د. مزمل أبو القاسم: حيادكم عينة!!
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
* يزعم قادة وأنصار قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، أنهم محايدون في الحرب الحالية ولا يناصرون أي طرف فيها، والحياد لغةً يعني يعني عدم الميل إلى أي طرف من أطراف الخصومة.. وعدم تبني مواقف أيٍ منهما.
* لنستعرض مواقفهم لنرى ما إذا كان الحياد الذي يتبنونه حقاً أم أنه محض ادعاء.
* يزعم متمردو الدعم السريع أنهم لم يبدأوا الحرب، وأن الرصاصة الأولى انطلقت نحوهم صبيحة يوم 15 أبريل، ويدعي الجيش عكس ذلك ويؤكد أن المتمردين هاجموا مقر قيادته واعتقلوا مجموعة من ضباطه مساء يوم 14، وأن تمردهم بدأ فعلياً بمحاصرة مطار مروي يوم 13، فتختار مجموعة الحرية والتغيير (المجلس المركزي) رواية الدعم السريع وتساندها وتتبناها وترددها باستمرار، وترمي برواية الجيش في سلة المهملات، مع أنها مسنودة بقرائن عديدة وأحداث ثابتة وثقتها مقاطع فيديو كثيرة وشهادات عديدة.
* يزعم الدعم السريع أنه لا يقاتل الجيش بقدر ما يقاتل الإسلاميين الذين يختطفون القرار العسكري في الجيش، وينفي الجيش تلك التهمة ويعلن أنه جيش مهني يتمتع بقيادة موحدة وأن قراره مستقل عن أي كيان أو حزب سياسي.. مرة أخرى تختار (قحت) رواية ومزاعم الدعم السريع وتتبناها، وتهمل رواية الجيش وتصريحاته وتنكرها، وتزعم أن الإسلاميون هم الذين أشعلوا الحرب وأنهم يقاتلون الدعم بكتائب الظل، وتتجاهل أن الإسلاميين لا يقاتلون مع الجيش وحدهم، وأن بعض قادة لجان المقاومة ومجموعة (غاضبون) نشروا فيديوهات لهم وهم يرتدون أزياء الجيش وأكدوا أنهم يقاتلون في صفوفه.
* عندما ينتقل الحديث إلى الانتهاكات المصاحبة للحرب لا تتردد (قحت) في إدانة أي فعل لا يعجبها من الجيش، وتصمت عن اعتقال الدعم السريع لآلاف المدنيين وتوقيفه مجموعات كبيرة من معاشيي القوات النظامية، وما أن يعتقل الجيش أياً من منسوبيها حتى تسارع إلى إصدار بيانات الشجب والإدانة (اعتقال الدكتور علاء الدين نقد مثالاً).
* تتمترس (قحت) خلف لافتة (لا للحرب) كي تتهرب من إدانة انتهاكات المتمردين وعندما تتكاثر تلك انتهاكات وتتخطى كل الخطوط الحمراء تضطر (تحت ضغط الرأي العام) إلى إدانتها بلغة خجولة ونبرة خافتة، لكنها سرعان ما تقرنها بإدانات أخرى لانتهاكات تنسبها للجيش، ومنها دمغه بقصف منازل المدنيين، وتتجاهل حقيقة مهمة، مفادها أن الجيش لم يقصف بعض المنازل إلا لأن المتمردين احتلوها وحولوها إلى ثكنات عسكرية وشرعوا في مهاجمته منها، وتتجاهل قحت أن ذلك الفعل يعتبر استثناءً عند الجيش، بدليل أنه لم يقصف منازل المدنيين في عشر ولايات سودانية تقع تحت سيطرته بالكامل، وأنه لم يقصف المنازل حتى في محلية كرري بولاية الخرطوم نفسها، التي تقع تحت سيطرته تماماً.
* عندما يتعلق الأمر بمسار التفاوض تعلن (قحت المركزي) أنها تساند منبر جدة وتدعم مخرجاته، لكنها تهمل كل ما ينتجه منبر جدة (ما خلا وقف إطلاق النار)، ولا تطالب المتمردين بتنفيذ الالتزامات التي راكمها عليهم منبر جدة، الذي يلزم المتمردين بإخلاء منازل المدنيين والأحياء السكنية ومراكز الخدمات العامة ومرافق الدولة وكل الأعيان المدنية، وتريد (قحت) للحرب أن تتوقف على الفور، بوجود المتمردين في كل المناطق المذكورة أعلاه، ولا تضغط عليهم للوفاء بالتزاماتهم، ولسنا بحاجة لكثير اجتهاد لتفسير سبب حرصهم على استمرار سيطرة المتمردين على المناطق المذكورة!
