لكي تدرك التحول الهائل الذي أحدثه خروج البرهان من القيادة العامة لاحظ اهتمام الناس. حالياً الإهتمام بقرارات وتحركات البرهان أصبح أكبر من الاهتمام بأخبار المعارك وسير العمليات العسكرية.

لو استلم الدعم السريع كل العاصمة المثلثة اليوم فلن يكون لذلك أي معنى في ظل خروج البرهان ووجود الحكومة والعاصمة في بورتسودان.

الخرطوم أصبحت بعد خروج رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش مجرد منطقة عمليات، مثل أي منطقة عمليات في أقاصي السودان. لم تعد المدن الثلاثة في مقرن النيلين مركزاً للدولة بمجرد خروج البرهان إلى بورتسودان. لقد انتقل معه مركز الدولة تلقائياً.

البرهان ليس مجرد شخص يتنازع السلطة مع شخص آخر بعد فراغ سياسي وفوضى كما حدث في ليبيا. لا، البرهان هو رأس الدولة ورمز سيادتها قبل الحرب، لم يسقط ولا يوجد نزاع حول شرعيته كرئيس لمجلس السيادة.

بمعنى لم تنجح الحرب في تغيير السلطة أو نزع شرعيتها. نعم أحدثت هزة وشلل مؤقت ولكنه انتهى سريعاً منذ أن بدأ البرهان يمارس سلطاته من داخل القيادة.

أما الآن فقد استعاد البرهان شرعيته كرئيس لمجلس بزخم أكبر وترك المليشيا في العاصمة القديمة بلا هدف. ولن تجد أمامها بعد الآن سوى جيش مصمم على تدميرها دون أمل لها في تحقيق أي انتصار.

إن خروج البرهان من القيادة وفقدان المليشيا للهدف والمعنى من القتال لهو أشد وقعاً عليها من مقتل قائدها؛ فقد تقاتل بدون قائد لبعض الوقت إيماناً بهدف ما، ولكن بعد فقدان الهدف يصبح القتال غير ممكن.

صحيح أن افراد المليشيا قد يقاتلون دفاعاً عن أنفسهم أو يستمرون في النهب والسلب، ولكن الحرب كحرب لها هدف متمثل في الاستيلاء على السلطة أو إلحاق الهزيمة بالجيش لإجباره على التفاوض قد انتهت.

لا شيء يمكن أن يجبر الجيش على التفاوض مع المليشيا حتى لو احتلت كل مدن العاصمة، ستكون خسارة مدن ومعسكرات ولكنها ليست نهاية المطاف؛ فالسلطة موجودة والحكومة موجودة وتعمل وقيادة الجيش موجودة.

ستكون العاصمة عبارة عن مدن سقطت مثل سقوط توريت أو كبويتا أيام حرب الجنوب ستتم استعادتها ولو بعد حين. هذا في أسوأ السيناريوهات وأبعدها؛ فالحقيقة هي أن المليشيا خصوصاً بعد فشل هجومها على المدرعات قد هُزمت في معركة الخرطوم. ولكن حتى ولو، فإن هذه المعركة كانت خاسرة في كل الأحوال حتى قبل خروج البرهان.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خروج البرهان

إقرأ أيضاً:

مدير المركز الألماني السوداني للسلام: ما يجري تبادل أدوار بين”البرهان وحميدتي” وليس حربا

أكد الدكتور سامي سليمان حسن طاهر، مدير المركز الألماني السوداني للسلام والتنمية بمدينة ميونخ، أن ما يجري في السودان هو تبادل أدوار بين البرهان وحميدتي والشعب هو من يدفع الثمن في صراع ليس له يد فيه، وقال في اتصال مع “سبوتنيك”، الثلاثاء، إن تصريحات حميدتي قائد الدعم السريع الأخيرة بشأن أمد الحرب وتوسيع دائرتها تتماهى مع تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بأنها حرب الكرامة، هى عملية تبادل أدوار واضحة وظاهرة جد.

