عدن الغد:
2025-01-08@23:15:48 GMT

فنان تشكيلي يمني يحوّل الأشياء القديمة إلى رسائل

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

فنان تشكيلي يمني يحوّل الأشياء القديمة إلى رسائل

(عدن الغد) متابعات

 يقول الفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي إن الفنون التشكيلية ليست في المكانة التي تستحقها في بلدان العالم العربي، مشيرا إلى أن مستقبل الحركة التشكيلية العربية مرهون بارتفاع وتطور ثقافة التلقي.

ويؤكد اليافعي في مقابلة معه أن تطور الفنون التشكيلية عربيا يرتبط بارتفاع قيمة الفن لدى الجمهور العربي، الأمر الذي سيحفز الفنان على توظيف كل قدراته لتطوير مهاراته والارتقاء بأعماله الفنية لتكون في مستوى ثقافة الجمهور، خاصة إذا كان هذا الجمهور قادرا على ممارسة النقد عن دراية واطلاع وثقافة.

مكانة فنيّة
يشدد الفنان على أن التشكيليين العرب يمتلكون الخامة والموهبة، لكن هناك غيابا للجانب الأكاديمي لدى البعض، معتبرا أن المهم هو مدى المكانة التي تتمتع بها اللوحة في ترتيب مقتنيات الإنسان بالوطن العربي.


ويضيف أن الناس في المجتمعات الفقيرة مشغولون بأساسيات العيش، وأن المقتدرين لا تجد لديهم ميلا إلى الفنون البصرية، وإن كان هناك ميل لديهم فإنهم “يستخسرون السعر” حتى وإن كان العمل الفني يرتقي إلى العالمية.

ويتساءل اليافعي “هل نسمع عن مزادات فنية في الدول العربية؟”، ويجيب قائلا “بالطبع لا”، موضحا أن مثل تلك المزادات تؤثر بشكل أو بآخر على النتاج الإبداعي للفنان التشكيلي العربي.

وحول وجود فنانين عالميين عرب، يقول “العرب لديهم فنانون عالميون، ولكنهم بعيدون عن العالمية بفعل الوسط المحيط بهم”.

ويضيف أن قلة قليلة من التشكيليين العرب تعيش من نتاج ممارستها للفن، وأن من يمتلك فنون التسويق هو الذي يستطيع الكسب وبيع أعماله حتى وإن لم تكن بقوة أعمال الآخرين ممن لا يمتلكون القدرة على التسويق.

وحول رؤيته إلى مكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، يقول اليافعي إن “الفنانة التشكيلية العربية تستطيع أن تكون حاضرة، وأن تكون ندّا للرجل، ولكن البيئة والعادات والتقاليد ومسؤولياتها المنزلية هي أمور تحول دون أن يحتل هذا ‘الكائن الرقيق الجميل’ المكانة اللائقة به في أغلب المجتمعات العربية”.

ويتابع أنه “في مجالي التمثيل والغناء بوطني اليمن، من تظهر على الشاشات صاحبة المكانة الاجتماعية وليست الأكثر موهبة”، لكنه يردف قائلا “في مقابل ذلك فإن هناك نساء يمنيات استطعن كسر القيود وصرن من المشاهير، ومثلن المرأة والوطن أفضل وأرقى تمثيل”.

ويضرب اليافعي مثالا على ذلك الدكتورة آمنة النصيري التي دخلت التحدي وجعلت الأهل واليمن كله يفخرون بها كفنانة وإنسانة.

تجربة فنية
حول مسيرته وتجربته الفنية، قال إنه منذ أن استطاع الإمساك بالقلم وهو شغوف برسم المشاهد التي تختزنها ذاكرته بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية مر بها، وأنه ظل يمارس هذا الشغف حتى كبر وذلك بتشجيع من المجتمع المحيط به مثل البيت والمدرسة، وكان يحقق نشوة إشباع رغباتهم بشيء من الدهشة.


