بوابة الوفد:
2024-12-28@20:11:25 GMT

أمجد مصباح يكتب: شادية صوت مصر الحقيقى

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

شهدت الأيام الأخيرة جدالًا واسعًا حول ما يسمى بصوت مصر حيث تنازعت أكثر من مطربة على هذا اللقب وهن شيرين عبدالوهاب وأنغام. وبعدهم الملحن عمرو مصطفى الذى قال عن نفسه صوت مصر، ومع احترامنا للجميع هذا «هراء» وجدل غير محموم.

صوت مصر كانت وما زالت المطربة الراحلة العظيمة شادية المطربة والفنانة الراحلة لم تمنح نفسها هذا اللقب.

ولكن مصر هى التى منحتها هذا اللقب بعد أن تفانت فى حب الوطن والهبت الشعور الوطنى فى عصور المحن والانكسارات والانتصارات.

تم منح شادية هذا اللقب بعد أن أبدعت فى غناء رائعتها الخالدة يا حبيبتى يا مصر تحديداً يوم 31 ديسمبر 1971 فى حفل أضواء المدينة وتغيير هذه الأغنية من أروع الأغنيات الوطنية على الإطلاق وهى من كلمات الشاعر الراحل محمد حمزة، ألحان بليغ حمدى وللعلم شادية قالت لبليغ أثناء البروفات هذه الأغنية بالذات ستعيش طويلاً «أنا حاسة بكرة» غنتها شادية بإحساس فريد ومصر كان تعانى فى تلك الفترة من أثار نكسة 1967.

زرعت الأمل فى نفوس الملايين حينما غنت ما شافش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد فى عيون الرجال وصبايا البلد ولا شاف إصرار فى عيون البشر بيقول أحرار ولازم ننتصر، أصله ما عداش على مصر.

كلمات قوية ومعبرة هذه الأغنية عمرها حالياً 53 سنة ومازالت وستظل أيقونة الغناء الوطنى وكانت الأغنية التى رددها الملايين فى ثورة 30 يونيو.

بعد هذه الأغنية تم منح شادية لقب صوت مصر وفى عصر كوكب الشرق أم كلثوم. صوتها كان يحمل نبض الملايين، روائعها الوطنية لا تعد ولا تحصى، غنت أيضاً فى فترة ما قبل حرب أكتوبر 73 يا أم الصابرين. حينما غنت قولوا لعين الشمس كانت فى الواقع تغنى للجنود على الجبهة ماشى حبيبى ماشى وبكرة ماشى قولوا لعين الشمس ما تحماش لحسن حبيب القلب صابح ماشى.

بعد ساعات من قيام حرب أكتوبر المجيدة انطلقت شادية فى الغناء المعبر عن النصر العظيم حيث غنت عبرنا الهزيمة ورايحة فين يا عروسة.

ما أروعها حين غنت تلك الكلمات اتمنيت من ربنا اليوم ده من كام سنة ساعت ما أشوف أرضنا طرحة جناين نصرنا».

لم تكن أبدا مطربة عادية فى عام 1973 أبدعت أغنية أقوى من الزمن عبرت عن مصر حينما غنت يتغير الزمان يتغير الزمان يتبدل المكان لكن يا مصر إنتى يا حبيبتى زى ما إنتى الضحكة الحلوة إنتى والحب الفانى إنتى وكل شيد يتغير وأحنا بنكبر ونكبر وتبقى يا مصر دايماً طفل حيفضل صغير بتحبه كلنا.

فى عام 1981 غنت شادية فى رثاء الرئيس الراحل أنور السادات مصر نعمة ربنا مصر غنوة حبنا مصر عاشت قبلنا مصر باقية بعدنا.

وفى أبريل 1982 أسعدت الشعب المصرى كله حينما غنت مصر اليوم فى عيد.

لتكون هذه الأغنية خير نصير عن عودة سيناء للوطن الأم.

من ينسى أغانيها الوطنية الأخرى إدخولها سالمين ادخلوها آمنين مصر بلد المؤمنين مصر بلد الطيبين أولاد مصر.

