عباس شراقي: الجولة الثامنة لمفاوضات سد النهضة غير مبشرة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كتب- أحمد مسعد:
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن الجولة الثامنة لمفاوضات سد النهضة تعتبر بداية غير مبشرة.
وأضاف في منشور له عبر "فيسبوك": انتهاء اجتماع القاهرة الأول ضمن الجولة الثامنة التى بدأت الأحد 27 أغسطس 2023 واستمرت يومين دون تقدم يذكر فى الموقف الاثيوبى طبقا لتصريحات وزارة الرى المصرية دون الافصاح عن تفاصيل المباحثات، وكان متوقعاً طبقاً للموقف الاثيوبى على مدار الاثنا عشر عاما الماضية، ولكن كان لدينا أمل مشوب بالحذر الشديد على أن يكون هناك تغير فى الموقف الاثيوبى وإبداء مرونة تقابل المرونة المصرية التى وصلت إلى التوقيع المنفرد لصيغة اتفاق واشنطن بالأحرف الأولى.
وتابع: فى المقابل أعلن رئيس الوفد الاثيوبى سيليشى بكلى عن عقد جلسة أخرى فى سبتمبر القادم فى أديس أبابا لتحقيق اتفاق كامل فى إطار المدة المقررة وهى أربعة أشهر، ويبدو أن الموقف الاثيوبى ثابت فى رفض كل المحاولات التى تؤدى إلى اتفاق عادل للدول الثلاث.
وأشار إلى أن استئناف المفاوضات يجب أن يكون مبنياً على خطوط رئيسة لسيرها أهمها وجود أطراف دولية فاعلة فى المفاوضات فى إطار جدول زمنى محدد.
ونشر مواعيد الجولات للمفاوضات التي تمت على أرض الواقع:
- بدأت الأحد 27 أغسطس بالقاهرة جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بالقاهرة بحضور وزراء المياه والوفود الفنية، وقد شهدت المفاوضات 7 جولات سابقة على مدار أكثر من اثنا عشر عاماً.
- الجولة الأولى بدأت بزيارة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق الى أديس أبابا فى مايو 2011 وانتهت بتقرير لجنة الخبراء الدولية فى مايو 2013.
- الجولة الثانية بدأت من سبتمبر 2013 بعد ثورة 30 يونيو لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية وانتهت فى يناير 2014 بفشل المفاوضات لرفض اثيوبيا وجود خبراء دوليين.
- الجولة الثالثة بدأت فى أغسطس 2014 بالخرطوم بعد أن التقى الرئيس السيسى بديسالين على هامش القمة الأفريقية فى ملابو "غينيا الاستوائية يونيو 2014 والاتفاق على عودة المفاوضات، وانتهت فى نوفمبر 2017 بعد رفض اثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالى للشركة الفرنسية، وتخللها توقيع اعلان مبادئ سد النهضة مارس 2015، وتعد هذه أطول جولة.
- الجولة الرابعة بدأت فى ابريل 2018 بتدخل وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات وانتهت فى أكتوبر 2019 بالخرطوم بفشل المفاوضات ورفض اثيوبيا وجود وسيط.
- الجولة الخامسة بدأت فى نوفمبر 2019 برعاية الولايات المتحدة الأمريكية للمفاوضات وانتهت بالانسحاب المهين لاثيوبيا يوم 29 فبراير 2020 لتوقيع الاتفاق النهائى الذى صاغته أمريكا بالاستعانة بخبراء البنك الدولى، والذى وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان التوقيع.
- الجولة السادسة بدأت بعقد قمة مصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى فى 26 يونيو 2020 وقبل جلسة مجلس الأمن بثلاثة أيام بعد إلتفاف اثيوبى-جنوب أفريقى لسحب الملف من مجلس الأمن إلى الاتحاد الأفريقى، وانتهت بنهاية جنوب أفريقيا لرئاسة الاتحاد الأفريقى فى أوائل فبراير 2021 دون تقدم.
