بوابة الوفد:
2025-03-04@03:20:28 GMT

أمجد مصباح يكتب: شادية صوت مصر الحقيقى

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

شهدت الأيام الأخيرة جدالًا واسعًا حول ما يسمى بصوت مصر حيث تنازعت أكثر من مطربة على هذا اللقب وهن شيرين عبدالوهاب وأنغام. وبعدهم الملحن عمرو مصطفى الذى قال عن نفسه صوت مصر، ومع احترامنا للجميع هذا «هراء» وجدل غير محموم.

صوت مصر كانت وما زالت المطربة الراحلة العظيمة شادية المطربة والفنانة الراحلة لم تمنح نفسها هذا اللقب.

ولكن مصر هى التى منحتها هذا اللقب بعد أن تفانت فى حب الوطن والهبت الشعور الوطنى فى عصور المحن والانكسارات والانتصارات.

تم منح شادية هذا اللقب بعد أن أبدعت فى غناء رائعتها الخالدة يا حبيبتى يا مصر تحديداً يوم 31 ديسمبر 1971 فى حفل أضواء المدينة وتغيير هذه الأغنية من أروع الأغنيات الوطنية على الإطلاق وهى من كلمات الشاعر الراحل محمد حمزة، ألحان بليغ حمدى وللعلم شادية قالت لبليغ أثناء البروفات هذه الأغنية بالذات ستعيش طويلاً «أنا حاسة بكرة» غنتها شادية بإحساس فريد ومصر كان تعانى فى تلك الفترة من أثار نكسة 1967.

زرعت الأمل فى نفوس الملايين حينما غنت ما شافش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد فى عيون الرجال وصبايا البلد ولا شاف إصرار فى عيون البشر بيقول أحرار ولازم ننتصر، أصله ما عداش على مصر.

كلمات قوية ومعبرة هذه الأغنية عمرها حالياً 53 سنة ومازالت وستظل أيقونة الغناء الوطنى وكانت الأغنية التى رددها الملايين فى ثورة 30 يونيو.

بعد هذه الأغنية تم منح شادية لقب صوت مصر وفى عصر كوكب الشرق أم كلثوم. صوتها كان يحمل نبض الملايين، روائعها الوطنية لا تعد ولا تحصى، غنت أيضاً فى فترة ما قبل حرب أكتوبر 73 يا أم الصابرين. حينما غنت قولوا لعين الشمس كانت فى الواقع تغنى للجنود على الجبهة ماشى حبيبى ماشى وبكرة ماشى قولوا لعين الشمس ما تحماش لحسن حبيب القلب صابح ماشى.

بعد ساعات من قيام حرب أكتوبر المجيدة انطلقت شادية فى الغناء المعبر عن النصر العظيم حيث غنت عبرنا الهزيمة ورايحة فين يا عروسة.

ما أروعها حين غنت تلك الكلمات اتمنيت من ربنا اليوم ده من كام سنة ساعت ما أشوف أرضنا طرحة جناين نصرنا».

لم تكن أبدا مطربة عادية فى عام 1973 أبدعت أغنية أقوى من الزمن عبرت عن مصر حينما غنت يتغير الزمان يتغير الزمان يتبدل المكان لكن يا مصر إنتى يا حبيبتى زى ما إنتى الضحكة الحلوة إنتى والحب الفانى إنتى وكل شيد يتغير وأحنا بنكبر ونكبر وتبقى يا مصر دايماً طفل حيفضل صغير بتحبه كلنا.

فى عام 1981 غنت شادية فى رثاء الرئيس الراحل أنور السادات مصر نعمة ربنا مصر غنوة حبنا مصر عاشت قبلنا مصر باقية بعدنا.

وفى أبريل 1982 أسعدت الشعب المصرى كله حينما غنت مصر اليوم فى عيد.

لتكون هذه الأغنية خير نصير عن عودة سيناء للوطن الأم.

من ينسى أغانيها الوطنية الأخرى إدخولها سالمين ادخلوها آمنين مصر بلد المؤمنين مصر بلد الطيبين أولاد مصر.

هذا فضلا عن مشاركتها فى أوبريت الوطن الأكبر وأغنية بورسعيد لمن لا يعرف تقول إن شادية فى فيلم شيء من الخوف كانت تعبر عن شخصية مصر وصمودها أمام الطغاة فى عصور مختلفة. حتى أغنياتها الاجتماعية للأم والنيل. أغنية على شط النيل وأغنية العنب اسمر وطيب يا عنب بلدنا وانه ملك عيال بلدنا. وأغنية أبيض يا ورد.

تلك كانت بعض الجينات فى منح لقب صوت مصر لمطربة وفنانة نادرة أجمع على حبها الملايين فى مصر والوطن العربي. اعتزلت الفن نهائياً يوم الخميس 13 نوفمبر 1986.

سنوات طويلة عاشتها شادية بعد اعتزال الغناء وظلت صوت مصر فى كل العصور رغم أنف الحاقدين.

