في ذكراهما.. تعرف على الشهيدين الطوباويين ﭼيوفاني من بيروجيا و بيترو من ساسوفيراتو
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تحتفي الكنيسة الكاثوليكيه اليوم بذكرة وفاه الطوباويان ﭼيوفاني من بيروجيا و بيترو من ساسوفيراتو - الشهيدين استنادا إلى وصية السيد المسيح "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس".
فجسد القديس فرنسيس الاسيزي هذه الوصية وقام بإرسال مهمة إرسالية إلى إسبانيا بقيادة برنارد من كينتافال في عام 1220م وكان من بين مؤسسي دير تيرويل فذهب مع اثنين من تلاميذه هم الأخ ﭼيوفاني من بيروجيا وهو كاهن وأخ راهب بيترو من ساسوفيراتو في بيتشينو ( الأخوة الأصاغر) إلى اسبانيا فالنسيا للتبشير ومساعدة العبيد المسيحيين الذين اسرهم المغاربة ، حيث هناك كانت المسيحية في إضطهاداً كبيراً بسبب هجمات واحتلال العرب لهذه البلاد العريقة في المسيحية ، وتحول أعداد ضخمة عن المسيحية بسبب الخوف ، والعذابات والجزية.
قبل قيامهم بالإرسالية مكثوا فترة استعداد روحي في قلاية صغيرة بالقرب من كنيسة القديس بارتولوميو . فكانوا موضع إعجاب الجميع بسبب فقرهم المدقع وتواضعهم . فرحلوا إلى فالنسيا ، التي كانت آنذاك خاضعة تمامًا لسلطة العرب، ووجدوا ضيافة في كنيسة القيامة.
وعندما حاولوا التبشير علنًا، هاجمهم العرب واعتقلوهم واقتادوهم إلى الأمير سيد أبو زيد في 29 أغسطس 1231. فسألهم عن سبب قدومهم إلى فالنسيا، فأجابوا بأنهم مرسلون ليعلن كلام الله .
ويبشرون بإنجيل المسيح ، فعرض عليهم الأمير الاختيار بين إنكار إيمانهم أو الموت. فرفضوا إنكار الإيمان، فحُكم عليهم بقطع رؤوسهم. وتم تنفيذ الحكم على الفور في حديقة الأمير، هناك الكثير من الجدل حول مكان الاستشهاد (ربما في الميدان المسمى فيغيرا، هيغيرا، ثم بلازا دي لا رينا) والتاريخ، الذي تم تحديده تقليديًا في 29 أغسطس 1231م .
إن الرهبان صلوا بصوت عالٍ اثناء قطع رؤوسهم من أجل إهتداء الأمير إلى الإيمان القويم . وبعد سبع سنوات، قام الملك جيمس الأول ملك أراغون بطرد العرب من فالنسيا بمساعدة الإنجليز والمرتزقة. ويقال إن الأمير تحول إلى المسيحية وعرض منزله على الفرنسيسكان ليجعلوه ديراً قائلاً:" «عندما كنت كافراً قتلت إخوتكم من تيرويل. أريد أن أكفر عن جريمتي، هذا هو منزلي الذي تقدس بدماء الشهداء". تم نقل جثتي الراهبين إلى تيرويل، حيث يبدو أن المعجزات حدثت على قبريهما. أقيمت كنيسة على شرفهم في الدير الجديد في تيرويل بفالنسيا. حيث بقيت حتى عام 1835، عندما تم نقلها إلى كنيسة القديسة كيارا، لكنهم عادوا إلى الكنيسة الأصلية عام 1900، بعد إعادة بناء الدير.تم تطويبهم عام 1783.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
إنقاذ ترامب
يزور زعيم الإمبراطورية الكونية دونالد ترامب منطقتنا منتصف الشهر القادم، ومن المتوقع أن يستقبله القادة العرب بمنح اقتصادية وسياسية تخرجه من أزمة التراجع والهزيمة التي بدأت إدارته تعاني منها.
الرئيس الأمريكي الذي شن حربًا تجارية عالمية على كل دول العالم، وأظهر قدرًا غير مسبوق من الغرور والغطرسة، عاد ليتراجع عن كل رسومه الجمركية، وصرح مؤخرًا أنه سيصل إلى صفقة تجارية واقتصادية مع الصين، عدوه الاقتصادي الأول.
وعندما جاء الرجل ليطبق سياسة الضغوط القصوى على كل دول العالم، نجح المجتمع الدولي في التماسك والوقوف دون رعب في مواجهة تهديدات ترامب.
واستطاعت الصين تحويل نقاط ضعفها إلى أوراق ضغط قوية أجبرت الرجل على التراجع، فأمريكا تصدر للصين أكثر بقليل من 100 مليار دولار، مقابل 500 مليار دولار منتجات صينية لأمريكا. وعندما رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية على تلك المنتجات للضغط على بكين نجحت الأخيرة في قلب الطاولة رأسًا على عقب، وقدمت عروضًا لمنتجات صينية بنصف الأسعار أو بربعها، وهو ما هدد الصناعة الأمريكية بالدمار الشامل، فتراجع ترامب.
وبعد تهدد أمريكا بالعزلة الدولية، يأتي الرجل وسط زفة إعلامية عربية غير مسبوقة وكأنه سيأخذهم معه إلى القمر!.
واستبعد ترامب بشكل متعمد مصر من زياراته التي تشمل السعودية والإمارات وقطر.
صحيح أنه إن زار القاهرة لن يحصل على أموال أو صفقات أسلحة، ولكن مصر هي أكبر دولة عربية وهي الفاعل الأساسي في قضية الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي، وحتى من الناحية الاقتصادية فهي أكبر سوق في المنطقة بـ110 ملايين مواطن، ولم يكن استبعادها فقط بسبب اليقين بأن ترامب لم يحصل على أموال منها، ولكن هناك أسبابًا كثيرة أولها ضرب الثقة بين مصر وأشقائها العرب، وإحداث فتنة تغذيها إسرائيل منذ اغتصابها لفلسطين عام 1948، إضافة إلى محاولة إضعاف الدور المصري الذي ينطلق من ضرورة أن يتخذ العرب موقفًا موحدًا وجماعيًا لحماية أمن واستقرار ووحدة أوطاننا العربية.
وهو أيضًا ضرب للدور المصري المساند بشكل لا لبث فيه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.
والغريب أن ترامب جاء ليزف إلينا البشرى بأنه سيعرض على السعودية صفقة أسلحة بـ100 مليار دولار، فهو من حدد حجم الصفقة، ونوع الأسلحة وتوقيتها، وهو من أعلنها، وهذا عكس كل الأعراف التجارية التي تقول أن المشتري، وليس البائع هو صاحب كل تلك الحقوق.
كما أن الأوساط الأمريكية بدأت الحديث حول صفقات سياسية تتضمن موافقة السعودية على التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى صفقات تجارية واقتصادية كبرى مع الإمارات وقطر، وكل هذا يتم التحضير له في شكل احتفالي عالمي، وكأن على العرب أن يدفعوا فقط ثمنًا لمباركة الرجل الأعظم ترامب لأراضيهم.
ولم يطرح حتى الآن أي مطالب عربية للرئيس الأمريكي مقابل كل هذه المليارات التي سيدفعها العرب راقصون فرحون بعدو أمتهم الأعظم.