من حق كل إنسان الحصول على طعام مأمون ومغذٍ وكافٍ، وأن يكون فى مأمن من الجوع بشكل مستدام، لذلك ومع استمرار نمو سكان العالم ستوجد هناك حاجة ملحة إلى بذل المزيد من الجهد والابتكار بهدف زيادة الإنتاج الزراعى بصورة مستدامة وتقليل فقدان وإهدار الأغذية وضمان حصول جميع الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية على الطعام المغذى، ومن السطور التمهيدية السابقة أنتقل للتفاصيل حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين أكاديمية البحث العلمى وبنك الطعام المصرى، يستهدف إقامة مشروعات مشتركة تلعب دورًا محوريًا للقضاء على مشكلات وقضايا الأمن الغذائى، وهذا أراه تطبيقًا نموذجيًا لتبادل الخبرات العلمية والفنية والإنتاجية بين المؤسسات العلمية (وتمثلها هنا أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا) ومؤسسات المجتمع الأهلى (ويمثلها هنا بنك الطعام المصرى) سعيًا للوصول إلى الأمن الغذائى المستدام عن طريق التقنيات الحديثة فى الزراعة مثل تطوير الأرز الهجين والسوبر فى ظل ندرة المياه والتغيرات المناخية من أجل تمكين صغار المزارعين فى مجال زراعة الأرز وتحقيق إنتاجية عالية، لاسيما أن المحصول يتحمل درجة الملوحة ويتأقلم مع التغيرات المناخية ويساهم فى تقليل الاستهلاك للمياه.
ومن أجل الإنتاج العلمى المشترك وتوفير مخرجات بحثية وتسويقية مشتركة تخدم قضية الأمن الغذائى ستقدم أكاديمية البحث العلمى من خلال البروتوكول الخبرات والاستشارات العلمية والبحثية إلى بنك الطعام المصرى، وتنفيذ ورش العمل والندوات، على الجانب الآخر تأتى مجموعة من الفوائد الأخرى المحلية الناتجة عن هذا الاتفاق بين الطرفين مثل إقامة وتنمية معمل (الغذاء من أجل المستقبل)، والذى يتم إنشاؤه من خلال البنك لدعم الحلول التكنولوجية الذكية لتطوير المحاصيل والأغذية التى تساهم فى حل قضية الأمن الغذائى، ومن الفوائد أيضًا ضخ الكثير من المنتجات المتميزة للسوق المصرى المبنية على التقنيات الفنية والتكنولوجية الناتجة عن المشروعات البحثية التطبيقية من أجل دعم وتشجيع الصناعات المحلية والوطنية وتقليل عمليات الاستيراد وزيادة عمليات التصدير.
الجدير بالذكر هنا أن بنك الطعام من المؤسسات الرائدة فى الإطعام، ويسعى دائما لعقد شراكات استراتيجية تفيد المجتمع استنادًا على المتغيرات العالمية الحديثة وأهمها التكنولوجيا، كما أن بنك الطعام المصرى يمتلك أيضًا برامج خاصة بالإطعام وتوفير المواد الغذائية الصحية للفئات الأكثر احتياجا، والتى تساهم فى رفع معيشة المستحقين بصورة مباشرة، كما يتيح الاتفاق لـ(مختبر الأبحاث) ببنك الطعام المصرى أن يكون حاضنًا للمشروعات الفائزة بتمويل مشترك من المؤسستين، وفى ختام مقالى هذا ندعو الحكومة المصرية إلى زيادة الاستثمار فى أنشطة البحوث والتطوير وإثبات الفاعلية للتكنولوجيات من أجل تحسين استدامة النظم الغذائية فى مصر والقضاء على الجوع وتقليل سوء التغذية وتحسين صحة الشعب المصرى بكافة فئاته، وتجنب حدوث نقص واسع النطاق فى المستقبل وضمان الأمن الغذائى.. وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن الغذائى د أحمد محمد خليل الأمن الغذائى من أجل
إقرأ أيضاً:
مصادر المعلومات المفتوحة والأمن القومي
مصادر المعلومات المفتوحة والأمن القومي
نماذج لبعض المعلومات التي عثرت عليها - ذات الأثر والخطر في السودان
اسماعيل ادم محمد زين
مصادر المعلومات المفتوحة ،يمكن تعريفها ،بانها مواقع تحوي معلومات أو توفرها مجانا ،لكل راغب وهي قد تكون علي الانترنيت أو ما يمكن ان تتحصل من مواقع التواصل،الاذاعات : مسموعة أو مرئية.وقد ادركتها منذ عقود ،فقد اطلقت بعض الجامعات والمؤسسات الاجنبية مبادرات لتوفير صور أو مرئيات الاقمار الصناعية مجانا،لمعرفتها لعدم فائدة هذه العملية،خاصة والصور رقمية،لا تنفذ ولا تنقص بتوزيعها!
