ملايين الأمريكين ينتقلون للإقامة بمناطق الأعاصير وحرائق الغابات لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
في الوقت الذي كشرت فيه الطبيعة عن أنيابها وانتشرت الكثير من مظاهر الطقس المتطرف نتيجة التغيرات المناخية، ما بين حرائق الغابات والأعاصير والسيول وتساقط الثلوج مع ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة بمناطق متفرقة من الكرة الأرضية، شهدت الأونة الأخيرة ظاهرة غريبة من جانب ملايين الأمريكين، الذين قاموا بشراء منازل في مناطق الخطورة المناخية العالية، والانتقال للإقامة فيها.
ونشرت صحيفة «بارونز» الأسبوعية الأمريكية تقريراً تتساءل فيه عن الأسباب وراء إقبال ملايين الأمريكين على الانتقال إلى أماكن ذات مخاطر مناخية عالية الخطورة للعيش فيها، معرضين حياتهم وذويهم للخطر.
عندما أعلنت حالة الطوارئ في ولاية فلوريدا، مع اقتراب العاصفة الاستوائية إيان من منطقة البحر الكاريبي، الصيف الماضي، أنتقل جوش سترينج وعائلته من شمال فرجينيا للإقامة في الولاية التي تتميز بسطوع الشمس، بحسب حديثه للصحيفة الأمريكية.
وتابع «سترينج» 42 عامًا، أنه تعلم كيفية وضع أكياس الرمل لحماية منزله، وهو ما كان يقوم به جميع الجيران حوله، واصفًا التجربة بأنها صعبة وغير واقعية، بعد أن كانوا يستمتعون بالشواطئ والأنشطة الخارجية والطقس الدافئ لبضعة أشهر قبل الإعصار.
وأكد «سترينج» أنه غير نادم على الانتقال إلى منطقة معرضة للأعاصير، قائلاً: «المخاطر موجودة في أي مكان، وهذا مجرد واحد من المواقف التي شعرنا فيها أن الفوائد تفوق المخاطر»، وفقاً لحديثه لصحيفة «بارونز» الأمريكية.
ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدةومن المتوقع أن يؤدي الارتفاع الكبير في درجات الحرارة بالولايات المتحدة، نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر إلى حدوث كوارث طبيعية أكثر تواتراً وشدة في العقود المقبلة، سواء كانت حرائق الغابات أو أعاصير أو الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة، أو ارتفاع غير مسبوق بدرجات الحرارة لتسجيل مقاييس جديدة غير مسبوقة، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشدة على صعوبة الأوضاع المعيشية بهذه المناطق بشكل متزايد، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
ومع ذلك، يواصل الملايين من الأمريكيين الانتقال إلى المناطق المعرضة للمخاطر المناخية العالية، ليشكلوا ظاهرة وفقًأ لـ«بارونز»، التي أرجعت الأمر لـ4 أسباب رئيسية وهي: جذب التكلفة المنخفضة للمنازل بهذه المناطق للسكان، وتمتع هذه المناطق باقتصاديات محلية مزدهرة، ورغبة عدد من المواطنين بالاقامة بهذه المناطق كونها تتضمن إقامة عدد من أفراد عائلتهم بها رغبة منهم في تعزيز الروابط الأسرية، والطبيعة الخلابة بهذه المناطق القريبة من الغابات والطبيعة البكر.
وأشارت الصحيفة الأسبوعية الأمريكية إلى أنه على الرغم من الكوارث الطبيعية الموجودة بهذه المناطق إلا أنها تشهد إقامة عدد من المنازل الجديدة لتلبية الإقبال الكبير على شراء المنازل بها، إضافة إلى إعادة بناء المنازل المتضررة من الكوارث الطبيعية بهذه المناطق، حتى أن بعض المناطق شهدت إرتفاع بأسعار المنازل أعلى وأسرع من المتوسط الموجود ببقية المناطق الأخرى بالولايات المتحدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الكوارث الطبيعية التغيرات المناخية الأعاصير بهذه المناطق
إقرأ أيضاً:
قمح «هاتور» يبحث عن الذهب المنثور.. كيف تواجه السنابل الذهبية تأثير التغيرات المناخية؟
فالقمح بالنسبة للمواطن هو الأمن الغذائى الذى يستمده من رغيف (العيش)، لذلك تجده منتبها لكل جملة يأتى فيها ذكر للقمح، وهو نفس الأمر للمزارع الذى بات يتابع خرائط الطقس وموجات الحر والصقيع والأصناف التى تواجه التغيرات المناخية والتى يعد القمح وغيره من المحاصيل إحدى ضحاياها إذا لم ننتبه إلى كيفية المواجهة والتكيّف مع هذه التغيرات بأصناف تقاوم الظروف وتعطى إنتاجية أكبر.
