طاعة منزلتها أهم من الصلاة.. داعية يكشف عنها
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كشف الدكتور محمد أبو بكر الداعية الإسلامي ومن علماء وزارة الأوقاف أن هناك عبادة أهم عند الله عز وجل في المنزلة من الصلاة ، لافتا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ( ما من مسلم يعود مسلما أي" يزوره " غدوة أي في الصباح ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حهى يمسي ، ومم عاد مسلما عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له فريقفي الجنة ) .
وأضاف أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يريد من هذا الحديث هي زيارة المريض لانها تعتبر من باب جبر الخاطر ، مؤكدا ان من السنة عدم أخذ أي شيء عند الذهاب للمريض ، فيكفي خلال الزيارة الدعاء له بالشفاء العاجل ، وتشجيعه بالكلمات على مواجهة المرض وبث روح التفاؤل لأن المريض بطبيعة الحال يصاب بالإحباط والاستسلام .
وأوضح الداعية الإسلامي أن الدليل على أهمية ومنزلة جابر الخواطر ، وأنها قبل الصلاة في المنزلة ، وذلك في سورة الماعون ( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ) ، الحض على طعام المسكين المقصود بها الذي لا يستطيع إطعام المسكين ولكنه يرشد المقتدر ويخبره بمكانه فهنا انت جبرت بخاطره بمجرد إخبار الغني عليه ، وكذلك دع اليتيم المقصود بها دفعه بشدة وعدم اللين معه ، وهنا المقصود بها عدم جبر خاطره ، وهنا يريد الحق سبحانه وتعالى أن يوضح فضل واهكية جبر خاطر اليتيم والمسكين ، ثم أتى بعدهما الصلاة .
هل يقبل الله التوبة مهما كان الذنب
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الله يحب التوابين ، ويحب الذين يعودون إليه سبحانه بعد ارتكاب الذنوب، تائبين نادمين على ما فعلوه.
وأضاف عبد المعز، في لقاء مسجل له على فضائية "دي إم سي"، أن التوبة هي علاقة بين طرفين، الله سبحانه وتعالى، وبين العبد المقصر المذنب، منوها أن كل البشر مذنبون ، ويخطئون، وخيرهم التوابون.
وأشار إلى أن التوبة بابها مفتوح دائما من الله عز وجل (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ۚ والله غفور رحيم) منوها أن هذا كرم من الله عز وجل على عباده، والله يغفر كل من رجع إليه بالتوبة.
وأكد أن الله تعالى يقبل التوبة مهما كان الذنب ، إلا أن يشرك به لقوله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولٰئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ۗ وكان الله غفورا رحيما).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة زيارة المريض
إقرأ أيضاً:
الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)
اعتاد الناس أن يسألوا الله تبارك وتعالى متوسلين إليه بجاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول أحدهم مثلاً: اللهم أسألك أن تقضى لى كذا بجاه النبى صلى الله عليه وسلم.فهل هذا الدعاء شرك كما يقول البعض؟! وما وجه الشرك فيه؟ وهل الأوْلى تركه؟ وهل يكفى لتركه أن نعلم أنه لم يرد عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟
لا بد أولاً من الوقوف على معنى (جاه النبى) صلى الله عليه وسلم، الجاه فى اللغة هو المنزلة والقَدر، يقال: لفلان جاه؛ أى: له منزلة وقَدر بين الناس، وجاه النبى صلى الله عليه وسلم منزلته وقدره عند الله تبارك وتعالى.
هذا هو المعنى اللغوى، ولا يوجد بين المسلمين أحد يمارى فى أن لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهاً عظيماً عند الله تعالى.ولكن هل يجوز التوسل بجاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعاء الله تبارك وتعالى؟ وهل ورد هذا عنه صلى الله عليه وسلم؟
أما عن السؤال الأول، فلا بد من الوقوف على المراد من قول الداعين: (بجاه النبى صلى الله عليه وسلم)، والمراد بهذا أمر جلى واضح، فالمعنى المباشر: أسألك اللهم وأتوسل إليك بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم لديك وقدره العظيم عندك.
وهذا شبيه بأن يسأل شخص أحد أقاربه أن يقضى له حاجة فيسأله بحق قرابته وما بينهما مِن رحِمٍ استعطافاً واستدراراً لإحسانه، وهذا قد ورد فى القرآن الكريم، قال الله تبارك وتعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ»، فقد قُرئت هذه الآية بجر كلمة (الأرحام)، والمعنى على قراءة الجر: اتقوا الله الذى تتساءلون به وبالرحِم فيما بينكم، فيقول بعضكم لبعض مستعطفاً: أسألك بالله وبالرحم أن تفعل كذا. وقد كان من عادة العرب أن يقرنوا الأرحام بالله تعالى عند الطلب، فيقول بعضهم لبعض: أسألك بالله وبالرحم.
ومعنى السؤال بالرحم أن السائل يُذكّر المسئول بشىءٍ له منزلة عنده يحمله على الجود والإحسان والرحمة والشفقة، والسائل هنا لا يتوجه للرحم بالسؤال، وإنما توجهه للمسئول، وليس ذِكر الرحم سوى وسيلة يستدرّ بها رحمة المسئول وإحسانه حتى يعطيه ما أراد.
والقرآن الكريم ذكر هذا ولم يبطله. ولو كان فى هذا أدنى غضاضة لأبطله القرآن الكريم.وإذا عدنا لما نحن بصدده، فسنجد أن الداعى هنا يتوجه لله تبارك وتعالى متوسلاً بمنزلة الحبيب، صلى الله عليه وسلم وقدره العظيم عنده سبحانه، وليس فى هذا توجه لغير الله سبحانه وتعالى بالدعاء، بل التوجه إليه وحدَه، فأين الشرك هنا؟!
البعض هنا يقول: التوسل يجوز بأن يتوسل الداعي بإيمانه بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بذاته أو جاهه!والحق أن المتوجه لله تبارك وتعالى بالدعاء متوسلاً بسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو مؤمن بالله رباً وبسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، نبياً ورسولاً وبالإسلام ديناً، بدليل إقباله على الله تعالى، وإدراكه لعظم منزلة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن فى توجه الداعي بجاه النبي أدب ليس فى الدعاء بالإيمان!
نعم.. فالداعي بالإيمان يعتدّ بإيمانه ويرى أنه يستحق به الإجابة، فهو ناظر لنفسه، أما الداعي بالجاه فهو لا يرى نفسه أهلاً للإجابة، لذا فهو يدعو بجاه مَن هو أهل لها، فهو يتوسل بمن سيقبل الله تبارك وتعالى شفاعته فى الخَلق جميعاً يوم القيامة، وهذا أرجى للقبول، وفيه تواضع أكثر.
هذا أمر، وثَم أمر آخر، هو أن الدعاء بسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أوْلى من الدعاء بمجرد الإيمان به صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن (الإيمان) معناه التصديق، والمؤمن بأي شيء مصدق به، فالمؤمن بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدق، والمؤمن بعدم إرسال رسول مصدق بذلك، كلاهما مُصدّق.
ولكن إيمان المؤمن بالله تعالى فضيلته أنه تصديق بنبي الله، صلى الله عليه وسلم، وهو الحق، فالفضل فى المؤمن به وليس فى مجرد الإيمان، فالدعاء إذن بالمؤمن به، صلى الله عليه وسلم، أولى من الدعاء بمجرد الإيمان، لأن هذا الإيمان لم يكتسب وجاهته إلا بكونه متعلقاً بسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.