محافظ القاهرة: العاصمة تمثل مركزا رئيسيا تاريخيا للحرف التراثية والصناعات التقليدية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن المحافظة تمثل مركزًا رئيسيًا تاريخياً للحرف التراثية والصناعات التقليدية بكافة أنواعها وتلعب تلك الحرف دوراً هاماً في رواج الاقتصاد المحلي للعاصمة، بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة، كما تنتشر أماكن تجمعات الحرف التراثية التقليدية في عدة مناطق منها على سبيل المثال منطقة الفواخير لصناعة الفخار بمصر القديمة، والنحاسين بشارع المعز، والخيامية بمنطقة الدرب الأحمر، وصناعة الأخشاب التراثية بمنطقة باب الوزير، وصناعة الزجاج بمنطقة قايتباي وغيرها من المناطق والصناعات التراثية.
جاء ذلك خلال كلمة محافظ القاهرة في حفل ختام مشروع حصر الحرف التراثية بمنطقة القاهرة التاريخية ضمن إحتفالية اليونسكو بمرور 20 عاما على اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى بحديقة الأزهر.
وفى بداية كلمته، عبر محافظ القاهرة عن سعادته بالتواجد مع هذا الجمع الذي يعمل على الحفاظ على تراثنا العريق تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى الراعي الأول للحرفيين والصناع المهرة الذين تزخر بهم مصر.. مؤكدًا وجوب حفظ هذا التراث وإحيائه وتدريب كوادره وإيصاله سالماً مزدهرًا إلى الأجيال القادمة بسبب قيمته الاقتصادية الحالية والمستقبلية المتنامية، بالإضافة لكونه يعمق الشعور بالانتماء إلى الوطن وتقاليده ونمط الحياة الذي توارثناه عبر الأجيال وشكل هويتنا المصرية الأصيلة.
وأكد محافظ القاهرة أن مصطلح "التراث الثقافي" قد تغير في مضمونه تغيرًا كبيرًا في العقود الأخيرة، بحيث أصبح لا يقتصر على المعالم التاريخية ومجموعات القطع الفنية والأثرية فحسب، وإنما يشمل أيضا التقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من أسلافنا والتي تداولتها الأجيال الواحد تلو الآخر وصولاً إلينا، مثل التقاليد الشفهية، والفنون الاستعراضية، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والمناسبات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمعارف والمهارات في إنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.
وأشار محافظ القاهرة الى أنه نظرًا لما تمتلكه القاهرة من إمكانيات وإبداعات حرفية تراثية متميزة اختارتها منظمة اليونسكو عام 2017 لتنضم إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة لتكون من المدن الرئيسية في العالم لتحقيق التنمية الحضرية الشاملة والأكثر استدامة وتعزيز الابتكار والإبداع، خاصة في مجال الحرف والتراث والفنون الشعبية.
وأوضح عبد العال أنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، عززت الدولة من تلك الجهود الشاملة والمتكاملة في مجال تقديم الدعم وخلق فرص عمل للشباب خاصة في مجال الحرف التقليدية والصناعات التراثية فأطلقت مبادرة "أيادي مصر" بهدف التسويق الإلكتروني للمنتجات اليدوية والتراثية، لإبراز المواهب وإحياء التراث .
وقال محافظ القاهرة إن مصر كانت من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية التراث الثقافى غير المادي اليونسكو منذ 20 عاما، كما سجلت عدة عناصر من التراث غير المادي منها الخط العربي، والسيرة الهلالية، والتحطيب، وفن الأراجوز، والنسيج اليدوي، وكان آخر ما سجلته مصر لصون التراث غير المادي في نهاية العام الماضي هو الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر ..مشيرًا إلى أنه قد تم افتتاح "بيت التراث المصري" بمركز الحرف اليدوية بالفسطاط، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة مؤخرًا.
وأضاف عبد العال أنه في ظل اهتمام الدولة المصرية وقيادتها السياسية بالتراث، فإننا نشهد اليوم اختتام مشروع عظیم سيسجله التاريخ باعتباره أول خطوات العمل الجاد والمثمر في طريق حفظ وصون التراث غير المادي بمصر على نحو يتماشى مع توجهات الدولة لإبراز وإظهار جمال مصر ومدى تحلي المصريين بأخلاقهم الأصيلة وحبهم لوطنهم ولتراثهم العريق الكائن والمتجذر في قلوبهم.
