عربي21:
2024-10-06@09:08:21 GMT

التصعـيـد الواسـع، مسألـة وقـت

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

تتواصل التهديدات من قبل المستوى السياسي والعسكري ويتناغم معها الإعلام الإسرائيلي،
بالانتقام من المقاومين ومن يقف خلفهم ويحرّضهم.

بعد عمليتي الخليل وحوّارة، تعرّضت حكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت لانتقادات واسعة، من «المعارضة»، ومن بعض أطراف الائتلاف الحكومي.

يبدو لي أنّ نتنياهو وزمرته قد أوقعوا أنفسهم في ورطة، حين وسّعوا دائرة المستهدفين التي شملت إيران وحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» و»حزب الله»، بينما إسرائيل لا ترغب وهي غير قادرة على الاقتراب من إيران أو من «حزب الله».



ومع مرور قليلٍ من الوقت، تمّ اختصار كلّ هذه الأطراف بالتركيز على «حماس»، وبالتحديد على صالح العاروري نائب رئيس الحركة والمتّهم ربّما الحصري، بالوقوف خلف التصعيد الجاري للمقاومة في الضفة الغربية.

لا يدور الحديث عن استعداد إسرائيل، لشنّ عدوانٍ كبير على الشمال أو على قطاع غزة، وإنّما على تفعيل أسلوب الاغتيالات لقيادات من الحركة وعلى رأسهم العاروري.

هذا يعني أنّ المحفظة الإسرائيلية فارغة، ولم يبقَ منها سوى إطلاق التهديدات، وبمنهجية الخطاب، وسيبقى التركيز على الضفة والقدس.

ثمة من قال، إنّ من يصطاد الأرنب لا يدقّ الطبول، إذ لا بدّ أنّ العاروري وقيادات الحركة قد اتّخذوا إجراءاتهم لمنع إسرائيل من النجاح.

في مقابل ذلك، لا يمكن تجاهل تهديدات أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الذي أعلن بوضوح وحزم أنّه سيردّ على أيّ اعتداء إسرائيلي على أيّ شخص أو مؤسسة تقع ضمن الأرض اللبنانية.
وبالمثل جاء خطاب «حماس» متحدّياً وقويّاً ويظهر استعداداً عالياً للمواجهة في حال أقدمت إسرائيل على أيّ عدوانٍ أو محاولة اغتيال.

تتوعّد «حماس» بأنّ الردّ لن يكون مسبوقاً، وتلمح إلى إمكانية تفعيل «وحدة الساحات»، ونحو مواجهة إقليمية واسعة يرى العاروري أنّ الوقت قد حان لذلك، وقبل أن تنجح إسرائيل في زرع المزيد من المستوطنين، ومصادرة المزيد من الأراضي، وحسم ملفّ المسجد الأقصى، وبالتالي حسم الصراع.

في الواقع فإنّ الحكومة الإسرائيلية، تواصل توسيع الاستيطان، وتوفير الأموال والإمكانيات اللازمة، لرفع عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن، كما قال صاحب الملف سموتريتش.

يترافق ذلك مع تصعيد عمليات الاقتحام للمدن والمخيّمات الفلسطينية، وتوسيع دائرة الاعتقالات على قاعدة الشبهة، غير أنّ كلّ ذلك لا ينجح في كبح المقاومة التي تواصل تصدّيها للمستوطنين، وقوّات الاحتلال.

المواجهة، إذاً، قادمة لا محالة، والمسألة فقط هي مسألة وقت ليس إلّا، ولكن المؤشّرات تتّجه نحو أن تكون هذه المواجهة مختلفة هذه المرّة، حيث يبدو أن شعار «وحدة الساحات» قد تحوّل إلى إمكانية فعلية قابلة للتحقُّق.

لا تبدو إسرائيل في وضع مُريح داخلياً وخارجياً، فعدا استمرار الانقسامات الداخلية، والاستنطاقات في الجيش والأجهزة الأمنية، والتشكيك في أهلية الجيش على خوض مواجهة في عدّة جبهات في الوقت ذاته، نقول عدا ذلك فإنّ صورة إسرائيل الخارجية تتآكل.

العلاقة مع الإدارة الأميركية تزداد سلبيّة، بالرغم من أنّ الولايات المتحدة، تواصل التزامها بأمن إسرائيل ودعمها.. فنتنياهو لم يصل للبيت الأبيض بعد، والانتقادات تتزايد لسياسة الاستيطان وإرهاب المستوطنين، والحال ليس أفضل على الصعيد الأوروبي.

ولا يزال بن غفير وسموتريتش، يستدعيان الانتقاد والنفور والمقاطعة، من قبل حكومات العالم، وحتى من قبل أطراف في «المعارضة» والحكم والمؤسّسة العسكرية، التي تتهمهما بالتحريض على الإرهاب واستفزاز الفلسطينيين، وعلى أنهما سبب رئيس في تصاعد المقاومة.

بعد تصريحات سموتريتش، التي دعا فيها إلى محو حوّارة، وتحريضه على السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتّهمها بالتحريض على الإرهاب، يأتي الدور على زميله العنصري بن غفير.

بن غفير يرى أنّه صاحب الأولوية هو وعائلته، ويقصد اليهود، في المرور الآمن في ما يسمّيه «يهودا والسامرة»، وأنّ هذا الحقّ ممنوع على الفلسطينيين.

لا يكفي أن يرى المرء البعد العنصري الفاشي في هذه التصريحات، وإنّما ينبغي رؤية أبعادها التي تتعلّق بأمرين:

الأوّل: أن هذين المعتوهين، يعبّران عن حقيقة السياسة الرسمية التي تعتمدها حكومة نتنياهو، وليس صحيحاً أنّ رئيس الحكومة غير قادر على احتوائهما وضبط سلوكهما العنصري.

