إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

في ظل توتر بين اليابان والصين على خلفية تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط، استدعت طوكيو الإثنين سفير الصين لديها، وانتقد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بكين بعد إلقاء الحجارة على بعثات دبلوماسية ومدارس يابانية في البلد الجار، وحثت اليابان مواطنيها في الصين على اتخاذ إجراءات احترازية لعدم لفت الانتباه إليهم.

وكانت بكين قد حظرت جميع واردات المأكولات البحرية من اليابان ردا على تصريف مياه التبريد من محطة فوكوشيما في المحيط الهادئ، لكن طوكيو والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أكدتا أن هذه العملية آمنة. 

وتطورت الأمور إلى درجة دعت فيها طوكيو عشرات الآلاف من مواطنيها الذين يعيشون في الصين، إلى عدم لفت الانتباه وعدم التحدث باللغة اليابانية بصوت عال في الأماكن العامة.

منذ ذلك الحين، تلقت العديد من الشركات اليابانية، سواء أكانت مخابز أو  أحواض سمك، آلاف المكالمات الهاتفية المسيئة أحيانا من أرقام صينية. 

"أمور مؤسفة"

وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا للصحافيين "سُجل العديد من المضايقات الهاتفية التي يعتقد أن مصدرها الصين، وحوادث إلقاء الحجارة على السفارة والمدارس اليابانية. علينا أن نقول إنها أمور مؤسفة".

اقرأ أيضااليابان تباشر تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية والصين تندد بعمل "أناني''

وأضاف كيشيدا "لقد استدعينا السفير الصيني لدى اليابان اليوم وحثثناه بشدة على دعوة الشعب الصيني إلى التصرف بطريقة هادئة ومسؤولة".

جاءت هذه التصريحات بعد أن قالت اليابان إنها شددت الإجراءات الأمنية حول بعثاتها الدبلوماسية ومدارسها في الصين.

وكشفت وزارة الخارجية في بيان أن نائب وزير الخارجية ماساتاكا أوكانو أبلغ السفير الصيني وو جيانغهاو أنه يتعين على الصين إطلاع الجمهور على المعلومات على النحو الصحيح "بدلا من إثارة مخاوف الناس من دون داع من خلال تقديم معلومات لا تستند إلى أدلة علمية".

"أمر مؤسف للغاية"

نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في الصين تسجيلات ومقاطع فيديو لهذه المكالمات التي حصل بعضها على عشرات الآلاف من الإعجابات وعدد كبير من التعليقات.

وأبلغ المسؤول الياباني السفير الصيني أن "منذ بداية تصريف المياه، كان هناك عدد كبير من المكالمات الهاتفية وغيرها من المضايقات المتعلقة بتصريف المياه يُشتبه أن مصدرها الصين. ولم يتحسن الوضع منذ ذلك الحين".

وقال، بحسب البيان "تعرضت مؤسسات على صلة باليابان داخل الصين لأمور مماثلة أيضا. هذا أمر مؤسف للغاية ونحن نشعر بقلق عميق".

وردا على سؤال حول الإجراء الذي ستتخذه بكين بشأن رشق مؤسسات يابانية بالحجارة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين الإثنين إن الصين "تحمي سلامة وحقوق ومصالح الأجانب المشروعة في الصين، بما يتماشى مع القانون".

وأضاف وانغ في حديثه للصحافيين "إننا نحث، وبشدة، الجانب الياباني على مواجهة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف، والوقف الفوري لتصريف المياه الملوثة نوويا في البحر، والتشاور على نحو تام مع جيرانه والمعنيين الآخرين، والتخلص من المياه الملوثة نوويا بطريقة مسؤولة".

تصريف المياه

وبدأت اليابان في 24 آب/أغسطس تصريف ما يعادل أكثر من 500 حوض سباحة أولمبي من المياه المعالجة من محطة فوكوشيما إلى المحيط الهادئ، بعد 12 عاما من اجتياح تسونامي مفاعلات المنشأة في واحدة من أسوأ الحوادث النووية في العالم.

