حوار حزب الله - باسيل: لا ذِكر لفرنجية بعد فيه؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ما يقوله حزب الله الى الآن ان فرنجية مرشحه الوحيد دونما ان يضيف اليه اسماً ثانياً بعده او بديلاً منه. لم يقل في اي لحظة انه متأهب للموافقة على قائد الجيش ولم يدرجه بعد في خياراته. الا ان بعض مسؤولي الحزب سمعوا في الآونة الاخيرة اطراء غير مسبوق على عون على اثر حادثة الكحالة واداء الجيش فيها وحسن تدبيره.
اجرى باسيل الى الآن اربعة اجتماعات مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. في الجلسات الاربع قدّم مسودتيْ مشروعيْن وتحدث عن ثالثة شفوياً. اولى المسودتين اللامركزية الادارية في الصيغة التي اعدها قبل سنوات الوزير السابق زياد بارود ونوقشت في 73 جلسة في لجنة الادارة والعدل برئاسة النائب الراحل روبير غانم، على ان تكون مادة مراجعة بينه والحزب. للغاية هذه ألّف باسيل لجنة مصغرة ترأسها وضمت اليه بارود والنائب آلان عون والمحامي كريم الضاهر لادخال تعديلات فيها بما يضمّنها بُعداً اضافياً هو اللامركزية المالية لمّح اليها على نحو غير مباشر مشروع بارود بتطرقه الى توزيع عائدات البلديات. اجاب الحزب انه منفتح على مناقشة المشروع.
وحده حزب الله سبق باسيل الى ما يريده اليوم بالممارسة الفعلية والتطبيق. صاحب تجربة مخضرمة في لامركزية مطلقة غير مسبوقة او مشابهة لسواها يتولاها فريق سياسي او حزب، لم تحتج الى قوانين تأذن بها. تفرّد بها واختبرها في مناطق نفوذه وقاعدته الحزبية والشعبية: لامركزية ادارية - امنية - مالية - اجتماعية - اقتصادية - تربوية - عسكرية معززة بسياسة خارجية مستقلة.
لم يقلْ باسيل في اي من الاجتماعات الاربعة انه يؤيد انتخاب فرنجية في ضوء ما يطالب به، ولا ربط هذه بذاك. رمى حوارهما الى اعادة التحالف بينهما والحد من تبادلهما الخسائر مذ انقطع تواصلهما واوشكا ان ينفصلا وتباعدت مواقف احدهما عن الآخر الى حد التناقض. لم يتردد بعض مَن في الحزب في القول ان باسيل «جرحه» بمغالاته في الذهاب بعيداً الى الموقع الضد عندما رشح الوزير السابق جهاد ازعور. في مراحل لاحقة على ذلك الحوار اتيح سماع باسيل يقول ان حصوله على المطالب الحيوية لاسيما منها اللامركزية الادارية الموسعة مضافاً اليها شق مالي، يجعل من انتخاب الرئيس «ثانوياً» بالنسبة اليه، اقل كلفة مما رافق رفضه الخوض في قبول تأييد ترشيحه. فُهِمَ من ذلك سعيه الى ثمن سياسي يوازن خيار حزب الله في الرئاسة دونما ان يكون باسيل في صف مرشحه.
يعرف حزب الله والتيار الوطني الحر ان عودتهما الى الحظيرة الواحدة غير كاف لانتخاب رئيس للجمهورية. سواء جارى باسيل فرنجية او فضّل الاقتراع ضده في جلسة تحضرها كتلته النيابية، فإن الوصول الى هذا اليوم غير قاطع بانتخاب رئيس الدولة ما لم يتوافر 86 نائباً على الاقل في القاعة. وجود فرنجية مرشحاً وحيداً للثنائي الشيعي كفيل بتعذّر التئام النصاب القانوني في غياب نواب اللقاء الديموقراطي والنواب السنّة في احسن الاحوال. وحدهم الاميركيون والسعوديون يأتون بهذين الفريقيْن الى الجلسة وضمان نصابها الدستوري، وتالياً فوز الرئيس بغالبية الثلثين على الاقل، اكان فرنجية او اي اسم آخر يهبط في اللحظة الاخيرة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
العدو وهدف ضرب (وحدة الساحات)..!
في خطابه في (الكنيسبت) قال الإرهابي الصهيوني (نتنياهو) إن قرار الهجوم على حزب الله، اتخذ على أعلى المستويات، والهدف هو (ضرب وحدة الساحات) وأيضا لأن الشهيد السيد حسن نصر الله كان (يمثل العقبة الحقيقية أمام قيام شرق أوسط جديد، وأمام توسيع الاتفاق الإبراهيمي)، وأضاف (نتنياهو) قائلا (إن نصر الله لم يكن مجرد أمين عام حزب الله ولكنه الأقرب لخامنئي الذي ينصت لنصر الله ويلبي كل ما يطلبه)..!
كلمة (نتنياهو) أمام أعضاء الكنيست كانت مجرد كلمة رجل حاقد قاتل وضليع في الإجرام، سرد سلسلة من الأكاذيب التي لم يصدقها أعضاء الكنيست ورافقها صراع وصخب وضجيج، اضطر على إثرها رئيس الكنيست إلى استدعاء الشرطة لإخراج عائلات الأسرى، كما تم إخراج عدد كبير من أعضاء الكنيست الذين وصفوا نتنياهو بالكذاب..!