الثاني: يتعلّق برؤيةٍ عميقة لدى الاحتلال إزاء أيّ مفاوضات أو عملية سلام، أو حتى إبداء الاستعداد، لتقديم ثمنٍ سياسي للفلسطينيين، في إطار أيّ اتفاقٍ لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

ثمة سياق، إذاً، بين اندلاع مواجهة عسكرية واسعة ذات أبعاد فلسطينية وإقليمية، وبين إمكانية المراهنة على نجاح عملية «تطبيع» مع السعودية. والأرجح أنّ المواجهة هي الأقرب إلى الوقوع، وحينذاك تتبدّل المعطيات وقواعد اللعبة بالكامل.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس الفلسطينية الاحتلال فلسطين حماس الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قرار سياسي لبناني بتحييد الجيش عن المواجهة مع إسرائيل

كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": طَرَح قيام الجيش مؤخراً بتنفيذ عملية إعادة انتشار في المناطق الحدودية الجنوبية، بالتزامن مع إطلاق إسرائيل عملية برية للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، أكثر من علامة استفهام حول الدور الذي يضطلع به الجيش في هذه المرحلة وماهية القرار السياسي المتخَذ بهذا الخصوص. ورغم محاولة الجيش تحييد نفسه، فإنه تم تسجيل استشهاد 3 عسكريين في الأيام الماضية نتيجة استهدافهم من إسرائيل، وآخر هذه الاستهدافات كان الخميس؛ إذ أعلنت قيادة الجيش «استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في منطقة بنت جبيل - الجنوب، وقد ردَّ عناصر المركز على مصادر النيران».
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال جلسة لمجلس الوزراء، الأربعاء، أنه كلّف قائد الجيش العماد جوزف عون بـ«القيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القرار السياسي المتخَذ، وبالتحديد على صعيدَي رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب يقول بـ«تحييد الجيش عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل نتيجة قدراته المحدودة، مع تأكيد وجوب الدفاع عن النفس والتصدي لأي اعتداء، أياً كان نوعه، على موقعه وثكناته».
وبحسب المعلومات، فإن القيادة السياسية تعتبر أن هناك «دوراً أساسياً يلعبه الجيش في هذه المرحلة لجهة التصدي لأي محاولات إسرائيلية بتحريك فتنة داخلية من بوابة ملف النزوح؛ ما يتطلب استنفاراً ويقظة دائمة في مختلف المناطق اللبنانية».
وأوضح مصدر أمني لبناني حقيقة الدور الذي يقوم به الجيش جنوباً، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم تخفيف تحركات الآليات والعناصر، وتمت إعادة التموضع والتمركز، أي أنه تم تجميع العسكر في الثكنات والمراكز الكبيرة بانتظار أي أوامر جديدة».وشدد المصدر على أن «أي اشتباك أو مواجهة مع العدو تحتاج لقرار سياسي»، مشيراً إلى أن «الرئيسين ميقاتي وبري، ومن خلال حرصهما على المؤسسة العسكرية، ولعلمهما أن أي حرب مع إسرائيل ستكون حرب إبادة، فهما يدعوان لتحييده للحفاظ عليه أولاً، وليحفظ الأمن في الداخل في ظل التحديات الجمة، كما ليكون جاهزاً في مرحلة لاحقة لتطبيق القرار (1701)».
من جهته، أشار النائب ميشال ضاهر إلى أنه «في ظل إمكانيات الجيش المحدودة عسكرياً، باعتبار أنه طوال السنوات الماضية لم يتم تسليحه كما يلزم، المطلوب منه الحفاظ على وضعه الحالي بانتظار جلاء المشهد، خاصة أن هناك أدواراً كثيرة يؤديها في الداخل اللبناني لدرء أي فتنة يخطط لها العدو، وفي المرحلة اللاحقة في إطار تطبيق القرار 1701 ونشر 15000 جندي جنوب الليطاني، مع العلم بأن عدد العناصر الحاليين هناك لا يتجاوز 4500 جندي».
وأكد ضاهر لـ«الشرق الأوسط» وجود قرار سياسي بتحييد الجيش «من دون أن يعني ذلك أنه سيقف متفرجاً في حال التعرض له ومحاولة العدو استهداف ثكناته والدخول إليها»، مضيفاً أنه «في حال طالت الحرب، وبالتالي بقي النازحون فترات طويلة خارج مناطقهم وبلداتهم. ومع اقتراب فصل الشتاء وتحدياته، فسنكون معرضين لإشكالات داخلية شتى وفتنة، وحده الجيش قادر على وأدها».  

مقالات مشابهة

  • لبنان: استهداف إسرائيل الواسع للمسعفين والقطاع الصحي هو جريمة خطيرة لا يمكن تبريرها
  • بعد الهجوم الإيراني، ما هي سبل رد إسرائيل، وما هي الخطوات التي ستتخذها طهران؟
  • معلومات عن عمليّة إستهداف هاشم صفي الدين.. كم بلغ وزن المتفجرات التي استخدمتها إسرائيل؟
  • حماس تدعو إلى النفير العام في جمعة رفع العدوان عن غزة ولبنان
  • في جمعة "رفع العدوان".. حماس تدعو إلى النفير العام
  • تقرير: إسرائيل تحقق انتصارات "دون نتائج"
  • قرار سياسي لبناني بتحييد الجيش عن المواجهة مع إسرائيل
  • حماس: مجزرة الاحتلال بطولكرم تصعيد خطير لن يثني عزيمة شعبنا ومقاومتنا
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