وتقول شركة تيبكو المشغلة للمحطة، إنها نجحت في تنقية المياه من جميع العناصر المشعة باستثناء التريتيوم الذي تعتبر مستوياته ضمن الحدود الآمنة. وأكدت نتائج الاختبارات منذ بداية التصريف ذلك، بحسب السلطات اليابانية.

وقال كيشيدا الإثنين "حتى تصريف المياه في المحيط، أعربت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، عن موقفها المتمثل في أنها راضية عن الإجراءات اليابانية الآمنة والشفافة تماما والمُسندة علميا".

وأضاف "نود أن ننقل هذه الأصوات من المجتمع الدولي إلى الحكومة الصينية".

وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن السفيرالأمريكي لدى اليابان رام إيمانويل يعتزم زيارة فوكوشيما هذا الأسبوع، يتناول خلالها الأسماك التي يتم صيدها محليا تعبيرا عن تأييده لليابان.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر ليبيا ريبورتاج اليابان مفاعل نووي فوكوشيما المحيط الهادئ الصين أزمة دبلوماسية سفير تلوث محطة فوکوشیما السفیر الصینی تصریف المیاه فی الصین

إقرأ أيضاً:

توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يأمل الكثير من رواد الأعمال العُمانيين أن تحقق مشاركتهم في معرض إكسبو الدولي 2025 باليابان خلال الشهر المقبل نتائج إيجابية لأعمالهم التجارية، والتعرف على التكنولوجيا اليابانية في إدارة المشاريع الصناعية والخدمية التي يخططون لتأسيسها مستقبلًا؛ فقد طرح هؤلاء العديد من الأسئلة على المسؤولين في الأمسية الرمضانية الأولى لغرفة تجارة وصناعة عُمان التي عقدت مؤخرًا لتسليط الضوء على المشاركة العُمانية في هذا الحدث العالمي.

اختارت سلطنة عُمان 3 عناوين رئيسية لمشاركتها في معرض إكسبو الدولي 2025 بمدينة أوساكا اليابانية، والتي تستمر لمدة 6 أشهر اعتبارًا من 13 أبريل ولغاية 13 أكتوبر من العام الجري. وجناح عُمان سوف يتناول 3 محاور رئيسية تتعلق بالإنسان العُماني والأرض العُمانية، إضافة إلى أهمية الماء. وهذا الحدث مثلما نعرف عنه يُقام كل خمس سنوات في إحدى المدن العالمية، فيما نجد لعُمان حضورا قويًا ومتواصلا في هذه المشاركات منذ عدة عقود مضت، وكان آخرها معرض إكسبو الدولي بدبي 2020 بدولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا الحدث يتضمن دائمًا الكثير من الغرائب والعجائب في كل دورة؛ حيث تتنافس الدول في تقديم ما لديها من الأفكار والمقترحات التي تتحدث عن الأفكار الصناعية والتجارية والتقنية والخدمية وقدرتها في الإبداعات والابتكار، وتقديم كل ما يمكن أن تستفيد منه البشرية في الحياة. وإكسبو العام الحالي تشارك فيه أكثر من 160 دولة، إضافة إلى مئات من المنظمات الحكومية والدولية، ومؤسسات المجتمع المدني في العالم، وجميعها تعرض كل ما هو جديد ويخدم العالم والحياة البشرية بصفة عامة. ففي الجناح العُماني سوف يجد المرء الكثير من المعلومات ووثائق تتعلق بالعلاقات العُمانية واليابانية في مختلف القطاعات، وكيفية تطويرها إلى الأمثل في المستقبل في إطار رغبة الحكومتين والشعبين في معرفة المزيد عن بعضها البعض.

