاء كوهين والمنقوش "التاريخي".. ردود فعل غاضبة تشعل الشارع الليبي ولابيد يعلق "تسريب غير مسؤول" https://t.co/psmbseykgf pic.twitter.com/v6IyekBJbA

— 24.ae (@20fourMedia) August 28, 2023

وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، قال أمس الإثنين، إن "قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعاً، ولا يحق لأحد المساومة عليها، وإنما العمل على بناء دولتها وعاصمتها القدس".

شاهد | في افتتاح جلسة مجلس النواب الطارئة في #بنغازي... رئيس المجلس عقيلة صالح يؤكد التضامن الكلي مع الشعب الفلسطيني#أبعاد #ليبيا pic.twitter.com/PEHnLAmdAB

— أبعاد (@abaadnews_ly) August 28, 2023

وتجددت الاحتجاجات الليبية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل مساء أمس الإثنين، لليلة الثانية على التوالي، وبشكل أقل حدة من ليل الأحد.

وخرجت في وقت متأخر من ليل الإثنين/الثلاثاء بالعاصمة طرابلس مجموعات متفرقة في أحياء الهاني وسوق الجمعة وغوط الشغال والفرناج وقرجي وقصر بن غشير وطريق الشط والهضبة وتاجوراء وجنزور في موجة رفض جديدة.

وتفاوتت أشكال الاحتجاج بين إغلاق بعض الطرق والتقاطعات الرئيسية بالألواح وإطارات السيارات المحترقة وبين الوقفات الاحتجاجات التي تركزت في عدة مناطق، منها مبنى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ومقر الإذاعة والتلفزيون وجزيرة الميناء، ورفع بعض المحتجين أعلام فلسطينية وقاموا بإحراق مجسمات لعلم إسرائيل، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط الحكومة ودعم القضية الفلسطينية.

واستمرت الاحتجاجات إلى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل، وامتدت إلى خارج طرابلس في مناطق الزاوية وصرمان والعربان والقره بوللي.

فيديو > احتجاجات بمحيط ميناء #طرابلس في طريق الشط للمطالبة باسقاط حكومة الدبيبة و محاسبة المنقوش. #ليبيا #المرصد pic.twitter.com/aNRi8RKX1X

— صحيفة المرصد الليبية (@ObservatoryLY) August 28, 2023

وبالتزامن مع الأحداث، وثق مكتب الإعلام الأمني بإدارة العلاقات والتعاون الدولي في وزارة الداخلية الليلة جانباً من التمركزات الأمنية داخل العاصمة.

وقال المكتب عبر صفحة الوزارة إنها تأتي تنفيذاً للخطة الأمنية المعدة من قبل مديرية أمن طرابلس. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا نجلاء المنقوش الدبيبة مجلس النواب الليبي إسرائيل حکومة الدبیبة مجلس النواب pic twitter com

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟

طرحت زيارة رئيس حكومة الوحدة في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة إلى العاصمة المصرية "القاهرة" بعد قطيعة لأكثر من 3 سنوات بعض الأسئلة عن أهداف ودلالة الخطوة وما إذا كانت لتحقيق مصالح اقتصادية أو سياسية أو مجرد زيارة روتينية.

وبدأ "الدبيبة" نشاطاته في القاهرة التي يزورها لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات بكلمة في جامعة الدول العربية رفقة الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط خلال افتتاح أعمال المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية.

"قوانين توافقية"
وناقش الدبيبة خلال لقاء ثنائي مع أبو الغيط دعم الجهود المحلية والدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين توhفقية، وتفعيل دور الجامعة العربية في الملف السياسي الليبي وفي دعم واستقرار ليبيا في مختلف الجوانب.

وترددت أنباء عن لقاء بين السيسي والدبيبة خلال تواجد الأخير في القاهرة من شأنه إنهاء مرحلة القطيعة مع حكومة طرابلس وإعادة التنسيق معها في عدة مجالات خاصة الاقتصادية كون النظام المصري في حاجة ملحة لدعم الاقتصاد المحلي بعد الأزمات المتتالية.

مراقبون رأوا أن الطرفين "الدبيبة والسيسي" في حاجة لبعضهما البعض اقتصاديا وسياسيا، فالسيسي يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والمشروعات الاقتصادية التي من شانها إنعاش الوضع الاقتصادي هناك، والدبيبة في حاجة لداعم إقليمي سياسيا بعد حالة العزلة الإقليمية والدولية لحكومته والحديث عن تشكيل حكومة جدبدة.

فهل تحمل زيارة "الدبيبة" للعاصمة المصرية أي دلالات سياسية واقتصادية أم هي خطوة روتينية؟ وهل يلتقي السيسي فعلا أم يكتفي بلقاءات تخص الجامعة العربية؟.

"ضغوط دولية على الدبيبة"
من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي عن طرابلس، ربيعة بوراص أن "العلاقات بين ليبيا ومصر تاريخيا كانت دائما معقدة بسبب التقلبات السياسية في كلا البلدين، وما زاد من حجم هذه التعقيدات الاضطرابات التي مرت بها ليبيا بعد سقوط النظام السابق والانقسامات التي شهدتها ليبيا جراء تنافس شركاء الثورة "17 فبراير" في شرق وجنوب وغرب البلاد على السلطة بشكل سلبي ومسلح".


وأشارت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "زيارة الدبيبة اليوم إلى مصر جاءت بصفته وزيرا للخارجية الليبية للمشاركة فى الحوار الاقليمي حول الهجرة، ولا مفر أمام حكومة الدبيبة من التقارب مع القاهرة وخاصة بعد المصالحة السياسية التي حصلت بين مصر وتركيا، وكذلك الضغوط الدولية والمحلية التي تطالب بتوحيد الحكومة للوفاء بعقد الانتخابات التي ينتظرها الليبيون منذ سنوات"، وفق قولها.

وأضافت: "بشكل آخر التنافس بين القوى الإقليمية مثل مصر وتركيا يعقد جهود حكومة الدبيبة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، دعم تركيا لحكومة الدبيبة ودعم مصر للجهات المعارضة للحكومة يخلق بيئة من التوتر والانقسامات، مما يعرقل التقدم نحو وحدة وطنية واستقرار دائم، لذلك اليوم لا مفر أمام الحكومة من فتح حوار دبلوماسي مع الجانب المصري لجسر الهوة الاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني"، حسب رأيها.

"تراجع القاهرة وأطماع اقتصادية"
في حين رأى عضو التكتل السياسي لإقليم "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبد الكبير أن "القاهرة تراجعت منذ عدة أشهر عن رفضها المطلق لبقاء حكومة الدبيبة بعد محاولات عديدة من القاهرة لدفع رئاسة مجلسي النواب والدولة من أجل تشكيل حكومة جديدة موحدة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الزيارة غير المعلنة لرئيس الملف الليبي في المخايرات المصرية إلى طرابلس من أجل تشكيل حكومة برئاسة الدبيبة فشلت نتيجة رفع السقف من قبل القاهرة، كما أن عودة العلاقات المباشرة من جديد بين الدبيبة والقاهرة يحمل أبعادا اقتصادية في الظروف المتعسرة التي تعيشها مصر من الناحية الاقتصادية وكذلك له دوافع سياسية"، حسب تقديره.

وتابع: "أسباب تراجع القاهرة وإعادة علاقاتها بحكومة الدبيبة يرجع لعوامل وظروف مصر الاقتصادية والسياسية، وكذلك تأثير الحرب في غزة على الأوضاع المعيشية والخدمية في مصر، وتراجع الدور المصري في السودان مع بروز أقطاب اقليمية تختلف أهدافها مع السياسة الخارجية المصرية، كل هذه العوامل دفعت الدبلوماسية المصرية لإعادة ترتيب علاقاتها مع حكومة الدبيبة"، كما قال.


"دور مصري قوي"
الأكاديمي والباحث الليبي في الأزمات الدولية، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "الدبيبة أبدى مرونة في التعامل مع عدة ملفات وكسياسي نجح في احتواء بعضها، وكون مصر دولة ذات تأثير قوي في المشهد السياسي الليبي كان لابد أن يعيد الحسابات في علاقاتها بها".

وأكد أنه "من المعروف في ليبيا أنه من يريد أن يحكم البلاد أو يظل متواجدا بقوة في المشهد السياسي عليه أن يكون له علاقات جيدة وقوية مع الدولة المصرية سواء كانت دبلوماسية واقتصادية أو حتى أمنية كونها دولة ذات تأثير في المنطقة بأكملها وليست ليبيا فقط"، بحسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "نترقب اللقاء بين السيسي والدبيبة وطي صفحة الخلافات السابقة، فمن مصلحة الدبيبة إعادة العلاقات مع الجانب المصري وكذلك من مصلحة القاهرة ذلك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية ومنافع بينهما وهذا كله يصب في تحقيق مصالح سياسية ايضا"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • إجراءات جلسة البرلمان المرتقبة للاستماع لبرنامج الحكومة الاثنين المقبل
  •  «المجلس الأعلى للدولة» يصدر بيانا هامّا!
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • «عقيلة صالح» يبحث مع «خوري» سبل إنهاء الأزمة في البلاد
  • كرموس: هدفي من الترشح لرئاسة مجلس الدولة إيجاد حكومة موحدة تضطلع بالتمهيد للانتخابات
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية يستقبل "الدبيبة" رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية
  • عاجل:- مصدر برلماني يكشف موعد إلقاء بيان الحكومة
  • الحكومة الجديدة تلقي بيانها أمام مجلس النواب الاثنين المقبل
  • حكومة مدبولي الجديدة.. ما الإجراءات البرلمانية اللازمة لمنحها الثقة؟
  • بعد شهر من المداولات.. حكومة مصرية جديدة تؤدي اليمين الدستورية غدا