- الجولة السابعة بدأت وانتهت فى يومين، وتعد أقصر جولات مفاوضات سد النهضة حيث دعا رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقى لعام 2021 بكينشاسا 4-5 ابريل 2021، والتى حاول فيها وزراء الرى والخارجية تطوير العملية التفاوضية إلا أن إثيوبيا رفضت كافة المقترحات لتمكين الأطراف الدولية المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الإنخراط بفاعلية في المباحثات، والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة مفاوضات سد النهضة الدكتور عباس شراقي سد النهضة
إقرأ أيضاً:
السلطة الإنقلابية والتمادي في إضاعة حقوق الوطن
بقلم السفير/ عادل إبراهيم مصطفي *
جاء في الأنباء أن وزارة الخارجية الإثيوبية إستدعت السفير السوداني في يوم 13 نوفمبر الجاري لإبلاغه رفضها لتصريح ادلي به وزير خارجية السودان لإحدي قنوات التلفزة المصرية، تضمن تأكيد وقوف السودان إلي جانب مصر ، والتهديد "بخيار الحرب في حال فشل المحادثات حول سد النهضة الإثيوبي وعدم التوصل لإتفاق يضمن حقوق الدول الثلاث ، مصر والسودان وإثيوبيا"...
لعل أول ما يسترعي الإنتباه في تصريح وزير الخارجية السوداني هو أنه يقتفي أثر الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي في التهديد بزعزعة الأمن والإستقرار في الإقليم في حال المساس بحصة مصر المائية ، وذلك في حديث لسيادته بتاريخ 30/ مارس/2021 ، قال فيه بالحرف الواحد : " ما حدِّش يأدَرْ ياخُد من مصر نؤطَة ميَّة وَحْدَة ، واللِي عَائز يجرِّب" ...
جاء تصريح وزير خارجية السودان في مستهل تسنمه المنصب ليقدم برهاناً جديداً يؤكد تبعية سلطة بورتسودان الإنقلابية لمصر ، وتفانيها في رعاية وخدمة مصالحها فيما يخص قضية مياه النيل ، حتي وإن كانت علي الضد من مصالح السودان . ولإقامة الدليل علي هذه الحجة نتساءل حول عما إذا كان لسد النهضة أي تأثير سالب علي كمية المياه المتدفقة نحو مصر !؟ ونجيب بناءً علي أراءالخبراء والمختصون ، بعدم وجود أي تأثير سالب يذكر بسبب أن إثيوبيا شيدت سد النهضة لإنتاج الكهرباء ، وليس لغرض الزراعة ، بدليل أن المنطقة حول بحيرة السد جبلية ولا تضم أراضي صالحة للزراعة . هذا ، فضلاً عن أن عملية إستخدام المياه المخزنة ببحيرة السد لتوليد الكهرباء ثم إطلاقها ، لا ينقص من كمية المياه المتدفقة نحو مصر ...
وتأسيساً علي أعلاه نتساءل مجدداً حول ماهية المبررات والدوافع التي وقفت وراء تهديد الرئيس المصري بزعزعة إستقرار المنطقة في حال نقصت حصة مصر من المياه قطرة واحدة ، !! !؟ ونجيب بأن دوافعه ، في تقديرنا ، هي المحافظة علي ما تعتبرها مصر حقوقها التاريخية في الهيمنة علي مياه النيل ، وبخاصة حق الفيتو الذي يمنع دول الحوض من إقامة السدود والمشروعات الزراعية علي جانبي النيل قبل الحصول علي موافقة مصر . وعليه ، فإن قضية سد النهضة ما هي إلا جزءً من الخلاف بين مصر وإثيوبيا من جهة ، ومصر وبقية دول حوض النيل عدا السودان ، من جهة ثانية ، حول هذه الحقوق التاريخية التي حصلت عليها مصر بموجب إتفاقيات تم توقيعها في اثناء الحقبة الإستعمارية للقارة الافريقية ، ولم تكن إثيوبيا وبقية دول حوض النيل اطرافاً فيها. وهذا ما دفع هذه الدول لتوقيع إتفاق عنتبي الذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً ، كمعاهدة وإطار قانوني جديد لفتح الباب أمام إعادة تقسيم حصص المياه ، وتحقيق الإنتفاع العادل والمنصف من المياه لجميع دول حوض النيل ...
