تتكيف روسيا مع العقوبات الغربية المفروضة على سلسلة إمداداتها العسكرية من خلال التحول إلى عالم آخر من شركات الشحن والخدمات اللوجستية لجلب المزيد من الطائرات المسلحة بدون طيار من إيران التي تلعب الآن دورًا محوريًا في حربها في أوكرانيا، وفقًا لتقييم من تمت مراجعته بواسطة صحيفة وول ستريت جورنال.

 

قامت خمس سفن ترفع العلم الروسيبـ 73 رحلة عبر بحر قزوين إلى موانئ في إيران خلال العام الماضي، وفقًا لوثيقة من الحكومة الأوكرانية، التي تستند إلى الاستخبارات وغيرها من المصادر.

 

لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي من السفن. وفرضت واشنطن عقوبات على عشرات السفن التجارية وشركات الشحن، بعضها له تاريخ من العلاقات مع الحكومة الروسية، لحملها أسلحة وإمدادات عسكرية أخرى لروسيا.

 

ويقول الخبراء، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، إن وثيقة الحكومة الأوكرانية تشير إلى أن روسيا تتكيف مع العقوبات من خلال اللجوء إلى الشركات والسفن التي لها روابط علنية أقل مع الدولة الروسية والتي لم تستهدفها واشنطن بعد. وتستخدم موسكو أيضًا شركات شحن تركية ويونانية وهندية غامضة للحفاظ على تدفق صادراتها النفطية.

 

قال إريك وودز، الخبير المقيم في واشنطن في شؤون تهريب الأسلحة الروسية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية: "إن التكتيكات تتغير دائمًا، لأنها لعبة القط والفأر". 

 

وبدأت روسيا إطلاق طائرات بدون طيار من طراز "شاهد" إيرانية الصنع على أوكرانيا في أغسطس من العام الماضي، وغالباً ما كانت تضرب البنية التحتية المدنية خلف الخطوط الأمامية للحرب. لقد تم استهدافهم بالبنية التحتية للمياه والكهرباء والتدفئة في محاولة لإرهاق السكان المدنيين في أوكرانيا نفسياً.

 

أكد البيت الأبيض علناً استخدام طريق بحر قزوين لنقل الطائرات بدون طيار في يونيو. وكشفت الولايات المتحدة أيضًا عن معلومات استخباراتية تؤكد أن موسكو تقوم ببناء مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار داخل روسيا، حيث خلص بعض محللي الأسلحة المستقلين إلى أن المصنع يعمل بالفعل جزئيًا على الأقل.

 

والسفن التي حددتها أوكرانيا مملوكة لسلسلة من شركات الشحن الصغيرة غير البارزة المتمركزة في جنوب روسيا، بما في ذلك ثلاث في أستراخان، بالقرب من مصب نهر الفولغا على بحر قزوين. 

 

وتظهر السجلات أن نشاط الشحن مستمر. غادرت سفينة الشحن بيجي أستراخان في 17 أغسطس ووصلت إلى ميناء أمير آباد الإيراني في 23 أغسطس، وفقًا لبيانات الشحن المتاحة للجمهور والتي استعرضتها الصحيفة. وحددت الحكومة الأمريكية مدينة أمير آباد كنقطة انطلاق لشحن الطائرات بدون طيار. وصلت سفينة شحن أومسكي 103 أيضًا إلى أمير آباد في 23 أغسطس، وهي واحدة من ثلاث رحلات قامت بها إلى إيران منذ 1 يوليو، وفقًا لبيانات الشحن.

 

يظهر الاعتماد المتزايد على طريق بحر قزوين أيضًا التحدي الذي تواجهه واشنطن في الوقت الذي تحاول فيه القضاء على مصادر روسيا الرئيسية للأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى. 

 

ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الطرق التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها ممارسة الضغط على سلسلة التوريد السرية الروسية، حتى في بحر قزوين، كما يقول الخبراء، مثل قطع وصولهم إلى سوق التأمين الدولي لمنعهم من استلام شحنات من دول أخرى.