وتابع طاهر، أي طفل وليس سياسي يتابع الوضع منذ البداية يعرف أنه ليس هناك صراع بين طرفين وإنما هى عملية تبادل أدوار خلال الفترة الماضية والضحية هو الشعب السوداني، وإذا اتسعت رقعة الحرب إلى ولايات جديدة هذا يتم تنفيذا لمخطط الحرب الذي وضعه الممول الخارجي حتى يكون السودان أرض بلا شعب، هذا الأمر أصبح ظاهر ومكشوف.
وأشار طاهر، من الملاحظ خلال الأشهر الماضية أن أي منطقة يدخل بها الدعم السريع يقتل ويعتقل ويعذب ويُعدم ميدانيا من لم يفر منها، وبنفس الوضع يحدث ذلك مع الجيش عند دخولة أي منطقة بدعوى التخوين والموالاة للطرف الآخر.
وحول ما قامت به القوى السياسية والمدنية وبعض الحركات المسلحة من تحالف مع الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية يقول طاهر، بكل أسف أن من قاموا بالتوقيع على اتفاق نيروبي الأخير هم نفس الناس الذين قاموا بعمل حاضنة للانقلاب على الثورة في 25 أكتوبر/تشرين أول من العام 2021 ، ولذلك لا نستغرب أن يقوم هؤلاء بالتوافق على تشكيل حكومة موازية استعجالا لتنفيذ المخطط.

في تصعيد جديد للصراع العسكري في السودان، أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن قواته “لن تخرج” من العاصمة الخرطوم، مهددًا بمزيد من المواجهات ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، ومتوعدًا الدول الداعمة له بأنها “ستدفع الثمن”.
وفي خطاب متلفز عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأحد الماضي، ظهر حميدتي بعد غياب طويل أثار تساؤلات عديدة، قائلًا إن “الوضع مختلف حاليًا”، مضيفًا: “الحرب داخل الخرطوم، ولن نخرج من القصر الجمهوري”، في إشارة إلى تمسك قواته بمواقعها داخل العاصمة.
وفي خطاب متلفز عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، ظهر حميدتي بعد غياب طويل أثار تساؤلات عديدة، قائلًا إن “الوضع مختلف حاليًا”، مضيفًا: “الحرب داخل الخرطوم، ولن نخرج من القصر الجمهوري”، في إشارة إلى تمسك قواته بمواقعها داخل العاصمة.


يأتي هذا الخطاب في وقت حقق فيه الجيش السوداني تقدمًا على عدة جبهات خلال الأشهر الماضية، ما دفع حميدتي للعودة إلى الظهور العلني بعد أن تحدثت تقارير أمريكية، عن اختفائه الميداني، مما تسبب في “استياء واسع” بين قواته التي شعرت بالتخلي عنها.
في المقابل، شدد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في خطاب بولاية نهر النيل الأسبوع الماضي، على أن “لا تفاوض مع الدعم السريع إلا بعد تجريدهم من السلاح ومحاسبتهم”، مؤكدًا أن أي محادثات مستقبلية ستشترط تجميع قوات الدعم السريع في مناطق محددة قبل بدء أي عملية تفاوضية.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح الملايين، وانقسام البلاد، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق، فيما تسيطر قوات الدعم على أجزاء واسعة من إقليم دارفور (غرب) ومناطق في الجنوب.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لم تمر 72 ساعة على خطاب قائد أكبر تمرد عرفه السودان (..)
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «16 – 20»
  • مدير المركز الألماني السوداني للسلام: ما يجري تبادل أدوار بين”البرهان وحميدتي” وليس حربا
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (16 – 20)
  • ???? الحصار الخانق لجنود المليشيا في وسط الخرطوم مقصود لذاته
  • ???? وسط الخرطوم ،،، المليشيا تلفظ انفاسها الاخيرة
  • المليشيا تحت الحصار من جميع الاتجاهات
  • قوم يا مصري وأنا المصري.. كيف أصبحت موسيقى سيد درويش رمزا للهوية الوطنية
  • خروج مليوني استثنائي بوجه التصعيد الأمريكي في العاصمة صنعاء
  • منصة محايدة!!