سيكون البرهان رأس دولة يعيد تجربة نميري وإتحاده الاشتراكي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
لن يكون هنالك إتفاق سياسي يعيد الدعم السريع كقوة عسكرية ، هذا أمر لا مراء فيه و لن يقتنع الموالين له حتى يرون ذلك بأعينهم ( سيبنا منهم أسي ) .
الأهم أن الواقع السياسي الذي سيفرضه الجيش سيعيد تشكيل المكون المدني الذي سيمثل قوى سياسية مختلفة ليس بينها ذات الوجوه التي شاركت بالفترة الإنتقالية ( عدا جناح الموز و بعض الحركات المسلحة ) ، و سيكون على قوى الحرية و التغيير لعب دور المعارضة من جديد و لكن هذه المرة دون ذات الزخم و لا ذلك التأييد الشعبي ، بل سيكتفون مرغمين بكوادرهم الحزبية ( سيبنا منهم أسي كمان لأنهم لن يقنعهم سوى رؤية ذلك الواقع يتشكل أمامهم مرغمين ) .
الأهم أن الكيزان أنفسهم لن يستطيعوا العودة كأجسام سياسية مثل المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو تحت أي مسمى جبهوي و سيشاركون كأفراد بصفتهم و شخصهم و بإنتقائية دون السماح للطامحين منهم و الحالمين بعودة النظام الذي سقط و لن تقوم له قائمة رغم كل الضجيج الذي يحدثونه الآن و الذي يصاحبه تضخيم لدورهم من جانب الدعم السريع و قوى الحرية و التغيير في محاولة إبتزاز عاطفة الشارع الثوري و جموع الشعب السوداني التي لن تقبل بعودة النظام الاسلاموي الشمولي الذي يقوم على الاقصاء و التهميش و يعتمد التمكين لمنسوبيه كأداة سيطرة فعالة على مفاصل الدولة ( سيبنا من ديل أسي كمان رغم إنهم مقتنعين بأن البرهان لن يقبل بهم كأجسام و سيستخدم منهم من يريد ركوب سفينة العهد الجديد بصفته و شخصة و يرعى مقيد كمان ) .
الأهم الآن أن الاتفاقية القادمة ستؤسس لجيش وطني واحد ( رغم أنه سيكون جيشاً شبه خاص بالنظام الجديد الذي سيعتمد على هيئة القيادة و على رأسها البرهان و الذي سيقوم بتشكيل ظهيره المدني السياسي من مكونات مختلفة رغم تناقضاتها يميناً و يساراً و أدارات أهلية و قيادات مجتمع مدني ) .
سيكون البرهان رأس دولة يعيد تجربة نميري و إتحاده الاشتراكي ( مجرد مقاربة ) و لن يتخذ توجهاً آيدولوجياً بعينه ، بل سيواكب الواقع العالمي الذي يتمايل بين هيمنة كاملة للرأسمالية و ملاواة الاشتراكية و الاسلاموية و اللبرالية .
و المجتمع الدولي و الأقليمي سيقبل به كأمر واقع طالما أنه سيضمن للجميع رعاية مصالحه بالسودان ، و هذا يتطلب شخصية مراوغة تستطيع التعامل مع جميع الأطراف الفعالة دولياً و الفاعلة إقليمياً في المحيط الافريقي و العربي ، و البرهان يجيد ذلك بلا شكل .
كمال الزين
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سكجها عن مشهد السرايا: لو كنت مكان نتنياهو لأصبت بالجلطة أو انتحرت!
بصرف النظر عن السبب الذي أوقف القتال في غزّة، وهل هو تدخّل دونالد ترامب المفاجئ، أم هو الهبوط الاضطراري لنتنياهو على أرض الواقع، فصورة الاحتفال في غزّة هي الواقع الحقيقي.
قُبل الحديث عن ذلك المشهد المذهل، في ساحة السرايا، يهمّنا أن نذكر ما قاله أبو عبيدة من شكر للأردن، وإذا كان خصّ الحدود فهذا من موقعه العسكري، ولعلّ السياسيين الحماسيين يعودون إلى حقيقة الواقع، ويشكرون كلّ الأردن، قيادة وحكومة وشعباً.
ما جرى في ساحة السرايا كان عصياً على التصديق، صباح الصفقة، ولا أظنّ أنّ العيون كانت تُصدّق أنّ كتائب عزّ الدين القسام ستفرج عن الفتيات الثلاث جهاراً نهاراً في استعراض للقوّة عزّ نظيره، ولكنّ ذلك حصل.
لو كُنت مكان نتنياهو لأصبت بالجلطة الدماغية، فهو الذي كان ينتظر أن يُسمّى والداً من ملوك العهد القديم، شاهد بأمّ عينه كلّ ما فعل غباراً منثوراً، وعرف أنّ كلّ ذلك الغبار المتناثر من الأبنية المهدّمة، سيعود جنّة الله على الأرض، لأنّ الفلسطينيين هم أصحابها وهم من سيعيدونها إلى أحسن ما كانت!
في ذلك المشهد رسالات ليست عابرة، فعلى الذين كانوا يتحدّثون عن اليوم التالي أن يفهموها، وخصوصاً ضمن السلطة الفلسطينية التي تسلّم رئيسها في اليوم نفسه خطّة من رئيس وزرائه للاستلام و”إعادة الإعمار”، بما فيها من أموال وأموال!
قدّمت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” للشعب الفلسطيني رسالة إعتماد، وأعطت لمن ظنّوا وجودها بين الرماد دليلاً على ما قاله بلينكن في حضوره الأخير بأنّها استعادت قوّتها، وأعود وأقول: لو كنت مكان بنيامين نتنياهو لأصبت بالجلطة، أو انتحرت برصاصة مسدّس صُنع في “إسرائيل”، وللحديث بقية!
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب