تمكن باحثون لأول مرة من استخراج أجزاء من الحمض النووي لـ34 صنفا من النباتات من الطوب الطيني القديم الذي استخدم في بناء قصر ملك آشوري قديم يعود إلى 2900 عام بني على شواطئ دجلة.

فعندما تم تصنيع هذا الطوب قبل حوالي 2900 عام فيما يعرف الآن بشمال العراق، كانت العملية تتضمن خلط الطين من ضفاف نهر دجلة بمواد مثل القشر أو القش أو روث الحيوانات، وهو ما يعرف باسم الطوب اللبن.

ويمكن أن تظل جزيئات النباتات الصغيرة وسط النفايات الحيوانية والقش محمية داخل ذلك الطوب لآلاف السنين، كما أثبت ذلك الآن فريق من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة والمتحف الوطني وجامعة كوبنهاغن في الدانمارك.

استخدم الباحثون تقنية كانت تستخدم سابقًا في تحليل المواد المسامية (صوفي لوند راسموسن)

بعد استخراج عينة من الطوب، استخدم الباحثون تقنية تحليلية كانت تستخدم سابقا في أشكال أخرى من المواد المسامية، مثل العظام. وقد مكنهم ذلك من فك تسلسل الحمض النووي للمواد النباتية المستخدمة في الطوب اللبن، وتحديد 34 مجموعة تصنيفية مميزة من النباتات. وقد نشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية "ساينتفيك ريبورتس".

تقول عالمة الأحياء صوفي لوند راسموسن من جامعة أكسفورد في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة في 22 أغسطس/ آب الجاري "لقد شعرنا بسعادة غامرة عندما اكتشفنا أن الحمض النووي القديم، المحمي بشكل فعال من التلوث داخل كتلة من الطين، يمكن استخلاصه بنجاح من لبنة عمرها 2900 عام".

قصر ملك آشوري

تم العثور على الطوب الذي تم تحليله في هذه الدراسة في قصر الملك الآشوري آشورنصربال الثاني الواقع في مدينة كالهو القديمة، وقد تمكن العلماء من تحديد تاريخه في وقت ما بين 879 و869 قبل الميلاد من خلال نقش في الطين يذكر القصر على وجه التحديد.

وشملت الفصائل النباتية التي احتوى الطوب عليها وتم تحديد الحمض النووي لها على عدة فصائل نباتية، مثل الكرنبيات (عائلة الكرنب والخردل) والخلنجية (الخلنج)، في حين أن المادة الوراثية من البيتولاسيا (البتولا)، والوراسيا (الغار)، والسيلينية (العائلة التي تحتوي على الجزر والبقدونس)، والقمحاويات (الأعشاب المزروعة) كانت موجودة أيضا.

يعمل الطوب بمثابة كبسولة زمنية للتنوع البيولوجي تحتوي على معلومات تتعلق بالموقع والمناطق المحيطة (جامعة أكسفورد)

يقول عالم الآشوريات ترويلز أربول، من جامعة كوبنهاغن "يعمل الطوب بمثابة كبسولة زمنية للتنوع البيولوجي تحتوي على معلومات تتعلق بموقع واحد والمناطق المحيطة به، وفي هذه الحالة، فإنه يوفر للباحثين وصولا فريدا إلى الآشوريين القدماء".

وركز الفريق على الحمض النووي النباتي لأنه كان الأكثر حفظا، ولكن يمكن استخدام نفس التقنيات للبحث عن الحمض النووي الحيواني أيضا.

وتم العثور على الطوب الطيني في مجموعة من المواقع الأثرية في جميع أنحاء العالم، ولديه القدرة على الكشف عن جميع أنواع المعلومات الجديدة حول النظم البيئية والبيئات التي تم صنعه فيها.

وفي هذه الحالة، فإن حقيقة ترك الطوب الطيني ليجف بشكل طبيعي بدلا من حرقه ساعد في الحفاظ على محتوياته العضوية، كما ساعد أخذ العينة من منتصف الطوب حيث كانت المادة محمية جيدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحمض النووی

إقرأ أيضاً:

بن قرينة: الجزائر الجديدة تواجه الإستعمار القديم المتجدد!

قال رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أن الجزائر الجديدة، تواجه في هذه المرحلة حملة فرنسية مسعورة وغير مسبوقة على كثير من الأصعدة.

وقال بن قرينة، في بيان نشره على صفحة الحزب بفايسبوك، أن هذه الحملة الفرنسية، تحاول النيل من استقرارها وعرقلة مسارها التنموي العازم على استدراك ما فات من مصالح في زمن الفساد.

كما تسعى هذه الحملات إلى محاولة التأثير على مواقف الجزائر السيادية تجاه القضايا العادلة.

وأضاف بن قرينة، أنه إذا كانت دوافع تلك الحملات باتت معروفة المصدر، فإن من المؤكد أن الخاسر الأكبر فيها إنما هو الشعب الفرنسي ومصالحه. التي أصبحت تتقلص يوما بعد يوم في الإقليم وفي العالم.

وتابع ذات المتحدث، إن الشعب الجزائري قد عزم منذ حراكه الشعبي المبارك والأصيل على تجديد مشروعه الوطني. ضمن أسس الجزائر الجديدة التي تسعى الى استكمال بناء الدولة على أسس نوفمبرية.

مشيرا إلى إن هذا الخيار لم يعجب الطرف الفرنسي الذي يحن الى سياسات الابتزاز والضغوط. التي لم يعد لها واقع في الجزائر الجديدة التي تمتلك اليوم أدوات جديدة في التعامل المناسب لصيانة سيادتها واستقلال قرارها.

حركة البناء تؤكد على دعمها اللامشروط للموقف المحق للدبلوماسية الجزائرية

وأمام هذه الحملة الفرنسية الخطيرة على بلادنا، أكدت حركة البناء الوطني على دعمها اللامشروط للموقف المحق للدبلوماسية الجزائرية في ردها بما يكافئ كل المواقف والتصرفات الاحادية الجانب من الطرف الفرنسي والتي تمس من مبدأ الندية في التعامل و محاولات الابتزازات المتكررة.

كما تندد الحركة، بالنزعة اليمينية المتطرفة في فرنسا، وتأثيرها المتنامي في القرار السياسي لاسيما بما تعلق الأمر بالمساس بمصالح الجزائر وجاليتها في فرنسا. وحذرت من مغبة انعكاساتها المستقبلية على المنطقة، وعلى العلاقات البينية بين دولها.

وتدعو الحركة، مختلف القوى الوطنية لمزيد من رصّ الصفوف والتلاحم والعمل على تقوية الجبهة الداخلية. وتعزيز تماسكها لإسناد المواقف الوطنية باعتباره واجب وطني مقدس.

وتهيب الحركة، بكل النخب الوطنية وجاليتنا بالخارج أن تعبر عن مواقفها الرافضة والمنددة بهذه الحملة الفرنسية.

وجددت تمكسها الدائم بالمواقف المبدئية والتاريخية للدولة الجزائرية من القضايا العادلة وعلى رأسها قضيتي الشعبين الفلسطين والصحراوي.

كما دعت حركة البناء الوطني، الشعب الفرنسي وكل النخب المعتدلة منه إلى ضرورة التحرك الفاعل للحد من وتيرة التوتير الذي يصنعه اليمين المتطرف الذي هيمن على قرار المؤسسات الفرنسية.

وفي الأخير، جددت الحركة، دعمنا للدبلوماسية الجزائرية، مؤكدة أن الحكمة الجزائرية لن ترهن أبدا علاقاتها مع الشعب الفرنسي ولا مع دول الاتحاد الأوروبي بناءً على تصرفات اليمين المتطرف الفرنسي. وبقايا اللوبيات الاستعمارية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • هل يكون العلاج الجيني هو مستقبل الطب؟
  • بن قرينة: الجزائر الجديدة تواجه الإستعمار القديم المتجدد!
  • مواطن يقرر ترك الحضارة والعيش وحيدًا في كهف .. فيديو
  • بينَ أمجادِ الماضي ومآسي الحاضر / لمى أيمن صندوقة
  • إطلاق نار كثيف على طريق المطار القديم
  • قالمة.. الشرطة توقف شخصا وتحجز 9730 كبسولة من المؤثرات العقلية
  • برلماني من تطوان يجمع رجال أعمال محليين مع مسؤولين حكوميين سعيا إلى إقلاع اقتصادي في مدينته المأزومة
  • محاضرة لمرصد الأزهر بـ دراسات بنين دمياط حول دور الحضارة الإسلامية في نشر قيم التعايش
  • الخارجية: أي أطروحات حول تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة زمنية مرفوضة
  • كبسولة في عين العاصفة : رسالة رقم [149]