الضفة: من يكتب سطر المواجهة المقبلة الأخير؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
من يكتب السطر الأخير بالمواجهة المقبلة بالضفة؟
هل تصح التقديرات الإسرائيلية؟ وهل فعلاً اتساع دائرة الاشتباك هو هدف المقاومة؟
السطر الأخير من المواجهة المقبلة لم يكتب بعد، ويحتاج قادة الكيان الإقدام على خطوتهم الاخيرة لاستعادة السيطرة على الضفة الغربية والعودة الى الوراء.
هل يتعلق الأمر بهدف تعميق وتكريس المقاومة نهجا بالضفة؟ فإسرائيل في بحثها عن نصر تكتيكي تتجاهل بمحض إرادتها النتائج الاستراتيجية للمواجهة المقبلة؟
* * *
في افتتاحية جلسة حكومته الأسبوعية اليوم الاحد هدد نتنياهو باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في مقر اقامته في بيروت؛ ردا على تصريحاته التي اطلقها خلال لقائه الخاص على فضائية الاقصى التابعة لحركة حماس، والتي تحدث فيها عن ضرورات دعم المقاومة في الضفة الغربية في رد واضح على المؤشرات التي تؤكد نية الاحتلال استهدافه.
تهديدات نتنياهو جاءت بعد أيام من انعقاد الحكومة الأمنية الاسرائيلية المصغرة (الكابينت) الإثنين 21 أغسطس الحالي الذي ناقش إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة في الضفة الغربية، وخارج فلسطين المحتلة.
وإن ادى ذلك لمواجهة واسعة تشمل لبنان وسوريا، مبرراً ذلك بتصاعد المقاومة في الضفة الغربية التي تم تأكيدها في عمليتي حوارة والخليل اللتين تبنتهما حماس الاسبوع الفائت.
القرار الاسرائيلي بنقل العمليات الى الخارج اتخذ مسبقا، وبموافقة من المؤسسة العسكرية التي يقودها وزير الامن يؤاف غالانت ورئيس الاركان هرتسي هليفي الى جانب رئيس الشاباك والموساد، وقبل اشهر من المقابلة الخاصة التي أجراها صالح العاروري على فضائية الاقصى، وهو قرار يشبه قرار اجتياح مخيم جنين الذي اتخذ قبل 6 اشهر من العملية.
قرار يسعى غالانت لتهيئة مراكز القرار في أميركا ومن ثم أوروبا له بجولة بدأها في الولايات المتحدة، ولا يتوقع ان تقتصر على المسؤولين الاميريكيين؛ فالعملية كبيرة ويخشى ان تقود الى مواجهة واسعة تمتد الى لبنان وسوريا، وهو ما يسعى غالانت -غالبا- لتبديده عبر إقناع نظرائه في أميركا بصعوبة حدوثه؛ لأن حزب الله، في تقدير غالانت، لن يتورط في حرب واسعة، وسيقتصر الرد من لبنان على الفصائل الفلسطينية في حال نجاح عملية الاغتيال الإرهابية المرتقبة.
العملية الاسرائيلية المرتقبة في لبنان ضد صالح العاروري تتخذ يوماً بعد الآخر ملامح عملية "خليج الخنازير الامريكية" الفاشلة لغزو كوبا في اذار/ مارس من العام 1960، والتي هدفت لإسقاط الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
إذ سبقها احتفاء اعلامي بالعملية وتفاصيلها قبل حدوثها، بل تم تحديد موعد الهجوم عبر وسائل الإعلام الأميركية لتنتهي بفشل ذريع وانتكاسة كبرى للولايات المتحدة في حديقتها الخلفية بأميركا الوسطى والجنوبية، منهية عقوداً من الهيمنة والتفرد الامريكي في المنطقة الكاريبية.
التحضيرات الاسرائيلية والاستعدادات الفلسطينية للمواجهة لا تتساوى من حيث القدرات والإمكانات بالكيان الصهيوني المحتل المدجج بالسلاح والتكنولوجيا، غير أن المعركة المرتقبة ستعيد تأكيد نهج المقاومة، ومكانة حماس في الساحة الفلسطينية والاقليم، معززة حضورها، مقدمة قوة دفع قوية لمسار المقاومة في الضفة الغربية.