هنالك شؤون كثيرة لم يدرك الناس اثرها وخطرها علي حياتهم ،الا أخيرا! وعلي البلاد عموما وعلي امنها القومي.من ذلك الامن،الاقتصاد،البطالة ومعدلاتها،الفقر أو العوز! وهي جميعها مجالات اضحت من العلوم ،تقوم عليها مراكز ،مؤسسات أو وزارات وكوادر دربة أو يفترض ان تكون كذلك! ولكن! ربما طالها الاهمال أو قصر من يقومون عليها عن اداء مهامهم ولم يطوروا في الهياكل أو من يشغرها لتقوم بواجباتها ولتواكب أو تلاحق ما يستجد من امور.
لعل بعضا ممن يطلع علي هذه المادة،شاهد ملفا يقوم عليه احد العاملين،ليقص كل ما قد يكون ذي صلة بالمؤسسة ويضمه الي ملف،يسمي ما بوضع فيه بالقصاصات! ولكن مع التغير الذي حدث لم تعد إليه حاجة،فقد استبدل بملفات رقمية ،تؤدي ذات المهمة. وهي تستوجب في زماننا هذا معرفة ببعض اللغات وبطرق البحث للحصول علي ما يلي كل جهة من معلومات! أو مستجدات تؤخذ للتطوير والبحث!
ولكن!
ما ذكرت من قضايا : الاقتصاد ،البطالة والفقر ادركت الامم خطورتها علي امنها القومي،لذلك اهتمت وسعت لتحسين مؤشراتها،الفقر بالحد منه باوجه مختلفة،مثل الضمان الاجتماعي، هبات مباشرة،سكن أو علاج. وكذلك بتوفير فرص العمل المباشر للراغبين فيه،خاصة من الشباب،لذلك نري ونسمع عن مؤشر العمل بزيادة عدد الوظائف في كل شهر أو نقصانها ،مما يعني قلة مؤشر البطالة أو زيادته!
هذه المليشيا والحركات المسلحة ما هي إلا مؤشرا لعدم الرضا.لذلك يخرج الناس ليحتجوا بارجلهم ان لم يتمكنوا من الاحتجاج كتابة أو حديثا! وهنا تاتي شؤون اخري،مثل:حرية الراي والديموقراطية ،فهي ايضا وثيقة الصلة بالاستقرار عموما.وهو ما نطلق عليه الامن القومي،ولم يدرك كثيرون خطورته،الا بعد ما حدث! من حرب واقتتال،نزوح ودمار و موت!
فقد تولي هذه الشؤون اناس أو مجموعة ظنت بانها الاجدر بكل هذه المهام! وقد اولت ذوي القربي أو أصحاب الولاء،بدلا من أهل الكفاءة والعلم. ذكوا بعضهم وانفسهم ،صنعوا اصناما ،عبدوها!
هذه دعوة لقراءة بعضا من المعلومات التي تحصلت عليها من مصادر مفتوحة،مما يعني بانها كانت متاحة للجميع! استمعت الي بعضها،قرات بعضها ولعلكم تذكرونها عندما تاتون عليها،فيما يلي.واعجب لم تم تجاهلها من جهاز الامن أو الوزارات والمؤسسات القائمة علي حراسته! مثل الداخلية والدفاع.
استمعت الي خبر حول وصول عمر البشير الي فيينا ،بالنمسا واجتماعه بالرئيس موسوفيني للتفاوض لازالة المشاكل بين البلدين،فقد تم تعدي الشرطة اليوغندية علي سفارة السودان،كما تتهمه باستضافة و تسليح جيش الرب.وقد تم الصلح.