 

تبحر السفن الروسية في أسطول بحر قزوين أيضًا إلى البحر الأسود وما وراءه باستخدام شبكة الأنهار والقنوات الداخلية الواسعة في روسيا. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق أن سفينتين على الأقل أبحرتا عبر بحر قزوين، وكلاهما خضعتا للعقوبات لدورهما في نقل البضائع للجيش الروسي، توقفتا في تركيا خلال العام الماضي.

 

تضغط العقوبات الأمريكية على إمدادات روسيا من الأسلحة بطرق أخرى، مما يجبر موسكو على اللجوء إلى عالم غامض من تجار الأسلحة والشبكات الإجرامية للحصول على الأسلحة والمواد التي تحتاجها لجيشها.

 

وفي الأشهر الأخيرة، اضطرت شبكات المشتريات العسكرية الروسية إلى إعادة توجيه شحنات الإلكترونيات إلى ثلاث أو أربع دول قبل وصولها إلى روسيا، ردًا على الجهود الأمريكية للحد من عمليات التسليم عبر تركيا ودول أخرى، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.

 

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في واشنطن: "إن الكفاءة والقدرة على التنبؤ أمران مهمان حقاً بالنسبة للإنتاج الدفاعي". "ما تفعله روسيا هو إدارة سلسلة توريد غامضة ومرتجلة".

 

وتدعو وثيقة الحكومة الأوكرانية، التي يقول المسؤولون إنها أُرسلت إلى جميع أعضاء مجموعة الاقتصادات السبع الكبرى، إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على الصادرات من الأجهزة الإلكترونية المتاحة تجاريًا الموجودة في الطائرات بدون طيار.

 

وتضمنت طائرات شاهد بدون طيار التي تم العثور عليها في أوكرانيا أكثر من 50 مكونًا بما في ذلك المعالجات الدقيقة ووحدات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي يتم إنتاجها في الولايات المتحدة والدول الحليفة، وفقًا لفحص أجرته المخابرات الأوكرانية ورد في الوثيقة.

 

يتوقع المسؤولون الأوكرانيون الآن أن تلعب الطائرات بدون طيار دورًا متزايد الأهمية في الهجوم الروسي على أوكرانيا. تشير الوثيقة إلى أن روسيا تستخدم أعدادًا أكبر من الأسلحة في هجمات فردية في محاولة للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.

 

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أوائل أغسطس إن روسيا أطلقت 1961 طائرة بدون طيار من طراز شاهد ضد أوكرانيا في المجمل، وتم إسقاط "عدد كبير" منها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا تركيا ايران إحباط محاولة تهريب طائرات بدون طيار الطائرات بدون طیار بحر قزوین

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني اتفاقية شراكة كاملة بين روسيا وإيران؟

من المتوقّع أن تُبرم "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة" بين روسيا وإيران خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى روسيا في 17 يناير/كانون الثاني 2025، وهي ذات الاتفاقية التي كان مقررًا توقيعها منذ عام 2017، ولكنها لم تأتِ إلا بعد الانسحاب المفاجئ للدولتين من سوريا، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى البحث في دوافع تفعيل الفكرة في هذا التوقيت.

من منظور تاريخي، من الممكن القول إن العلاقة بين إيران وروسيا تتسم بالتقلب، حيث يمكن وصفهما غالبًا بأنهما منافسان أكثر من كونهما شريكين. ورغم أن هذه المنافسة التاريخية ما زالت تظهر في مجالات مختلفة، مثل الساحة السورية، فإن العقوبات الاقتصادية والتحركات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب ضد روسيا وإيران، دفعت موسكو وطهران إلى اتباع سياسة "التعاون القوي والمنافسة المنخفضة".

بدأ التقارب بين روسيا وإيران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية في ظل سياقات الحرب الباردة، وتحول التقارب إلى شراكة إستراتيجية خلال الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق وأثناء الحرب الأهلية السورية.

