خبير دولي: مصر تسعى لتحقيق مبدأ “العدالة المائية” وفقاً للقانون الدولي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
طالب الخبير الدولي والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR الدكتور محمد محمود مهران، بضرورة التعاون، وإبداء حسن النوايا، والوصول لتفاهمات بين جميع الأطراف لإبرام اتفاق قانوني ملزم للجميع بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد، والنص بالاتفاق على اللجوء إلى التحكيم الدولي لتسوية أي نزاعات قد تنشأ، وذلك على خلفية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة وفود التفاوض من دول النزاع «مصر والسودان وإثيوبيا».
أضاف الدكتور « محمد مهران»: هناك ضرورة ملحة لوقف أي تصرفات أحادية من الجانب الإثيوبي، وتطبيق ما جاء باتفاقية المبادئ لعام ٢٠١٥ والتي نصت على مبادئ عامة معمول بها في الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية، تؤكد على التزامات الدول في مثل هذه النزاعات.
وتابع: أبرز هذه المبادئ متمثلة فى مبدأ التعاون.. ومبدأ عدم التسبب في الإضرار بالدول الأطراف.. ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول.. ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات، والتعاون في الملء وإدارة السد، وأمان السد.. ومبدأ التسوية السلمية للمنازعات، وجميع هذه المبادئ مشروحة بشكل كاف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتّحدة لعام 1997 بشأن الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.. قواعد ومبادئ واتفاقات دولية تنظم الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.
وأوضح الأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR وأستاذ القانون الدولي العام، أن هناك قواعد ومبادئ واتفاقات دولية تنظم الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية، بالإضافة إلى قرارات وأحكام القضاء الدولي التي استقرت في وجدان الدول وتعمل بها،.
وأضاف «د. مهران»: هناك العديد من السوابق لنزاعات متعلقة بالمجارى المائية أكدت على العديد من المبادئ الهامة مثل النزاع الشهير بين فرنسا وإسبانيا المعروف بقضية بحيرة لانو Lanoux لعام 1957، وقد أقر التحكيم الدولي مبادئ هامة في هذه القضية مثل:
مبدأ السيادة الإقليمية المحدودة للدول المتشاطئة والذي يحظر على دول المنبع إجراء أى تغيير فى مجرى النهر بطريقة تشكل أضراراً للدول المشتركة معها فيه.
مبدأ حق الدولة فى تنفيذ مشروعاتها لتطوير الطاقة الهيدروليكية التي ترغب بها على أراضيها مقيد بعدم تغيير مجرى النهر على نحو يضر بالدول المتشاطئة.
مبدأ عدم جواز قيام أي دولة باستخدام أراضيها بما يضر ويتعارض مع حقوق الدول الأخرى.
ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، وعدم الإضرار، وغيرها من المبادئ المستقر عليها.
وردا على سؤال حول القواعد العرفية الحاكمة في مثل تلك النزاعات؟
قال الخبيرالدولي للغد: إن القواعد العرفية أرست مبادئ رئيسية تستند على عدم التعسف فى استخدام الحق، والعدالة فى تقسيم المياه، وضمان الحقوق المكتسبة لكل الدول، مع وجود العديد من القوانين الدولية التي تحكم نزاعات المياه العذبة حالياً أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن الاستخدامات غير الملاحية للأنهار الدولية لعام 1997.
وأضاف مهران: إن هذه الاتفاقية تنص على التعاون بين الدول، وتبادل المعلومات، وضرورة الإخطار والاتفاق بشأن إقامة أية مشاريع على المجرى المائي الدولي، ولا يجوز وفقاً لهذه الاتفاقية لأي دولة مشتركة في المجرى المائي الدولي أن تغير مسار المجرى أو تقيم عليه أية منشآت بدون الاتفاق مع الدول المشتركة في ذات الحوض، فضلاً عن نصها على عدم الإضرار بالدول المجاورة، كما تنص الاتفاقية على ضرورة تسوية النزاعات بين الدول المشتركة في الحوض الدولي بالطرق السلمية، والدبلوماسية أو القضائية.
