نظرة لا تقدر بثمن: طوب عراقي يكشف الحمض النووي لنباتات العصر الآشوري
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكر موقع "ساينس آلرت" الاسترالي المتخصص بالأخبار العلمية أن العلماء اكتشفوا للمرة الأولى وجود أجزاء من الحمض النووي "دي ان ايه"، واستخراجها من الطوب الطيني القديم في شمال العراق، ما يجعلها بمثابة كبسولة زمنية للحمض النووي للنباتات في تلك الحقبة.
وأوضح التقرير العلمي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ انه عندما جرى تصنيع هذا الطوب قبل حوالي 2900 عام في شمال العراق، تضمنت العملية خلط الطين من ضفاف نهر دجلة بمواد مثل القشر او القش او روث الحيوانات، مضيفا أن جزيئات النباتات الصغيرة يمكن أن تزل موجودة وسط النفايات الحيوانية والقش ومحمية داخل الطوب لآلاف السنين.
وأشار التقرير إلى ان هذه النتائج توصل إليها الآن فريق من جامعة اكسفورد في بريطانيا والمتحف الوطني في الدنمارك وجامعة كوبنهاجن الدنماركية.
وذكر التقرير أنه بعد استخراج عينة من هذا الطوب القديم، استخدم الباحثون تقنية تحليلية كانت تستخدم سابقا في اشكال اخرى من المواد، مثل العظام، وهو ما أتاح للعلماء القدرة على فك تشفير الحمض النووي في المادة النباتية، وتحديد 34 مجموعة متميزة من النباتات.
ونقل التقرير عن عالمة الأحياء صوفي لوند راسموسن من جامعة اكسفورد قولها "لقد غمرتنا السعادة عندما اكتشفنا أن الحمض النووي القديم، المحمي بشكل فعال من التلوث داخل كتلة من الطين، يمكن استخلاصه بنجاح من لبنة عمرها 2900 عام".
واشار التقرير الى انه تم العثور على هذا الطوب المستخدم في التحليل في إطار هذه الدراسة، في قصر الملك الآشوري "آشور ناصر بال الثاني" الواقع في مدينة كالهو القديمة والمعروفة باسم نمرود، بالقرب من مدينة الموصل. ولفت التقرير إلى أن ربط تاريخ هذا الطوب بما بين الأعوام 879 و869 قبل الميلاد، أصبح أكثر سهولة لانها السنوات التي كان فيها القصر قيد الإنشاء، وقد ظهر ذلك من خلال نقش في الطين يذكر القصر على وجه التحديد.
وبحسب التقرير، فإن الاكتشاف العلمي يحدد الحمض النووي الوجود في الطوب القديم، لفصائل نبايتة مثل الكرنبيات (عائلة الكرنب والخردل) والخلنج، بالاضافة الى البيتولاسيا، ونباتات الغار، إلى جانب السيلينية التي تحتوي على الجزر والبقدونس.
ونقل التقرير عن عالم الاشوريات ترويلز اربول، من جامعة كوبنهاغن قوله إن "الطوب يؤدي دور كبسولة زمنية للتنوع البيولوجي تحتوي على معلومات تتعلق بموقع واحد والمناطق المحيطة به".
وأضاف اربول قائلا إنه فيما يتعلق بهذه الحالة، فإنها "توفر للباحثين الوصول الفريد من نوعه الى الاشوريين القدماء".
ولفت التقرير إلى أن فريق الباحثين ركز على الحمض النووي النباتي لأنه كان المحفوظ بشكل اكبر، إلا انه بالامكان ايضا استخدام التقنيات نفسها للبحث عن الحمض النووي الحيواني ايضا.
وبرغم أن التقرير أشار إلى ان الطوب الطيني عثر عليه في مجموعة من المواقع الأثرية في كافة أنحاء العالم، وبأن لديه القدرة على الكشف عن جميع أنواع المعلومات الجديدة حول النظم البيئية والبيئات التي تم صنعه فيها، قال انه في هذه الحالة العراقية فإن حقيقة أن الطوب الطيني تم تركه ليجف بشكل طبيعي بدلا من حرقه، ساعد في الحفاظ على محتوياته العضوية.
وذكر التقرير أن هذا الاكتشاف يوفر "نظرة لا تقدر بثمن على الحضارات القديمة، وكيف تغير عالمنا على مدى آلاف السنين".
