الثورة / متابعات

تسلط الاحداث في النيجر الضوء على حجم الاستعمار الغربي الأمريكي في أفريقيا ، وعلى تراجع النفوذين الفرنسي والأميركي، ولا سيما أنّ رئيس النيجر، محمد بازوم الذي تم عزله ، يُعَدّ الرجل الأول لفرنسا في دول الساحل الأفريقي ، حيث شهدت قارة أفريقيا عدداً من الانقلابات العسكرية، تصدّرت النيجر عناوين الأخبار مع احتجاز جنود من الحرس الرئاسي رئيس البلاد محمد بازوم، في القصر الرئاسي في العاصمة نيامي.

ساعات معدودة، أعلن بعدها الحرس عزل الرئيس، وإغلاق الحدود، وفرض حظر التجوال.
وجاء عزل الرئيس بازوم لحماية الوطن، حسب تصريحات المجلس العسكري وتفادياً للاقتتال، وذلك بعد استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء إدارة البلاد، اقتصادياً واجتماعياً. فما الذي يحدث في النيجر؟ ولماذا سارعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى إدانة ما جرى؟
وتقع النيجر غربي القارة الأفريقية. تحدّها شمالاً الجزائر وليبيا، وشرقاً تشاد، وجنوباً نيجيريا وبنين، وغرباً بوركينا فاسو ومالي. لذلك، فهي دولة حبيسة بين 7 بلدان، ولا تطلّ على أيّ سواحل.
ويبلغ إجمالي مساحة النيجر نحو 1.3 مليون كم مربع، الأمر الذي يجعلها أكبر دولة في منطقة غربي أفريقيا من حيث المساحة. ويتركّز نحو 80 % من سكانها في أقصى الجنوب والغرب للبلاد، في العاصمة نيامي، وهي أكبر مدن النيجر.
يبلغ عدد سكان النيجر 24 مليون نسمة، الأغلبية الساحقة منهم مسلمون. وتتميّز النيجر بوجود موارد طبيعية كثيرة فيها، منها اليورانيوم، والألماس، والذهب، والفحم.
وتُعَدّ النيجر واحدةً من أفقر دول العالم، بحيث احتلت عام 2015 المرتبة الأخيرة بين 188 بلداً في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، بينما تُشير التقارير الرسمية من وزارة الداخلية في النيجر إلى أنّ قرابة 43 % من سكانها يعيشون حالةَ الفقر المُدقع.
ورغم الثروات التي تمتاز بها النيجر ، إلا أن الفقر المدقع هو السائد هناك ، وهو الأمر الذي دفع إلى الانقلاب على محمد بازوم الرئيس المدعوم من فرنسا وأمريكا ، وبعد احتجاز رئيس النيجر محمد بازوم من جانب الحرس الرئاسي، انهالت موجة من التنديدات الغربية ضد محاولة الانقلاب، وكان من أبرز تلك التنديدات موقفا باريس وواشنطن.
فرنسا والولايات المتحدة تقفان في مواجهة أبناء النيجر ، لإبقاء الثروات التي تنهبهما تتدفق إليهما ، وأبدت فرنسا «إدانتها الشديدة لأيّ محاولة لتولي الحكم بالقوة» في النيجر، حليفتها الرئيسة في منطقة الساحل، كما تخشى فرنسا أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها لمصلحة روسيا في غربي أفريقيا، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو.
وركّزت باريس، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي أفريقيا. وتحتل النيجر المركز الرابع عالمياً في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تغطي 35 % من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70 % من الكهرباء.
كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، إلى جانب أنّها تُعَدّ قاعدةً مركزية لقوات حلف «الناتو» في منطقة الساحل. وووفق مراقبيين، فإنّ استقرار النيجر وموقعها الجغرافي، يُساعدان الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود مع ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وفق صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الفرنسي، دومينيك كارايول، في تصريحاتٍ صحافية، إنّ نفوذ باريس في دول غربي أفريقيا يمرّ في مرحلةٍ مفصلية، وخصوصاً عقب هذا الانقلاب، لأنّ روسيا قد تستغل حالة الفوضى وتُنفّذ أجندتها الرامية إلى العمل مع الجماعات المحلية غير الراضية في الوجود الغربي في البلاد.
أمّا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي سارعت إلى إدانة الانقلاب في النيجر، داعيةً إلى إطلاق سراح بازوم، فإنّ قلقها ينبع من أنّه في حال نجاح الانقلاب ستصبح النيجر الدولة الـ11 في سلسلة الدول الأفريقية، التي تشهد نفوذاً روسياً عبر مجموعة «فاغنر»، بعد استمالة بوركينا فاسو العام الماضي.
وكذلك، تخشى واشنطن على قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014، بدعوى مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي أفريقيا. وتقول الولايات المتحدة إنّها أنفقت نحو 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر على تعزيز أمنها، وفق «الغارديان» البريطانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بوهندي: لا أعرف لماذا «الهجمة الأخيرة» على فريق الشارقة؟