مصر تسعى لتحقيق مبدأ «العدالة المائية» وفقا للقانون الدولي
سألناه: يتردد كثيرا مصطلح العدالة المائية.. هل هناك مرجع قانوني لذلك وهل يمكن بالفعل تحقيق تلك العدالة؟
أوضح د. مهران أن العدالة المائية ترتبط بمبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، وهذا المبدأ مستقر عليه في القانون الدولي، ويعني أن تستخدم الدول مواردها المائية المشتركة في أقاليمها بأسلوب منصف ومناسب وأن تتشارك الدول مع بعضها المياه بشكل عادل وبأقل ضرر للجميع، ويأخذ في الاعتبار بعض الأمور التي تتعلق بمفهوم العدالة والاستخدام المنصف والمعقول مثل العناصر الجغرافية، والجغرافيا المائية، والمناخية، والبيئية وباقى العناصر ذات الصفة الطبيعية.
تفاصيل عناصر تحقق «العدالة االمائية»
وأضاف الخبير الدولي للغد: من أهم هذه الاعتبارات أيضا الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لدول الحوض المعنية؛ وحاجات السكان الذين يعتمدون علي الموارد المائية في كل دولة من دول الحوض؛ وتأثيرات استخدام الموارد المائية فى إحدى دول الحوض على دول الحوض الأخرى؛ والاستخدامات الحالية والمحتملة للموارد المائية، وعوامل الحفاظ والحماية والتنمية، واقتصاديات استخدام الموارد المائية، وتكلفة الإجراءات المتخذة في هذا الشأن؛ ومدي توفر البدائل، ذات القيمة المقارنة، لاستخدام مخطط أو محدد؛ ومدى مساهمة كل دولة من دول الحوض في نظام المجرى المائي الدولي؛ «امتداد ونسبة مساحة الحوض» داخل إقليم كل دولة من دول الحوض وغيرها من العناصر التي تؤدي إلى العدالة المائية.
وأكد الدكتور «محمد مهران» على دعم اللجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية ICDWR لموقف مصر بشكل قوي، وتأكيدها على ضرورة عقد اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف، وضرورة الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل وحقوقها التاريخية المكتسبة، والتعاون بين الدول الأطراف لاستغلال المياه المشتركة الاستغلال الأمثل.
وشدد في تصريحاته للغد، على أن ذلك لن يحدث إلا من خلال إعمال قواعد حسن الجوار وتطبيق المبادئ التي استقر عليها القانون الدولي مثل مبدأ عدم الإضرار، لأن غير ذلك سيؤدي إلى تطور النزاعات، و اشتعال الصراعات التي قد تصل للحروب التي لن تغني ولا تجلب سوى الأضرار للجميع.
تلفزيون الغد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الموارد المائیة من دول
إقرأ أيضاً:
بوريل: تنفيذ أوامر الجنائية الدولية “ليس اختياريا”
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، إنه ليس بوسع حكومات الاتحاد الأوروبي التعامل بانتقائية مع أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت والقيادي في حركة حماس محمد الضيف، بتهم “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موقعة على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، التي تسمى نظام روما الأساسي.
وقالت عدة دول في الاتحاد الأوروبي إنها ستفي بالتزاماتها بموجب النظام الأساسي إذا لزم الأمر، لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان دعا نتنياهو لزيارة بلاده، وأكد له أنه لن يواجه أي مخاطر إذا فعل ذلك.
ونقلت “رويترز” عن بوريل قوله خلال زيارة لقبرص لحضور لقاء مع نشطاء سلام إسرائيليين وفلسطينيين: “الدول الموقعة على اتفاقية روما ملزمة بتنفيذ قرار المحكمة. هذا ليس اختياريا”.
وأضاف أن الدول التي تتطلع إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ملزمة أيضا بتنفيذ هذا القرار.
وتابع: “سيكون من المضحك جدا أن يكون على الوافدين الجدد التزام لا يفي به الأعضاء الحاليون”.
وكانت الولايات المتحدة رفضت قرار المحكمة الجنائية الدولية، كما وصفته إسرائيل بأنه معاد للسامية.
وقال بوريل الذي تنتهي فترة توليه منصبه هذا الشهر: “في كل مرة يختلف فيها أحد مع سياسة حكومة إسرائيلية معينة، يتم اتهامه بمعاداة السامية”.
وأضاف: “لدي الحق في انتقاد قرارات الحكومة الإسرائيلية، سواء كانت للسيد نتنياهو أو أي شخص آخر، من دون أن يتم اتهامي بمعاداة السامية. هذا غير مقبول. يكفي هذا”.