د.عبدالله المشعل: الجيش دائماً على أتم الجهوزية لمواجهة أي تحديات بتسليحه وتحالفاته
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل أن الجيش الكويتي دائما على أتم الجهوزية لمواجهة أي تحديات سواء عن طريق التسليح الذاتي أو عن طريق تحالفاته مع الدول الشقيقة والصديقة، مشيرا إلى أن هناك خططا لتطوير الجيش وفق منظور استراتيجي يعمل عليه مختصون من كافة الأسلحة وفق برنامج زمني محدد.
كلام الصباح جاء في تصريح للصحافيين على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الإيطالية بمناسبة زيارة السفينة العسكرية ««فرانشيسكو موروسيني»، حيث أشاد بمتانة العلاقات الكويتية- الإيطالية في كافة المجالات، خصوصا في الجانب العسكري، من خلال الجهود الكبيرة التي يقوم بها السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي والملحق العسكري العقيد طيار سلفاتوري فيرارا.
وأكد عمق العلاقات العسكرية والدفاعية بين الكويت وإيطاليا، مشيدا بأهمية زيارات السفن الحربية والبحرية للكويت، حيث تسهم هذه الزيارات في زيادة مستوى التعاون العسكري بين الدولتين والقوتين البحريتين، وتتيح الفرصة لتبادل المعلومات والخبرات وتسهم في حفظ الأمن في مياه الخليج.
وحول تأمين الحدود البحرية، قال «إن تأمينها يتم مثل تأمين أي حدود أخرى، والكويت ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة واحترام السيادة للدولة، ومن خلال هذه المبادئ هناك أوامر عملياتية تعطى للقوات المعنية لحفظ هذه الحدود».
بدوره، أعرب السفير الايطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي عن عميق امتنانه للكويت على فرصة زيارة سفينة البحرية الإيطالية «فرانشيسكو موروسيني» إلى البلاد، مشيرا إلى أنها «تسلط الضوء على دور الكويت المحوري لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، كما تسلط الضوء على أرضيتنا المشتركة لبناة الجسور»، لافتا الى ان هذه الزيارة تمثل علامة قوية على الروابط العميقة التي تربط بلدينا، والتي تتجاوز المجال العسكري، لتشمل التكنولوجيا، الثقافة والتجارة.
وقال إن البلدين يعملان معا على مر السنين لتعزيز هذه العلاقة بهدف معالجة التحديات المشتركة التي يواجهها العالم اليوم، وسنواصل القيام بذلك في المستقبل القريب.
وقال بالدوتشي إن «السفينة موروسيني، تمثل فخرا لإيطاليا وبحريتها، مشيرا الى أنها سفينة جديدة تماما تتضمن أحدث التقنيات وتتمتع بمرونة تشغيلية عالية مصممة لأداء مجموعة متنوعة من المهام ذات الطبيعة العسكرية، مثل الدوريات والنقل اللوجستي والقتال والدفاع المدني، موجها في الوقت نفسه الشكر لطاقم السفينة على احترافيته في خدمة بلده، حيث استمروا أثناء خدمتهم في إظهار التفاني والتضحية رجالا ونساء يكرسون حياتهم لخدمة وطنهم في البيئة البحرية الصعبة».
وقال إن «الالتحاق بالبحرية يعني إجراء تدريبات قاسية، والعيش لفترة طويلة بعيدا عن المنازل والعائلات، وقبل كل شيء، مواجهة التحديات التي يمكن أن تطرحها الحياة في البحر المفتوح كل يوم».
من ناحيته، شكر قائد السفينة المقدم جوفاني مونو السلطات في البحرية الكويتية «على ضيافتهم الخاصة ودعمهم لنا».
وتابع: «إنه لشرف لي وللطاقم أن نكون في الكويت ونحمل العلم الإيطالي إلى أرض بعيدة جدا عن وطننا من حيث الأميال البحرية، ولكنها قريبة جدا من حيث التعاون والتآزر، بما في ذلك تاريخنا وتقاليدنا المتعلقة بالبحر».
وأوضح أن مهمة السفينة «موروسيني»، هي ضمن الانتشار في المحيط الهادئ من أجل تعزيز المصلحة الوطنية في هذا المجال من خلال تحسين التعاون مع الحلفاء والشركاء مثل الكويت، والمحافظة على النظام البحري الدولي الحر والمفتوح على أساس سيادة القانون.
في ختام كلمته، أعرب مونو عن سعادته بإجراء تدريبات مشتركة مع البحرية الكويتية، لافتا إلى أنها «فرصة ستساعدنا على تعميق المعرفة المتبادلة وتحسين قابلية التشغيل البيني لدينا، وبالتأكيد سنكون مستعدين للتعاون أيضا في المستقبل».
