الفرق بين محافظة أملج والحوراء
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
دعيت إلى مجلس ثقافي أدبي ضم نخبة من الادباء فوجه لي أحدهم هذا التساؤل:البعض يطلق على محافظة أملج الحوراء هل هذا صحيح ولماذا؟ ومالفرق بين محافظة أملج والحوراء …؟
فأجبت بأن هناك اختلافا تاريخيا في الاسم والمكان بين محافظة أملج والحوراء . فالحوراء المدينة التاريخية المشهورة في الكتب التاريخية يرجع تاريخيها إلى الحقبة الرومانية قيل 3000 سنة تقريبا حيث كانت تسمى (لوكي لوما) وهو مايعني حاليا بالمدينة ذات اللون الأبيض وهذه طبيعة أرضها البيضاء فعلا .
وبعدها في العصور الأخرى المتلاحقة سميت بالحوراء لجمالها وبياض أرضها حيث كانت أشهر المواني والمراكز التجارية والحضارية في الجزيرة العربية في ذلك الوقت .
عن آثار الحوراء ، يقول علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله – في أحد كتبه (أعظم مافي آثار الحوراء مبان مبنية من عظام الإبل وحاليا مباني الحوراء مندثرة تحت الرمال بالبيضاء).
ولم يبق إلا ميناؤها المسمى حاليا بمنتزه الدقم.
وآثار الحوراء مازالت موجوده وتم التنقيب مؤخراً عن أجزاء منها وكشف بعض من أسرار هذه المدينة التاريخية والتي تبعد عن محافظة أملج بخمسة كيلو مترات شمالا.
وتتميز الحوراء بعمق تراثها الإنساني والطبيعي ممتزجاً بالعراقة التاريخية المتنوعة في أعماق التاريخ المكتوب في الكتب التاريخية والمنقوش في جبالها ومبانيها التاريخية التراثية .
أما محافظة أملج فهي محافظة حديثة بنيت قبل 200 سنة تقريبا وكانت تسمى أم لج وذلك للجلجة أمواج البحر بالصخور البركانية المنتشرة على شاطئها وتطورت أملج في العهد السعودي الزاهر حتى صارت مدينة حضارية ووجهة سياحية وذلك لتميزها في مناخها وتكويناتها التضاريسية الفريده في تنوعها. هذا باختصار الفرق بين محافظة أملج الحديثة ومدينة الحوراء التاريخية والمطمورة آثارها ومعالمها تحت الرمال بسبب التغير المناخي والسيول المنقولة من وادي سمين . والله أعلم وأعلى .
lewefe@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح “مهرجان تنوير” في صحراء مليحة التاريخية
انطلقت مساء أمس في صحراء مليحة التاريخية بالشارقة، أولى أمسيات “مهرجان تنوير” الأول من نوعه في المنطقة بحضور الشيخة بدور القاسمي، مؤسسة المهرجان وأكثر من 2000 زائر ومن نجوم الفن والموسيقى من أنحاء العالم، تحت عنوان “أصداء خالدة من المحبة والنور” وتحت شعار “رحلتك تبدأ من هنا” المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي.
وألقت الشيخة بدور القاسمي، كلمة على أنغام آلة الـ”كورا” التي عزفتها الفنانة السنغالية سيني كامارا، معلنة انطلاق رحلة على مدار ثلاثة أيام لا تُنسى من الاحتفال بالتراث والمجتمع والإبداع.
وقالت الشيخة بدور القاسمي إن تنوير أكثر من مجرد مهرجان إنه دعوة لإيقاظ النور بداخلنا فمن خلال المحبة والتسامح والاتحاد نزرع بذور واقع جديد ونشهد بناء وعي ووجدان يتحول من خلاله الجفاء إلى وصل والخوف إلى تعاطف وتراحم ،وهنا على أرض مليحة المباركة لا نجتمع بالمصادفة وإنما عمداً مع سبق الإصرار لنحمل شعلة النور ونلهم جميع المجتمعات لصناعة التغيير الإيجابي المطلوب.
وشهدت أمسية اليوم الأول حفلاً موسيقياً أحياه الفنان العالمي سامي يوسف المختص بالتراث الموسيقي العالمي، كما قدمت فرقة “الندبة” الإماراتية التراثية عرضا أدائيا راسمة صورة واضحة للتراث، إلى جانب حفلا لعازف العود والملحّن اللبناني زياد سحاب الذي جمع الماضي والحاضر رافقه المنشد يحيى حسين وبصحبة الخطاط الفرنسي جوليان بريتون الذي شكّل عرضه “ألِف: فن الخط بالضوء المتحرك” سرداً بصرياً كرّم خلاله جماليات تعاليم الشاعر جلال الدين الرومي.
واختتم أنس الحلبي فعاليات الأمسية مصطحباً الجمهور في رحلة سمعية فريدة على مسرح “شجرة الحياة” حيث قاد “أوركسترا هاندبان أنس” مثبتا حضوره كعازف إقليمي رائد لآلة الـ”هاندبان”.
وشكّل “سوق تنوير” وجهة محورية نابضة بالحياة حيث استكشف زوار المهرجان باقة متنوعة من الحرف التقليدية والمنتجات المصنوعة يدوياً إذ عرض الحرفيون المحليون مجموعة واسعة من المنسوجات والأحجار الكريمة الملونة والمجوهرات التي تحتفل بالثقافة والمهارة الحِرفية الإماراتية.
واستُكملت لوحة المعرض مع المشهد الصحراوي بأعمال فنية تركيبية ضخمة حيث استلهم كل عمل تاريخ المنطقة وأشعار جلال الدين الرومي والعلاقة الأزلية بين الحياة الروحانية والطبيعة، كما شكلت الاستدامة محوراً رئيساً من محاور المهرجان، الذي سلط الضوء عليها في كل جانب من جوانب تصميمه وتنظيمه، فمن الأضواء التي تعمل بالطاقة الشمسية لإنارة الممرات إلى المواد الصديقة للبيئة المستخدمة في تصميمه.
وخلال فعالياته حرص “مهرجان تنوير” على تذكير الحضور والزوار بالعلاقة الوثيقة بين الوجود البشري والبيئة الطبيعية.