نثمن كل الخطوات التى اتخذتها الدولة المصرية تجاه الطلاب العائدين من السودان وروسيا وأوكرانيا للدراسة فى مصر بعد تعرضهم للخطر، ومن ثم بدء عام جامعى لهم خلال الأسابيع القادمة بشكل مختلف بعد معاناة طويلة مع توتر الأحداث فى المناطق الملتهبة وصولًا إلى تسجيلهم بالجامعات.
ولا شك أن التنوع الذى تشهده مصر الآن يختلف جذريًا عما سبق من جامعات حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية فى مصر، لنجد حرص الدولة الآن على الاستثمار فى التعليم قبل الجامعى والجامعى وتوفير بيئة مناسبة جاذبة للتعليم الجامعى للأجانب ومن ثم دعم جهود الدولة نحو توفير العملة الصعبة أيضاً.
ونعرف أن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى هو«مهندس» الجامعات الأهلية قبل توليه الحقيبة الوزارية وهو الذى فتح بجهده وسعيه وفكره آفاقًا واسعة لآلاف الطلاب داخل مصر وخلق حالة من التنوع الذى أدى إلى التنافس مع الجامعات الخاصة لتكون المحصلة فى خدمة اقتصاد بلدنا وعدم تغريب أبنائنا وأشياء أخرى.
وأعرف تماما أن عودة الطلاب من السودان وروسيا وأوكرانيا استندت إلى القانون رقم30 لعام2011 خلال فترة حكم المجلس العسكرى المعنى بعودة أبنائنا من مناطق الخطر، وأدرك تماما معنى التعرض للخطر وهو الأمر الذى يعنى عدم انطباق الشروط بشأن مسألة عدم التعرض للخطر لمن لم يسافروا للدراسة فى تلك المناطق الملتهبة.
وبروح القانون لا بد أن ينظر الوزير وكافة الجهات المعنية إلى صرخات أولياء أمور الطلاب فى دول أخرى مثل الأردن وغيرها من الدول، كذلك الطلاب الذين ثبت دفعم لمصروفات وإنهاء إجراءات سفرهم من الجهات المختصة دون أن يتمكنوا من السفر لمنح الفرصة لهم.
كما أن الطلاب الذين أمضوا سنة دراسية كاملة فى الأردن وغيرها لديهم رغبة شديدة فى الدراسة داخل وطنهم ويشعرون بالتفرقة تجاه زملائهم العائدين من السودان وروسيا وأوكرانيا، ويجب إصدار توجيهات واضحة فى هذا الصدد بقبول هؤلاء الطلاب حال توافر أماكن فى سنوات قيدهم داخل الجامعات المصرية سواء عبر الاختبارات أو المقاصة العلمية.
ونطالب الدكتور أيمن عاشور بإعادة النظر تجاه هؤلاء الطلاب فى الأردن وغيرها من الدول الأخرى قبل بداية العام الدراسى الجديد، على أن يثبت الطلاب دراستهم وسفرهم بالأوراق وشهادة التحركات وهؤلاء هم الطلاب الذين عانوا ويلات فيروس كورونا فى المرحلة الثانوية وتأثير الجائحة على الكثير منهم خلال الدراسة والامتحانات.
وفى تقديرى أنه يمكن إصدار توجيهات بموافقة مجلس الوزراء على السماح لهؤلاء الطلاب فى الأردن وغيرها بالالتحاق بالجامعات فى مصر،خاصة طلاب الفرقة الأولى والثانية حتى لو تطلب الأمر توقيعهم على إقرارات ببدء الدراسة الجامعية من جديد دون الحاجة لمقاصة علمية أو اختبارات تحديد مستوى، والكثير منهم يقبل ذلك.
الأمر الآخر أن هؤلاء الطلاب ينظرون للأشقاء من دول شقيقة يدرسون فى مصر بكليات القطاع الطبى وكافة كليات القمة بمجموع أقل مما حصلوا عليه وبتكلفة أقل، فى الوقت الذى نستهدف فيه جذب طلاب الخارج عبر إدارة الوافدين ومنصة «إدرس فى مصر» وما تقدمه من تسهيلات للطلاب الأجانب.
خلاص القول إن الأمر الآن يحتاج توجيهات لا بد منها فى هذا الصدد، خاصة أنه سيتم اعتماد ومعادلة شهادات هؤلاء الطلاب من المجلس الأعلى للجامعات خلال عامين.. فهل نقتل الأمل لدى هؤلاء الطلاب الذين لديهم استعداد الآن لمحو عام أو أكثر من عمرهم ونفقات تعليمهم بالخارج لبدء حياة جامعية جديدة من الفرقة الأولى عبر تقديم ما يفيد اعتماد الجامعة وشهادات القيد والتحركات؟! أتمنى من الوزير عاشور النظر بعين الأب لهؤلاء الطلاب حتى لا نقتل الأمل لديهم سواء داخل الوطن أو خارجه... وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولة المصرية وزير التعليم العالى والبحث العلمى الطلاب الذین هؤلاء الطلاب فى مصر
إقرأ أيضاً:
هكذا يمكن مساعدة الفلسطينيين الذين يتحدون حماس
لفت حسين إبيش، كبير الباحثين المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إلى أنه بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات الشعبية في شمال غزة ضد حماس، يبدو أن قبضة الحركة هناك تتلاشى. فقد شارك في كل احتجاج مئات الفلسطينيين، ويعكس ذلك فهماً واضحاً بأن حماس، وليس إسرائيل فقط، مسؤولة عن محنتهم. وقد تكون هذه نقطة تحول، لكن الكثير يعتمد على كيفية رد القوى الخارجية.
آلاف الفلسطينيين الوطنيين في غزة يريدون بصدق إنهاء الحرب
كتب إبيش في شبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية أن الانتقادات العلنية لحماس في غزة ليست نادرة، كما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وحتى خلال الحرب التي شنتها إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل، اندلعت احتجاجات أصغر وأكثر تفرقاً بشكل دوري.
يبلغ الإحباط من حماس بين سكان غزة العاديين ذروته. ولكن ما يميز الاحتجاجات الأخيرة هو حجمها واستمرارها. ففي الأيام القليلة الماضية، تجمع آلاف الفلسطينيين لحث حماس على التخلي عن السلطة، وإطلاق سراح الرهائن، والمساعدة في وقف هجمات إسرائيل المتواصلة التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. أما نتانياهو فهو مخطئ في الاستشهاد بالاحتجاجات، وبطريقة ساخرة وكاذبة، بصفتها دليلاً على أن سياسات إسرائيل "تنجح". لكن حماس مخطئة أيضاً في ادعائها أن تلك الاحتجاجات مُصنعة وموجهة من "قوى خارجية"، وليست تعبيراً عفوياً عن غضب مستحق بقوة.
غضب على إسرائيل وحماس
وأضاف الكاتب أنه لطالما أعرب عن رأي مفاده أن على الفلسطينيين ألا يسامحوا حماس على استفزازها المتعمد لإسرائيل، ودفعها إلى رد فعل مبالغ فيه. ولطالما اعتمدت السياسة الإسرائيلية على الانتقام غير المُتكافئ. إن شدة الوحشية الإسرائيلية في غزة متوقعة بقدر ما هي مروعة. والفلسطينيون يدركون ذلك بشكل شخصي.
ثمة غضب واسع ضد حرب إسرائيل على المجتمع الغزي بشكل عام، وهو غضب لا يقتصر على حماس فحسب. وجادل العديد من الباحثين والمؤرخين حول الإبادة الجماعية، بما في ذلك عدد من الإسرائيليين، وقالوا إن الكلمة تنطبق بشكل معقول على استخدام الجيش الإسرائيلي للغذاء، والدواء، والماء، والنزوح الروتيني، أسلحة حرب ضد المدنيين.
Analysis | Anti-Hamas demonstrations in Gaza have shown rare defiance against Hamas and longevity—but without leadership, regional backing, or media coverage, their path forward remains uncertain.
✍️@sfrantzmanhttps://t.co/ZhavPPUuH7
ومع ذلك، لا يزال الإحباط من حماس بين سكان غزة العاديين في غليان. ومن المتوقع أن تتركز الاحتجاجات في شمال غزة، وهي أول المناطق التي دمرت بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تركزت أشد أعمال العنف والحرمان من الضروريات الأساسية.
لم تسأل مليوني فلسطيني
على عكس مزاعم نتانياهو، تجري هذه الاحتجاجات رغم وحشية إسرائيل المستمرة، وليس بسببها. فقد أظهر استطلاع للرأي للباروميتر العربي، نشر في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أن 29% فقط من الفلسطينيين في غزة لهم مواقف إيجابية من حماس. واليوم، قد تكون النسبة أقل من ذلك.
ليس للمتظاهرين أوهام حول إسرائيل. فقد أعرب جميع من قابلتهم وسائل الإعلام العربية والغربية تقريباً عن غضبهم من وحشية إسرائيل، بوضوح تام.
The group will be forced to either meet the people’s demands or violently suppress the demonstrations. Either outcome weakens Hamas, explains @AhmadA_Sharawi: https://t.co/3VZMgqzc9y
— FDD (@FDD) March 29, 2025لم تهتم حماس بمصير أكثر من مليوني مدني فلسطيني جندتهم "للاستشهاد" دون أدنى استشارة أو تحذير أو تحضير. كما أنها لا تهتم كثيراً بمد وجزر الرأي العام. لا تزال حماس تحتفظ بقاعدة دعم شعبي، وسيواصل جزء كبير من السكان تركيز غضبهم بشكل مفهوم على إسرائيل، في الحد الأدنى حتى ينسحب الجيش الإسرائيلي نهائياً من غزة. لكن اليأس والغضب أججا هذه الاحتجاجات الكبيرة والمستمرة على نحو غير معتاد ضد حماس، ونصيبها الواضح من المسؤولية.
فرصة مهمة
وبالنسبة إلى القوى الخارجية المهتمة بصدق برؤية نهاية سلطة حماس في غزة، تمثل هذه الاحتجاجات فرصة مهمة. ليس واضحاً كيق يكون نتانياهو من بينهم حقاً، بعد عقود من ضمان بقاء الفلسطينيين منقسمين بين الحكم الإسلامي في غزة، والسيطرة القومية العلمانية في المناطق الصغيرة ذات الحكم الذاتي في الضفة الغربية. وكما هو متوقع، يبذل نتانياهو قصارى جهده لتدمير وتقويض مصداقية الاحتجاجات، وإمكاناتها السياسية بتصويرها دليلاً على حكمة سياسة الأرض المحروقة الإسرائيلية.
مع ذلك، يعلى الدول العربية ذات التوجه البناء، مثل مصر، والسعودية، والإمارات، أن تبذل، بحذر لكن بشكل عمدي، كل ما في وسعها لدعم قادة الاحتجاجات ومنظميها. وبإمكانها توفير عناصر أساسية لسلطة مدنية فلسطينية بديلة في غزة لتتولى مسؤولية الحكم، بدل الاحتلال الإسرائيلي وحماس.
لا شك أن المصالح التجارية الباقية، وزعماء العشائر وكوادر فتح المتبقية في غزة، إما مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بحركة الاحتجاج ومنظميها، أو يجب أن يصبحوا كذلك، بغض النظر عن مدى عفوية المظاهرات. هناك بالتأكيد تنسيق كبير قائم بالنظر إلى حجمها وانتشارها واستدامتها.
خطة الجامعة أمر حيوي
على إسرائيل التزام الصمت عن الاحتجاجات لأغراضها السياسية، ويُحتم استئناف وقف إطلاق النار على الدول العربية الرائدة أن تتقدم وتأخذ زمام المبادرة، وعلى الولايات المتحدة والدول الغربية، أن تدرك أن الاحتجاجات تظهر أن خطة جامعة الدول العربية التي نسقتها مصر لوقف هذا الجنون نهائياً وبداية إعادة الإعمار في غزة أمر حيوي، بل هو الإطار الحقيقي الوحيد القادر على إنهاء الحرب، وحكم حماس في غزة.
يُظهر المتظاهرون بشجاعة أن آلاف الفلسطينيين الوطنيين في غزة يريدون بصدق إنهاء الحرب وهم يُطلقون عليها عادة اسم "الإبادة الجماعية"، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين وتنحي حماس.
هذا بالضبط ما تريده الدول العربية والغربية، والإسرائيليين. لم يعد هناك أي أساس للقول إنه لا يوجد ما يمكن فعله عملياً وسياسياً مع فلسطينيي غزة. فالواضح أن هناك الكثير، إذا كان هناك من يهتم حقاً.