قبل التدخل في النيجر.. نيجيريا تسعى لهذا السلاح الخارق
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تسعى نيجيريا مدفوعة بانقلاب النيجر إلى تعزيز ترسانتها العسكرية بدبابات روسية جديدة، وبفعل تصاعد المخاوف الأمنية بمنطقة الساحل الأفريقي عقب قرار "إيكواس" بالتدخل العسكري في نيامي لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة.
ووفق موقع "إفريقيا العسكري"، فإن أبوجا بدأت مفاوضات مع موسكو للحصول على دبابات القتال الرئيسية من طراز "تي 90-إم" الروسية الملقبة بـ "بروريف" أي "اختراق"، جراء مخاوفها الأمنية التي يغذيها انقلاب النيجر، وعدم الاستقرار السياسي في بلدان الجوار.
وتعد نيجيريا القوة العسكرية الرئيسية في مجموعة دول غرب إفريقيا "إيكواس" باعتبارها قوة إقليمية رائدة، ويصنف جيشها في المرتبة الـ 36 بين أضخم 145 جيشا في العالم ويحتل المرتبة الـ 4 إفريقيا والأولى في "إيكواس".
ووفق خبير في الشأن الأفريقي وآخر روسي تحدثا إن عقب انقلاب النيجر وقرار إيكواس بالتدخل العسكري، ونظرا لأن أبوجا هي القوة العسكرية الضاربة فضلا عن رئاستها للمنظمة، فإن تعزيز ترسانتها العسكرية أمر ملح للحفاظ على الاستقرار في البلدان المجاورة، ومنع تمدد المنظمات الإرهابية في المنطقة.
وقالت الرئاسة النيجيرية، يوم الإثنين، إنّ التدخل العسكري في النيجر هو الخيار الأخير، معتبرة أن الضغوط على اقتصاد النيجر والمتمردين بدأت تؤتي ثمارها.
ووفق المتحدث باسم الرئاسة النيجيرية، أجوري نجيلالي، في لقاء مع قناة "شانلز تي في" النيجيرية، فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان عودة النيجر إلى النظام الديمقراطي.
ما هي خطة الدبابات؟وترتبط نيجيريا مع روسيا بعلاقات ثنائية قوية في مجال المشتريات العسكرية، ففي أغسطس 2021، وقع البلدين اتفاقية تعاون عسكري فني، وفق موقع إفريقيا العسكري". وقال الموقع الإلكتروني إن مسؤول عسكري نيجيري رفيع المستوى شارك خلال المنتدى العسكري التقني الدولي الروسي الأخير وكشف تلك المفاوضات وتصميم بلاده على تجهيز قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة.
وأضاف أن نيجيريا استثمرت بشكل مستمر مبالغ مالية كبيرة في الحصول على الأسلحة روسية الصنع من الطائرات المقاتلة من طراز "ميغ- 21"، ومروحيات "ميل مي"، وبنادق كلاشينكوف الهجومية، ودبابات القتال الرئيسية من طراز "تي- "72 و"تي- 55".
في أبريل 2017 تسلمت القوات الجوية النيجيرية طائرتين هليكوبتر هجومية من طراز "ميل مي-35M"
عام 2018 تلقت أبوجا مروحيات هجومية روسية الصنع كجزء من مجموعة من 12 مروحية
شراء دبابات "تي-90" يمثل استمرارًا لتقليد نيجيريا في تشغيل دبابات القتال الرئيسية روسية الصنع
بدأ التاريخ العسكري للبلاد مع الدبابات الروسية مع دبابات "تي "72 و"تي "55.
القوات المسلحة النيجيرية تمتلك حاليا 319 دبابة قتال رئيسية بما في ذلك 100 دبابة روسية من طراز "تي-"55 " و"10 دبابات من طراز " تي-72AV" و31 دبابة "تي-72M1".
كما بحوزتها 172 دبابة بريطانية من طراز Mk3 ونحو 30 دبابة صينية من طراز VT4.
ما هي دبابة "تي-90" الروسية؟
ووفق مواقع عسكرية متخصصة، فإن من المتوقع أن تكون دبابات "تي-90 " الروسية مكملة للأسطول الحالي من المركبات العسكرية في نيجيريا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف تلك الدبابة بالأفضل في العالم، إذ تعتبر من أقوى وأحدث الدبابات ودخلت الخدمة عام 1993.
