لطفى الطنبولى.. علامة من علامات الإبداع
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
يُعَد لطفي أحد الأعمدة الرئيسية في تاريخ الفن التشكيلي المصري في منتصف القرن العشرين بفضل رؤيته الفريدة إسهاماته الثقافية، ساهم في تطور المشهد الفني في مصر ورفعه لمستوى عالمي. إرثه الفني ما زال حاضرًا حتى يومنا هذا ويستمر في إلهام الفنانين وإثراء المشهد الفني إبداعاته الخالدة.
وُلد الطنبولي في عام ١٩٢٤ ويعتبر الطنبولي أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية المهمين والذي أسهم بشكل كبير في تطورها وتعزيزها، فهو أول مصري يترأس قسم النشر في مركز التوثيق عن مصر القديمة، عُين عالم آثار مقيم أثناء نقل معبدي أبو سمبل إلى أرض مرتفعة (١٩٦٤-١٩٦٨).
اشترك في المهرجان الدولي للفنون السوداء في داكار، حيث ينظم المهرجان مجالات الشعر والنحت والرسم والموسيقى والسينما والمسرح والأزياء والهندسة المعمارية والتصميم والرقص، ويستقبل فنانين ومُبدعين أفارقة من جميع أنحاء العالم ومهرجان الفن الأفريقي في لاغوس، ومعرض رمسيس الثاني في باريس (١٩٧٦)، ومعرض الملكات والملوك المصريين القدماء في اليابان (١٩٧٨)، وكذلك نظم القسم المصري بالمتحف العسكري بالقاهرة وبورسعيد.
تميزت أعمال الطنبولي بأسلوبه الفريد والمميز الذي استخدم فيه التجريدية في الفن الحديث بألوانه الزاهية والتعبير الفني الجريء.
كان يستخدم الأشكال الهندسية والألوان القوية لتجسيد رؤيته الفنية بألوان سوفت باستيل حيث رسم وجوها مصرية وقصصا وحكايات استطاع بها إيصال رسالته الفنية إلى المشاهدين. كان يعتبر أحد رواد حركة التجريد في الفن التشكيلي المصري.
وفي عمله الفني، ترك الطنبولي بصمة قوية في المشهد الفني.قدم لوحات مليئة بالحياة والحركة والشغف، وتعبّر عن رؤية فنية جديدة وتجريبية، كان يجمع بين العناصر الشرقية والغربية في أعماله، مما أضاف أبعادًا ثقافية متعددة إلى إبداعاته.
عرف الطنبولي أيضًا بالإسهام في نشر الوعي الفني وتعزيز الثقافة الفنية في مصر. كان يعمل كأستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان حيث شكل العديد من الأجيال الجديدة من الفنانين ونقل خبراته ومعرفته الفنية إليهم.
لقد حقق الطنبولي العديد من الإنجازات والتكريمات خلال حياته المهنية، حصل على العديد من الإنجازات والتكريمات التي حققها الطنبولي خلال حياته المهنية، حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون التشكيلية من الجمهورية المصرية. كما شارك في العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية، حيث تم عرض أعماله في معارض في مصر وبلدان أخرى مثل فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان.
عرف الطنبولي أيضًا بأهمية إرثه الفني وتأثيره العميق على الجيل القادم من الفنانين. استمرت أعماله في التأثير على المشهد الفني المصري بعد وفاته، حيث تم عرضها في متاحف ومعارض فنية واستمرت في إلهام العديد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي. توجد مُعظم لوحاته في مجموعات خاصة، وفي عدد من السفارات المصرية حول العالم.
توفي لطفي الطنبولي في ديسمبر عام ١٩٨٢ بعدها افتتحت وزارة الثقافة معرضًا لأهم أعماله في المركز الجماعي الفني بالزمالك، وفي مايو ١٩٨٣ منحه الرئيس حسني مبارك بعد وفاته وسام العلوم والفنون من المرتبة الأولى.