كما أكد محافظ القاهرة على أن الاحتفال أقيم لتكريم الحرفي المصري المعهود له بالدقة والاتقان والعمل الجاد منذ 5000 سنة وحتى الآن، وتأكيدًا على أهمية الحرف التراثية فى الاقتصاد المصري في ظل إقامة الجمهورية الجديدة التي لا تستثنى أو تقصى أحدًا من النسيج المجتمعي، ولتقديم الدعم اللازم للحرفي المصري العريق لإحياء مهنته واقامة نهضتنا الجديدة التي تعتبر امتدادًا لحضارتنا العريقة، وعلى وعد منا بأننا سوف نظل داعمين له بكل ما أوتينا من قوة حتى يعود لمجال الحرف التراثية قوة عهده وابداعه.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن الأمر لن يتوقف على الحرفي الماهر فقط بل نسعى عن طريق المشاريع الخضراء والذكية لاستقطاب جيل جديد من الشباب والاطفال وربات البيوت الفضليات للحاق بركاب النجاح والمشاركة في بناء حضارتنا الجديدة.
وكرم محافظ القاهرة، خلال الحفل، 15 من القائمين على المشروع.
شهد الاحتفالية الدكتورة نوريا سانز المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو فى الدول العربية، اللواء إبراهيم عبد الهادي نائب المحافظ للمنطقة الغربية، المهندسة جيهان عبد المنعم نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، المهندس حازم الأشموني السكرتير العام، اللواء يحيى الأدغم السكرتير العام المساعد، الدكتور أحمد بهي الدين العساسى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر ، شريف العريان مدير مؤسسة الأغاخان فى مصر ، وعدد من ممثلى منظمة اليونسكو وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية.
ويضم مشروع محافظة القاهرة لحصر الحرف التراثية الممول من اليونسكو عبر اتفاقية التراث غير المادي بمشاركة الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية عدد 30 حرفة من بينها أشغال النحاس، أكلات الشارع، الاكسسوار، الايما، البامبو، الترزى البلدى، التطعيم بالصدف، الجزمجى، الحدادة، الحلواني، الحنة، الخيامية، الزجاج، الزنكوغراف، السجاد اليدوى، الشربتلى، الشفتشي، الطرابيشي، العقادة، العود، الفانوس، الفضة، القصبجي، المشغولات الخشبية، المنجد العربي، النجارة العربى، أوانى الومنيوم، تجليد الكتب، خرط الرخام ونقشه، صباغة الجلود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التراث غیر المادی الحرف التراثیة محافظ القاهرة
إقرأ أيضاً:
أيام الشارقة التراثية تنطلق 12 فبراير بمشاركة عالمية واسعة
الشارقة (وام)
تنطلق النسخة الـ 22 من أيام الشارقة التراثية، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث في الفترة من 12 حتى 23 فبراير المقبل تحت شعار «جذور»، لإبراز أصالة التراث الإماراتي، وتسليط الضوء على عمق الامتداد الثقافي والتاريخي الذي يربط الماضي بالحاضر، من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التراثية، التي تحتفي بالعادات والتقاليد والموروث الثقافي، في مشهد يجسد الهوية الوطنية، ويعزز التواصل بين الأجيال.وستمتد فعاليات الأيام هذا العام إلى سبع مدن في إمارة الشارقة، حيث تبدأ في مدينة الشارقة من 12 إلى 23 فبراير، وتتوزع لاحقاً في مدن خورفكان ومليحة والحمرية والذيد وكلباء ودبا الحصن، مما يمنح الزوار فرصة استكشاف جوانب مختلفة من التراث في بيئات متنوعة.
