أثبت علماء في دراسة جديدة أن عوامل الخطر القلبية الوعائية الخمسة الكلاسيكية ترتبط ارتباطا مباشرا بأكثر من نصف جميع أمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم.
وهذه العوامل الخمسة هي: الوزن الزائد، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين، ومرض السكري. وارتفاع ضغط الدم هو العامل الأكثر أهمية لحدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.


توصلت الدراسة إلى أن تعديل هذه العوامل يحسن مستوى الحياة لدى مرضى القلب، ما يشكل بشرى للمصابين بهذه الأمراض.
أجريت الدراسة من قبل علماء الاتحاد العالمي لمخاطر القلب والأوعية الدموية تحت رعاية قسم أمراض القلب في مركز القلب والأوعية الدموية الجامعي بالمركز الطبي هامبورغ-إيبندورف والمركز الألماني لأبحاث القلب والأوعية الدموية.
خطورة أمراض القلب
نشرت نتائج الدراسة في 26 أغسطس الجاري في مجلة New England Journal of Medicine وتستند إلى بيانات من 1.5 مليون شخص من 34 دولة.
تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ما يقرب من ثلث الوفيات في جميع أنحاء العالم. تتمثل خطورة هذه الأمراض في كونها غالبا ما تتطور بصمت على مدى عقود. في كثير من الأحيان دون كشف ذلك، تتغير جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين. وفي أعقاب ذلك، قد تحدث أمراض القلب التاجية، بما في ذلك المضاعفات مثل النوبات القلبية أو الموت القلبي الحاد أو السكتات الدماغية.
تجنب النوبات القلبية والسكتات الدماغية 
يقول البروفيسور ستيفان بلانكنبرج، المدير الطبي لمركز القلب والأوعية الدموية في هامبورغ "تظهر دراستنا بوضوح أن أكثر من نصف جميع النوبات القلبية والسكتات الدماغية يمكن تجنبها عن طريق فحص وعلاج عوامل الخطر الكلاسيكية. وهذه النتائج ذات أهمية قصوى لتعزيز الوقاية في هذا المجال. في الوقت نفسه، لا يمكن تفسير ما يقرب من 45٪ من جميع حالات أمراض القلب والأوعية الدموية بعوامل الخطر هذه؛ يجب أن يحفزنا ذلك على مواصلة الجهود البحثية".
قام الاتحاد العالمي لمخاطر القلب والأوعية الدموية بتقييم البيانات على المستوى الفردي لـ 1.5 مليون شخص شاركوا في 112 دراسة ونشأوا من ثماني مناطق جغرافية هي: أميركا الشمالية، أميركا اللاتينية، أوروبا الغربية، أوروبا الشرقية، روسيا، شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أفريقيا جنوب الصحراء، آسيا وأستراليا. كان الهدف من الدراسة هو الحصول على فهم أفضل للتوزيع العالمي، وأهمية عوامل الخطر الفردية وآثارها على أمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات الإجمالية من أجل استخلاص تدابير وقائية هادفة.
تشرح المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المشاركة الدكتورة كريستينا ماجنوسن، من قسم أمراض القلب في مركز القلب والأوعية الدموية في المركز الطبي هامبورغ-إيبندورف "من حيث المبدأ، فإن عوامل الخطر الكلاسيكية الخمسة التي فحصناها قابلة للتعديل. وبالتالي، تستجيب للتدابير الوقائية. حتى الآن، لا تزال نسبة المخاطر التي يمكن الوقاية منها والتي تعزى إلى عوامل الخطر الخمسة هذه موضع نقاش".
الاختلافات الإقليمية في عوامل الخطر
أظهرت الدراسة اختلافات في مناطق العالم الثمانية فيما يتعلق بتكرار عوامل الخطر. رأى العلماء أعلى معدلات زيادة الوزن في أميركا اللاتينية، وأعلى قيم لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في أوروبا. يعتبر التدخين عامل خطر حاسما بشكل خاص في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية، ومرض السكري في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
جميع عوامل الخطر الخمسة مجتمعة (الوزن الزائد، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين، وداء السكري) تصل إلى 57.2 ٪ من مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى النساء و52.6٪ من الرجال. وبالتالي، فإن حصة كبيرة من مخاطر القلب والأوعية الدموية لا تزال غير مبررة.
علاوة على ذلك، تظهر الدراسة بوضوح أيضا علاقة خطية بين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وحدوث أمراض القلب والأوعية الدموية. فكلما ارتفعت القيم، ارتفع احتمال حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية. تنطبق هذه النتيجة على جميع المناطق التي تم فحصها في العالم. حدد العلماء أيضا علاقة ملحوظة بين مستويات الكوليسترول والوفيات الإجمالية: مستويات الكوليسترول المنخفضة جدا وكذلك المرتفعة تزيد من معدل الوفيات الإجمالي.
وتقل أهمية جميع عوامل الخطر مع تقدم العمر. فعلى سبيل المثال، يكون ارتفاع ضغط الدم أكثر ضررا لمن يبلغ من العمر 40 عاما ممن عمره 80 عاما. مؤشر كتلة الجسم هو الاستثناء الوحيد، حيث يظل على نفس القدر من الأهمية في أي عمر.
يقول البروفيسور بلانكنبرج "تثير هذه النتائج إلى أي مدى يجب أن تكون القيم المستهدفة لعلاج عوامل الخطر القلبية الوعائية لمعظم كبار السن متطابقة مع تلك الخاصة بالفئة العمرية المتوسطة إلى الأكبر سنا".
بداية جديدة للتدابير الوقائية
توفر الدراسة مجموعة بيانات شاملة لتجنب أمراض القلب والأوعية الدموية أو تقليل آثارها على الأشخاص المعرضين للخطر، أو المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، من خلال تحسين نمط حياتهم وخفض ضغط الدم أو الكوليسترول.
وتؤكد البروفيسورة ماجنوسن أن "ارتفاع ضغط الدم الانقباضي يمثل الحصة الأكبر من مخاطر القلب والأوعية الدموية. يجب أن نركز، بشكل خاص، على علاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لتجنب أمراض القلب والأوعية الدموية قدر الإمكان".