تمت دعوة موسوفيني لالقاء محاضرة في جامعة فيينا في يوم جمعة وقد وردت عبارة ،جاءت بها الاذاعة البريطانية وهي بالعربي تعني "افريقيا ليست بحاجة الي كيانات كبيرة" و كما وردت في حديثها"Africa is not in need for big entities" ,و اي كيان أكبر من السودان ؟ تري كم ممن جاء في وفد البشير ذهب للمشاركة في تلك المحاضرة؟ أو للاستماع اليها؟ ولنا ان نسأل ،اين كان البشير ؟ وهل تم تنويره حول تلك المحاضرة؟ وهل علم بها جهاز الامن؟ وان علم بها،هل ادرك مغذي هذه الجملة؟ اشك في ذلك! وهل ادركت وزارة الخارجية هذه المحاضرة ؟ عبر سفارتها أو السفير غير المقيم ،ان لم تكن لدينا سفارة بالنمسا؟
لقد تمكن موسوفيني من تقطيع ذلك الكيان الكبير،بدعمه للحركات المسلحة و ربما باغتيال د.جون قرنق والتعجيل بانفصال الجنوب...و من ثم تداعي الامور الي حرب دارفور وانتقالها بحركاتها الي العاصمة والي كافة انحاء البلاد! و ما زالت تسري للقضاء علي ما تبقي من ذلك الكيان الجميل والكبير. وقد نجح البشير في عملية تقطيع السودان و تمزيقه بانشاء ما اسماه باكبر انجاز له وهو الدعم السريع! وقد اسماه بالمخزون الاستراتيجي! فيا لخطله و جهله! لقد اراد البشير التشبث بالسلطة فاضعف الجيش وقلص أهم وحداته،مثل: المظلات ، الطيران والمدرعات.وجاء خلفه برهان ،ليجهز علي ما تبقي من الجيش.
من المعلومات التي سمعت أو قرأت عنها في الوسائل المفتوحة والتي كان بالتحري فيها والتدقيق ،تجنب الكثير من المشاكل و التداعيات ،فقد قرأت قبل الحرب وربما قبل الثورة عن ضبط بنادق قنص بمطار الخرطوم! لا ادري ان اولي جهاز الامن هذا الأمر اهميته؟ ولكن يمكنني ان اؤكد بان الاعلام قد اهمله وربما تم الضغط عليه لتفادي الحديث أو الكتابة عنها! وهنا تكمن أهمية الاعلام و حرية الراي! فهو بتوثيق الحدث و متابعته،كان في وسعه تنبيه السلطات الي خطورة ذلك السلاح و ما يمكن ان يحدثه من ضرر! ولم يستخدم؟ وما هي نوايا من احضره؟ وقد اتضحت خطورته خلال الحرب،فقد نشر الدعم السريع قوات القنص في مواقع حاكمة أو استراتيجية بالعاصمة،مما جعل مهمة الجيش والقوات الخاصة عسرة و خطرة! وسمعنا عن قناصين اجانب بعد الحرب! فيا للغفلة!كان من واجب الجهات الرسمية اخطار الامن ،بل كان من واجب الامن التدخل و معرفة كل شئ عن تلك الاسلحة الخطيرة و عن النوايا المبيتة.
هنالك معلومة اخري وهي تبعثر محتويات حاوية في مطار الخرطوم،تحوي كلابيش أو قيود أو اصفاد! وهو أمر حدث بالصدفة أو اراد احد العاملين كشفه،ببعثرة الاصفاد ،لعل السلطات تعلم،لتحقق و تتحري! ولكن ! الجميع نيام! حاوية كلابيش تاتي عبر المطار! مما يدل علي قرب حدث مهم و خطير! فهي مكلفة وثقيلة و ربما الاجدي نقلها بالبحر! أو الاستعاضة عنها بكلابيش من البلاستيك! مما يدل علي حدوث امر جلل! خاصة ،اذا عرفنا الجهة المستوردة لتلك الكلابيش! وقد شاهدنا أفراد الدعم السريع و تتدلي من احزمتهم مع مسدساتهم و مفاتيحهم! وشاهدناهم يستخدمونها في تعسف ولاتفه الأسباب! لقد تنازلت الحكومة الانقلابية عن واجباتها ولم تحسن التصرف عندما داهمتها الاحداث.لقد تقاعس جهاز الامن عن واجبه.اذ ان استيراد الكلابيش واستخدامها يجب ان يكون من مسؤلية الشرطة ،خاصة وقد حدثنا جهاز الامن بان واجبه ،اضحي في جمع المعلومات فقط! وبذلك يمكن القول بانه اهمل هذا الدور ولم يعد يقوم به!
تقصير السلطات الرسمية وعلي وجه الخصوص جهاز الامن واضح ،فلو أنهم تحلو بالمسؤلية لقاموا بالتحقيق مع قيادة الدعم السريع ولما سمحوا لها بالتوسع وانشاء وحدات موجودة بالجيش،مثل: جهاز المخابرات! الخدمات الطبية، الاشغال والاخطر من ذلك انشاء مفوضية للاراضي! فقد تمكنوا من الحصول علي مواقع كثيرة!بل تم التنازل لهم من قبل قيادة الجيش عن اخطر المواقع،مثل: موقع سلاح المظلات،مواقع هيئة العمليات،حول العاصمة! إذ المعلومة الأخيرة تؤكد نية قيادة الدعم السريع في الاستيلاء علي السلطة.
من المعلومات المهمة ،ما تسرب من حديث المهندس المهذب داوود يحي بولاد د،عند اختلافه مع تنظيم الجبهة الاسلامية ،فقد ذكر جملة تشي بالكثير "ان رابطة الدم اثقل من رابطة العقيدة" إذ لجأ ذلك التنظيم الي اغفال رابطة العقيدة واصبح مسؤليه يلجأوون الي اهلهم و قبائلهم في الوظائف العامة! لذلك راينا مؤسسات كثيرة اصابها الفشل و الترهل مع الانفاق ،بل الكثير من الانفاق.ولا داع لامثلة،اذ الجميع يعرف هذه الحقيقة! وقد اسفر عن ذلك ضعف الكوادر و فسادها بشكل مطلق.من ذلك قيام الدعم السريع ذاته علي اساس قبلي! بل قامت قيادة الجيش برفده بضباط في الجيش من ذات القبائل المكونة للدعم السريع! وتركته يستوعب مزيدا من ضباط وجنود الجيش الذين يتم الاستغناء عن خدماتهم! وهو أمر يضمن الولاء لقيادة الدعم السريع وفقا لرؤية المهندس/داوود يحيي بولاد"ان رابطة الدم اثقل من رابطة العقيدة". لذلك ضمن الدعم السريع سرية حركته واصبح قوة خاصة، لا صلة لها بالدولة ،الا بالرضاعة من ثديهها! وقد ضاعف لها برهان العطاء،بتخصيص 30% من دخل التصنيع الحربي للدعم السريع! ولا احد يدري الية صنع القرار في نظام برهان! بالرغم من وجود رئيس للوزراء و وجود مجلس للسيادة! وبالرغم من حرية الاعلام المحدودة.
كان من واجب جهاز الامن وقيادة الجيش بالوقوف ضد انشاء الدعم السريع بدءا! فمن الخطورة وجود السلاح لدي جهات اخري،خاصة تلك المليشيا التي قامت علي اسس قبلية و جهوية وما زالت تتناسل و نسمع من حين لاخر عن إنشاء مليشيا اخري.
ما زال في وسع الجيش ان يجند مزيدا من المواطنين للخدمة في صفوفه، خاصة في قوات المظلات وفي قوات الصاعقة ،في الطيران:اجنحة أو هيلكوبتر،اضافة لقوات جديدة تتمثل في إنشاء سلاح المسيرات ،بل تصنيعها علي نطاق واسع.
علينا الا نسمح للبرهان في البقاء في السلطة ،فهو اشد خطرا من قوات الدعم السريع ويقف عثرة في توجه البلاد نحو الحرية والنماء والاستقرار.فهو خطر شديد علي الامن القومي.ولا يمكن حصر اخطائه،فهو يسعي لتكريس سلطته ولا بهتم بأمر الوطن أو المواطنين.لعل اخطر قراراته تمثلت في تعيين قريبه عنان وزيرا للداخلية وقد هرب من ميدان المعركة وحاول برهان تبرير فعلته بقولهم"الشرطة جهاز مدني ،ليست مهمتها القتال" ايضا تعيينه لوزير الدفاع الذي هرب من قيادة الوزارة.ولعل معرفتنا لحقيقة شرائه منزلا في تركيا،امر يعكس جبنه و خوره.فهو نموذج سئ لضباط الجيش. مثل هذه المعلومات تؤكد بان الاوضاع لا تبشر بنتائج جيدة...ومن المستحيل تحقيق انتصار مع وجود برهان. وهو في حقيقة الأمر أصبح خطرا علي الامن القومي.اذ لا بد من استعادة الديموقراطية و محاكمة قيادة الجيش الحالية التي فشلت في ادارة البلاد وفي اشعال الحرب واضاعة مقدرات البلاد.
دعوة للاعلاميين والصحفيين ان يقووا بواجبهم في كشف كل ما يؤثر علي آمن البلاد،كما لا يجب اعفاء المواطن من تنبيه السلطات الي اي مخاطر علي الامن القومي...ولا يستقيم الأمر في ظل حكم عسكري،لا يجيد حتي ادارة الحرب.
ismailadamzain@gmail.com