ونقل التقرير عن راسموسن قوله إن "هذا المشروع البحثي يعتبر بمثابة مثال يعكس اهمية التعاون متعدد التخصصات في العلوم، حيث قدمت الخبرات المتنوعة المدرجة في هذه الدراسة منهجا شاملا للتحقيق في هذه المادة والنتائج التي قادت إليها".
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الطوب الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
عطوان: اليمن يقود صحوة الأمة.. ويصنع مجدًا لا تقدر عليه عواصم العرب مجتمعة
يمانيون../
في مداخلة مؤثرة، أشاد الكاتب والمحلل السياسي المعروف عبدالباري عطوان بدور اليمن المحوري في مناصرة القضية الفلسطينية، معتبرًا أن المشروع الذي يقوده السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ ليس فقط مشروع مقاومة، بل مشروع نهضة يعيد بعث الأمة من تحت الركام، ويضعها في مصاف الكرامة والعزة.
وأكد عطوان، خلال ظهوره على قناة “المسيرة”، أن اليمن لم يعد دولة على هامش الأحداث، بل بات قوة كبرى بمواقفها وأفعالها، قائلاً: “اليمن اليوم نموذج عالمي، لا يقتصر تأثيره على محيطه العربي أو الإسلامي، بل وصل صداه إلى الشعوب الحرة في الغرب التي تشهد بعظمة هذا الشعب وقائده”.
وفي سياق قراءته للمشهد الإقليمي، لفت عطوان إلى أن ما حدث لحاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” يؤكد أن اليمن هو الدولة الوحيدة التي أخرجت البحرية الأمريكية من ساحة الصراع، في وقت لم تجرؤ فيه دول كبرى مثل روسيا والصين على التصدي المباشر للهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر أو العربي.
وشدد عطوان على أن التهديدات الأمريكية بغزو بري لليمن ليست سوى فقاعات إعلامية، قائلاً: “اليمن مقبرة للغزاة، وكل من فكر في دخولها بجيشه عاد محمولاً أو مكسورًا”. واستشهد بتصريحات ترامب الذي أقر بأن اليمن يصنع سلاحه بيده، ويكبد المعتدين خسائر فادحة دون أن تنجح أمريكا في تشكيل تحالف ضده، لما يحمله موقفه من شجاعة ووضوح.
وانتقد عطوان بشدة حالة الخنوع التي تسيطر على الشعوب العربية، قائلاً: “إذا كانت المجازر في غزة لا تحرك ضمير هذه الشعوب، فما الذي قد يحركه؟”، معتبرًا أن اليمن اليوم هو الشعب الوحيد الحي، المتجذر في قيمه وأصالته، والمتشبث بحريته وموقفه العربي الأصيل.
وفي مقارنة لاذعة، تساءل عطوان: “أين الجيوش التي تنفق عليها المليارات؟ شباب في الأردن يصنعون الصواريخ، بينما الجيوش نائمة أو خاضعة”، في إشارة إلى تواطؤ الأنظمة وتخاذلها. وأشاد بكفاءة منفذي “طوفان الأقصى” وبالمقاومة في غزة، مؤكداً أن “الخير في الشعوب لا في حكوماتها”.
واستدل عطوان بما قاله المفكر الروسي ألكسندر دوجين: “لا يوجد مسلمون عرب إلا في اليمن”، لافتًا إلى أن الغالبية من الشعوب العربية باتت تشبه حكوماتها العميلة، لا تحركها لا الكرامة ولا المقدسات.
ورأى أن اليمن ليس فقط يكسب المعركة العسكرية، بل يحقق النصر في ميدان الوعي والحرب النفسية، والدليل ـ بحسب قوله ـ هو انزعاج رئيس وزراء الكيان الصهيوني من خطاب العميد يحيى سريع، ورده عليه بشكل مباشر، معتبراً ذلك “هزيمة معنوية كبرى للعدو”.
وأكد عطوان أن المشروع اليمني هو المشروع العربي الوحيد القادر على إحياء الشعوب واستعادة القرار، لأنه يستند إلى الاستقلال الفعلي عن الأمريكي والصهيوني، ويملك من الإرادة والموارد والموقع ما يؤهله لقيادة نهضة حقيقية.
وختم عطوان مداخلته برسالة واضحة قال فيها: “الشعب اليمني يخلق المعجزات، ولو امتلكت الأمة نصف عزيمته لتحررت منذ زمن… أتمنى أن تقتدي به الشعوب الأخرى قبل أن تدفن نفسها أكثر في مستنقع التبعية والخنوع”.