غابت المطربة الراحلة عن الأضواء من نوفمبر 1986 حتى رحيلها يوم 28 نوفمبر 2017 لكن صوتها لم يغب أبدًا فى كل المناسبات.

فشادية ليست أغانى وطنية فقط بل استطاعت بعبقرية التعبيرعن الأمومة فى العديد من الأغنيات منها يا نور عنية، أغنية رائعة تأليف مرسى جميل عزيز ألحان محمود الشريف، ماما يا حلوة.. أغنية شديدة الرقة ورائعة سيد الحبايب يا ضنايا أنت، وأغنية أمى.

أغانيها العاطفية حدوتة وحكاية نذكر منها على سبيل المثال آخر ليلة، يا روح قلبى، الحب الحقيقى، القلب معاك، عالى، حاجة غريبة، قولوا لعين الشمس، غاب القمر يا بن عمى، يا قلبى سيبك، نعمل ايه، رحلة العمر، إن راح منك يا عين، اللهم اقبل دعايا، ان كنت ليّه، بوست القمر، أغنيات عبرت عن البنت والفتاة المصرية فى عصور مختلفة.

الراحلة العظيمة شادية هى بلا جدال أقوى مطربة نجحت فى التمثيل بشكل مذهل، وقدمت عشرات الروائع السينمائية منها على سبيل المثال لحن الوفاء، موعد مع الحياة، المرأة المجهولة، عيون سهرانة، دليلة، معبودة الجماهير، شاطئ الذكريات، أغلى من حياتى، الهاربة، ارحم حبى، قلوب العذارى، نصف ساعة جواز، مراتى مدير عام، كرامة زوجتى.

ووصلت لمرحلة النضج الفنى الكامل فى النصف الثانى من الستينيات فى أفلام زقاق المدق والفيلم الرائع شىء من الخوف الذى عبرت فيه عن شخصية مصر. ونحن لا نزرع الشوك.

وقدمت فى السبعينيات أفلام لمسة حنان، ذات الوجهين، الشك يا حبيبى، وآخر أفلامها كانت لا تسألنى من أنا عام 1985، جسدت فيه دور الأم ببراعة.

وكانت لها تجربة مسرحية فريدة فى مطلع الثمانينيات مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير اخراج حسين كمال وحقققت نجاحًا كبيرًا.

شادية صوت مصر كانت ولا تزال حالة فنية مختلفة فنانة شاملة بمعنى الكلمة صوت نادر من الصعب أن يجود به الزمان.

صوت مصر الحقيقى يسكن وجدان الملايين مشوارها الفنى استمر أربعين عامًا.. واعتزالها الفن تخطى الثلاثين عامًا.. فنانة خالدة فى تاريخ الفن المصرى غناءً وتمثيلاً وعشقًا لمصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شادية نصر أكتوبر يا عروسة عظمة مصر هذه الأغنیة هذا اللقب صوت مصر

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء

تستهدف المعايشة التربوية، صَقْل خبرات التعلم بصورة وظيفيّة، لدى المتعلمين، والعمل على ربْطها بالواقع المُعاَش؛ كي يتسنّى للمتعلم أن يستشعر قيمة ما يكتسبه من خبرات معرفيّة، ومهاريّة، ووجدانيّة، وهنا نتحدث بصورة مُركّزة على فلْسفة التكامل في بناء الإنسان، والذي لا يتأتى بعيدًا عن التخطيط لبعض البرامج المقصودة التي تُسْهم في تحقيق المُراد؛ لذا من ينادِي بالمُعايشة التربوية سواءً في البيئة التعليمية، أم ساحات المؤسسات الرسميّة، أم خارج هذا الإطار، فإنه يرى أنها فرصةٌ سانحةٌ؛ لبناء سليم يخرجنا من بوْتقة التقليدية، وزخَم اعتياد بعض الممارسات، والأداءات بعينها.

والمعايشة التربوية يلْزمها تجهيزات تحقق أمرين مُهمّيْن، أولهما ينْبري حول توافر البيئة الآمنة، وثانيهما يقوم على الدَّعم اللُّوجسْتي اللازم؛ لتنفيذ مهام الأنشطة، التي يؤديها المتعلمون داخل إطار المعايشة، وفق جدولها الزمنيّ، وتعليماتها المُحددَّة، وتحت إشرافٍ، وتوجيه من المعلم، أو ممن يقوم بإدارة بيئة المعايشة التربوية؛ ومن ثم نضْمنُ توافر المُعْطيات الرئيسة، التي من شأنها أن تساعد في إنْجاح المُعاَيشَة.

