اكتشفت المركبة الفضائية "سولار أوربيتر" في أثناء رحلتها عبر الفضاء "الثقب الإكليلي" في الغلاف الجوي الخارجي للشمس قرب قطبها الجنوبي، حيث تنخفض درجات الحرارة.
ورصدت أجهزة المركبة القوية العاملة بالأشعة فوق البنفسجية شيئًا لم يره أحد من قبل، وهو توهجات صغيرة جدًا من البلازما تندلع في كل مكان، إذ يبلغ طول كل منها بضع مئات من الكيلومترات، وتختفي بعد 20 إلى 100 ثانية.


وقال لاكشمي براديب تشيتا، عالم الفيزياء الشمسية، إن كل واحدة منها تنتج من الطاقة ما يستهلكه من 3000 إلى 4000 أسرة أمريكية في العام، وهذا لا شيء بالمقارنة مع التوهجات الشمسية التي اعتاد عليها العلماء، إذ يُطلق على أكبر نوع من الانفجارات الشمسية اسم التوهج من الفئة "X"، والذي ينبعث منه طاقة تعادل مليار قنبلة هيدروجينية.
تتمتع التوهجات المكتشفة حديثًا بطاقة أقل بمقدار 1000 مرة من التوهج النانوي، وهو ما يعادل واحدًا على تريليون من طاقة التوهج "X"، لذلك يطلق عليها العلماء اسم "بيكو فلر".


ونظرًا لأن هذه التوهجات الصغيرة كانت موجودة في جميع أنحاء الثقب الإكليلي، قد تكون "بيكو فلر" هي مصدر الرياح الشمسية التي تهب على الأرض والتي يمكن أن تكشف أحد أكبر أسرار الشمس، وهو كيف تنتج تيارًا قويًا من الجسيمات المشحونة كهربائيًا والمجالات المغناطيسية القوية، والتي تضرب الأرض باستمرار، ويمكن أن تؤدي إلى حجب إشارات الراديو على الأرض، وتعطيل شبكات الطاقة، وحتى دفع الأقمار الصناعية خارج المدار، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

ومن المحتمل أن هذه العاصفة الشمسية يمكن أن تؤدي إلى الشفق القطبي الجميل، المعروف أيضًا باسم الأضواء الشمالية.
وقال تشيتا، الذي قاد دراسة "سولار أوربيتر" من معهد "ماكس بلانك" لأبحاث النظام الشمسي، إن "توهجات "بيكو فلر" التي لاحظناها هي أصغر وأضعف نوع من التوهجات في الهالة الشمسية والتي لم يتم ملاحظتها من قبل".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشمس درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

القمر الدموي.. من مؤشر لحرب وموت وصراع تنانين إلى مشهد فلكي ساحر

في فجر يوم 14 مارس، ستشهد بعض دول الوطن العربي خسوفًا قمريًا نادرًا، حيث سيبدأ القمر البدر في التآكل تدريجيًا حتى يتحول إلى اللون الأحمر الدموي، فيما يُعرف بظاهرة القمر الدموي.

وأعلنت وكالة ناسا الأمريكية أن الخسوف الكلي للقمر هو الأول من نوعه منذ نوفمبر 2022، ونشرت مقطعًا توضيحيًا يُظهر كيفية رؤية الخسوف.

في شهر مايو 2022، استمتعت الأمريكيتان، وأنتاركتيكا، وأوروبا، وأفريقيا، والمحيط الهادئ الشرقي بمشاهدة أول خسوف كلي للقمر في عرض مذهل.

القمر الدموي

تحدد الأوقات التي عرضتها الوكالة لحظة دخول القمر أو خروجه من الظل الكامل (المنطقة من ظل الأرض التي تُحجب فيها الشمس تمامًا) والظل الجزئي (المنطقة التي تُحجب فيها الشمس جزئيًا).

ومن المقرر أن يبدأ مشهد القمر الدموي تحديدًا في الساعة 3:57 فجرًا بتوقيت جرينتش. سيكون الخسوف مرئيًا بشكل أساسي في الأميركيتين، لكنه سيمتد ليُرى أيضًا في بعض أجزاء الوطن العربي.

على عكس كسوف الشمس، من الآمن تمامًا مشاهدة الخسوف القمري بالعين المجردة، حيث لا يحتاج إلى أي معدات، لكن إذا كان هناك منظار، فستكون فرصة الرؤية أكثر وضوحًا، وهذا التأثير المذهل يحدث بسبب مرور ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، والضوء الأحمر فقط هو الذي يتمكن من المرور عبر الغلاف الجوي للأرض لأنه يمتلك أطول موجة، بينما تتبعثر الموجات القصيرة مثل الضوء الأزرق.

