تشهد منطقة شمال سيناء في مصر، منذ نحو أسبوع تجمعات غاضبة وتظاهرات لمئات المواطنين من قبائل المنطقة في مدينة الشيخ زويد، امتدت حتى أطراف مدينة رفح على الحدود الفلسطينية، للمطالبة بـ"حق العودة" بعد تهجير الجيش المصري لها في عمليات قسرية بدأت عام 2014، بدعوى الحرب على الإرهاب.

"بداية الأزمة"

أزمة أهالي تلك المنطقة من سيناء، بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، مع صدور قرار سيادي بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة بطول 13.

5 كلم، ما تبعه هدم جرافات الجيش مدينة رفح والقرى المحيطة، وإزالة نحو 1220 منزلا، وتجريف 150 فدانا لأشجار الزيتون.

ومن ذلك التاريخ ولنحو 9 سنوات جرى تهجير حوالي 2044 عائلة لمحافظات القناة والدلتا، لكنه وفي 23 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، أن مصر أصبحت خالية من الإرهاب، معلنا عن تنظيم احتفالية كبيرة بمدينة الشيخ زويد.

وهو الأمر الذي أعاد الأمل في نفوس الأسر المهجرة للعودة إلى المنطقة الحدودية الحيوية التي تشرف على "معبر رفح البري"، الشهير مع قطاع غزة والذي يمثل رواجا تجاريا وفرص عمل لكثير من الأهالي، وذلك مع توجه حكومي لإقامة مشروعات زراعية وحفر 1500 بئر مياه بأراضي رفح وتوطين شركات استثمارية بها.

وإزاء تلك التطورات على الأرض التي جرى هدمها وتجريفها تطالب بعض القبائل المهجرة بالعودة إلى منازلهم بعد سنوات من عمليات الإخلاء القسري التي جرت لهم وهدم منازلهم والاستيلاء على أراضيهم ومزارعهم، ودون تعويض عادل، منتقدين قيام الجيش بمنعهم من حق العودة، في مقابل انطلاق مشروعات في مناطقهم السابقة والسماح لقبائل أخرى بالعودة دونهم.



"كسر حاجز الخوف"

مراقبون ومتحدثون لـ"عربي21"، رأوا أن مطالبة الأهالي بـ"حق العودة"، أمر مشروع خاصة بعد إعلان السلطات نهاية الإرهاب في سيناء، وخطوة تكسر حاجز الخوف، لكنهم اعتبروا غضبة الأهالي وتجمعاتهم واعتصاماتهم أمر يبدو خطيرا، لطبيعة أهالي سيناء القبلية ولحملهم السلاح، ما دفع قائد الجيش الثاني للاجتماع بقادة القبائل.

ويتخوف البعض من أن يتأزم الموقف في شمال سيناء وأن يقوم الجيش بفض تظاهرات الأهالي الغاضبة بالسلاح كما فعل في مجزرة فض اعتصام "رابعة العدوية" قبل 10 سنوات.

كما ذهبت مخاوف البعض من أن يكون تعنت الدولة مع أهالي سيناء سببا في عودة "تنظيم الدولة"، أو فرع التنظيم المعروف بـ"ولاية سيناء"، للنشاط بين الأهالي وتفجير أعمال عنف ومواجهات مجددة مع قوات الجيش والشرطة في سيناء، يدفع ثمنها الأهالي.

"تصاعد الأحداث؟"

21 آب/ أغسطس الجاري، شهد تجمع عشرات السكان الذين نظموا وقفة احتجاجية سلمية في منطقة "المقاطعة" شرق سيناء، مطالبين السلطات بالسماح لهم بالعودة لمنازلهم وأراضيهم التي هُجروا منها قسرا منذ سنوات بدعوى محاربة الإرهاب.

تلك التظاهرات اتخذت شكلا وحجما أوسع بكثير يوم الجمعة الماضية، حيث تجمعت حشود قبلية "الرميلات" من النازحين والمهجرين قسرا من مناطق رفح والشيخ زويد شرق سيناء في اعتصام مفتوح أطلقوا عليه "جمعة العودة" لمطالبة السلطات بالسماح لهم بالعودة لأراضيهم، فيما دعوا أهالي رفح والشيخ زويد للانضمام إليهم.

وخلال تجمعات الجمعة، برز حديث أحد رموز قبيلة "الرميلات" الشيخ صابر الصياح، والذي قال مخاطبا السلطات المصرية: "نموت دون أرضنا، الموت ولا المذلة"، مشيرا إلى أن قائد الجيش الثاني الميداني اللواء محمد ربيع، وعدني "ألا أعمل في أرضي غفير أو عامل".