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر مركز التراث العربي التابع للمعهد، أن «أيام الشارقة التراثية» تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
وقال إنه، منذ انطلاقتها، شكلت أيام الشارقة التراثية منصة عالمية لصون التراث الإنساني، حيث لا تقتصر على إبراز الموروث الإماراتي فحسب، بل تسهم في مد جسور التواصل مع ثقافات العالم المختلفة، وفي هذه الدورة نواصل تقديم تجربة ثرية تتجاوز الاحتفاليات التقليدية إلى تجربة متكاملة تدمج بين التراث والفكر والثقافة والتفاعل الجماهيري، ضمن برامج متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، حيث يعكس شعار «جذور» أهمية التراث كجذور ثابتة تنبثق منها هويتنا وثقافتنا، وهو تجسيد لروح الانتماء والعراقة التي تُثري حاضرنا وتُضيء مستقبلنا.
وأضاف أن الدورة الـ 22 تشهد مشاركة قياسية من الدول والجهات الأكاديمية والمؤسسات الدولية، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا الحدث الذي أضحى من أبرز التظاهرات التراثية على مستوى العالم العربي، لافتاً إلى أن الجديد في هذه النسخة يتمثل في تعزيز التجربة التفاعلية للزوار عبر استحداث مساحات جديدة للفعاليات، وإطلاق مشاريع ثقافية نوعية مثل «سوق الكتبيين»، واحتفالية «مئوية المكتبات»، إضافةً إلى توسيع نطاق مشاركة الفرق الشعبية والحرفيين والفنانين لإثراء المشهد التراثي بطريقة إبداعية.
من جانبه، قال أبو بكر الكندي، المنسق العام لأيام الشارقة التراثية، إن معهد الشارقة للتراث يعمل على تطوير هذه التظاهرة سنوياً لتكون منصة تعليمية ومعرفية تحتفي بالماضي، وتحاكي الحاضر وتواكب المستقبل، وندعو الجميع للمشاركة في هذه الاحتفالية الفريدة، والاستمتاع بتجربة استثنائية تنبض بروح التراث الأصيل.
وأشار إلى أن أيام الشارقة التراثية 2025 تعدّ واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، ووجهة عالمية تجمع بين التراث والحداثة في احتفالية تحتفي بالجذور، وترسم معالم المستقبل.
وأضاف أن أكثر من 26 دولة من بينها دول مجلس التعاون الخليجي تشارك إلى جانب مجموعة من الدول العربية والدولية مثل المغرب وفلسطين والعراق ومصر وسوريا والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وجورجيا وهولندا، ما يعزز البعد العالمي للمهرجان، ويؤكد مكانة إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة والتراث الإنساني.
كما تشارك في الحدث أكثر من 30 جهة حكومية محلية ودولية تشمل مؤسسات أكاديمية ووزارات اتحادية وهيئات ثقافية وتراثية، إضافةً إلى منظمات عالمية مثل «اليونيسكو»، «إيكروم» - الشارقة والمنظمة الدولية للفنون الشعبية «IOV» والمجلس الدولي لمنظمات مهرجانات الفلكلور «CIOFF»، وغيرها، مما يعكس الزخم الكبير الذي يحظى به الحدث على المستويين المحلي والدولي.
وتتضمن الفعاليات الجديدة في هذه الدورة العديد من الإضافات المتميزة، أبرزها افتتاح «ساحة السور» كمساحة إضافية للفعاليات، واحتفالية مئوية أول مكتبة في الشارقة منذ عام 1925، وإطلاق «سوق الكتبيين» الذي يضم أكثر من 12 مكتبة و6 دور نشر، إلى جانب استضافة 150 حرفياً من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى أكبر عرض لفرقة العيالة بمشاركة 300 فنان شعبي، ومجموعة من العروض المسرحية والتراثية مثل «أوبريت سيمفونية النخلة»، وعرض مسرحية «مواعيد عرقوب»، ومسرحية الأطفال «جزيرة الأماني»، فضلاً عن «سينما الأيام» التي تستعرض أفلاماً ذات طابع تراثي وثقافي.
كما تحتضن الأيام بطولة «الدامة الخليجية الثامنة»، إضافةً إلى ثلاثة معارض رئيسية، وفيما يتعلق بالفنون الشعبية تشارك 27 فرقة شعبية، تشمل 7 فرق عربية، و15 فرقة إماراتية، و5 فرق دولية.