وبحسب البيانات الرسمية فقد زادت المساحة المزروعة من القمح من 3.4 مليون فدان في عام 2020/2021 إلى 3.65 مليون فدان في عام 2021/2022 ومن المتوقع أن تصل المساحة المزروعة فى 2024/ 2025 إلى 3.5 مليون فدان بإنتاجية تقترب من 5.2 مليون طن بحسب الاحصاءات الرسمية خاصة مع إعلان الحكومة توريد القمح من المزارع بسعر عادل يصل إلى 2200 جنيه للأردب.
والقمح كما يشرح الدكتور عز الدين عبد الرحمن رئيس قسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية منقسم فى زراعته التى تبلغ 3.5 مليون فدان على مسافات طولية من الاسكندرية الى أسوان بمسافة 1200 كم طولى وعلى الشواطئ من رفح للسلوم بحوالى 1500 كم طولى وهذه المسافات يختلف فيها نوع التربة والظروف الجوية.
وهنا يعكف العلماء بالمراكز البحثية على ابتكار حلول لمواجهة التغيرات المناخية ومنها الملوحة والجفاف ودرجة الحرارة والإصابة بالأمراض وأهمها الصدأ الأصفر الذى يأتى للقمح كل عام بسبب التيارات الهوائية الباردة التى تأتى من جنوب أوروبا أو تلك التى تأتى من إثيوبيا والسودان وتنزانيا ولا ننسى محدودية موارد المياه التى تأتينا من نهر النيل وهنا الكلام للدكتور عز والذي أكد أنه لابد أن يحدث توازن بين كل تلك العوامل وبين اختيار نوعية بذرة القمح التى ستتم زراعتها فى كل منطقة فالزراعة فى شمال مصر وعلى السواحل حيث ملوحة التربة تختلف عن الزراعة فى الجنوب وعن وسط الدلتا.
وتابع عز: فى المراكز البحثية نقوم بتوعية المزارع لاختيار الصنف الذى يزرعه ليحقق له إنتاجية عالية تصل فى الوقت الحالى إلى ما يقرب من 30 إلى 33 أردب فى الفدان ولذلك تنوعت الأصناف من جيزة 171 إلى مصر 1 و 2 و3 وحتى مصر 7 كما ركزنا على نوعية حبة القمح المستخدمة فى صناعة المكرونة ومنها مثلا سوهاج 7 الذى يصلح فى الأماكن الحارة لإنتاج السيميولينا.
والسؤال الآن: كيف نواجه تغير المناخ؟ يجيب دكتور عز: القمح وغيره من المحاصيل يحاول المختصون فى البحث العلمى إيجاد طرق أفضل لمواجهة التغيرات المناخية التى غيرت خريطة العالم فى ترتيب الدول المنتجة لذلك المحصول الاستراتيجى فهناك دول تقلصت فيها زراعة القمح بسبب تغير المناخ منها مالاوي وزامبيا وزيمبابوى وأفغانستان واليمن بسبب الجفاف والحروب فيما تغير ترتيب الدول في إنتاج القمح، حيث أصبحت روسيا أكبر منتج للقمح في العالم يليها كندا ثم أستراليا ثم أوكرانيا وإن كان الانتاج تراجع بسبب الحرب ثم الولايات المتحدة، فيما استفادت بعض الدول العربية من تغيرات المناخ بشكل مباشر في زراعة القمح منها السعودية التى زاد إنتاجها من القمح بنسبة 20% ثم المغرب بنسبة 15% وتونس بنسبة 10% بسبب تحسين أنظمة الري والاستثمار في الزراعة الحديثة.
وكما يقول الدكتور محمد المليجى خبير الزراعة وأمراض النبات بالولايات المتحدة الأمريكية فإن تغير المناخ له توابع كثيرة على الزراعة وكل محصول له متطلبات من درجات الحرارة وبسبب ارتفاع درجات الحرارة عموماً وشدة البخر واحتياج أكثر للماء وانتشار الأمراض والآفات وضعف المحصول وبتطبيق هذا على القمح فإن ارتفاع درجة الحرارة سيكون له تأثيرات كبيرة على زراعة القمح، نظرًا لحساسية هذا المحصول للتغيرات المناخية منها تقصير موسم النمو مما يقلل من إنتاجية الحبوب وجودتها، ثم الإجهاد الحراري خاصة خلال مرحلة الإزهار وتكوين الحبوب والذى يُضعف جودة البروتين في القمح، مما يؤثر على القيمة الغذائية، كما أن ارتفاع الحرارة يزيد من معدل تبخر المياه وهذه العوامل تمثل تحديًا كبيرًا في مصر التي تعاني من محدودية الموارد المائية بحسب المليجى، كما أن الحرارة المرتفعة تشجع على انتشار الآفات والحشرات وانتشار الأمراض الفطرية مثل الصدأ.
ويحدد المليجى مناطق التأثير الكبرى في مصر ومنها دلتا النيل التى قد تكون الأكثر عرضة لتأثير ارتفاع الحرارة مع تأثير إضافي من ملوحة التربة الناتجة عن ارتفاع منسوب البحر وصعيد مصر حيث الحرارة العالية.
ما يقوله المليجى تؤكده الدراسات العلمية ومنها دراسة أجرتها وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية في مصر والتي قالت إن تغيير موعد الزراعة من أول أسبوعين في شهر نوفمبر بمقدار 25 يوماً يؤدى إلى زيادة إنتاجية محصول القمح بنسبة 4% وأن التغيرات المناخية ستؤثر سلباً على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية ومنها القمح بنسبة انخفاض 9% إذا ارتفعت الحرارة درجتين مئويتين وتصل الى 18% إذا ارتفعت ثلاث درجات ونصف الدرجة.
والسؤال الآن: كيف يمكن التكيف مع التغيرات المناخية حتى ينجو منها محصول القمح؟
والاجابة كما يحددها الدكتور عز الدين عبد الرحمن فى ابتكار طرق جديدة للزراعة منها زراعة القمح على مصاطب من خلال حملة قومية تم تنفيذها مع وزارة الزراعة والجهات البحثية وذلك لتقليل التكلفة وترشيد استهلاك المياه ويكفى أن نقول إن تلك الطريقة وفرت فى رى الفدان الواحد من 350 إلى 400 م3 من المياه مما يعنى توفير مليار م3 من المياه يمكن استخدامها للرى فى مناطق توشكى وشرق العوينات والوادى الجديد ومشروع غرب المنيا والدلتا الجديدة ووادى المهرة وترعة السلام وكلها أراض يتم فيها العمل على قدم وساق للدخول فى هيكل الإنتاج الزراعى وسد الفجوة الغذائية بين الاستهلاك والانتاج سواء فى القمح أو غيره من المحاصيل.
ويضيف عز أن السوق المحلى مغطى حاليا بـ 60% من انتاج التقاوى لمحصول القمح ومع حملات التوعية للفلاحين واستخدام التقاوى المعتمدة ذات الانتاجية الأعلى ومع السعر العادل سيكون الانتاج أفضل، والأهم هو دور البحث العلمى فى إنتاج تقاوى تواجه التغيرات المناخية وهو ما يتفق معه دكتور المليجى ويضيف عليه بضرورة زراعة أصناف مقاومة للحرارة العالية وتغيير مواعيد الزراعة لتجنب فترات الحرارة المرتفعة.
فيما يشدد الدكتور مجدى علام خبير البيئة العالمى على أهمية رفع الوعي لدى المزارعين ومتابعتهم فى حال حدوث تغيرات مناخية غير متوقعة بالرسائل النصية وبوسائل الاعلام.
ويضيف علام أن مصطلح الزراعة الذكية مناخياً والذى أصدرت الفاو نموذجا استرشاديا له أصبح الآن الأكثر تداولا ومناسباً بالاعتماد على التكنولوجيا والاستشعار عن بعد لتحليل المعلومات وخريطة الطقس وطرق مكافحة الآفات ومراقبة التربة والمحاصيل خلال مراحل نموه لافتاً إلى أن الزراعة الذكية مناخياً ستساعد فى تحقيق زيادة مستدامة فى انتاج المحاصيل وتحقق التكيف مع تغير المناخ، وتخفض من تأثير الاحتباس الحرارى، والأهم هو التوعية المستمرة للمزارعين وابتكار طرق جديدة ونماذج حقلية يرونها بأعينهم ليكون التأثير فى التغيير أفضل.