ويبيّن اليافعي أنه بعد ذلك تأثر بالموروث والبيئة اليمنية الغنية المحيطة به، وراح يرسم الواقعية ويعبر عنها ويعشق تفاصيلها ورسائلها الواضحة الجلية خاصة أنه يميل للوضوح ولا يجيد الإيحاء أو الرسائل المبطنة.

ويشير إلى أنه عمل على الاطلاع على تاريخ الفنون، وتغذية ذاكرته البصرية بمشاهدة أعمال لكبار الفنانين العالميين، وعشق أساليب بعضهم وتكونت لديه الجرأة والخبرة وبدأ يرسم بالأسلوب التأثيري، بعد أن عرف أسرار اللون وخبايا الظل وبهاء الضوء.

ويصف علاقته باللوحة والفرشاة والألوان، بأنها “علاقة محبة وشغف يصل إلى حد الهوس”، وأنه ينتظر اللقاء بلوحته بلهفة وينسى العالم وهو أمامها وكأنه يجلس إلى من يحب، وأنه حين يرسم يشعر بالجمال، ويشعر من حوله بجمال حضوره كإنسان.

ويضيف أنه يحرص على اختيار موضوع لوحاته بدقة وعناية، مشيرا إلى أن ذلك من أول أسباب نجاح العمل الفني، خاصة حين يحمل هذا العمل رسائل جمالية وإنسانية ووطنية.

وحول موضوعات لوحاته الفنية، يقول إن أعماله تنطلق من حبه للأشياء القديمة العتيقة، وعشقه للشعر الكلاسيكي وللموروث الثقافي والحضاري الإنساني ولتراث وحضارة وطنه اليمن بوجه خاص.

ويوضح أنه يختار للوحاته موضوعات تكون بمثابة رسالة إلى العالم عن وطنه الذي يعج بالتراث بداية من الأزياء ومرورا بالعمارة والأهازيج الشعبية، إضافة إلى حضور المرأة التي يرسمها في لوحاته من منظور حضورها الرائع في الحياة، دون أن يحصر تناوله الفني لها في خانة الأنثى كـ”النظرة الشرقية التي تقلل من مكانة هذا الكائن الناعم الذي يصنع أمجاد الرجال”.

يذكر أن زكي اليافعي فنان تشكيلي يمني شارك في العشرات من المعارض والملتقيات التشكيلية العربية في وطنه اليمن، وفي عدد من البلدان مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وإسبانيا، إضافة إلى معارضه الشخصية.

ونال اليافعي جوائز عديدة على المستويين المحلي والدولي، وله مقتنيات فنية في عدد من بلدان العالم، وفي القصور الملكية العربية، كما مثل وطنه اليمن في عدد من المعارض والفعاليات الفنية الدولية.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

جُمعة رجب.. تفرُّدٌ يمني واستحقاق

دينا الرميمة

قليل هم أبناء الأُمَّــة الإسلامية الذين حافظوا على هويتهم الإيمَـانية والروحية الإيمانية، التي ربى النبي الكريم أمته عليها، وتخلى عنها الكثير نتيجة الاستهداف المتعمد من الأعداء لسلبها منهم وتمزيق الأُمَّــة شر ممزَّق ليجعلوها خانعة وذليلة ومتواطئة معهم في كُـلّ أفعالهم وحروبهم ضد الإسلام وأهله.
وقد اتضح ذلك جليًّا من خلال العدوان على غزة، الذي غضت الأُمَّــة الطرف عنه، وتركت غزة وشأنها تواجه ما يمارسه الصهاينة وحيدة بدون ناصر إلا من رحم ربي من الأحرار، وعلى رأسهم اليمن التي وقفت مع غزة قولًا وفعلًا، وهي الدولة التي لا تزال تجابه حرباً وحصاراً منذ عشر سنوات، على الرغم من قسوتها وبشاعتها نهضت من تحت ركامات الدمار لتكون سنداً وعوناً لغزة، أمر لم يتوقعه أحد، وأثبته اليمنيون الذين ما زالوا على عهدهم للنبي الكريم منذ أن توجّـهم بالهوية الإيمانية بعد أن أرسل إليهم الإمام علي -عليه السلام- مبعوثاً إليهم حاملاً رسالته إليهم، يدعوهم فيها للإسلام، وطواعية دخل اليمنيون الإسلام جماعات وأفرادًا فور انتهاء قراءتها برغبة أذهلت الإمام عليًّا فأنشد فيهم قصدية شعرية ختمها بقوله:
فلو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ومن فوره أرسل للنبي رسالة يخبره بإسلام أهل اليمن فاستبشر النبي بذلك وسجد حمداً وشكراً لله ثم قال: «آتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبًا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية» قالها معجبًا ومحبًّا لأهل اليمن، الذين نسب نفسه إليهم بقوله: «وأنا رجل يماني» وهم الذين من أول فجر الدعوة الإسلامية في مكة كان منهم من آمن به وبدعوته كعمار بن ياسر ووالديه اللذان كانا أول شهداء الإسلام.
ومنهم الأوس والخزرج، قبيلتان سابقتا الزمن فور سماعهما بنبي مرتقب في شبه الجزيرة العربية فهاجرتا واستقرتا في يثرب انتظاراً لظهوره، وما إن ظهر حتى آمنتا به، واستبدل برجالها قريش التي حاربته وأخرجته من مكة؛ فأووه وتقاسموا مع أصحابه الأرض والدور ومثلوا أروع معاني الإخوة في الإسلام، وناصروا النبي، وكانوا له العون والسند في كُـلّ معاركه ضد فلول الشرك، وَأَضَـافَ إسلام اليمن قوة كبيرة للإسلام وكان انتمائهم له انتماء صادقًا جسدوه بأفعالهم جهاداً وتضحية، استحقوا بها مسمى الأنصار، وكانوا أهلاً للتتويج بأعظم هُوية وأحق بها، جسدوها على مدى التأريخ، حصنتهم ضد رياح حضارة الغرب الكافر، وكانوا بها أكثر وعياً تجاه حرب العدوّ الناعمة، وبها حافظوا على قيم ومبادئ دينهم، وكانوا الشعب الأكثر غيرة على دينهم وأرضهم، وبها انتصروا على أعتى عدوان تآمر فيه الشرق والغرب عليهم، وأصبحوا مَثَلًا للبطولة ويتغنى الكثير بشجاعتهم وتفانيهم في سبيل نصرة الحق غير آبهين بقوة الأعداء؛ لأَنَّهم يعلمون أن عاقبة أمرهم إما نصرٌ يعزون به وتعزُّ به الأُمَّــة ودينها، أَو شهادة فيها حياة أبدية عند ربهم يُرزقون!! وبهذا تفردوا بقوة واجهوا بها الصهاينة والأمريكان عدوهم الأزلي؛ دفاعًا عن شعب مسلم مظلوم، كما تفردوا بإحياء الجمعة الأولى من رجب، كان فيها إسلامهم كموروث ديني، حمداً وشكراً لله على نعمة الإسلام والهداية، وعيد ديني ثالث فيه نعمة إسلام وهُوية.

مقالات مشابهة

  • اللوحات التشكيلية .. لمسات إبداعية في مهرجان زيتون الجوف الدولي
  • المعرض العام للفنون التشكيلية يدشن مبادرة لتقديم الدراسات النقدية
  • صندوق النقد العربي يتوقع قوة الأوضاع المالية للدول العربية في 2025
  • شاهد.. جنرال امريكي يقول ان “الحوثيون” قادرون على “اغراق” حاملة الطائرات الامريكية .. (فيديو)
  • جُمعة رجب.. تفرُّدٌ يمني واستحقاق
  • رئيس البرلمان العربي يشيد بمواقف ملك البحرين الداعمة للقضايا العربية
  • التمكين من الشقة للزوج أم للزوجة.. ماذا يقول القانون؟
  • قصة مهند قطيش: كم من فنان ذهب بشسع نعل كليب
  • فنان سوري يعلن مقتل عائلته بجريمة مروّعة في حمص
  • النظام العربي وتداعيات اللحظة العربية