تظاهرات سوريا وتأثيرها على المواقف الرئاسيّة في لبنان
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": يكاد الوضع في سوريا يشبه بدايات احداث عام 2011، فالشوارع في محافظة السويداء تشهد تظاهرات عنوانها اجتماعي مطلبي، ومضمونها سياسي بحت للمطالبة بإسقاط النظام، وهذا ما يضع القيادة السورية أمام تحديات كبيرة، حول كيفية التعاطي مع هذه التحركات، خاصة بظل اشتداد الضغط الأميركي على سوريا، لأسباب تتعلق بسوريا نفسها، او لأجل ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف الإيراني النووي، وعلاقات إيران بالدول العربية.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتبرون أن ما يجري على الساحة السورية من تطورات في الوقت الراهن، هو من دون أفق واضح، نظراً إلى أن الجيش السوري كان قد نجح في السنوات الماضية، في حسم وجهة الحرب العسكرية بشكل نهائي، إلا أن ذلك لا يلغي خطورة الضغوط الناجمة عن التطورات الإقتصادية والإجتماعية، وخطورة عودة التحركات الشعبية في منطقة، كانت حتى الأمس القريب من المناطق التي لا تزال تؤمن بالنظام والدولة، والخطر بما يجري هو محاولة تقسيم سوريا، ولو دون رسم حدود رسمية، فالاكراد في جهة، واليوم محاولة جعل الدروز في جهة، وكل ما يجري اليوم يأتي من ضمن مخطط أميركي واضح، عنوانه الأساسي رفض واشنطن المسبق لسياسة الإنفتاح العربي على دمشق.
في هذا السياق، من الطبيعي أن يكون لذلك تداعيات على الواقع اللبناني، نظراً إلى أن حلفاء سوريا، الذين كانوا شركاء لها في المواجهة العسكرية طيلة سنوات، معنيون بشكل مباشر بما تتعرض له اليوم في هذا المجال، خصوصاً إذا كان لما يحصل تداعيات أوسع في المرحلة المقبلة، لكن الأساس يبقى أن ما يحصل يعكس توجهات الولايات المتحدة في المرحلة الحالية، التي تقوم على أساس زيادة الضغوط، التي قد تنفجر في مناطق معينة لتصل الى حدود المواجهات المسلحة، خاصة ان السوريين وحلفاءهم لطالما فضلوا المواجهات العسكرية على الحرب الاقتصادية، لأن الثانية اخطر عليهم من الاولى، والأسلحة التي يملكونها في الأولى غير متوفرة في الثانية.
من هذا المنطلق، يمكن قراءة رسائل قوى الثامن من آذار، التي لا تزال تشدد على أنها متمسكة بترشيح سليمان فرنجية، وآخر هذه المواقف كانت لأمين عام حزب الله خلال جلسة مغلقة، من دون فتح أي أفق أمام مفاوضات أخرى، ما يعني أن مرحلة شد الحبال لا تزال مستمرة، بانتظار الصورة الخارجية التي لا يبدو أنها ستتضح خلال وقت قريب، فهذه القوى تتشدد في الداخل لكنها لم تقطع الخطوط التي لا رجعة عنها، إذ بحسب مصادر متابعة في هذا الفريق ، لا تزال الرغبة بوصول رئيس ضمن تسوية خارجية هي الأقوى، وتحديداً مع المملكة العربية السعودية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يزعم البدء بإزالة المظاهر العسكرية على الحدود مع لبنان
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024، بأن الجيش بدأ في إزالة المظاهر العسكرية من المنطقة الحدودية مع لبنان، في خطوة تشير إلى احتمالية إعادة سكان البلدات التي تم إخلاؤها في بداية المواجهات مع حزب الله، إلى منازلهم "قريبًا".
وذكر التقرير الذي نشرته الإذاعة، بأن الجيش يعتزم سحب جميع الجنود من داخل البلدات الشمالية وإعادتهم إلى القواعد والمواقع العسكرية، مع الإبقاء على عناصر الأمن "المدنيين" فقط، مثل فرق الطوارئ والمسؤولين الأمنيين المحليين، إلى جانب الوسائل الأمنية المتوفرة لديهم.
إقرأ أيضاً: بالفيديو: تفاصيل ما جرى أمس داخل ساحة منزل نتنياهو
كما أزال الجيش مؤخرًا جميع الحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنية من الطرق المحاذية للمنطقة الحدودية، بما في ذلك الطرق التي كانت مغلقة أمام حركة المدنيين خلال العام الماضي بسبب تهديد استهداف المارين فيها بصواريخ مضادة للمدرعات.
ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤولين عسكريين قولهم إن "الوضع في الشمال تغير. لم تعد هناك مناطق يُمنع التنقل فيها، ولا حاجة لاستخدام طرق التفافية. بإمكان المدنيين الآن التحرك بحرية على هذه الطرق بفضل سيطرة الجيش داخل الأراضي اللبنانية".
إقرأ أيضاً: مجازر جديدة: عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غـزة
وفيما يدعي الجيش الإسرائيلي أن هدفه من توسيع المناورة البرية هو إزالة تهديد القذائف المضادة للدروع وتوغل قوات حزب الله في بلدات حدودية إسرائيلية، إلا أن إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيرة من لبنان على إسرائيل قد استمر بالتصاعد والاتساع وصولا إلى مناطق في عمق إسرائيل، مثل تل أبيب ومنطقتها في الأيام الأخيرة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن قسما كبيرا من هذه الذخيرة يطلقها حزب الله من منطقة "خط القرى الثاني"، وإن في هذه القرى لا يزال يوجد مخزون كبير من الأسلحة، وهي قريبة بما يكفي من الحدود كي ينفذ منها إطلاق نار ناجع على إسرائيل، وخاصة على منطقة حيفا والكرايوت ومحيطها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، أن قوات اللواء 188 توغلت برا في "أهداف جديدة في جنوب لبنان"، بعد أن أشار إلى أن مقاتلي حزب الله يختبئون داخل ملاجئ ويخرجون منها لوقت قصير، فقط من أجل إطلاق نار على إسرائيل، وهذا الأداء يضع مصاعب أمام منع مسبق لإطلاق هذه النيران، ولذلك يعتبر الجيش الإسرائيلي أن العمليات البرية أمر ضروري.
المصدر : وكالة سوا