وهي عناصر يصعب حسابها وتقديرها إستراتيجياً إذا ما قيست بالتقديرات الاسرائيلية التكتيكية التي تهدف لتهدئة المجمع الاستيطاني القلق من تصاعد المقاومة، وعجز حكومته عن وقفها، خصوصاً في الضفة الغربية، فضلاً عن بحث قادة الأمن عن استعادة زمام المبادرة، ورفع معنويات الجنود وجاهزيتهم.
المعركة مع الاحتلال مقبلة وشبه حتمية، والاستعدادات لها تقترب من نهايتها؛ إذ لم يبق من الاستعدادات سوى تحديد ساعة الصفر، معركة يتوقع أن تنقل الضفة الغربية والاقليم الى مستوى جديد من المواجهة مع الاحتلال، وهي الهواجس التي يحاول قادة الاحتلال تجاوزها من خلال توجيه رسائل بمحدودية العملية العسكرية المتوقعة، مقابل سعة تأثيرها في تحقيق الردع رغم اقتصارها على حركة حماس.
فهل تصح التقديرات الإسرائيلية؟ وهل فعلاً اتساع دائرة الاشتباك هو هدف المقاومة أم أن الأمر يتعلق بهدف آخر يتمثل بتعميق وتكريس المقاومة كنهج في الضفة الغربية؛ فإسرائيل في بحثها عن نصر تكتيكي تتجاهل بمحض إرادتها النتائج الاستراتيجية للمواجهة المقبلة؟
في الختام.. السطر الأخير من المواجهة المرتقبة لم يكتب بعد، ويحتاج من قادة الكيان الإقدام على خطوتهم الاخيرة لاستعادة السيطرة على الضفة الغربية على أمل العودة الى الوراء حيث كان ايتمار بن غفير وزوجته يتنقلان في الاراضي المحتلة دون إزعاج او خوف يماثل الذي تسببوا فيه للفلسطينيين في الضفة طوال 57 عام الماضية.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين المقاومة إسرائيل حماس قادة المقاومة الضفة الغربية تهديدات نتنياهو صالح العاروري الكيان الصهيوني المقاومة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
"حماس" تنعى 4 من كبار قادة العمل الحكومي في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عددًا من قيادات العمل الحكومي في قطاع غزة الذين استشهدوا في الغارات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى استشهاد 326 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان: "ننعي بكل معاني الفخر والاعتزاز والاحتساب، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية والإسلامية، وأحرار العالم: كوكبة من قيادات العمل الحكومي في قطاع غزة، عُرف منهم حتى اللحظة، الشهيد القائد الكبير/ عصام الدعليس رئيس متابعة العمل الحكومي، الشهيد القائد المستشار/ أحمد الحتة وكيل وزارة العدل، الشهيد القائد اللواء/ محمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية، الشهيد القائد اللواء/ بهجت أبو سلطان مدير عام جهاز الامن الداخلي، الذين ارتقوا إلى العلا بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيونازي بشكل مباشر هم وعائلاتهم، وقد استشهدوا رحمهم الله مع مئات الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني جراء الجرائم المتواصلة منذ فجر اليوم".
وأضاف البيان: إذ نزف هؤلاء القادة الذين عملوا منذ بداية حرب الإبادة للتخفيف عن شعبهم، وأدوا أمانة المسئولية الملقاة على عاتقهم، وارتقوا بعد مسيرة حافلة ومليئة بالتّضحيات والمواقف المشرّفة، حيث كانوا مثالًا للإخلاص والتفاني في عملهم؛ فإننا نؤكد أن ارتقاء قيادات العمل الحكومي لن يثنينا عن أداء واجبنا الوطني تجاه شعبنا الفلسطيني، والاستمرار في واجبنا الديني ودورنا الأخلاقي والمهني لخدمتهم ودعم صمودهم وثباتهم في وجه هذا العدوان الهمجي".
في السياق ذاته، أكدت حركة "حماس" أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، متهربًا من التزاماته، ومستمرًا في ارتكاب المجازر بحق أهلنا في غزة، وسط صمت دولي مخزٍ.
وقالت الحركة في بيان: "الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي".
وأضافت: يحاول الاحتلال تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها".
وختمت الحركة قائلة: "لقد التزمت حماس بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، إلا أن نتنياهو، الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية، فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء شعبنا".