كما يُعطي الجناح فرصة للطلاب اليابانيين والشعوب الأخرى لمعرفة المزيد عن عُمان وتاريخها وجغرافيتها وعاداتها ومواردها الطبيعية، وتقاليدها وكل ما يهم الإنسان والأرض العُمانية، إضافة إلى العلاقات السياسية لعُمان مع اليابان ومختلف دول العالم باعتبارها من أكثر الدول التي تعمل من أجل دفع وتعزيز السلام العالمي، والتواصل الإنساني مع الآخر. لذا فإن جناح عُمان يعد نافدة مفتوحة للتقارب الحضاري لعُمان ويعكس قيم العُمانيين في التعايش المتناغم مع الطبيعة، ومساحة حيَّة للتبادل الثقافي مع العالم.

جناح عُمان سوف يقام على مساحة 1800 متر مربع بممراته وأبوابه وتصميمه، فيما ستكون المعروضات متوزعة على مساحة 626 مترًا مربعًا والتي سوف تحتوي على العديد من المنتجات والسلع العُمانية لتقديم نبذة عن هذه الصناعات القديمة والحديثة. وقد صُمم الجناح ليعطي فرصة الاسترخاء والجلسة واللعب والاجتماع مع الضيوف والمستثمرين القادمين.

إن معرض إكسبو الدولي ومشاركة الدول به تؤدي إلى تعظيم الفوائد الاستثمارية والتجارية فيما بينها، حيث من خلال تقديم المعلومات والبيانات وعرض الفرص الاستثمارية يزيد التعاون والصلات الاقتصادية والاجتماعية مع الدول، خاصة مع دولة مثل اليابان التي تقدمت في الكثير من جوانب تصنيع المنتجات والابتكارات العالمية منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في أعقاب الشلل الذي أصاب بها، وما لحق بها من دمار من جراء الهجمات النووية الامريكية على أراضيها وإبادة شعبها في عدة مدن أهمها ناجازاكي وهيروشيما وغيرها من المناطق المجاورة لهما في الحرب العالمية الثانية.

ومن هذا المنطلق، فإن عُمان عازمة على الاستفادة من التجربة اليابانية، وفي نفس الوقت تقديم ما لديها من أفكار وتقنيات وذلك من خلال تنظيم المنتدى العُماني الياباني لعرض العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات. ولا شك أن مشاركة القطاع الخاص في هذا الحدث الدولي سيكون ملموسًا من خلال الشركات العُمانية والتجار ورواد الأعمال وطلبة الجامعات والمبدعين والمبتكرين وغيرها من الفئات الاخرى. كما سيضم المعرض ركنًا خاصًا بالمنتجات والسلع العُمانية.

إنَّ جميع الدول تسعى من خلال مشاركتها في معرض اكسبو الدولي التعاون في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فيما يتوقع أن يقوم ملايين من الزوار اليابانيين وغيرهم من أنحاء العالم بزيارة الأجنحة المشاركة التي سوف تحتوي جميعها على التقنيات الحديثة في الكثير من الجوانب التي تهم البشرية. ويأمل أن يحقق رواد الأعمال العُمانيون مُبتغاهم من هذا الحدث الدولي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير سلطة المياه الفلسطيني لـ«الاتحاد»: أزمة مياه غير مسبوقة في قطاع غزة
  • مياه طرطوس تتسلم محولتين كهربائيتين لضمان استمرار إمدادات المياه
  • السيد القائد: العدوان الأمريكي لن يثنينا عن نصرة غزة والتجويع جريمة حرب تستدعي تحرك الأمة
  • توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"
  • بلدية رفح تحذر من كارثة إنسانية بسبب أزمة المياه وانقطاع الوقود
  • بالتعاون بين الوزارة والجايكا اليابانية.. الزراعة تستعرض إنجازات مشروع الايسماب
  • البرتغال تستدعي «المراهق كويندا» لمباراة الدنمارك
  • الصين تطرح 5 نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • الصين تطرح خمس نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • "الزراعة" تستعرض إنجازات مشروع الايسماب بالتعاون بين الوزارة والجايكا اليابانية