روسيا تلجأ إلى حيلة جديدة لتأمين سلسلة توريد الطائرات بدون طيار
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تحاول روسيا التكييف مع العقوبات الغربية المفروضة على سلسلة إمداداتها العسكرية من خلال استخدام شركات غير معروفة للشحن والخدمات اللوجستية، بهدف جلب المزيد من المسيرات الإيرانية التي تلعب الآن دورا محوريا في غزو موسكو لجارتها أوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقامت خمس سفن ترفع العلم الروسي وهي "Baltiyskiy-111، و Omskiy 103، و Skif V، و Musa Jalil، و Begey" بـ 73 رحلة عبر بحر قزوين إلى موانئ في إيران خلال العام الماضي، حسبما نقلت الصحيفة عن وثيقة للحكومة الأوكرانية، ولم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي من تلك السفن.
وفرضت واشنطن عقوبات على عشرات السفن التجارية وشركات الشحن، بعضها له تاريخ من العلاقات مع الحكومة الروسية، لحملها أسلحة وإمدادات عسكرية أخرى لروسيا.
التكيف مع العقوبات الغربية؟تشير الوثيقة الحكومة الأوكرانية أن روسيا تتكيف مع العقوبات من خلال اللجوء إلى الشركات والسفن "التي لها روابط علنية أقل مع الدولة الروسية" والتي لم تستهدفها العقوبات الأميركية بعد، حسبما ذكر خبراء لـ"وول ستريت جورنال".
وتستخدم موسكو أيضا شركات شحن تركية ويونانية وهندية غامضة للحفاظ على تدفق صادراتها النفطية.
وعن ذلك قال الخبير بشؤون تهريب الأسلحة الروسية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إريك وودز، إن التكتيكات تتغير دائما، واصفا الأمر بـ"لعبة القط والفأر".
حرب المسيرات بين أوكرانيا وروسيا تشتعل.. لمن الغلبة؟ خلال الأيام القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة "حرب المسيرات" بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يصفه خبراء تحدث معهم موقع "الحرة" بالتحول استراتيجي، ويكشفون عن قدرات كلا من موسكو وكييف في ذلك الشأن، ويجيبون عن السؤال الأبرز "لمن الغلبة في "صراع الدرون".وفي أغسطس العام الماضي، بدأت روسيا إطلاق طائرات بدون طيار من طراز "شاهد" إيرانية الصنع على أوكرانيا وغالبا ما كانت تضرب البنية التحتية المدنية خلف الخطوط الأمامية للحرب.
وتبلغ سرعة مسيرات "شاهد 136" الانتحارية الإيرانية 185 كيلو متر بالساعة، وهي كبيرة الحجم لكن صنعها "منخفض الكلفة".
وتبلغ تلك المسيرات هدفها بواسطة إحداثيات لنظام "جي بي إس" يتم إدخالها قبل إقلاعها، وتحلق بعدها في شكل ذاتي على علو منخفض وتبلغ هدفها الثابت بالضرورة على بعد بضع مئات الكيلومترات.
واستخدمت روسيا المسيرات الإيراني لاستهداف بالبنية التحتية للمياه والكهرباء والتدفئة في محاولة لإرهاق السكان المدنيين في أوكرانيا نفسيا.
وعلى جانب آخر، قامت أوكرانيا بتحديث دفاعاتها الجوية بمساعدة بعض الأسلحة التي زودتها بها الغرب في الأشهر الأخيرة، لكن ليس لديها طريقة فعالة لإسقاط جميع الطائرات بدون طيار خلال موجات متكررة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد.
والسفن التي حددتها أوكرانيا مملوكة لسلسلة من شركات الشحن الصغيرة غير البارزة المتمركزة في جنوب روسيا، بما في ذلك ثلاث في مقاطعة أستراخان الروسية، والتي تقع بالقرب من مصب نهر الفولغا على بحر قزوين.
وقد فرضت أوكرانيا عقوبات على واحدة من تلك الشركات على الأقل، وهي شركة "Lagoda Shipping" بعد أن رست سفنها في شبه جزيرة القرم المحتلة.
تحدي وحلول ممكنةيظهر الاعتماد المتزايد على طريق بحر قزوين أيضا التحدي الذي تواجهه واشنطن في الوقت الذي تحاول فيه القضاء على مصادر روسيا الرئيسية للأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى.
وهناك بعض الطرق التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها ممارسة الضغط على "سلسلة التوريد السرية الروسية"، حتى في بحر قزوين، مثل قطع وصولهم إلى سوق التأمين الدولي لمنعهم من استلام شحنات من دول أخرى، حسبما يقول الخبراء.
وقال وكيل وزارة التجارة السابق لإدارة الصادرات والذي يشغل الآن منصب مستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ويليام رينش، "لكل خطوة، هناك خطوة مضادة، وعليك فقط أن تتابعها".
وتضغط العقوبات الأمريكية على إمدادات روسيا من الأسلحة بطرق أخرى، مما يجبر موسكو على اللجوء إلى عالم غامض من تجار الأسلحة والشبكات الإجرامية للحصول على الأسلحة والمواد التي تحتاجها لجيشها.
وفي الأشهر الأخيرة، اضطرت شبكات المشتريات العسكرية الروسية إلى إعادة توجيه شحنات الإلكترونيات إلى ثلاث أو أربع دول قبل وصولها إلى روسيا، وذلك ردا على جهود الولايات المتحدة للحد من عمليات التسليم عبر تركيا ودول أخرى، كما يقول المسؤولون الأميركيون.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، لم تذكر "وول ستريت جورنال" اسمه، إن الكفاءة والقدرة على التنبؤ أمران مهمان حقا بالنسبة للإنتاج الدفاعي".
وما تفعله روسيا هو إدارة سلسلة توريد "غامضة ومرتجلة"، وفقا لحديث المسؤول الأميركي.
ويتوقع المسؤولون الأوكرانيون الآن أن تلعب الطائرات المسيرات دورا متزايد الأهمية في الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتشير الوثيقة الأوكرانية إلى أن روسيا تستخدم أعدادا أكبر من الأسلحة في هجمات فردية في محاولة للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بحر قزوین
إقرأ أيضاً:
كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
كشف مصدر عسكري أوكراني أن القوات الروسية استعادت أكثر من 60% من الأراضي التي احتلتها القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية، خلال هجومها المباغت على المقاطعة الروسية المجاورة في شهر أغسطس الماضي.
فقد قال مصدر كبير في الجيش الأوكراني إن قوات بلاده خسرت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية في أغسطس الماضي، وذلك مع شن القوات الروسية موجات من الهجمات المضادة لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وأضاف المصدر، الذي يعمل في هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، أن روسيا نشرت نحو 59 ألف جندي في منطقة كورسك منذ أن اجتاحت القوات الأوكرانية المنطقة وتقدمت فيها بسرعة، وذلك بعد عامين ونصف العام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتابع المصدر "كنا نسيطر على نحو 1376 كيلومترا مربعا على الأكثر، والآن أصبحت هذه المساحة أصغر بالطبع. العدو يزيد من هجماته المضادة"، وفقا لرويترز.
وذكر "نحن الآن نسيطر على مساحة تقدر بنحو 800 كيلومتر مربع فقط. سوف نحتفظ بهذه المنطقة طالما كان ذلك مناسبا من الناحية العسكرية".
والهجوم الأوكراني على كورسك هو أول غزو بري تشنه قوة أجنبية على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما أدى إلى مباغتة موسكو.
وتوغلت قوات كييف في كورسك بهدف وقف الهجمات الروسية في شرق وشمال شرق أوكرانيا، وإجبار روسيا على سحب قواتها التي تتقدم تدريجيا في الشرق ومنح كييف نفوذا إضافيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
لكن القوات الروسية لا تزال تواصل التقدم السريع في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.