وفي رده على ذلك الوعد، أعرب عن ألمه، قائلا إنه "يجري الآن تسلم أرضي للمستثمرين وتريدون مني السكوت؟"، متسائلا: "هل هناك جيش يمنع مواطن يدخل أرضه أو ينام في بيته".

وفي تطور مثير للجدل والمخاوف من إجراءات أمنية أشد قسوة، قامت السلطات الأمنية المصرية السبت، بمنع تدفق أهالي رفح المهجرين القادمين من محافظات مصر المختلفة للالتحاق بخيمة الاعتصام في مدينة الشيخ زويد، وأغلقت أمامهم أكمنة الميدان والريسة والشلاق.

وأكد نشطاء أن قوات الأمن منذ الثالثة عصر السبت، قامت بالتحقق من بطاقات الهوية الشخصية للمسافرين، ومنعت مرور حاملي الهويات الشخصية المدون بها محل الإقامة "رفح".

وفي واقعة تماثل ما قامت به حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال ثورة يناير 2011، قامت السلطات ظهر السبت، بقطع شبكات الاتصال عن مناطق مختلفة في رفح والشيخ زويد في محاولة للتضييق على المعتصمين، وهو الإجراء الذي يعاني منه أهالي سيناء منذ نحو 10 سنوات.

كما حذر بيان منسوب لقبائل "الترابين"، و"السواركة" و"الرميلات"، المقاولين من مدينة العريش ومن عموم مصر والعاملين في الشركات بمناطقهم من الاقتراب من أراضيهم والابتعاد عن "الشيخ زويد"، و"رفح"، أو العمل بهما.

وقال البيان الممهور باسم مجموعة باسم "حراس الأرض": "سنثأر من كل شخص أو شركة وسنحاسبه من ماله وعرضه في القريب أو البعيد".

أحدث التطورات، جاءت بقرار تعليق الاعتصام، بعد اجتماع طارئ بين ممثلي اعتصام أبناء قبيلة الرميلات وبين قائد الجيش الثاني الميداني اللواء محمد ربيع، وقادة من جهاز الخدمة السرية التابع للمخابرات الحربية، عصر السبت بمدينة العريش.

مؤسسة سيناء الحقوقية نشرت أن قرار تعليق الاعتصام جاء بعد تلقي المعتصمين وعودا بتحقيق مطالبهم، لافتة إلى طلب القيادات العسكرية من المعتصمين تشكيل لجنة تضم 10 ممثلين عن قبائل الرميلات والسواركة والترابين لعقد اجتماع آخر في القاهرة 20 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

ومازال السؤال قائما، حول حقيقة ما يجري على أرض شمال سيناء منذ الأسبوع الماضي، وعن احتمالات أن تنتهي حالة الغضب واحتمالات اتساعها، والسيناريوهات التي قد تلجأ لها السلطات حتى لا تنفجر شرارة سيناء في وجه النظام.



"استعداء خطير"

وفي إجابته على تساؤلات "عربي21"، قال الباحث المصري في الشؤون الأمنية أحمد مولانا، إن "أحداث سيناء مرتبطة بوعود تلقتها القبائل من القوات المسلحة بأن المشاركة في مواجهة تنظيم الدولة سيكون مقابل عودتهم إلى قراهم عقب انتهاء الصراع، ولكن هذا ما لم يتم".

وأشار إلى أنه "مؤخرا وجد الأهالي (الهيئة الهندسية للقوات المسلحة) تتفقد بعض المناطق التي كان الأهالي يقيمون بها وسط ترديد كلام عن احتمال بناء مشروعات صوب زراعية ومشاريع أخرى؛ فاحتج الأهالي واعتصموا وطالبوا بلقاء قائد الجيش الثاني الذي التقاهم".

ولفت إلى أنهم "حصلوا على وعود من رئاسة الجمهورية بالعودة إلى أراضيهم بداية من 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وسط حديث عن احتمال زيارة السيسي للمنطقة في احتفالات (6 أكتوبر) والإعلان عما يسمى بـ(الانتصار في الحرب ضد الإرهاب)".

وحول المخاوف من احتمال أن يقوم النظام بمواجهة مطالبة الأهالي بحق العودة لأراضيهم بالطرق الأمنية سواء الاعتقال أو توقيف بعض قياداتهم، أو حتى العنف والقتل، قال مولانا: "في ظني أن المواجهة الأمنية من الاعتقال والتوقيف أمر صعب".

