اليمن تتضامن مع شعب النيجر في مواجهة الهجمة الغربية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
وزارة الخارجية : فرنسا تعمل على مواصلة نهب ثروات النيجر واستعمارها المكتب السياسي لأنصار الله يدعو لاحترام إرادة أبناء النيجر ويؤكد تضامنه
الثورة / صنعاء
استنكر مجلس الشورى التدخلات الخارجية سيما الفرنسية وحلفائها من الدول الأوربية والغربية في الشؤون الداخلية للنيجر.
واعتبر مجلس الشورى في بيان صادر عنه أمس، ما يجري في النيجر من انتفاضة ضد النظام العميل لدول الاستكبار العالمي، وفي المقدمة فرنسا وأمريكا، إرادة شعبية رافضة للتدخلات والاملاءات الخارجية، يجب احترامها.
وأكد التضامن مع جمهورية وشعب النيجر، أمام الاستفزاز الصارخ من قبل فرنسا لشعب النيجر الرافض للوصاية الأجنبية والأجندات الخارجية.
وقال البيان “لا يحق لأي دولة التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لدولة أخرى، سيما وذلك ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة الذي يحتم على جميع الدول عدم استعمال القوة ضد سيادة الدول أو استقلالها السياسي».
واستهجن البيان، صمت الأمم المتحدة وتجاهلها لما يجري في النيجر من تدخلات خارجية .. مؤكداً أن إحلال السلم والأمن الدوليين والحفاظ عليها وتعزيزهما يقوم على أساس الحرية والمساواة وتقرير المصير والاستقلال واحترام سيادة الدول.
وعدّ التحركات الدولية مع منظمة إكواس الأفريقية، انتهاكاً صارخاً وفي ذات الوقت يشكل تهديداً لحرية الشعوب وسيادة الدول واستقلالها وتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.
ولفت مجلس الشورى إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تضع في اعتبارها القرارات المتصلة بهذا المبدأ، لا سيما القرارات المتضمنة الإعلان المتعلق بتعزيز الأمن الدولي، وكذا إعلان عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحماية استقلالها وسيادتها.
ودعا البيان الدول الغربية إلى عدم تجاهل حق النيجر في تقرير مصيره واحترام الإرادة الشعبية للنيجر في تقرير مصيره وحقه في اختيار من يحكمه ويحافظ على سيادته وثرواته الوطنية.
وجدد بيان مجلس الشورى، التأكيد على أن أي تدخل سافر في الشؤون الداخلية للنيجر وغيرها إنما هو محاولة بائسة من قوى الاستكبار صناعة بؤرة صراع جديدة في القارة الأفريقية هدفها إثارة الفتنة والفوضى ليتسنى لها نهب ثروات وخيرات البلدان.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية أمس الإثنين، تضامن الجمهورية اليمنية شعباً وحكومة، مع شعب النيجر وحقه الطبيعي والمشروع في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة.
وباركت الوزارة، في بيان، نضالات شعب النيجر من أجل حريته واستقلاله واستعادة كافة حقوقه المسلوبة ، ودعا البيان كافة الحكومات والشعوب الحرة إلى «مؤازرة النيجر ومساندة شعبها المظلوم في توجهاته الحرة للخلاص من الاستعمار الفرنسي، الذي حرم هذا البلد من ثرواته وتركه للفقر والعوز والحرمان على مدى عقود طويلة».
كما دعت وزارة الخارجية، حكومة باريس إلى احترام إرادة النيجر، معبرة عن استنكارها الشديد «إزاء ما تبديه فرنسا من إصرار مخجل على كسر إرادة شعب النيجر».
وأشارت إلى أن بقاء السفير الفرنسي في نيامي وعدم مغادرته أراضي النيجر بعد انتهاء المهلة التي منحها المجلس العسكري، كشف عن إصرار باريس على التنكر لإرادة شعب النيجر والرغبة في مواصلة السطو على ثروات شعب يموت جوعاً ومرضاً وهذا أمر يفترض أن تخجل منه فرنسا كثيراً.
ولفت البيان إلى أن «فرنسا التي لها تاريخ استعماري أسود ولم تتعظ من دروس التاريخ، ولم تستوعب بعد أن سياسات الاستعمار والوصاية والهيمنة على الشعوب قد ولى زمانها إلى غير رجعه، وأن من المهم للغاية إدراك حتمية الرحيل من القارة السمراء».
واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهو ما كفلته كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
بدوره، أكد المكتب السياسي لأنصار الله، أمس، دعمه إرادة الشعب في النيجر، داعياً دول الجوار للنيجر إلى احترام الإرادة الوطنية لشعب النيجر.
وأعلن المكتب السياسي، في تصريح رفضه أي تدخل عسكري أجنبي ضد مصلحة جمهورية النيجر وشعبها المتطلع إلى السيادة والاستقلال.
وأعرب وزير الإعلام ضيف الله الشامي، عن كامل التضامن مع الشعب النيجري في انتفاضته ضد النظام الحاكم، الذي يتهمه بالخضوع للقوى الغربية، وخصوصاً باريس وواشنطن، والسماح لهذه القوى بالتدخل في شؤون البلاد والاستيلاء على ثرواتها.
وقال الشامي، في تصريح لوكالة «سبأ»، إن اليمن يؤيد مطالب الشعب النيجري بالتحرر من وصاية القوى الخارجية، وإقامة نظام ديمقراطي يحترم إرادة الشعب وسيادة القانون.
وطالب باحترام حقوق الشعوب العربية والإسلامية في تقرير مصيرها، والمحافظة على خيراتها، مشيراً إلى أن حكومة الإنقاذ تشارك في معاناة الشعب النيجري، فهي تواجه حرباً عدوانية من جانب التحالف السعودي – الإماراتي، بدعم من دول غربية، منذ ستة أعوام.
ودعا جميع الدول والشعوب الإسلامية إلى التضامن مع قضية الشعب النيجيري، والوقوف إلى جانبه في مواجهة التهديدات والضغوطات التي تمارس عليه.
كما طالب بضرورة أن يكون هناك موقف موحد من قبل المؤسسات والمنظمات الإسلامية لدعم حقوق ومصالح هذا البلد المسلم.
ويوم أمس، تجمع آلاف النيجريين، في العاصمة نيامي، دعماً للمجلس العسكري، غداة إمهال السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة البلاد ، والذي ترفض فرنسا سحبه حتى اللحظة ، واحتشد متظاهرون دعما للمجلس العسكري في ملعب سيني كونتشي، الأكبر في البلاد، ملوِّحين بأعلام النيجر والجزائر وروسيا في المدرجات.
ونُظّم هذا التجمع الجديد لدعم المجلس الوطني لحماية الوطن، غداة طلبه إلى السفير الفرنسي في النيجر، سيلفان إيتي، مغادرة البلاد بسبب عدم استجابته لـ»دعوة» من وزارة الخارجية من أجل مقابلة، بالإضافة إلى تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر، بينما استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية هذا القرار.
وتسير النيجر على خطى مالي وبوركينا فاسو، حيث لم يعد لدى أي منهما أيضاً سفير فرنسي. وهاتان الدولتان أبدتا تضامنهما مع جنرالات نيامي، قائلتين إنّهما على استعداد للقتال إلى جانب الجيش النيجري، في حال تدخلت «إكواس» عسكرياً.
وبدأت التظاهرات المناهضة لفرنسا بعد 4 أيام من تولي المجلس العسكري السلطة، حين احتشد مئات من أنصاره أمام السفارة الفرنسية في نيامي. وتخلل تظاهرات تأييد للمجلس العسكري شعارات معادية لفرنسا و»إكواس».
وكانت الجماعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، «إكواس»، قرّرت، بعد عزل بازوم، فرض عقوبات اقتصادية ومالية شديدة على النيجر، وتعليق عضويتها في المنظمة الإقليمية، كما هدّدت بالتدخل عسكرياً من أجل إعادة بازوم إلى منصبه.
واتهم المجلس العسكري، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة بازوم إلى السلطة. كما اتهم الجماعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا بأنّها تابعة لفرنسا، التي تنشر 1500 عسكري في النيجر.
وفي إثر فرض شركاء النيجر الإقليميين والغربيين، وبينهم فرنسا، عقوبات واسعة النطاق على البلد الأفريقي، أوقف الأخير بثّ محطتين فرنسيتين إخباريتين رسميتين، هما «فرنسا 24» و»راديو فرنسا الدولي» (آر.أف.آي)، وهي خطوة ندّدت بها الخارجية الفرنسية.
وفي 3 آب/أغسطس، ألغى المجلس العسكري الاتفاقيات العسكرية الثنائية مع فرنسا، وهو قرار تجاهلته باريس، التي قالت إنها لا تعترف سوى بمحمد بازوم «رئيساً شرعياً» للنيجر.
واتهم المجلس العسكري فرنسا بانتهاك مجال البلاد الجوي المغلق بصورة متكرّرة، وبأنّها «أطلقت سراح إرهابيين» في إطار «خطة حقيقية لزعزعة استقرار البلاد».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأردن في مواجهة العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين
#سواليف
#الأردن في #مواجهة_العواصف: صمود وطني وإرادة لا تلين
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في عالم تملؤه #الاضطرابات والصراعات المتسارعة، برز الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل على المسرح العالمي. فقد اختار نهجًا قائمًا على المواجهة والصدام، متجاهلًا الأعراف الدبلوماسية ومتحديًا التوازنات السياسية ومبادئ القانون الدولي التي تحفظ استقرار النظام الدولي. هذا النهج جعل اسمه مرتبطًا بالفوضى السياسية وإثارة التوترات على كافة المستويات، داخليًا وخارجيًا.
