سبحان من قدر الموت على خلقه وجعله مصيراً لا مفر منه وحقيقة نعرفها ونتمنى الفرار منها ، لكن هيهات هيهات “أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ “.
أي أنتم صائرون إلى الموت لا محالة ، ولا ينجو منه أحد منكم.
رحل عن حياتنا الدنيا قبل أيام الصديق الخلوق المتواضع الجميل سليمان غيث الحمدي ، هذا الرجل الذي لم يأسره زخرف الحياة الدنيا ولا جبروت السلطة وقوتها حين تولى العديد من المناصب القيادية في قطاع حرس الحدود الذي تقاعد منه برتبة عميد ، عندما يهاتفك تجد لهفة المحب الذي يحرص على أن تكون بخير دائماً ، أياديه البيضاء تمتد في جنح الظلام لتغيث الملهوف ، وكما قيل فإن لكل إنسان له من أسمه نصيب فهو سليمان غيث، وكأنه الغيث الذي يروي الأرض وينبت الزرع .
ما أصعب الكتابة عن الراحلين وما أصعب الفراق ، وجدت أبا فراس صابراً محتسباً الأجر في مرضه الذي لم يمهله كثيراً، لا يذكر الناس إلا بالخير ، يتذكره من عملوا معه بالإنضباط والحكمة ، ويتذكره من تكالبت عليهم الدنيا بالخير والعطاء في الخفاء من أجل إبتغاء الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى ، وأتذكره بالكثير من المواقف الجميلة ، اسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه ، واللقاء إن شاء الله في جنة الفردوس.
naifalbrgani@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محمد أبو هاشم: التصوف الحقيقي ليس معناه الابتعاد عن الدنيا
أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الطريقة الشاذلية تعد من أبرز المدارس الصوفية التي أسست على منهج الكتاب والسنة، مشيرًا إلى أن مؤسسها، الإمام أبو الحسن الشاذلي، كان نموذجًا للعالم الرباني الذي جمع بين العلم الظاهر والتزكية الباطنة.
وأوضح أبو هاشم خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم، الأربعاء، أن الإمام الشاذلي، الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، نشأ في المغرب ثم انتقل إلى تونس حيث تلقى تعليمه، قبل أن يسافر إلى بلاد عديدة بحثًا عن المعرفة، ليصل إلى مصر عام 642هـ، حيث استقر في الإسكندرية، وكان له مجالس علمية يحضرها كبار العلماء مثل العز بن عبد السلام وابن دقيق العيد.
وأضاف أن الإمام الشاذلي كان يدعو إلى التمسك بالشريعة الإسلامية، معتبرًا أن أي إلهام أو كشف يخالفها لا يؤخذ به، وكان يرى أن المسلم يجب أن يظهر بمظهر حسن امتثالًا لقوله تعالى: "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، مؤكدًا أن التصوف الصحيح هو تصوف العلم والعمل وليس الابتعاد عن الدنيا.
وأشار أبو هاشم إلى أن الطريقة الشاذلية انتشرت في مصر بفضل تلميذه ووريثه الروحي، سيدي أبو العباس المرسي، لافتًا إلى أن الإمام الشاذلي توفي عام 656هـ أثناء توجهه لأداء فريضة الحج، ودفن في وادي حميثرة بمحافظة البحر الأحمر.