وأكد أن "المطالب الحالية للأهالي مطالب واسعة وليست لأفراد، كما أن المحتجين كانت علاقتهم بالقوات المسلحة جيدة خلال السنوات الماضية"، مشددا على أن "التعامل القاسي أو الحاد معهم سيؤدي إلى إعادة تأجيج الأوضاع في سيناء".

وبشأن ما يثار عن احتمالات أن يظهر تنظيم الدولة) مجددا، إلى جانب الأهالي، استصعب الباحث الأمني "عودة التنظيم الدولة أو أن يكون له نشاطا"، مبينا أنه "أُنهك وتعرض لضربات قاضية بالسنوات الماضية".

ويرى أن "الضغوط التي يمارسها الأهالي على شكل اعتصامات ومن بعض رموز القبائل سيتم الاستجابة لها ولو جزئيا؛ لأنه لن يكون هناك مكسبا أو استقرارا بالمنطقة في جنوب رفح أو الشيخ زويد حال استعداء قبائل تسكن المنطقة منذ مئات السنين".

وسيناء بوابة مصر الشرقية ومدخل أغلب الغزوات للبلاد على مر التاريخ، وتظل مطمعا للعدو الاستراتيجي للبلاد وهو الكيان الإسرائيلي المحتل لأرض فلسطين، وتصل مساحتها نحو 6 بالمئة من مصر، ويمثل حدها الغربي أهمية خاصة للتجارة العالمية حيث يوجد مجرى قناة السويس.

وتضم شبة جزيرة سيناء نحو 11 قبيلة هي: السواركة، والمساعيد، والسماعنة، والعيايدة، والرميلات، والبياضية، وبلّي، والأخارسة، والعقايلة، والدواغرة، والرياشات، فيما تقطن جميعها محافظة شمال سيناء وعاصمتها العريش، وجنوب سيناء وعاصمتها الطور.

"نقطة ساخنة"

وفي قراءته السياسية والأمنية والعسكرية للوضع في سيناء، قال السياسي المصري عمرو عادل، إن "شمال سيناء كانت منذ ما يقرب من 20 عاما نقطة ساخنة عانى أهلها معاناة شديدة مع الأنظمة الحاكمة، وشعب سيناء لم يعد بإمكانه إلا الغضب للحفاظ على ما تبقى من حقه الضائع".

رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "لا زال المجتمع القبلي في سيناء قادر على التصدي للدولة وهذه أحد أهم أوراق الضغط لديهم".

وأكد أن "هذا سيشكل ضغطا كبيرا على النظام لو لم يستطع اختراق هذا التجمع القبلي"، مشيرا إلى أن "النظام قبل ذلك فكك احتجاجات قبلية، كما حدث منذ أسابيع في مرسي مطروح ".

ضباط الجيش المصري السابق، يعتقد أن "النظام قطعا قد يلجأ للعنف والاعتقالات لحل الأزمة إذا فشلت أدواته الناعمة في تفكيك الاحتجاجات"، مبينا أن "النظام لا يلجأ للعنف إلا في إحساسه بالخطر الشديد كما حدث عامي 2011 و2013".

وبالنسبة لموقف "تنظيم الدولة" المحتمل من احتجاجات الأهالي، يرى السياسي المصري، أن "الأمر ليس مباشرا لهذه الدرجة، فالعلاقة بين التنظيم والجماهير والنظام شديدة التعقيد، ومن الصعب الحكم على رد فعل التنظيم أو الجمهور تجاهه بدون معلومات أكثر تفصيلا من داخل سيناء".

وحول إمكانية استغلال غضب أهالي سيناء مع ما لدى المصريين من غضب مكتوم، قال عادل، إن "الشعب المصري كله يجب عليه التكاتف مع كل الاحتجاجات في أي مكان، حتى لا يترك المحتجين فرادي أمام النظام، والقوى السياسية عليها توجيه الجماهير للبناء على الغضب المكتوم وأعتقد أنه سيكون قريبا".



"دعم حقوقي وشعبي"

وتأتي تظاهرات أهالي سيناء في توقيت يعبر فيه كثير من المصريين عن جام غضبهم من سياسات نظام السيسي، كاسرين حاجز الخوف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو غاضبة، ما زاد من حالة التعاطف مع أهالي سيناء.