في مارس ١٩٨٤ أطلق مجلس محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع مدينة نصر، وقدم المركز القومي للسينما عرضا لفيلم تسجيلي عن أعماله في نوفمبر ١٩٨٥ بعنوان: «من الإسكندرية إلى النوبة» في مهرجان السينما المصرية الدولي. وفي أبريل ١٩٩٢ أقامت وزارة الثقافة معرضًا لأعماله بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاته في دار الأوبرا المصرية.
في النهاية، يمكن القول إن لطفي الطنبولي كان فنانًا تشكيليًا ومؤثرًا، وقائدًا في عالم الفن في مصر والعالم العربي، ترك بصمة ثقافية مهمة ومساهمات فنية لا تُنسى، وسيظل اسمه مرتبطًا بتاريخ الفن التشكيلي المصري وتطوره المستمر.
Screenshot_2023-08-28-21-37-59-82_92b64b2a7aa6eb3771ed6e18d0029815المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السينما والمسرح الفن التشکیلی العدید من أعماله فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
مبدعون يسردون تجاربهم في معرض القاهرة للكتاب
اجتمع نخبة من المبدعين ضمن فعاليات "كتاب وجوائز" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لتقديم شهاداتهم الحية عن مسيرتهم الإبداعية وتجاربهم في مجالات الأدب والصحافة والعمارة؛ أدار اللقاء الباحث مصطفى غنايم، الذي استهل الجلسة بالتأكيد على أن هذه الندوة تحتفي بتجارب فريدة، حيث يشارك كل متحدث تفاصيل رحلته العلمية والإبداعية.
من جانبه، ألقى المهندس حمدي السطوحي، رئيس قطاع التنمية الثقافية، كلمة بعنوان "الجوائز: تحفيز وتمكين"، تحدث فيها عن رحلته التي جمعت بين الهندسة والثقافة؛ فاز بعدد من الجوائز، من بينها جائزة الدولة للتفوق، وقدم كتابًا مهمًا وثّق مشاريع معمارية امتدت بين عامي 2000 و2020؛ تحدث أيضًا عن مشروعه في بلدة الفيوم، التي احتضنت تصوير أفلام شهيرة مثل "دعاء الكروان" و"البوسطجي"، وهو المشروع الذي نال عنه جائزة إيكوموس؛ وكيف لم يقتصر نشاطه على الهندسة، بل امتد إلى المجال الثقافي، حيث عمل على تخليد رموز فنية مثل يوسف شاهين، وصلاح جاهين، وبيكار، مؤكدًا أن الإبداع لا يعرف حدودًا بين الفنون المختلفة.
كما تحدثت الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، عن رحلتها العلمية التي تخللتها تحديات كبيرة؛ واسترجعت ذكرياتها حين تخرجت عام 1983، في حقبة شهدت تحولات مهمة في مصر، مشيرةً إلى أن السبعينيات كانت فترة فارقة في تاريخ البلاد؛ وكيف كانت كلية الآداب المنطلق الأول لها، حيث نهلت من علم أساتذتها، ومن بينهم الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية حاليًا؛ حيث شكلت هذه المنطلقات جزءًا حيويًا من شخصيتها.
أما الدكتورة عزة بدر، الكاتبة والصحفية؛ بمؤسسة روز اليوسف، فقد استرجعت بداياتها التي انطلقت من قصر ثقافة دمياط، حيث شجعها كبار الأدباء، أمثال سمير الفيل، يسري الجندي، وأبو العلا السلاموني؛ تلك البدايات قادتها إلى لقاءات غيرت مسارها، كان أبرزها لقاءها بالكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي سألته يومًا عن حي "السكرية"، عنوان روايته الشهيرة، فأجابها بابتسامة: "يبدأ من الداخل إلى ما لا نهاية"؛ وغيرها؛ والتي ساهمت في مسيرتها المهنية والحياتية.
وكان اللقاء حافلًا بالذكريات والتجارب التي جسّدت مسارات مختلفة من الإبداع، حيث اتفق الضيوف على أن النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهد ومثابرة، محفوف بتحديات، ولكنه يظيل مدعومًا دومًا بالشغف والإيمان بالرسالة وتحقيق القيمة.