هذا فضلا عن مشاركتها فى أوبريت الوطن الأكبر وأغنية بورسعيد لمن لا يعرف تقول إن شادية فى فيلم شيء من الخوف كانت تعبر عن شخصية مصر وصمودها أمام الطغاة فى عصور مختلفة. حتى أغنياتها الاجتماعية للأم والنيل. أغنية على شط النيل وأغنية العنب اسمر وطيب يا عنب بلدنا وانه ملك عيال بلدنا. وأغنية أبيض يا ورد.

تلك كانت بعض الجينات فى منح لقب صوت مصر لمطربة وفنانة نادرة أجمع على حبها الملايين فى مصر والوطن العربي. اعتزلت الفن نهائياً يوم الخميس 13 نوفمبر 1986.

سنوات طويلة عاشتها شادية بعد اعتزال الغناء وظلت صوت مصر فى كل العصور رغم أنف الحاقدين.

غابت المطربة الراحلة عن الأضواء من نوفمبر 1986 حتى رحيلها يوم 28 نوفمبر 2017 لكن صوتها لم يغب أبدًا فى كل المناسبات.

فشادية ليست أغانى وطنية فقط بل استطاعت بعبقرية التعبيرعن الأمومة فى العديد من الأغنيات منها يا نور عنية، أغنية رائعة تأليف مرسى جميل عزيز ألحان محمود الشريف، ماما يا حلوة.. أغنية شديدة الرقة ورائعة سيد الحبايب يا ضنايا أنت، وأغنية أمى.

أغانيها العاطفية حدوتة وحكاية نذكر منها على سبيل المثال آخر ليلة، يا روح قلبى، الحب الحقيقى، القلب معاك، عالى، حاجة غريبة، قولوا لعين الشمس، غاب القمر يا بن عمى، يا قلبى سيبك، نعمل ايه، رحلة العمر، إن راح منك يا عين، اللهم اقبل دعايا، ان كنت ليّه، بوست القمر، أغنيات عبرت عن البنت والفتاة المصرية فى عصور مختلفة.

الراحلة العظيمة شادية هى بلا جدال أقوى مطربة نجحت فى التمثيل بشكل مذهل، وقدمت عشرات الروائع السينمائية منها على سبيل المثال لحن الوفاء، موعد مع الحياة، المرأة المجهولة، عيون سهرانة، دليلة، معبودة الجماهير، شاطئ الذكريات، أغلى من حياتى، الهاربة، ارحم حبى، قلوب العذارى، نصف ساعة جواز، مراتى مدير عام، كرامة زوجتى.

ووصلت لمرحلة النضج الفنى الكامل فى النصف الثانى من الستينيات فى أفلام زقاق المدق والفيلم الرائع شىء من الخوف الذى عبرت فيه عن شخصية مصر. ونحن لا نزرع الشوك.

وقدمت فى السبعينيات أفلام لمسة حنان، ذات الوجهين، الشك يا حبيبى، وآخر أفلامها كانت لا تسألنى من أنا عام 1985، جسدت فيه دور الأم ببراعة.

وكانت لها تجربة مسرحية فريدة فى مطلع الثمانينيات مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى وأحمد بدير اخراج حسين كمال وحقققت نجاحًا كبيرًا.

شادية صوت مصر كانت ولا تزال حالة فنية مختلفة فنانة شاملة بمعنى الكلمة صوت نادر من الصعب أن يجود به الزمان.

صوت مصر الحقيقى يسكن وجدان الملايين مشوارها الفنى استمر أربعين عامًا.. واعتزالها الفن تخطى الثلاثين عامًا.. فنانة خالدة فى تاريخ الفن المصرى غناءً وتمثيلاً وعشقًا لمصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شادية نصر أكتوبر يا عروسة عظمة مصر هذه الأغنیة هذا اللقب صوت مصر

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!


 