وثَمّتْ وجهة نظر، يتوجب طرْحُها بشأن المُعاَيشَة التربوية، تكْمن في تعميم المسْئولية تجاه تحقيق غاياتها المنْشُودة؛ ومن ثم يجب أن تشارك كافة مؤسسات الدولة، في توفير الدعم اللازم، بما يضمن نجاح مسْتهدفات المُعاَيشَة التعليمية؛ لذا فإن إتاحة ساحات الملاعب، والأنْدية، أو المصانع، أو المراكز البحثيّة، أو الفنادق السياحيّة القريبة من المحميّات، والمناطق الأثريّة، والبحريّة، أو غير ذلك من مقدّرات المؤسسات الرسميّة بالدولة بصورة منظمة، وتحت إشراف مؤسسيّ، يُثْري بيئات المُعاَيشَة التربويّة؛ ومن ثم نتوقع نتائجَ مُبْهِرة، جرّاءَ هذا التعاون الإيجابيّ في صورته الشُّموليّة.

لنا أن نتصوّر الفوائدَ التي تتمخَّضُ عن مُعاَيشَة المتعلم، عبْر الزّيارات إلى أماكن التصنيع، ورؤْية العين لمسارات العمل، والإنتاج، وما يحدث أثرًا لزيارة ما نمتلكه من متاحفَ، ومواقع أثريّة، في شتّى ربوع الوطن، وما يعزز لديه من شغف العلم جرّاءَ زيارة المُخْتبرات، والمعامل الكبرى، التي تجري بها البحوث، والتجارب، وما يكتسبه من مهارات حيال ملاحظة مباشرة لأداء المهن، والحِرَف، في بيئاتها المختلفة، وما يقع في نفْسه، أثناء تواجده في خِضَمّ مشروعات قوميّة، يشاهد خلالها نتاجًا، وعملًا مستمرًا، وصورة مُبْهرةً لمشهد الإعْمار، وفق مخططاته الاسْتراتيجيّة، إلى غير ذلك من صور المُعاَيشَة ، التي يصعب حصْرها.

إذا ما أردنا أن نُعزز ماهية ما نسميه (اتيكيت) التعامل؛ فلا أفضلَ من المُعاَيشَة التربويّة التي تغْرِسُ في ذهن المتعلم قيم التَّعامل الرّاقي، وتحثَّه على الالتزام بالوقت، وتقدير أهميّته، وقيمته، وهنا نحصد سلوكًا مُنْضبطًا، يتماشى مع ما تم التوافق عليه من قواعدَ يتم الإعلان عنها قبل البِدء في فعاليات المُعاَيشَة، ومسارات العمل في أنْشطتها؛ فرُغْم كثافة الأعداد في بعض الأحيْان؛ إلا أن الاصْطِفاف السّريع، وسُرْعة الاستجابة، والعمل بالقواعد، وتنفيذ التعليمات تقضي على العشوائيّة، والتخبط، ولا تدعُ مجالًا للفوضى، أو الارتباك في المشهد العام.

إنّ تكامل البناء يكمن في تعْضيد فلسفة الاعتماد على النفس، من قِبلِ كل متعلم داخل إطار المُعاَيشَة التربويّة، وهذا لا ينْفكُّ عن مراعاة شعور الآخرين، والاتّزان الانْفعالي، وكَبْح الممارسات التي تضِيرُ بالغير، وتُحْدثُ نوعًا من زعْزعة الاستقرار داخل المجموعات، أو بينها، وهنا يتبادر إلى الذهن ضرورةُ تدريب المتعلمين على التّواصل الكليّ، مع معلمهم أثناء المُعاَيشَة التربويّة؛ فما أرْقى استيعاب لُغَة الجسد! كلغةٍ للتواصل؛ فيشعر الفرد ما تُبْديه النّظرات، وما تُعْنيه الإشاراتُ، وما تحمله ثنايا تعبير الوجه من انفعالات تحمل القبول، أو الرفض للممارسات، وهذا لا يعني أننا بصدد تجاهل التّواصل اللفظيّ؛ لكن نرغب في المزيد من ترْقية الوِجْدان عبر الإحساس في صورته الحميدة.

إنّ ما تقوم به مُؤسْسَتُنَا التربويّة، داخل أسْوارها، من مهام، تُعد عظيمةً في مجملها، وما تستهدفه المُعاَيشَة التربوية، خارج، أو داخل الأسْوار من قُبيل التكامل، في إحداث بناء إنسانٍ قادرٍ على العطاء، مُعْتمدًا على ذاته، لديه ثِقةٌ في قدراته، لا يعوُقُه الخطأُ، بل يتعلّمُ منه، وينْطلقُ بقوة نحو اكتساب المزيد من الخبرات، والتعمق في خلَجَاتِها، ولا تعوُزُه نُدْرةُ المُقوّماتُ؛ لكن يسعى دومًا إلى حل ما يواجه من مُشْكلاتٍ؛ ومن ثم يتغلبُ على صور التحدّيات الآنيةِ منها، والمُسْتقبليّة.

مقالات مشابهة

  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. فصل الشتاء و فصل الكهرباء
  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: خطة العمامرة وخيارات صمود وغياب الحكومة
  • تعرف على الأغنية التي تسببت في شهرة عبد المطلب بأولى حلقات «رمضان المصري وأصحابه»
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت