حكاية غريبة جدا حكتها لى زميلة عزيزة كانت قد سألتنى عن طبيب قلب موثوق فيه لمتابعة حالة والدها، ومن خلال علاقتى بالوسط الصحى على مدار السنين الماضية رشحت لها طبيب أعتقد أنه «شاطر» فى مجاله.
الزميلة فاجأتنى بحكاية أقرب للخيال منها إلى الواقع، أو هى فى الحقيقة نوع من الكوميديا السوداء، فقد ذهبت الزميلة مع والدها إلى طبيب القلب فى عيادته الخاصة وقام بالكشف على قلبه، والحقيقة أنها أثنت على مهارته وقالت إنه بالفعل «شاطر»، لكن الغريب فى الموضوع أنه بعد كشف القلب تحدث مع والدها المريض فى إطار الدردشة، والكلام كما نقول «أخذ وعطا» والمريض اتبسط أن الدكتور الحمدلله اتكلم معاه، لكن للأسف الدكتور اعتبر أن هذه الدردشة كشف تانى مستقل! وقام بتحصيل قيمة كشف مخ وأعصاب!
ده رغم أن الطبيب متخصص قلب وليس مخ وأعصاب، الأغرب أن الدكتور وفى أثناء الكشف قام بثنى ركبة المريض ووجدها والحمدلله تمام، والرجل كما قالت الزميلة داخل العيادة أصلا على رجليه، ولا يشكو من أى آلام فى العظام، لكن الطبيب اعتبر أن ما قام به كشف ثالث وقام بتحصيل قيمة كشف عظام!
ده كما قلت رغم أنه طبيب قلب وليس طبيب عظام! ليصل إجمالى الفيزيتا التى حصل عليها ألفى جنيه بالتمام و الكمال، هذا بخلاف الاتفاق على عمل قسطرة استكشافية بتكلفة تزيد على ستين ألف جنيه فى أحد المستشفيات الخاصة.
السؤال هنا: هل يجوز لطبيب كبير فى مجال القلب أن يقوم بتحصيل فيزيتا فى مجال آخر غير تخصصه؟ وهل من الإنسانية أن يستدرج طبيب كبير المريض بهذا الشكل ويقوم بالبلدى كده «بتقليبه» وأخذ ما فى جيبه دون وجه حق؟ وهل الإتجار بآلام المرضى فى مصر وصل إلى هذا الحد؟
وما الفارق بين هذا الطبيب وبين السماسرة المنتشرين فى المستشفيات الحكومية الذين يتصيدون المرضى الغلابة ويستغلونهم فى تحقيق مكاسب سريعة من خلال نقلهم من المستشفيات الحكومية بطرق ملتوية، وتسليمهم إلى المستشفيات والعيادات الخاصة مستغلين حالة الزحام فى العيادات الخارجية وأقسام الطوارئ والاستقبال ونقص أسرة العناية المركزة؟
ما الفارق بينه وبين هؤلاء السماسرة الذين يستنزفون المرضى الغلابة للحصول على عمولة عن كل ضحية يتم تسليمها لمراكز الأشعة ومعامل التحاليل؟
هذه الواقعة مهداة إلى نقابة أطباء الجيزة والنقابة العامة للأطباء للتحقيق فيها، وأنا متأكد أن النقابة الفرعية بالجيزة أو النقابة العامة لن تتأخر فى إعادة الحق لمريض وقع ضحية استغلال وجشع طبيب تجرد من الإنسانية وحول المهنة السامية إلى بيزنس لتحقيق أرباح طائلة من جيوب المرضى الغلابة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الداخلية تضبط قضايا عملة بـ 6 ملايين جنيه
واصلت وزارة الداخلية الضربات الأمنية لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والإتجار بها خارج نطاق السوق المصرفى ، وما تمثله من تداعيات سلبية على الإقتصاد القومى للبلاد.
الكنز الغارق.. تفاصيل إستخراج مهربين 488 قطعة أثار من أعماق خليج أبو قير.. صورمصدر أمني يكشف بالدلائل زيف رسائل عن أوضاع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيلأسفرت جهود قطاع الأمن العام بالإشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال24 ساعة عن ضبط عدد من قضايا "الإتجار" فى العملات الأجنبية المختلفة بقيمة مالية قرابة (6 مليون جنيه) وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.