الأصدقاء نعمة من الله للبشر، للإنسانية، هذه الشعيرة المسماة صداقة  حينما تصيب فردًا أو أفراد بصدق وبشفافية، وتنطبق شروطها الإنسانية على حامل صفة الصديق تصبح نعمة بلا حدود لها، وقيمة لايزيد عنها مال أو جاه أو سلطة، أو حتى المرض نفسه، لا يستطيع أن يقهر شعور إنسان له صديق وفى، مخلص  وإحدى صفات الصديق هى "التضحية والتفانى" فى خدمة صديقه، وتفضيل ما للصديق عن ما يخصه شخصيًا.. هكذا، حتى أن محمد رسول الله " صلى الله عليه وسلم "  قد كافأ صديقه أبو بكر رضى الله عنه بمصاحبته له فى هجرته من مكة إلى المدينة "يثرب"  لأنه حاز على جميع صفات الصداقة الحميدة كلها، حتى أن بعض منها أوجزء ضئيل من هذه  الصفات تكفى أمه بأكملها لكى تحمل صفة "صَديق" !! 
كما أنه لُقِبَّ "بالصِدِيِق" لأنه أول من صَدَّقَ الرسالة وأول من أمن من المسلمين وأول من عضَّدَ الرسول عليه الصلاة والسلام فى مصابه من أهل مكة (قريش) !!.
ولعل من البشر أو من الرجال الذين يتفانوا فى علاقتهم بأصدقائهم ويتصفوا بهذه الصفة، وهي لم تكن "موروث مكتسب" من تربية أو تعامل مع الغير  بقدر ما أحسست فى بعض الأحيان أنه " جين " نعم أحسست فى مواقف كثيرة جداَ أننى أحمل " جينات " هذه الصفة نحو أصدقائى،وقد جربت ذلك فى مواقف كثيرة  كانت ربما لايحتاج من أى أحد أن ينفعل بها  ، ولكننى إنفعلت بل العكس،  كانت توصيه الأقرباء أو المحبين لشخصى أو المتعاملين معى سواء كانوا زملاء عمل أو أقارب  ، كانت التوصية بألا أنفعل بحدث بعينه حرصًا على مصلحة أو على مستقبل أو على شغل أو على علاقات إجتماعية وربما سياسية !! 
إلا أننى لم أستطع رغم إخلاص هذه النصيحة، من أصحابها !! إلا أننى "بالجين" الذى أحمله إنفعل بالحدث، وإرتبط الحدث بى وأصبح جزء من مشكلتى وكأنها مشكلتى الحياتية  ومع ذلك كان نصيبي النصر فيما حاربت من أجله جزء من تعضيد هذه القيمة بداخلى، رغم خسائر كثيرة لم أعيرها إهتمام  كفانى أننى إنتصرت للحق  ووقفت أمام الباطل وظهر الحق جلياَ  وزهق الباطل تطبيقاَ لأيات الله الكريمة بسورة الإسراء فى قرأننا العظيم "وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا "صدق الله العظيم، ومع ذلك لم أحسبها مادياَ  بقدر ما حسبتها معنويًا وحسبتها  تطبيقًا لمبدأ وربما "للجينات" التى أعتقد أننى أحملها !! ومع ذلك فإن ماترتب على ذلك شيىء لم أعيره إهتمام فالموقف فقط كان فى إحتياج لى، أما الشخص فلا شيىء على الأطلاق، العكس تمامًا ربما يكون من أقل الناس شأنًا فى "المُثُلْ والأخلاق " التى أتمنى أن يحوزها صديقى ! ومع ذلك  أؤمن أن لا رصيد مستمر ولا إنقطاع يجب أن يدوم، ولا تضارب فى مصالح يجب أن يؤثر، على علاقات إنسانية  ، بل العكس لا نمتلك إلا ذخيرة من الحب والوفاء والود  والعمل على تضخيم هذا الرصيد لدينا، ولدى من هم فى مرتبة زملاء..أما الصديق فهذا شىء عزيز جداَ وغالى جداَ  والحفاظ عليه واجب حتمى لمسيرة الحياة !!
[email protected]

مقالات مشابهة

  • «معلمة».. طرح الأغنية الدعائية لفيلم الدشاش
  • حصاد نجوم الأغنية لعام 2024
  • الحسن عبدالشافي محمد يكتب: فى هِجاء النَّدَم
  • محمد المصري يكتب: ما بين الرحلة والتأويل
  • أمجد المناوي: القيادة السياسية تضع حقوق ذوي الهمم على رأس الأولويات
  • د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!
  • إل جي تجد وظيفة جديدة لمصباحك القائم
  • اللقاء السنوي للدكتور أمجد الوكيل مع العاملين بهيئة المحطات النووية
  • أسرار في حياة دلوعة السينما.. شادية مطلوبة في بيت الطاعة
  • قبل عرضه برأس السنة.. طرح الأغنية الرسمية لـ فيلم الدشاش بطولة محمد سعد