ومع ذلك، شهدت السنوات السابقة العديد من الأحداث التي أضعفت الثقة المتبادلة بين البلدين. لذلك لم يكن غريبًا أن يثير توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، انقسامًا في الأوساط السياسية والشعبية في إيران.

إعلان

تتألف هذه الاتفاقية من 47 مادة، تغطي مختلف القطاعات؛ من الاقتصاد إلى العلاقات السياسية، والعلاقات بين الحكومات، وكيفية التصرف في المؤسسات الدولية، والتعاون الاقتصادي، وتنفيذ المشاريع، والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.

بالإضافة إلى التجارة الدولية والتعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا وأمن المعلومات والأمن السيبراني، والطاقة النووية السلمية، وكذلك التعاون في قضايا الدفاع والقضايا العسكرية ومكافحة الإرهاب، وقضايا البيئة وبحر قزوين، ومكافحة غسل الأموال والجريمة المنظمة، ومن المتوقع أن تشكل الاتفاقية أساس العلاقات بين روسيا وطهران خلال الفترة القادمة.

وكان وزيرا خارجية روسيا وإيران قد اتفقا على أن تعد إيران المسوّدة الأولية للاتفاقية لتبدأ بعدها المفاوضات حول النص.

ولكن هذا الاتفاق ليس الأول من نوعه، فالبلدان وقعا في عام 2001، اتفاقية تعاون شاملة حُددت مدة سريانها بـ 20 عامًا، وانتهت صلاحيتها في عام 2021، وكانت بنود تلك الاتفاقية تنص على أنه إذا لم يوقع الطرفان اتفاقية جديدة قبل انتهاء مدة سريانها، تُمد الاتفاقية تلقائيًا خمس سنوات. ونظرًا لعدم تجديد الاتفاقية قبل عام 2021، فقد أصبحت سارية تلقائيًا حتى عام 2026.

وفي مارس/آذار 2017، عقد الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، اجتماعًا مطولًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع الزعيمان خلاله 14 اتفاقية شملت مجالات التجارة والعلم والتكنولوجيا.

ومع انتهاء مدة اتفاقية التعاون الشامل في عام 2021، زار رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف روسيا، مصرحًا قبل بدء الزيارة أنه يحمل رسالة من قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في توصيلها له شخصيًا، مشددًا على "الطبيعة الإستراتيجية للعلاقات بين إيران وروسيا".

إعلان

ولكن بسبب شروط الحجر الصحي لمدة 15 يومًا التي فرضتها جائحة كورونا للقاء الرئيس الروسي بوتين، اضطر قاليباف إلى تسليم الرسالة إلى بوتين عبر رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين. وتضمنت تلك الرسالة ثلاثة مواضيع رئيسية؛ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، والعلاقات الاقتصادية، وإقامة علاقات إستراتيجية مع روسيا.

ولذلك كله، يمكن اعتبار اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، التي من المتوقع أن يوقعها بوتين وبزشكيان، نسخة موسعة ومعززة من اتفاقية التعاون الشامل الموقعة عام 2001.

ولكن على الرغم من التوقيع المحتمل لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الدولتين، فإن إيران تواجه أزمة ثقة جدية تجاه موسكو. وتعود أبرز أزمات الثقة بين إيران وروسيا إلى عام 2015 عندما تدخلت روسيا بشكل نشط في سوريا. فبعد أن لعبت روسيا دورًا فعالًا في الميدان السوري، أخرجت إيران وحزب الله من بعض القواعد العسكرية التي كانا يستخدمانها، مما عمّق مخاوف إيران وزعزع ثقتها بروسيا.

وكذلك، خلال المفاوضات النووية التي أجرتها إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لرفع العقوبات عنها، تبنت موسكو موقفًا معرقلًا للاتفاق، مما عزز شكوك إيران تجاه روسيا.