تم تصديرها إلى عدة دول مثل الهند والجزائر والعراق وسوريا
يبلغ طولها: 9.53 متر، وعرضها: 3.78 متر، وارتفاعها: 2.22 متر. ووزنها: 46.5 طن.
بها نظام إطلاق صواريخ موجهة من عيار 125 ملم يمكنه يطلق ذخائر مختلفة من قذائف نفاثة أو هاون أو صواريخ مضادة للدروع.
يوجد بها رشاش مزدوج من عيار 7.62 ملم وآخر مضاد للطيران من عيار 12.7 ملم.
تصل سرعتها إلى 70 كيلومتر على الأرض و10 كيلومتر في الساعة على الماء
مداها 550 كيلومتر على سرعة 60 كيلومتر في الساعة.
تستخدم نظام حماية ديناميكية يسمى "كونتاكت-5" وآخر يسمى "شتورا" يتكون من رادارات وأجهزة إلكترونية وصواريخ مضادة لتعطيل الصواريخ الموجهة أو قذائف الهاون
بها نظام حماية ضد الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية يتكون من مرشحات ومضادات للإشعاع والغازات السامة
تشمل نظام "سورين" الإلكتروني للتشويش على أجهزة التحكم عن بعد أو الرادارات أو الأقمار الصناعيةويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور إن دبابة "تي-90 " تعد فخر الصناعات العسكرية الروسية ولها مهام قتالية عدة مثل كسر الدفاعات المعادية ودعم المشاة أو تأمين المناطق المحررة أو التصدي للهجمات المضادة.
نيجيريا تتبع نهجا استراتيجيا بالحصول على أحدث الأسلحة من عدة بلدان لتنويع قدراتها العسكرية وتعزيز دفاعاتها
حصولها على " تي-90" في ظل أزمة النيجر وقرار إيكواس بالتدخل العسكري يضمن لها التفوق في المعركة المحتملة.
شاركت بعدة حروب مثل الشيشان وجورجيا وسوريا وأثبتت فعاليتها.
هي دبابة من الجيل الثالث تتمتع بالقوة والحداثة وصممت بنظام متطور وتسليح فعال.
أما الأكاديمي والمتخصص في الشؤون الأفريقية إدريس آيات إن فرص التدخل العسكري ضئيلة جدا، خاصة أن مهلة "إيكواس" قد انتهت، مشيرا إلى أن مجلس الشيوخ في نيجيريا رفض منح رئيس البلاد تفويضا باستخدام القوة ضد النيجر.
تدخل نيجيريا في النيجر سيكون له كلفة سياسية باهظة على نظام الرئيس النيجيري بولا تينوبو
المجلس العسكري في النيجر سيدافع عن بلاده ودعوته لبوركينا فاسو ومالي للتدخل سيحّول التدخل إلى حرب إقليمية تطول جميع دول غرب إفريقيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المفاوضات عدم الاستقرار الاستقرار السياسي التدخل العسكري دول غرب إفريقيا التدخل العسکری فی النیجر من طراز
إقرأ أيضاً:
العقدة في اجتماعات عمان السورية
يستضيف الأردن الأحد، اجتماعات حساسة لدول الجوار السوري، والاجتماع سيبحث ملفات كثيرة من بينها الارهاب، وتهريب السلاح والمخدرات، ووسائل دعم السوريين.
سيشارك في الاجتماع وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في الأردن، وتركيا، وسورية، والعراق، ولبنان، وهي دول جوار سورية، مع الإدراك هنا ان عدد الاطراف التي على صلة بالملف السوري، تتجاوز الجوار ايضا.
للمفارقة تأتي هذه الاجتماعات بعد يومين من فوضى الساحل التي اشعلها خارجون عن القانون من ايتام النظام السابق، وهي فوضى بدأت عند توقيت الافطار، وانتهت مع تواقيت السحور، بما يثبت انها ثورة مضادة فاشلة وقصيرة زمنيا، وادت الى قتل ابرياء سوريين، وتسببت برد فعل قاس ايضا من دمشق الجديدة، حيث كنا جميعا امام مشهد يقول ان قدر السوريين بات دمويا، اما عبر ممارسات نظام الاسد، واما عبر جماعات النظام التي تريد الانتقام لصالح النظام البائد، فتتسبب بموجة دموية يدفع ثمنها كل الاطراف في سورية الحالية، بما فيها الحكم الجديد وجماعاته العسكرية وقواته الامنية المختلفة.