* عندما يتعلق الأمر برصد وإدانة الانتهاكات نفسها تحرص (قحت المركزي) على رصد واستنكار أي فعل لا يعجبها من الجيش، ولا تغادر له كبيرةً ولا صغيرة يأتيها، لكنها وفي المقابل تتخير من انتهاكات المتمردين أيسرها، ومن جرائمهم المنكرة أدناها وأهونها، فلا تأتي على سيرة جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والقتل الجماعي والتطهير العرقي الذي مارسه المتمردون في مدينة الجنينة مثلاً، ولا تستنكر تصفية الدعم السريع للوالي المغدور خميس أبكر بدم بارد، ولا تستهجن التمثيل بجثته (مع أنه كان حليفاً لها بتوقيعه على الاتفاق الإطاري)، مثلما لا تحرص قحت على رصد وإدانة واستنكار جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي للمتمردين إلا لماماً، وعندما تفعل تنسب بعضها للجيش لزاماً وإفكاً (مثلما حدث في البيان الكذوب الذي روجه حزب المؤتمر السوداني في موقعه، واستند إلى معلومات كاذبة حول خمس حالات اغتصاب ارتكبها جنود من الدعم السريع وتم نسب ثلاث منها للجيش كذباً).
* في ما يتعلق بموقف (قحت) من الذين يختارون مساندة (أحد طرفي النزاع) يتم التغاضي عن دعم من يساندون الدعم السريع، برغم شناعة ما يفعله، ومهاجمة كل من يعلنون مساندتهم للجيش، واتهامهم بالكوزنة وإطلاق النعوت الساحرة عليهم (بلابسة مثالاً)؛ فالانحياز للدعم السريع وتبني مواقفه ورواياته والتغاضي عن انتهاكاته لا يستوجب عندهم الذم ولا يؤدي إلى دمغ صاحبه بتهمة الترويج للحرب والاجتهاد لإشعال أوارها، بينما تستوجب أي مساندة للجيش الإدانة والتجني والاتهام بالكوزنة والدمغ بالدموية وانعدام الانسانية!
* باختصار تتبنى (قحت) كل روايةٍ أو تبرير أو اتهام يصدر عن المتمردين، حتى أن بعض ما تردده يسير ويتطابق بوقع الحافر على الحافر مع ما يقوله به المتمردون (رواية كيفية بدء الحرب مثالاً).. وفي المقابل تنقض قحت وتشكك وتنفي وتعارض كل ما يصدر عن الجيش بخصوص الحرب، وتمضي أكثر من ذلك لتطالب على لسان بعض قادتها (ياسر عرمان وود الفكي مثالاً)؛ بتكوين جيش مهني (جديد)، ثم ترفض المساس بالدعم السريع وتطالب بالمحافظة عليه (برغم شناعة أفعاله)؛ وتبرر تلك المطالبة بأن بناء الدعم السريع تم بأموال دافعي الضرائب في السودان، وكأن بناء الجيش الذي تكيد له وتسعى إلى تفكيكه وتجتهد لهيكلته تم بأموال دافعي الضرائب في جمهورية الدومنيكان.. أو جمهورية طاجيكستان!!
* وبعد ذلك كله يزعمون أنهم محايدون.. (حيادكم عينة لكن)!!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
كباشي : دكتور عبدالقادر سالم أحد سهام معركة الكرامة المصوبة نحو مليشيا الدعم السريع
زار عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الثلاثاء، الدكتور عبدالقادر سالم بمقر إقامته ببورتسودان للاطمئنان على صحته، مثمنا الدور الكبير الذي تضطلع به الفنون في تعزيز اللحمة الوطنية ورتق النسيج الإجتماعي ونشر ثقافة السلام والمحبة.ولفت سيادته إلى الدور الفاعل للثقافة والفن والدراما والأدب في دعم وإسناد القوات المسلحة في معركة الكرامة.وقال سيادته إن عبدالقادر سالم يعد ثروة قومية واحد أكبر المساهمين في تشكيل وصناعة وجدان الشعب السوداني وأحد السهام المصوبه نحو التمرد عبر الكلمة واللحن.وأضاف سيادته أن عبدالقادر سالم ظل لعدة عقود مناضلا ومشاركا في الملاحم الوطنية، لاسيما وانه ظل مرابطا طيلة فترة الحرب في مدينة أمدرمان حبا وعشقا لتراب هذا الوطن.ولفت نائب القائد العام إلى أن تضافر الجهود الشعبية والعسكرية تؤكد أن هذه الحرب ليست حرب القوات المسلحة بل معركة الشعب كله.واعرب سيادته عن تمنياته للدكتور عبدالقادر سالم بوافر الصحة والعافية وأن يقدم المزيد من الإبداع لهذا الوطن لاسيما وأن المعركة الحقيقية للشعب السوداني ستبدأ بعد إنتهاء الحرب في رتق النسيج الإجتماعي ونشر ثقافة السلام والمحبة وبناء الثقة بين مكونات المجتمع المدني.من جانبه شكر دكتور عبدالقادر سالم عضو مجلس السيادة نائب القائد العام على زيارته في ظل الظروف الراهنة، مؤكدا دعمه ومساندته للقوات المسلحة عبر صوته والحانه، متمنيا النصر المؤزر للقوات المسلحة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب