«زياد» فقد والدته وبصره في طفولته ومنحه الله صوتا مميزا: «أبويا نور عيني»
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
«زياد» شاب في أوائل العشرينات من العمر، وهبه الله القَبول ليحبه كل من يتعامل معه، بالإضافة إلى صوته المميز الذي ساعده على الإنشاد والغناء في فرقة موسيقية بمحافظة الشرقية مسقط رأسه، وكأن هذا عوض الله له عن فقدان والدته وبصره منذ أن كان طفلا.
بدأ زياد هاني رأفت، 23 عاما، من مدينة الزقازيق، حفظ القرآن الكريم حين كان عمره 7 سنوات، إذ نشأ في بيت يعكف أفراده على تلاوة وحفظ القرآن الكريم، كما ساعد التحاقه بالأزهر الشريف على دراسة علوم القرآن والمواد الشرعية بشكل أكبر، بحسب حديثه لـ«الوطن».
«لي شقيق وحيد، وكانت الحياة تسير دون تعب، حتى عندما قل نظري تدريجيا بسبب صلة قرابة بين أبي وأمي جعلتني مصابا بضمور أعصاب العين التي فقدت بسببها البصر تدريجيا، لكن الآلم كله كان عندما فقدت أمي بوفاتها المفاجئة، وبعدها فقدت بصري تماما، ولم تجد الأدوية أو العمليات الجراحية، هكذا يروي الشاب العشريني تفاصيل رحلته مع المرض، «ماتت أمي وعمري 13 عاما، وفي نفس العام فقدت بصري وراح شقيقي لجدتي لصغره، وكدت أضيع لولا رحمة الله ووجود والدي الذي كان عكازي ونور عيني وأيضا وعماتي وجدتي وكل أقاربي».
استطاع «زياد» حفظ القرآن كاملا أثناء دراسته في المرحلة الإعدادية، «ثابرت لكي أواصل الحياة وبلطف الله استطعت، وكان القرآن رفيق دربي، فختمته كاملا في الإعدادية حتى استطعت وقتها تحقيق المركز السادس على مستوى الجمهورية في الشهادة الإعدادية الأزهرية وتم تكريمي حينها»، لافتا إلى التحاقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر قسم الدعوة والثقافة الإسلامية وحصل على الليسانس بتقدير جيد جدا.
يوضح «زياد» أنه اكتشف في الإذاعة المدرسية أن صوته عذب ومميز في تلاوة القرآن والغناء والإنشاد الديني، وشجعه المعلمون في مدرسته، وبدأ والده ينمي الموهبة بتحفيزه على الاستمرار، لافتا إلى أنه اشترك في مسابقات عديدة وقابل في إحداها الموسيقار حلمي بكر الذي أثنى على صوته، ثم التحق بفرقة الشرقية للإنشاد الديني، وأصبح أساسيا بها في قصر ثقافة الزقازيق، كما شارك في حفلات عديدة للفرقة.
مسابقة الشارقة للإنشاد الدينييتمنى «زياد» أن يصبح من المشاهير في الإنشاد الديني والغناء، ويسعى إلى ذلك من خلال التمرين الدائم، وقام بدراسة المقامات الموسيقية لتمكنه أكثر في مجال الغناء والإنشاد وتلاوة القرآن، كما تقدم للاشتراك في مسابقة الشارقة للإنشاد الديني، ويحلم بالحصول على اللقب، «الحمدلله والدي أول داعم في حياتي وعيلته كلها، وكان بيذاكرلي حتى الجامعة يقرأ لي وأحفظ، وسأنتهي من تعلم برايل قريبا ضمن السعي الدائم في محالات الحياة المتعددة بفضل الله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرقية
إقرأ أيضاً:
محاضرة حول السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية
السكينة في الإسلام حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده
الشارقة: «الخليج»
نظّم مجلس منطقة الحمرية، التابع لدائرة شؤون الضواحي، محاضرة قيمة بعنوان «السكينة في القرآن والسنة وأثرها على الفرد والمجتمع»، قدّمها فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، بحضور سيف بوفيير الشامسي، رئيس مجلس منطقة الحمرية، وحميد خلف آل علي، نائب الرئيس، وأعضاء المجلس، إلى جانب جمع من أهالي المنطقة.
استهل فضيلة الشيخ العنزي المحاضرة، التي أقيمت مساء أمس الأول الجمعة في مقر المجلس، بالحديث عن أهمية السكينة كحالة من الطمأنينة والراحة التي ينزلها الله على عباده المؤمنين، مبيّناً أن الإنسان حين يعيش في دوامة الخوف والقلق، فإنه يبتعد عن نهج الكتاب والسنة، فيسعى إلى حلول مؤقتة زائفة كطرق الاسترخاء البدني أو التأمل في الطبيعة، وهي وإن لم تكن ممنوعة في ذاتها، إلا أن السكينة الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال القرب من الله وأداء العبادات.
أوضح أن السكينة في الإسلام ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالة ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده، وهي تتجلى في القرآن الكريم في ست آيات، منها قول الله تعالى: «وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم»، وقوله عز وجل: «إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه».
كما وردت في أحداث عظيمة مثل صلح الحديبية، حيث قال تعالى: «فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين».
وأشار إلى أن السكينة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دعا إليها في كثير من المواقف، كما في قوله: «إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة»، وفي حديث جابر رضي الله عنه عن حج النبي، حين قال: «أيها الناس، السكينة السكينة» عند دفعهم من عرفات.
واستشهد الشيخ العنزي بقصة مريم عليها السلام، حين ناداها الله عز وجل في أشد لحظات ضعفها، قائلاً: «فكلي واشربي وقرّي عيناً»، ليرشدها إلى السكينة وسط الألم.
وبيّن فضيلته أن السكينة تكون شعاراً للمسلم في كل أحواله، في الصلاة، وفي الحج عند تقبيل الحجر الأسود، وفي التعاملات اليومية، بل وحتى في الجدال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وتحدث الشيخ عن أثر السكينة في الحياة الزوجية، مستشهداً بقوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها»، مؤكداً أن الاستقرار الأسري لا يتحقق إلا بالسكينة والطمأنينة.
وأشار أيضاً إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي كان يؤذيه، وكيف قابله النبي بالحلم والوقار، فكان ذلك سبباً في إسلامه.
ثم تطرق إلى الأسباب التي تعين على تحصيل السكينة، ومن أبرزها: مراقبة الله تعالى: إذ يستشعر الإنسان أن الله مطّلع عليه فيطمئن قلبه، وذكر الله: مصداقاً لقوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، وقراءة القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة».
الصبر: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».
والحلم والأناة: قال صلى الله عليه وسلم: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة».
التأمل في سير الصالحين، وكيف كانت السكينة شعارهم في أحلك الظروف.
وختم فضيلته بأن السكينة هي باب النجاة من الفتن، وهي السبيل إلى اتخاذ القرارات الصائبة بعيداً عن الانفعالات، وأكد أن من يتحلى بالسكينة يحظى بمحبة الناس، ويعيش في راحة نفسية تقيه من الأمراض النفسية والجسدية.
وفي زمن كثرت فيه الاضطرابات والضغوط، وتفشى فيه القلق والأمراض النفسية، شدد الشيخ على أن السكينة هي نعمة من الله ينبغي أن يتمسك بها المسلم، فهي منحة إلهية تقود إلى بر الأمان وتمنح الإنسان هدوء النفس وسلامة القلب.