وأما سؤآلنا الذي يعني السودان أكثر من غيره ، فهو كيف يمكن أن يترتب علي إنشاء سد النهضة نقص في كمية المياه المتدفقة نحو مصر !؟ والإجابة هي أن سد النهضة سيكون سبباً في تنظيم إنسياب المياه في النيل الأزرق والمحافظة علي معدل الإنسياب طوال العام ، الشئ الذي سيتيح الفرصة للسودان لإستغلال كامل حصته من المياه البالغة 18.5 مليار متر مكعب بموجب إتفاقية مياه النيل الموقعة بين السودان ومصر في عام 1959 . وهذه هي مشكلة مصر مع سد النهضة ، لأن إستغلال السودان لحصته من المياه بالكامل يعني أنه سيتمكن من إسترداد نصيبه من هذه الحصة ، الذي ظل يذهب لمصر سنوياً منذ إكثر من 60 عاماً بلا مقابل ، وهو ليس " نؤطَة مَيَّة وَحْدَة " ، بل قدره خبراء المياه بحوالي 6 إلي 7 مليار متر مكعب من المياه في العام . وليس مستبعداً أن تكون مصر قد اضافته إلي حقوقها التاريخية من مياه النيل .. !!! .. وكان شاهداً من أهل مصر قد شهد بهذا الأمر ، وهو ليس من عامة الناس ، بل وزير الري والموارد المائية الأسبق المهندس محمد نصر الدين علام الذي قال في تسجيل بالصورة والصوت ، مبذول في السوشيال ميديا " إن المشكلة الأكبر لمصر إذا إنتظمت مياه النيل علي مدي العام ، هي أنها ستشجع السودان لزراعة موسمين زراعيين بدلاً عن موسم واحد اثناء الفيضان ، الشئ الذي يؤثر في حصة مصر المائية."
وأخيراً لابد من أن نقول إننا إن وجدنا العذر للرئيس المصري علي تهديده أمن وإستقرار الإقليم إن نقصت حصتهم من المياه ، علي إعتبار أنه يدافع عن مكاسب بلده ومصالحها ( بالعديل واللعوج ) كما يقول اهلنا .. فكيف نفسر مواقف وزير خارجية السودان وسلطة الأمر الواقع الإنقلابية في بورتسودان وهم يقفون ضد مصالح بلدهم بالإنحياز الاعمي لمصر ، في الوقت الذي تطالب فيه الحكمة ومصلحة الوطن بالوقوف علي مسافة واحدة بين مصر وإثيوبيا ، والاعتراف بحقوق دول حوض النيل بما فيها إثيوبيا ، في الإستفادة من مواردها المائية ، الأمر الذي يمكن ان يساعد في بناء الثقة ، والدفع في إتجاه التعاون المشترك الذي يرجي أن تكون ثماره تعظيم إستفادة السودان من إيجابيات سد النهضة الذي صار حقيقة ماثلة ، علاوة علي مراعاة حاجة مصر من المياه علي إعتبار أنها ، بعكس دول الحوض الاخري ، لا تتوفر لديها مصادر اخري للمياه بخلاف نهر النيل ، إلي جانب توقف إثيوبيا عن الإجراءات الأحادية في عمليات ملء بحيرة وتشغيل سد النهضة ، التي قد تعود بالضرر علي السودان دون غيره لقرب المسافة بين خزان الروصيرص وبحيرة سد النهضة ..
aaddil.im@gmail.com
------------------
*سفير السودان فى تركيا المُقال من سلطة الانقلاب العسكرى بعد رفضه له