الهجمة الفرنسية الأمريكية على النيجر.. إصرار على نهب الثروات وإبقاء الوصاية على شعب النيجر
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
الثورة / متابعات
تسلط الاحداث في النيجر الضوء على حجم الاستعمار الغربي الأمريكي في أفريقيا ، وعلى تراجع النفوذين الفرنسي والأميركي، ولا سيما أنّ رئيس النيجر، محمد بازوم الذي تم عزله ، يُعَدّ الرجل الأول لفرنسا في دول الساحل الأفريقي ، حيث شهدت قارة أفريقيا عدداً من الانقلابات العسكرية، تصدّرت النيجر عناوين الأخبار مع احتجاز جنود من الحرس الرئاسي رئيس البلاد محمد بازوم، في القصر الرئاسي في العاصمة نيامي.
وجاء عزل الرئيس بازوم لحماية الوطن، حسب تصريحات المجلس العسكري وتفادياً للاقتتال، وذلك بعد استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء إدارة البلاد، اقتصادياً واجتماعياً. فما الذي يحدث في النيجر؟ ولماذا سارعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى إدانة ما جرى؟
وتقع النيجر غربي القارة الأفريقية. تحدّها شمالاً الجزائر وليبيا، وشرقاً تشاد، وجنوباً نيجيريا وبنين، وغرباً بوركينا فاسو ومالي. لذلك، فهي دولة حبيسة بين 7 بلدان، ولا تطلّ على أيّ سواحل.
ويبلغ إجمالي مساحة النيجر نحو 1.3 مليون كم مربع، الأمر الذي يجعلها أكبر دولة في منطقة غربي أفريقيا من حيث المساحة. ويتركّز نحو 80 % من سكانها في أقصى الجنوب والغرب للبلاد، في العاصمة نيامي، وهي أكبر مدن النيجر.
يبلغ عدد سكان النيجر 24 مليون نسمة، الأغلبية الساحقة منهم مسلمون. وتتميّز النيجر بوجود موارد طبيعية كثيرة فيها، منها اليورانيوم، والألماس، والذهب، والفحم.
وتُعَدّ النيجر واحدةً من أفقر دول العالم، بحيث احتلت عام 2015 المرتبة الأخيرة بين 188 بلداً في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، بينما تُشير التقارير الرسمية من وزارة الداخلية في النيجر إلى أنّ قرابة 43 % من سكانها يعيشون حالةَ الفقر المُدقع.
ورغم الثروات التي تمتاز بها النيجر ، إلا أن الفقر المدقع هو السائد هناك ، وهو الأمر الذي دفع إلى الانقلاب على محمد بازوم الرئيس المدعوم من فرنسا وأمريكا ، وبعد احتجاز رئيس النيجر محمد بازوم من جانب الحرس الرئاسي، انهالت موجة من التنديدات الغربية ضد محاولة الانقلاب، وكان من أبرز تلك التنديدات موقفا باريس وواشنطن.
فرنسا والولايات المتحدة تقفان في مواجهة أبناء النيجر ، لإبقاء الثروات التي تنهبهما تتدفق إليهما ، وأبدت فرنسا «إدانتها الشديدة لأيّ محاولة لتولي الحكم بالقوة» في النيجر، حليفتها الرئيسة في منطقة الساحل، كما تخشى فرنسا أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها لمصلحة روسيا في غربي أفريقيا، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو.
وركّزت باريس، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي أفريقيا. وتحتل النيجر المركز الرابع عالمياً في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تغطي 35 % من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70 % من الكهرباء.
كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، إلى جانب أنّها تُعَدّ قاعدةً مركزية لقوات حلف «الناتو» في منطقة الساحل. وووفق مراقبيين، فإنّ استقرار النيجر وموقعها الجغرافي، يُساعدان الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود مع ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وفق صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي، دومينيك كارايول، في تصريحاتٍ صحافية، إنّ نفوذ باريس في دول غربي أفريقيا يمرّ في مرحلةٍ مفصلية، وخصوصاً عقب هذا الانقلاب، لأنّ روسيا قد تستغل حالة الفوضى وتُنفّذ أجندتها الرامية إلى العمل مع الجماعات المحلية غير الراضية في الوجود الغربي في البلاد.
أمّا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي سارعت إلى إدانة الانقلاب في النيجر، داعيةً إلى إطلاق سراح بازوم، فإنّ قلقها ينبع من أنّه في حال نجاح الانقلاب ستصبح النيجر الدولة الـ11 في سلسلة الدول الأفريقية، التي تشهد نفوذاً روسياً عبر مجموعة «فاغنر»، بعد استمالة بوركينا فاسو العام الماضي.
وكذلك، تخشى واشنطن على قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014، بدعوى مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي أفريقيا. وتقول الولايات المتحدة إنّها أنفقت نحو 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر على تعزيز أمنها، وفق «الغارديان» البريطانية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تهديدات سيبرانية صينية للبنية التحتية الأمريكية
حذر مسؤولون أمريكيون في مجال الأمن السيبراني من أن قراصنة صينيين مرتبطين بالحكومة الصينية يتسللون إلى شبكات البنية التحتية الحرجة في الولايات المتحدة، تمهيدًا لاحتمال وقوع صراع بين البلدين.
وصرّحت مورغان أدامسكي، المديرة التنفيذية لقيادة الأمن السيبراني الأميركية، أن هذه العمليات تهدف إلى تحقيق تفوق استراتيجي في حال نشوب نزاع كبير مع الولايات المتحدة.
اختراق أمني.. تورط كوريا الشمالية في سرقة 50 مليون دولار من منصة Upbit اختراق تاريخي لشركات الاتصالات الأمريكية.. والولايات المتحدة تحمّل الصين المسئولية الاستعداد لهجمات سيبرانية محتملةوفقًا لأدامسكي، فإن القراصنة المدعومين من الصين يستهدفون الأنظمة الأمريكية بهدف تنفيذ هجمات تخريبية، مثل التحكم بأنظمة التهوية والتكييف داخل مراكز الخوادم، أو تعطيل أنظمة الطاقة والمياه. هذا النوع من الهجمات قد يؤدي إلى إحداث شلل في البنية التحتية الحساسة، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
اختراق تاريخي في قطاع الاتصالاتفي سياق متصل، كشف السيناتور الأمريكي مارك وارنر عن عملية تجسس سيبراني يُشتبه أنها مرتبطة بالصين تُعرف باسم "Salt Typhoon"، التي تعتبر أكبر عملية اختراق لقطاع الاتصالات في تاريخ الولايات المتحدة.
تضمنت العملية سرقة سجلات المكالمات واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملات الانتخابية الرئيسية قبل انتخابات نوفمبر، بالإضافة إلى استهداف طلبات أجهزة إنفاذ القانون.
الرد الأمريكيأكدت أدامسكي أن الحكومة الأمريكية نفذت أنشطة متزامنة على الصعيد العالمي، تهدف إلى إضعاف وتعطيل العمليات السيبرانية الصينية.
وشملت هذه الأنشطة فضح العمليات، وفرض عقوبات، وإجراءات قانونية، وإصدار إرشادات أمنية بالتعاون مع عدة دول، كجزء من الجهود العالمية لاحتواء التهديدات السيبرانية الصينية.
إجراءات وقائية ودعم تقنييقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) بتقديم الدعم التقني وتزويد الأهداف المحتملة بمعلومات مهمة لحمايتهم من هذه التهديدات، وذلك في إطار تعزيز الاستجابة للأخطار المتزايدة.