 
علي معالي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة 860 لاعباً في «عالمية الرواد للمبارزة» بدبي «دار زايد» تزدان في افتتاح «شراع الأولمبياد الخاص»


أشار جمال بوهندي، عضو مجلس إدارة شركة الشارقة لكرة القدم، إلى أن الفريق يسير بخطوات ثابتة إلى مبتغاه، سواء، محلياً أو آسيوياً، ولعب 8 مباريات حتى الآن، وكلها جاءت إيجابية، وهو مؤشر يدفعنا إلى الثقة الكاملة في قدرات اللاعبين والجهاز الفني.
قال بوهندي في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: اعتاد «الملك» على الصدارة والمنافسة على الألقاب، ويملك رصيداً كبيراً من القدرات والكفاءات التي تجعله جديراً بذلك حالياً، ولا أدري لماذا «الهجمة الأخيرة» على الفريق، بعد التعادل مع الوحدات الأردني.
وأضاف: بالفعل لست راضياً على التعادل 2-2، ولكنها كرة القدم، ومن تابع المباراة من البداية إلى النهاية، يتأكد أن السيطرة بالكامل لمصلحة الشارقة، ومن خطأين فرديين، وليس جماعياً خطف المنافس هدفين، وهذا وارد في اللعبة، ولا وجود للقيمة السوقية في مجال نتائج كرة القدم، وإلا لما خسر ريال مدريد أمام ليل بهدف في دوري أبطال أوروبا، وكل مباراة لها ظروفها وترتيباتها الخاصة».
وقال: الشارقة يقدم مستوى متميزاً، محلياً وقارياً، وثقتنا كبيرة في ظل وجود الدعم الجماهيري الذي يستحق التحية دائماً، وعناصر الفريق الذين يقدمون موسماً يليق باسم وتاريخ النادي، ويبذل الجهازان الفني والإداري جهداً رائعاً من النواحي كافة، وما زلنا في بداية الموسم، وهنا لا أتحدث عن بطولة، بل عن مستوى فريق يقدم المتعة بشهادة الجميع، حتى في المباراة الوحيدة التي حققنا فيها التعادل مع الوحدات، لعب «الملك» بمستوى متميز، ولو سجل من الفرص التي سنحت له، لانتزعنا الفوز بما لا يقل عن 4 أو 5 أهداف».
وأضاف: «عدم وجود تقنية (الفار) ضد الوحدات حرمتنا من عدم احتساب ضربة جزاء صحيحة، إضافة إلى طرد بعض لاعبي المنافس نتيجة الخشونة الزائدة، ومع ذلك لست أخشى على الفريق من المشوار الآسيوي، فما زال المشوار في بدايته، وما زلنا في الوقت نفسه نتقاسم الصدارة مع الوحدات».
وفيما يخص المهاجم الجديد والقادم من سورينام، قال بوهندي: تايرون كونراد، تم اختياره بناء على رؤية كوزمين، وهناك تعاون كامل مع المدرب في اختيارات اللاعبين، أضف إلى ذلك لماذا نحكم على لاعب قبل أن نراه، وفي عالم كرة القدم الملعب هو المقياس الوحيد لقدرات اللاعبين، وأرى أنه سيكون عنصراً إيجابياً لهجوم الشارقة، وننتظر مشاهدته في الملعب».
قال بوهندي: «أرى أن دكة بدلاء «الملك» أصبحت جيدة، لوجود عناصر شبابية يمكنها تغيير مجرى المباراة، سواء من لاعبين مواطنين أو مقيمين، وكل عنصر لديه خبرات عالية يكن الاستفادة منها وقت نزوله إلى الملعب، وهناك مسابقات كثيرة، وبالتالي يحتاج كوزمين إلى كل اللاعبين، وتوزيع الجهد والمستوى على كل البطولات، متروك للمدرب وقدراته العالية في هذا المجال».

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفرنسي يحث على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • رغم إصرار إسرائيل..يونيفيل ترفض مغادرة مواقعها جنوب لبنان
  • فرنسا تجدد التأكيد على تشبثها الراسخ بشراكتها الاستثنائية مع المغرب (الخارجية الفرنسية)
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • بوهندي: لا أعرف لماذا «الهجمة الأخيرة» على فريق الشارقة؟
  • أوتشا:أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات
  • “أوتشا”:أكثر من 5 ملايين شخص في غرب ووسط أفريقيا تضرروا من الفيضانات
  • هل يتشابه مسلسل برغم القانون مع «تحت الوصاية»؟.. إيمان العاصي ترد
  • باحث سياسي: نتنياهو يعتقد أن لديه تفويضًا غربيًا وأمريكيًا لفعل ما يريد