ما دمنا امام اجتماعات عمان فلا يمكن للداخل السوري ان يهدأ، ويتجنب سيناريوهات التثوير او التقسيم، إلا بتوقف التدخل الاجنبي، وهذا التدخل تمثله قوى مختلفة، على رأسها اسرائيل التي تريد احتلال مناطق جنوب سورية كاملة، وتريد تقسيم سورية ايضا، وتوليد دويلات طائفية، ولها جماعاتها وعملاؤها، وبالمقابل فإن الولايات المتحدة ايضا تحتفظ بجماعات عسكرية ضاغطة لصالحها تتمثل بالاكراد، وامتداد واشنطن يصل الى الدروز، اضافة الى تأثير الاميركيين على السلطة الحالية من خلال تركيا، ثم تأتي ايران التي تعاني من جراح الخسائر الاخيرة، وتحاول ترميم وجودها، وهي تحاول ايضا منع اقامة هلال سني في المنطقة، بعد الاضرار التي تعرض لها الهلال الشيعي، وقطع هذا الهلال من خلال ما حدث في سورية ولبنان، حيث ان طهران لن تتراجع كليا عن مشروعها القديم، الا بصفقة مع واشنطن.
خشية اسرائيل هنا تتضاعف من اقامة هلال سني مناوئ لها يحيط بها، تكوينه من الجماعات الاسلامية، خصوصا، في سورية، وداخل فلسطين، والمخاوف من نسخ التجربة السورية في دول عربية ثانية، وللمفارقة فإن اسرائيل التي لا تريد الهلال الشيعي وتعمل على تكسيره، لا تريد ايضا اي هلال سني مناوئ لها، بل تريد تكريس نفسها قوة عظمى تسيطر على الجوار الاسلامي والمسيحي لفلسطين، ضمن رؤيتها للشرق الاوسط الجديد.
المعنى ان اغلب القوى تريد شطب هوية المنطقة، وكأننا امام مشروعين، اما الهلال الشيعي، او التثوير والتقسيم والاحتلال، ولكل مشروع رعاته، الذين لا يريدون النزول عن اكتافنا.
على الرغم من اهمية اجنماعات عمان السورية، إلا أن نجاحها مرهون بتحقق 7 شروط بحاجة الى شركاء خارج مجموعة الاجتماعات، وأول هذه الشروط مساعدة سورية ماليا وعسكريا، ورفع العقوبات عنها، حتى تتمكن من تحريك الاقتصاد، واستعادة مواطنيها اللاجئين، وثانيها وقف التدخل الاجنبي السري والعلني، الذي تمثله الاطراف السابقة، اضافة الى الروس بطبيعة الحال، وثالثها اخراج اسرائيل تحديدا من المعادلة السورية، ورابعها مساعدة دمشق الجديدة بالانتقال من "صيغة حكم ادلب" التي نجحت سابقا، الى "صيغة الدولة" بما تعنيه من تنوع عرقي وطائفي وديني وشيوع العدالة والقانون، والفرق بين الحالتين كبير، وخامسها توافق الدول العربية المركزية على وصفة واحدة لسورية، وعدم التنافس السري بين هذه الدول بشأن الملف السوري، وسادسها خفض الاستثمار في المظلوميات التي تتفنن بها كل الاطراف التي خسرت بسقوط النظام مثل العلويين، او تحاول الاستفادة من سقوطه مثل الاكراد او الدروز، وهي اطراف تستدرج التدخل الاجنبي بالمحصلة وتبحث عن امهات حاضنات لهذه المظلوميات، وتتورط مباشرة في تدمير بنية سورية الداخلية، وسابعها ان تقرر الدولة سورية هويتها الجديدة وتعريفاتها دون تأخير وما الذي تريده بشكل محدد، وما هي مستهدفاتها، وجغرافية موقعها السياسي في الاقليم، بدلا من التيه الجزئي بسبب الظروف القائمة.
بدون تحقيق الشروط السبعة، ستبقى كل الملفات في سورية مفتوحة وسوف تقود البلد الى كل الخيارات، وهي خبارات سيئة من الحرب الاهلية، وصولا الى التقسيم.
عقدة اجتماعات عمان تكمن في الشروط السبعة، ومن سيساعد في تحقيقها، او عرقلتها.
(الغد الأردنية)