مقالات ذات صلة مقتل جندي صهيوني بنيران صديقة قرب محور نتساريم 2025/01/28ترامب، الذي لطالما وصف نفسه برجل “الصفقات الكبرى”، أطلق سلسلة من التصريحات والسياسات التي تجاوزت حدود المنطق السياسي. فمن دعوته إلى ضم كندا كولاية أمريكية، إلى اقتراحه تغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، أثار حفيظة دول عدة واتُهم بالتعدي السافر على سيادتها. ولم تتوقف طموحاته عند هذه الحدود، بل امتدت إلى طرح فكرة استعادة السيطرة على قناة بنما، ذلك الممر الحيوي للتجارة العالمية، وشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة لإحياء عقلية الهيمنة الاستعمارية. هذه التصريحات، التي عكست انحيازًا واضحًا للغطرسة السياسية، لم تكن سوى وقود أشعل غضب الدول المعنية وأثار تساؤلات حول مدى استدامة السياسة الأمريكية في ظل هذه القيادة.
أما في الشرق الأوسط، فقد كانت سياسات ترامب أشد استفزازًا وتأثيرًا. دعمه المطلق لإسرائيل وطرحه فكرة توسيع حدودها على حساب الحقوق الفلسطينية الشرعية، اقترن بمحاولات لفرض حلول قسرية على القضية الفلسطينية. ومن بين هذه المحاولات، فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو مقترح أثار غضبًا واسعًا ورفضًا قاطعًا. لم تكن هذه الأفكار مجرد اقتراحات عابرة، بل هي جزءًا من خطة متكاملة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية خدمةً لمصالح إسرائيل. وإلى جانب ذلك، هدد ترامب بوقف المساعدات الخارجية عن الدول التي لا تسير في فلك سياساته، مما وضع العديد من الدول الحليفة أمام ضغوط شديدة.
داخليًا، أطلق ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي مست قضايا حساسة، مثل الهجرة والجنسية والسياسات التجارية والرعاية الصحية. هذه القرارات أدت إلى تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، وجعلت من إدارته عنوانًا دائمًا للجدل والصدام.
وسط هذه العواصف التي أشعلتها سياسات ترامب، أظهر الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني قدرة استثنائية على الصمود والمناورة. الأردن، الذي يدرك حجم التحديات الجيوسياسية التي تحيط به، تمكن من تثبيت مواقفه الرافضة لأي حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية أو تهدد أمنه واستقراره. فقد جاء رفض الملك عبد الله الثاني القاطع لمشاريع التهجير وتجريد الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة ليؤكد أن الأردن لن يقبل أي مساس بثوابته الوطنية ، فهذه المسالة خط احمر لا مساومة عليها .
في مواجهة سياسات ترامب، يتبنى الأردن استراتيجية تقوم على الصمود بحكمة والمناورة بدبلوماسية، معتمداً على إرثه العريق في التعامل مع الأزمات. فعلى الرغم من موارده المحدودة، أظهر الأردن قدرة فائقة على التكيف مع الظروف الصعبة، ونجح في كسب الوقت حتى تمر العاصفة. هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج قيادة واعية وشعب يتمتع بإرادة لا تلين، قادر على تحويل التحديات إلى فرص.
صمود الأردن في هذه المرحلة المضطربة يمثل رسالة قوية للعالم بأن الحكمة والإرادة الوطنية كفيلة بتجاوز أصعب الأزمات. فالقيادة الأردنية، التي تجمع بين الصلابة والمرونة، قدمت للعالم نموذجًا في الحفاظ على التوازن والاستقرار في وقت عصفت فيه الأزمات بالمنطقة.
الأردن ليس مجرد دولة صغيرة على الخارطة الجغرافية، بل هو قوة إقليمية تتمتع برؤية ثاقبة ووعي استراتيجي. وبفضل هذه القيادة الواعية التي يلتف حولها الشعب الاردني ، يظل الأردن قلعة حصيتة للأمن والاستقرار، وحصنًا منيعًا في منطقة تشهد تغيرات عميقة واضطرابات متتالية.
ختامًا، فإن الأردن، سيبقى نموذجًا يحتذى به في مواجهة العواصف والتحديات، مجسدًا الإرادة التي تصنع المستقبل، مهما اشتدت الأزمات واضطربت الموازين ،وتخاذل المتخاذلين.