وأخيرًا، خلال العملية التي أطلقتها المعارضة السورية وأسفرت عن الإطاحة بنظام بشار الأسد، كان موقف روسيا صادمًا بالنسبة لإيران. وبعد أسبوعين من سقوط نظام البعث، اتهم الجنرال بهروز أسباطي – وهو أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وآخر مسؤول عسكري إيراني يغادر سوريا – روسيا بـ "الخيانة" خلال اجتماع في طهران قائلًا: "تعرضنا لهزيمة مروعة في سوريا.. روسيا خدعت الأسد وخانت إيران".

وزعم أيضًا أن روسيا دعمت إسرائيل ضد إيران من خلال إغلاق جميع أنظمة الرادار، مما سمح لإسرائيل بضرب مقر استخبارات القوات الإيرانية في سوريا، المعروف باسم "شهيد صادق".

إعلان

ولذلك، يمكن القول إن سياسة روسيا خلال العملية التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد أثارت صدمات ونقاشات عميقة في أوساط الحكومة والشعب الإيراني، وكذلك داخل هياكل موالية لإيران مثل حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي، حيث حملوا روسيا المسؤولية عن إنهاء وجود إيران وحزب الله المستمر في سوريا منذ 14 عامًا خلال 12 يومًا فقط. وعمق تغيير النظام في سوريا النقاشات داخل الأوساط الثورية الإيرانية حول العلاقة مع روسيا.

وفي هذا السياق، يُشار إلى أن السياسيين الإصلاحيين ينظرون إلى روسيا والصين بعين الشك، ويعتبرونهما شريكين غير موثوق بهما، في حين يعتبرهما المحافظون حليفين إستراتيجيين. وهذا الاختلاف في النهج تجاه روسيا والصين مستمر منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، يبدو أن التطورات الأخيرة في سوريا أثرت على رؤية السياسيين والمسؤولين المحافظين لروسيا.

وربما يكون توقيع الاتفاقية بعد التطورات في سوريا، وخاصة بعد انسحاب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وألوية "فاطميون" و"زينبيون" المدعومة من إيران، يهدف إلى تخفيف النقاشات وحالة الإحباط داخل محور المقاومة. وفي المقابل، يرى آخرون أن الاتفاقية، التي ستُوقع قبل 3 أيام من تولي ترامب منصبه، تعد رسالة موجهة من روسيا وإيران إلى ترامب.

وأيًا ما كان الدافع الأكبر وراء توقيع هذه الاتفاقية، فإنها ستواجه صعوبات في التنفيذ؛ بسبب تلك المخاوف العميقة وأزمة الثقة التي تعتري العلاقة بين البلدين، بالإضافة إلى الانقسامات داخل الحكومة والرأي العام الإيراني بشأن هذه العلاقة. ويمكن القول إن تنفيذ الاتفاقية بشكل فعال، خاصة في مجالات التعاون العسكري والتكنولوجيا والطاقة النووية، سيكون احتمالًا ضعيفًا على الصعيدين؛ الإقليمي، والعالمي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قبل 3 أيام من تنصيب ترامب.. ما قد لا تعلمه عن المعاهدة الجديدة بين روسيا وإيران وانعكاسها على حرب أوكرانيا والإدارة الأمريكية
  • ترامب يجهز خطة "الضغوط القصوى" للتعامل مع روسيا وإيران وفنزويلا
  • بدون طيار تستهدف مسلحين في شبوة وتقتل ستة
  • اليمن في 2024.. حصاد المواجهات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل وضربات أمريكا وبريطانيا (تقرير)
  • ألمانيا تؤيد خطة تسمح للجيش بإسقاط طائرات بدون طيار مشتبه بها
  • سيدة سعودية تروي تجربتها كمشغلة طائرات بدون طيار .. فيديو
  • ماذا تعني اتفاقية شراكة كاملة بين روسيا وإيران؟
  • مهندس طيار يستعرض صاروخ صُنع في المملكة‬⁩ للطائرات بدون طيار .. فيديو
  • أوكرانيا تطلق هجوم كبير بطائرات بدون طيار وصواريخ داخل الاراضي الروسية
  • أوكرانيا تشن هجمات بطائرات بدون طيار داخل روسيا