مؤسسة سيناء الحقوقية من جانبها، أعلنت دعمها المطالب المشروعة لسكان مناطق رفح والشيخ زويد، ودعت الحكومة المصرية بعد إعلانها انتهاء عمليات مكافحة الإرهاب بالسماح الفوري غير المشروط لهم بالعودة لكامل أراضيهم ومنازلهم، مع دفع تعويضات تتناسب مع حجم الضرر الواقع عليهم.

كما دعت الحقوقيين والإعلاميين لإظهار التضامن والدعم للنازحين من أهالي سيناء بالتدوين عبر وسم "حق العودة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سيناء مصر الجيش السيسي مصر السيسي سيناء الجيش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تنظیم الدولة أهالی سیناء شمال سیناء الشیخ زوید فی سیناء سیناء فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

“أحرقوا تسلا”.. مظاهرات ضد ماسك تجتاح مدن أميركية

مارس 2, 2025آخر تحديث: مارس 2, 2025

المستقلة/-تجمع متظاهرون، السبت، أمام معارض “تسلا” في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على سياسات الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إيلون ماسك، وجهوده لخفض الإنفاق الحكومي بدعم من الرئيس دونالد ترامب.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يتصاعد فيه الرد الغاضب في أميركا الشمالية وأوروبا ضد دور ماسك المثير للجدل في السياسة الأميركية. ويأمل منتقدو ترامب وماسك في تثبيط عمليات شراء سيارات “تسلا”، الشركة التي تُعد الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية في صناعة السيارات الكهربائية.

ويقود ماسك حملة غير مسبوقة لتقليص حجم الحكومة الاتحادية، ما أسفر عن تسريح آلاف الموظفين وإنهاء مئات من عقود المساعدات والإيجارات الحكومية. ومنذ أسابيع، نشأت احتجاجات متواصلة ضد “تسلا”، تهدف لتحفيز المعارضة ضد سياسات ماسك ووزارة الكفاءة الحكومية التي أسسها، وكذلك تحفيز الديمقراطيين الذين لا يزالون غاضبين من فوز ترامب في الانتخابات الماضية.

وقال ناثان فيليبس، عالم بيئي من ولاية ماساتشوستس، أثناء احتجاجه في بوسطن: “يمكننا الرد على إيلون. يمكننا أن نلحق أضرارًا اقتصادية مباشرة بتسلا من خلال مقاطعتها، وإخبار الجميع ببيع أسهمهم وبيع سيارات تسلا”.

ووفقًا للتقارير، يتلقى ماسك التوجيهات من ترامب لتقليص الإنفاق الاتحادي بشكل حاد، مدعيًا أن فوز ترامب منحه تفويضًا لإعادة هيكلة الحكومة الأميركية.

ألقت الشرطة القبض على 9 أشخاص خلال احتجاج صاخب أمام مقر “تسلا” في نيويورك، بينما شارك المئات في الاحتجاج الذي كان جزءًا من سلسلة احتجاجات في مختلف المدن الأميركية ضد ماسك.

كما تجمعت حشود أمام معارض “تسلا” في جاكسونفيل بولاية فلوريدا وتوسون بولاية أريزونا، حيث أوقفوا حركة المرور وهتفوا ولافتاتهم حملت شعارات مثل “أحرقوا سيارة تسلا: أنقذوا الديمقراطية” و”لا للمستبدين في الولايات المتحدة”.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

مقالات مشابهة

  • العودة الإجبارية للجامعات المهاجرة تثير مخاوف طلاب السودان
  • أمير نجران يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل من الأهالي والمسؤولين
  • مظاهرات في سقطرى رفضاً للتواجد الإماراتي
  • ليبرمان يهاجم مصر ويدعو لتهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء
  • “أحرقوا تسلا”.. مظاهرات ضد ماسك تجتاح مدن أميركية
  • قرية القصيمة بوسط سيناء تشهد تنفيذ قافلة سكانية متكاملة
  • «جروك 3».. الذكاء الاصطناعي غير المقيد بين وعود الشفافية ومخاوف الأمان |تفاصيل
  • الصحة: فريق الحوكمة يوجه بتجهيز 24 سريرًا داخليًا بمستشفى زويد المركزي
  • الصحة: فريق الحوكمة يوصي بتجهيز أسرة إضافية وغرفة عمليات بمسشفى الشيخ زويد
  • الصحة: تجهيز 20 سرير داخلي و4رعاية مركزة وغرفة عمليات بمستشفى الشيخ زويد