«هش» يبرز الروابط الثقافية الصينية بالعالم العربي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
عند انطلاقك في جولة فنية إرشادية عبر مؤسسة قطر، ستقودك رحلتك إلى إحدى ردهات المبنى 2015، وهو المقر الرئيسي للمؤسسة، وهناك، ستقع عيناك على جدار من البورسلين، كُتبت عليه كلمة «هش» باللغة العربية، بالبارود المحروق.
«هش» هو اسم عمل فني للفنان ساي جوو تشانغ، وهو فنان صيني مقيم في نيويورك، اشتهر عالميًا بما يطلق عليه «فن الانفجار» أو الرسم باستخدام البارود.
وأضاف: «تاريخيًا، كان للمسلمين دور فاعل في القطاعات السياسية والاقتصادية والعسكرية في مجتمع مدينة تشوانتشو، والتي ما تزال تحتفظ بملامح من الطراز الإسلامي، مثل الأقواس المدببة، والنوافذ، والسقوف، وحتى الحجاب الذي كانت تضعه جدتي على رأسها في كثير من الأحيان».
وبحسب ساي، فإن مجرد إلقاء نظرة على تاريخ الثقافة البشرية واستئناف سرد قصص الماضي يمكن أن يثير شعورًا «لا يمكن تفسيره» من الحماسة والتشويق لديه.
يبيّن ساي: «إن فني مثل البذرة التي أزرعها في ثقافات مختلفة، فتنمو وتزدهر وتؤتي ثمارها في أراض مختلفة. أعتقد أن بإمكان الفن أن يتجاوز تقلّبات السياسة والتاريخ، ويعزّز الحوار بين الناس عبر مختلف الثقافات، من أجل بناء مجتمع بشري أفضل». وعن سبب اختياره كلمة «هش» اسمًا لعمله الفني، أوضح ساي أن الاسم جاء من العلاقة الحساسة بين البارود والسيراميك، بينما يمثل أيضًا كناية عن العلاقات الهشّة بين الناس والثقافات والأمم. وأضاف: «قبل هذا المشروع، كانت أعمالي الفنية تميل إلى أن تكون أكبر وأقوى. ومن خلال هذه العمل، تعلمت أن الهشاشة مهمة أيضًا، فمزجت بين اللطف، والحِلم، والأناقة، والرقّة التي اكتشفتها في الثقافة العربية».
مثّل دمج الحروف العربية في القطعة الفنية تحديًا للفنان ساي، لكنه تمكن من التغلب عليه بمساعدة صديق من قطر. يوضّح ساي: «لقد علّموني كيف أكتب كلمة (هش) بالعربية. وأوليت اهتمامًا شديدًا للطبيعة الجميلة والحساسة لهذه الكلمة، وتدرّبت على كتابتها بالخط الصيني مرارًا وتكرارًا باستخدام الحبر، ثم جرّبت كتابتها عدة مرات باستخدام البارود على السيراميك».
في معرض «سراب» الذي أقامه عام 2011 في قطر، تعاون ساي مع 200 متطوع محلي، وأتاح للجمهور رؤية عملية إنتاج العمل الفني «هش»، الأمر الذي جعله أكثر من مجرد عمل فني، وإنما «ذكرى جماعية في الثقافة المحلية».
وعن المعرض قال ساي: «أتذكر أن جميع طلاب المدارس الابتدائية تقريبًا ومن جميع أنحاء البلاد كانوا يتوقفون في طريقهم لمشاهدة عملي الإبداعي. في بعض تلك اللحظات، لم يكن من ضمن مخططاتي إشعال البارود، لكنني كنت أشعل بعضًا منه فقط لأجنّبهم الشعور بخيبة الأمل». وتابع: «أصبح محتوى هذه الأعمال مرتبطًا إلى حد كبير بالثقافة القطرية، وبالتالي فإن فهم السكان المحليين للعمل الفني ومشاركتهم فيه أثْرَته وأضافت إليه أبعادًا أخرى». ما تزال الثقافة العربية بالنسبة لساي «لغزًا مذهلًا» يمكن للمرء دائمًا أن يعود إليها ويواصل استكشافها.
وعن انطباعه عن قطر وشعبها، قال ساي: «على الرغم من أن قطر أحد أصغر بلدان الشرق الأوسط مساحةً، فإن شعبها يتمتع بشجاعة وشخصية لا تعرف الانكسار. لقد حضرت حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة وشهدت طموحات قطر، وأشعر بالحماس والفخر لمشاهدة الدور الفاعل والمؤثر لدولة قطر يتزايد في دوائر الفن والثقافة في العالم».
ويتابع: «تسعى مؤسسة قطر، وقطر بشكل عام، إلى مواصلة الاحتفاء بالثقافة العربية وتعزيزها، لكن في الوقت نفسه الانفتاح على الثقافات العالمية المختلفة، دون التخلي عن الثقافة العربية، حيث يتيح الانفتاح لهما المضي بثقة نحو تشكيل وبناء ثقافة عربية عصرية».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤسسة قطر الثقافة العربیة
إقرأ أيضاً:
اللغة العربية تراث وحضارة في لقاءات قصور الثقافة بالوادي الجديد
شهد فرع ثقافة الوادي الجديد عددا من الأنشطة الثقافية والأدبية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
واحتفالا باليوم العالمي للغة العربية، نظم قصر ثقافة الخارجة لقاء أدبيا بعنوان "اللغة العربية تراث وحضارة"، تضمن مناقشات حول ثراء اللغة بحضور الشاعر مصطفى معاذ رئيس نادي الأدب، بجانب فقرة إلقاء قصائد تنوعت ما بين الفصحى والعامية، بمشاركة لفيف من الشعراء وعدد من المواهب الأدبية الشابة.
وفي سياق متصل، أعد نادي الأدب بقصر ثقافة القصر أمسية شعرية بمشاركة الشعراء حمدي محمد، عصام رفاعي، هويدا مصطفى وبلال محمد، أعقبتها ورشة تصميم لوحات فنية بمرسوم الفنون التشكيلية، تدريب الفنانة نحمده محمود.
من ناحية أخرى، وضمن برنامج "دوار العمدة"، الذي تنظمه الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى ، أقيمت محاضرة بعنوان "كيفية إدارة موارد الأسرة"، ناقش خلالها مصطفى محمد، أساليب تدبير نفقات الأسرة، مؤكدا أهمية تحديد الأولويات والاهتمام بتوفير الاحتياجات الأساسية.
كما شهدت الفعاليات المقامة بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، من خلال فرع ثقافة الوادي الجديد، برئاسة ابتسام عبد المريد، يوما ثقافيا نظمه قصر ثقافة الخارجة، لطلاب مدرسة الأمل للصم والبكم، احتفالا باليوم العالمي لذوي الهمم، تضمن لقاء قدمت خلاله نهلة شكري، مدير المدرسة، نصائح للوقاية من أمراض الشتاء، بجانب فقرة اكتشاف مواهب فنية، وورشة تصميم لوحات فنية بمناسبة العام الجديد، أعقبها توزيع جوائز عينية على الفائزين.