ما يمكن استشرافه على ضوء خطاب هذا المجرم، هو رؤيته لوحدة الساحات وأهمية ضربها وتمزيق جسورها ومن أجل ذلك اتجه الصهاينة إلى لبنان بهدف تحقيق هذا الهدف الذي يعد أهم إنجاز إن تحقق لنتنياهو وأمريكا وعشاق الشرق الأوسط الصهيوني، أعضاء الاتفاق الإبراهيمي سيئ الصيت، المحرم شرعا، وكل من قبل به يعد مرتداً عن دين الله..!
وحدة الساحات عملية أربكت الكيان وأهانت قدراته العسكرية والأمنية وانهكت قواه على مختلف المجالات الحياتية، وهذا الذي دفع الرجل للتوجه نحو لبنان بعد أن أدرك فشله في قطاع غزة، فحاول خلط الأوراق بهدف إشغال العالم وإلزامه بالبحث عن حلول تؤدي لوقف الحرب، ولكن وفق شروط نتنياهو، وهذا ما التقطه البعض من العرب وبتوجيه من أمريكا، حين هرولوا مباشرة نحو ( بيروت)، بعد دقائق من سماعهم نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله، على اعتبار أن استشهاد الأمين العام كفيل بانهيار الحزب وتسليمه بكل متطلبات أعداء المقاومة، وهذا الشعور كان حاضرا حتى في رؤية بعض الفعاليات اللبنانية، التي ارتعبت من حجم الاغتيالات وبشاعة الدمار الذي تعرضت له الضاحية والمناطق الحدودية مع فلسطين، فسارعوا إلى استغلال اللحظة ومطالبة الحزب بقبول وقف إطلاق النار، ومنهم من ذهب بعيدا حين طالب بنزع سلاح الحزب، فيما الحكومة اللبنانية سارعت لتبني قرار 1701، معلنة استعدادها إرسال الجيش إلى الحدود مع فلسطين.!
لكن الرد جاء من المقاومة التي أعادت ترتيب أوضاعها وامتصاص الصدمة، لتبدأ رحلة مواجهة مؤلمة واجهتها قوات الاحتلال على الحدود، فالدمار الذي أحدثته طائرات الاحتلال، لم يؤد إلى إرباك المقاومة ولم يسهل مهمة الاجتياح البري، إذ وجد الصهاينة أمامهم مقاومة صلبة وعنيفة وغير متوقعة..
غير أن الأجمل في موقف المقاومة هو ما قامت به مؤخرا من رد عملي على خطاب نتنياهو أمام الكنيست، الذي أكد في خطابه تدمير 80٪ من قدرات حزب الله الصاروخية، ومع انتهائه من خطابه وجد حراسه يسوقونه قسرا نحو الملاجئ، لأن صواريخ حزب الله ولأول مرة تصل لمنطقة (تلابيب) لم تصل إليها من قبل، فأنزلت قرابة أربعة ملايين مستوطن إلى الملاجئ، تعرض المئات منهم لإصابات بسبب التدافع والتزاحم..!
كان هذا ردا كافيا من الحزب على أكاذيب نتنياهو الذي زاد السخط عليه من قبل المستوطنين، الذين صعدوا من حدة خطابهم ضد نتنياهو وحكومته وعصابته الإجرامية، والمؤسف أن الكيان الصهيوني المنهار، أصبح في حالة إرباك غير معهودة ويحسب بقاؤه صامدا لأمريكا والأنظمة العربية المرتهنة التي تعمل على إسناده ومساعدته حتى لا ينهار..!
بغض النظر عن الحراك الدبلوماسي والتسريبات عن مساعٍ وتفاهمات ورحلات مكوكية واتصالات وتواصلات تجريها أطراف إقليمية ودولية برعاية أمريكية هدفها فصل وحدة الساحات التي أخفق نتنياهو عسكريا في فصلها، الأمر الذي دفع واشنطن إلى المسارعة لتقديم المبادرات ومحاولة إنجاز تطبيق القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006م.. لبنان حكومة تريد تطبيق القرار مع الملاحق التي سوف تضيفها واشنطن على القرار، فيما الصهاينة لهم تعديلات جوهرية على بنود القرار، فيما المقاومة ملتزمة بتطبيق القرار حرفيا دون تعديلات أو إضافة، ولكي يجبر الصهاينة الحزب على قبول تعديلاتهم أو على الأقل قبول تعديلات واشنطن التي لا تختلف كثيرا عن تعديلات الصهاينة، فأمريكا التي هرولت لوقف إطلاق النار في لبنان، لم تفعل هذا حبا في لبنان وشعبه، بل خوفا على كيانها اللقيط من ضربات المقاومة ورغبة منها في تمرير فكرة فصل وحدة الساحات وفصل لبنان بعيدا عن غزة وفلسطين التي من أجلهما ضحى الحزب بقادته العظام أمثال السيد حسن الذي سقط شهيدا على طريق القدس..
خلاصة القول إن الصهاينة والأمريكان يستحيل أن يحققوا في لبنان أو في فلسطين بالمفاوضات ما لم يتمكنوا من تحقيقه في الميدان.. وهذا ما تأكد من خلال تداعيات الميدان خلال المرحلة الأخيرة ولا تزال المقاومة في لبنان وفلسطين تقدم إنجازات تعقد رغبات أمريكا والكيان الصهيوني اللذين أجبرا على فتح نافذة التفاوض، بعد أن كان شعارهما الوحيد هو (الاستسلام) من قبل المقاومة سواءً في لبنان أو في فلسطين..!