القمر الدموي

كما أن الضوء ينحني باتجاه القمر، مثلما يحدث مع العدسة، فيسقط على سطح القمر ويُحدث هذا التوهج الأحمر. وإذا كنت على سطح القمر أثناء الخسوف ونظرت نحو الأرض، فسترى حلقة حمراء حول الجزء المظلم من الأرض.

في العادة، تشهد الأرض خسوفين كليين في السنة، أحدهما في بداية العام والآخر في نهايته، حيث تدور الأرض حول الشمس، والقمر يدور حول الأرض، لكن هذين المدارين ليسا على نفس المستوى، فهناك ميل بمقدار خمس درجات تقريبًا.

وعندما يتحول القمر إلى اللون الأحمر الداكن، سنكون أمام ظاهرة فلكية فريدة تُعرف باسم القمر الدموي، والتي تحدث عندما يدخل القمر الكامل في ظل الأرض.

القمر الدموي

خلال الخسوف الكلي، تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، فتتبعثر الموجات القصيرة للضوء الأزرق، بينما تستمر الموجات الطويلة للضوء الأحمر في المرور، فتصل إلى سطح القمر، ما يمنحه ذلك اللون الأحمر المميز.

لكن القمر الدموي لم يكن دائمًا مجرد مشهد فلكي مذهل، ففي الثقافات القديمة، حملت هذه الظاهرة دلالات غامضة، تراوحت بين الخوف والتفسيرات الأسطورية.

في بابل ومصر القديمة، كان القمر الدموي علامة على اضطراب كوني أو غضب الآلهة. البابليون اعتبروا الخسوف نذيرًا باندلاع حرب أو وفاة ملك، بينما ربطه المصريون بمعركة بين رع (إله الشمس) وعاببيس (الأرواح الشريرة).

وفي حضارة المايا، كان القمر الدموي يُفسر على أنه إشارة إلى أن إله الظلام أو جاكوار يهاجم القمر. الخوف من هذه اللحظة كان يدفعهم إلى إقامة طقوس دموية وتقديم القرابين لتهدئة الآلهة.

القمر الدموي

في الصين القديمة، كان يُعتقد أن القمر الدموي ناتج عن محاولة من تنين سماوي لابتلاع القمر. ولطرد الخطر، كان الناس يخرجون إلى الشوارع، يقرعون الطبول، ويُحدثون ضجيجًا لإخافة التنين وإجباره على إطلاق القمر.

وعند الفايكنج، كان القمر الدموي علامة على أن فنرير، الذئب الأسطوري، يحاول التهام القمر، ما اعتُبر مؤشرًا على اقتراب الراجناروك (نهاية العالم).

أما في الثقافات الأوروبية الأخرى، مثل السلتيك والرومان، كان القمر الدموي يُفسَّر على أنه علامة على سقوط إمبراطورية أو موت ملك.

وعند الأمريكيين الأصليين، كان يُعتقد أن القمر ينزف بعد هجوم من أرواح شريرة. لذا، كانت القبائل تؤدي رقصات وأغاني مقدسة لطرد هذه الأرواح وحماية القمر.

القمر الدموي

اليوم، مع تطور العلم، نعرف أن هذه الظاهرة ليست غضبًا من الآلهة، بل نتيجة لانحراف مداري الأرض والقمر.

وعلى مر العصور، ظل القمر الدموي رمزًا للقوة الغامضة والتغيرات العظيمة. لكن مع تطور العلم والفهم الفلكي، أصبح الناس اليوم يرونه كظاهرة طبيعية ساحرة، يتجمعون لمشاهدتها والتقاط صورها، بعيدًا عن الخوف والأساطير القديمة.

اقرأ أيضاًتصميم تفاعلي وتعليمي.. «جوجل» يحتفل بظاهرة بزوغ نصف القمر

ظاهرتان فلكيتان تزينان سماء مصر.. عطارد والقمر في مشهد استثنائي

لأول مرة.. الصين تعلن التصميم النهائي لبدلة فضائية مخصصة للهبوط على سطح القمر

مقالات مشابهة

  • شاهد | لقطات مذهلة.. مركبة فضائية ترصد كسوف الشمس من القمر
  • شاهد الان/ خسوف دموي يغطي كليا امريكا بوهج احمر مخيف
  • في مشهد فلكي نادر.. القمر يتحول إلى الأحمر بفعل خسوف كامل
  • القمر يتعرض لظاهرة فلكية نادرة
  • المملكة المتحدة تشهد خسوفا قمريا جزئيا
  • خسوف جزئي للقمر يزين سماء المملكة المتحدة
  • المملكة المتحدة تشهد خسوفاً قمرياً جزئياً
  • دعاء خسوف القمر الدموي
  • العالم يشهد خسوفاً كلياً للقمر
  • القمر الدموي.. من مؤشر لحرب وموت وصراع تنانين إلى مشهد فلكي ساحر