دراسة: الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات أكثر عرضة لمخاطر متحورات كورونا
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كشفت دراسة أعدها فريق دولي كبير من الباحثين الطبيين، شملت عشرات الآلاف من الأطفال في 9 دول، ونشرت بالمجلة العلمية الأمريكية المتخصصة بطب الأطفال «JAMA Pediatrics»، عن أن الأطفال المصابين بـ«كوفيد 19» ومتحوراته اختلفت إصابتهم وعلاجهم باختلاف أعمارهم ونوع وشدة المتحور، كاشفة أن الفئة العمرية من 6 أشهر إلى 5 سنوات، هم الأكثر عرضة لمخاطر متحورات كورونا.
واعتمدت الدراسة على مراجعة الباحثين المتخصصين لسجلات الأطفال، الذين تم إدخالهم إلى المستشفى منذ الأيام الأولى للوباء وحتى منتصفه وأواخره، لمعرفة المزيد عن تأثير المرض على الأطفال من مختلف الأعمار، من خلال الحصر الشامل لأعداد الأطفال وتحليل سجلات المستشفى لأطفال من يوم الولادة وحتى عمر 18 عامًا.
واعتمدت الدراسة الجديدة، التي تم الكشف عن نتائجها 23 أغسطس 2023 عبر موقع مديكال بريس المتخصص بالعلوم التكنولوجية والأبحاث الطبية البريطاني، على تحليل البيانات السريرية لـ31 ألف و785 طفلًا، تم تسجيل دخولهم للمستشفيات بالعديد من الدول في الفترة من يناير 2020 إلى مارس 2022، للتعرف على تأثر الأطفال بعدوى متحورات كورونا بشكل أفضل.
وتمكن الباحثون من رصد حالات دخول الأطفال المستشفيات بالدول محل الدراسة وأعداد الأطفال، التي تطلبت حالتهم الصحية دخول وحدة العناية المركزة، إضافة لرصد أعداد الأطفال الذين تطلبت حالتهم إعطاؤهم الأكسجين أو وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي، ثم قاموا بتقسيم المرضى إلى ثلاث فئات عمرية وهي: من عمر 0 إلى 6 أشهر، ومن عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات، ومن عمر 5 سنوات إلى 18 عامًا.
ووجد فريق البحث، أن مع تقدم الوباء، زادت حالات دخول المستشفى بالتزامن مع الإعلان عن كل متحور جديد، كما أظهرت النتائج أنه بالنسبة لجميع الفئات العمرية الثلاث، انخفض معدل القبول في وحدة العناية المركزة مع تقدم الوباء، ولكن كانت هناك اختلافات في الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم الأكسجين أو أجهزة النفس الصناعي، بحسب الدراسة المنشورة بالمجلة العلمية الأمريكية.
وكشفت الدراسة، عن أن الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات، هم الفئة الأكثر عرضة لمخاطر متحورات كورونا، وهم أكثر الفئات التي تطلبت حالاتهم المرضية الحصول على الأوكسجين، أو الوضع على أجهزة التنفس الصناعي يليه الأطفال من عمر 0 وحتى 6 أشهر، الذين احتاجوا الأوكسجين وأجهزة التنفس بنسبة أقل، ثم الأطفال من عمر 5 سنوات وحتى 18 عامًا، الذين انخفضت حاجتهم للأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، ويؤكد فريق البحث على أهمية مراعاة عمر الطفل عند إدخاله إلى المستشفى بسبب عدوى «كوفيد-19» عند اتخاذ قرار بشأن خيارات العلاج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: متحورات كورونا الأطفال الفئات العمرية كورونا متحورات کورونا
إقرأ أيضاً:
دراسة: ضعف الحوكمة يُعيق إصلاح التعليم في المغرب رغم ارتفاع الميزانية
كشف تقرير بحثي حديث، صادر عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن إصلاح منظومة التربية والتعليم في المغرب يواجه تحديات حوكمة تعيق تحقيق أهدافه، رغم الميزانيات الكبيرة المرصودة لهذا القطاع.
وأظهرت الدراسة، التي أعدها الخبير الاقتصادي العربي الجعايدي، عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أن هناك “عجزاً حقيقياً في فعالية الإنفاق الوطني على التعليم”، وهو ما ينعكس على ارتفاع معدلات الفشل الدراسي، والهدر المدرسي، وبطالة الخريجين.
وأكد التقرير، الصادر تحت عنوان “إصلاح التعليم في المغرب يواجه معضلة ضعف الحوكمة”، أن النظام التعليمي، الذي يستقبل أكثر من تسعة ملايين تلميذ وطالب سنوياً، بحاجة إلى إصلاح شامل لا يقتصر فقط على زيادة الإنفاق، بل يشمل تحسين الحوكمة وتعزيز المشاركة المجتمعية.
وأبرزت الدراسة مفارقة لافتة، حيث أوضحت أن ميزانية التعليم في المغرب تنمو بوتيرة أسرع من الميزانية العامة للدولة، كما أن الإنفاق على القطاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي يفوق العديد من الدول، لكن الأداء التعليمي يظل أقل.
ورصد التقرير تقلبات السياسة التعليمية في المغرب، مشيراً إلى أنها “تتأرجح تبعاً للظروف والتغيرات السياسية”، مما يؤدي إلى فترات تُثار فيها جميع الإشكاليات التعليمية، وأخرى تُتخذ فيها قرارات متسرعة كرد فعل على أزمات مالية أو اجتماعية، وهو ما يعرقل تنفيذ الإصلاحات بشكل مستدام وفعال.
كما استعرضت الدراسة أبرز محطات إصلاح التعليم في المغرب خلال الـ25 سنة الأخيرة، بدءاً من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي حظي بإجماع وطني، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة رغم بعض التقدم، مروراً بـ المخطط الاستعجالي (2009-2011)، الذي وُصف بـ”الجريء” لكنه اصطدم بضعف الدعم المؤسسي وغياب الفعالية في استثمار الموارد، وصولاً إلى الرؤية الاستراتيجية للإصلاح (2015-2030)، التي تواجه صعوبات في تحقيق مبدأي الإنصاف والمساواة على أرض الواقع، خاصة في إدماج أطفال المناطق القروية وذوي الاحتياجات الخاصة.
وخلص التقرير إلى أن تحسين جودة التعليم في المغرب لا يرتبط فقط بزيادة الموارد المالية، بل يتطلب إصلاحات عميقة على مستوى الحوكمة، وضمان استقرار السياسات التعليمية بعيداً عن التقلبات السياسية، مع تعزيز إشراك المجتمع في عملية الإصلاح لضمان استدامته وفعاليته.