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
في العراق فقط يُكرَّم الفاسدون
آخر تحديث: 12 مارس 2025 - 10:28 صبقلم:سمير داود حنوش كشفت وثيقة صادرة عن محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية شمول أحد المتهمين بسرقة القرن، النائب السابق في البرلمان هيثم الجبوري، بقانون العفو العام الذي أقره البرلمان العراقي مؤخرا.خبر الإفراج لم يصدم العراقيين كثيرا عندما مر على مسامعهم كما تمر أي حكاية من حكايات بلدهم المنهوب، لأن صغيرهم قبل كبيرهم يدرك حد اليقين أن أبطال هذه السرقة بدءا من زعيمهم نور زهير الهارب خارج البلد سيتم إطلاق سراحهم ولو بعد حين، وسيعودون لمزاولة نشاطهم السياسي والتجاري وربما الترشح للدورة البرلمانية القادمة لكسب الحصانة البرلمانية التي تمنحهم حق الاستيلاء على كل شيء في هذا البلد وتعاد دورة الحياة في الفساد. لا ندري من هي الجهة السياسية التي اقترحت فقرة التصويت على إخراج الفاسدين من السجون وما هي الصفقة التي جرى إعدادها لتبرئة السُرّاق، وبعد ذلك كيف يمكن أن نثق أو يأتمن الشعب مقدراته وثرواته عند مجموعة أباحت للفاسدين نهب البلاد والعباد.من نلوم أيّها السادة في وطننا المثلوم، أميركا التي انتشلتهم من الأزقة المظلمة والشوارع الخلفية والحارات القذرة ليتحكموا بمصير شعب خدعته شعارات الطائفة والمذهب والخلاص من الدكتاتورية إلى قاع صفصف من الحكم الجديد، أم الشعب الذي يتفرج على مصيبته دون حل، أم زمن الرداءة الذي أوصل الحال إلى ما هو عليه؟ سرقة القرن التي باتت عنوانا يُشتهر به العراق بدلا من بلاد الرافدين تتلخص بسيناريو هوليوودي وهو خروج مبلغ “بسيط” يُقدّر بـ2.5 مليار دولار من خزينة الدولة العراقية في وضح النهار عن طريق شاحنات ذهبت به إلى أرض المجهول. تم سحب تلك الأموال بواسطة 250 شيكا من حساب الضمان المخصص لتغطية الالتزامات السنوية بالحسابات لضرائب الشركات.المصيبة أن الخزينة العراقية مطالبة بتسديد ذلك المبلغ المنهوب من قوت الجياع والفقراء الذين يبحثون عما يُشبع جوعهم في مواقع الطمر الصحي.سرقة القرن اشترك بها سياسيون ورؤساء أحزاب ومؤسسات حكومية ومصارف وحتى إعلاميون. هل يمكن أن ينجح نظام سياسي تُديره مجموعة من المافيا السياسية؟ حتى المافيا الدولية لا تتجرأ على فعل كهذا.أقوى درس نتعلمه من إطلاق سراح الفاسدين هو أن الفساد أصبح كالهواء الذي نتنفسه، وأن الواقع السياسي هو الذي يُشرعن الفساد وربما له حصة من ذلك الفساد.دائما ما كنا نسمع في البلدان التي تحمل الديمقراطية شعارا حقيقيا وليس مزيفا مثل بلدنا أن السياسي الفاسد الذي يستغل سلطته في مصالحه الشخصية دائما ما يقاد إلى المحاكم مثل أسماء كبيرة منها سيلفيو برلسكوني في إيطاليا، وجاك شيراك في فرنسا، وألبيرتو فوجيموري في بيرو، سُجن البعض منهم، لكن الوضع العراقي مختلف حين وضِع الفاسدون بمرتبة الآلهة. آجلا أو عاجلا سيُسدل الستار على سرقة القرن وسيُطلق سراح المتهمين بها والعفو عنهم، ليس لأنها سرقة صغيرة لا يستحق الحديث عنها، بل لأن العراق يضم بين حكاياه عشرات القصص المشابهة لسرقة القرن، حتى إن بلدا مثل العراق هو نفسه المسروق.لا توجد دولة في العالم تُشرعن الفساد بصورة مكشوفة من خلال قوانين نافذة.أيّها الفاسدون نعترف بأنكم دائما تكسبون الجولة، وأن معارك الفساد معكم دائما ما نتكبد خسائرها حسرة وحزنا على بلد ضاع في متاهات الانحطاط السياسي والفساد، لكن لا بد لكل شيء من نهاية.