أخبار ذات صلة دواء جديد لإنقاص الوزن يظهر فعالية في علاج قصور القلب جمعية أوروبية تنشر إرشادات جديدة لمرضى القلب المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ارتفاع الكوليسترول ارتفاع ضغط الدم القلب أمراض القلب والأوعية الدموية أمراض القلب عوامل الخطر السمنة أمراض القلب والأوعیة الدمویة النوبات القلبیة ارتفاع ضغط الدم عوامل الخطر

إقرأ أيضاً:

9 فحوصات مهمة تكشف عن مشكلات القلب وانسداد الشرايين.. تعرف عليها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يرغب الكثير من الأشخاص في الاطمئنان على صحة القلب والشرايين من خلال الفحوصات والكشف الطبي لدي الطبيب المتخصص ، فهناك عدد من الفحوصات الطبية التي تساعد في ذلك، ويقدمها موقع healthline ،وهى :

1. تخطيط كهربية القلب "ECG أو EKG"
يعمل علي قياس النشاط الكهربائي للقلب للكشف عن انتظام ضربات النبض من عدمه  أو مشاكل تظهر مثل النوبات القلبية السابقة.

2. اختبار الجهد  

بواسطه اختبار المشي على السير المتحرك

 كيفية استجابة القلب للمجهود البدني ويكشف عن أي نقص في تدفق الدم إلى القلب.

3. مخطط صدى القلب "Echocardiogram"
 

يستخدم الموجات فوق الصوتية لفحص بنية القلب وصماماته وكفاءته في ضخ الدم.

4. تحليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية
قياس مستوي الدهون في الدم، والتأكد من ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL) لأنه بسببه يؤدي إلى خطر انسداد الشرايين.

5. فحص الكالسيوم في الشرايين التاجية "Coronary Calcium Scan"
عن طريق الأشعة المقطعية "CT" للبحث عن تراكم الكالسيوم في جدران الشرايين، وهو دليل على تصلب الشرايين.

6. القسطرة القلبية والتصوير بالأشعة التداخلية
عن طريق إدخال أنبوب رفيع في الأوعية الدموية وتصوير الشرايين لتحديد مكان  انسداد الشرايين .

7. فحص بروتين سي التفاعلي "CRP"
قياس درجة الالتهاب في الجسم، وهو دليل على احتمالية ظهور أمراض قلبية.

8. تحليل سكر الدم التراكمي( HbA1c)
يحدد ما إذا كان هناك خطر للإصابة بالسكري، وارتباطه بتأثيره على خطر الإصابة بأمراض القلب.

9. التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب "Cardiac MRI"
يوفر صور مقطعية للقلب والأوعية الدموية لتقييم الوظيفة والحالة .

عند ظهور أعراض مثل ضيق التنفس، أو ألم الصدر أو خفقان ، فمن الأفضل مراجعة طبيب القلب لإجراء الفحوصات اللازمة .

مقالات مشابهة

  • لتجنب أمراض القلب.. الصحة: تسوية الطعام بالبخار أو السلق هي الأفضل
  • المفتاح السري لصحة القلب والذاكرة؟
  • كل ما تريد معرفته عن الذبحة الصدرية.. تفاصيل
  • اختبار جديد للذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في تشخيص أمراض القلب
  • احذر.. العطش الليلي المتكرر قد يُخفي أمراضًا خطيرة
  • 9 فحوصات مهمة تكشف عن مشكلات القلب وانسداد الشرايين.. تعرف عليها
  • تحذير صحي: السمنة والكوليسترول من أبرز مسببات تصلب الشرايين
  • استشاري يكشف علامات الإصابة بجلطات القلب وارتفاع الكوليسترول
  • التعب المستمر.. علامات تحذيرية قد تشير إلى أمراض تحتاج إلى فحص عاجل
  • الرمان.. سلاحك السري ضد أمراض خطيرة مرتبطة بالتقدم في العمر