صحيفة روسية: فرنسا غاضبة من الموقف الأميركي من تطورات النيجر
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
على عكس حلفائها الأوروبيين، ترفض الولايات المتحدة وصف التطورات التي طرأت على المشهد السياسي في نيامي بالانقلاب العسكري، على أمل فض الصراع بطريقة دبلوماسية، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة إزفيستيا الروسية.
وقالت الصحيفة الروسية في تقرير لها إن السياسة الناعمة التي تتبعها واشنطن واضح أنها تعارض التدخل العسكري في النيجر، وهو الموقف الذي يثير غضب باريس.
وأفاد التقرير أنه ردا على الإشاعات التي تتحدث عن أن استيلاء الجيش على السلطة في النيجر سيجبر جميع القوات الأجنبية على مغادرة البلاد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات رايدر "في الوقت الحالي، لا أتلقى أي طلبات بسحب القوات الأميركية من البلاد، لم يتغير ترتيب قواتنا، نحن نركز على حماية قواتنا والتعاون مع الجيش النيجري في القواعد الموجودة هناك للحفاظ على عملها".
بل زاد مؤكدا -تتابع إزفيستيا- أن واشنطن لا تزال تركز في الوقت الراهن على التوصل إلى حل دبلوماسي في النيجر.
وترى الصحيفة الروسية أن واشنطن تمتنع عن توجيه انتقادات حادة إلى السلطات الجديدة في نيامي بسبب نشرها لنحو 1100 جندي في النيجر، وتمتعها بإمكانية الوصول إلى كل من القاعدة الجوية رقم 201 قرب مدينة أغاديس في حدود الصحراء الكبرى (حيث يوجد أسطول من الطائرات دون طيار القتالية والاستطلاعية)، والقاعدة الجوية 101 بالقرب من النيجر.
وبحسب إزفيستيا يتعارض هذا الموقف مع سياسة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي كشفت عن استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر بدعم فرنسي.
باريس منزعجة
ونقلت إزفيستيا عن صحيفة "لو كانارأونشينيه" الفرنسية الشهيرة أن مصادر في دوائر السياسة الخارجية الفرنسية والجيش ترى أن موقف واشنطن تجاه ما يحدث في النيجر يشكل مصدر إزعاج لباريس.
وتضيف لو كانار أونشينيه أن عبد الرحمن تياني تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويعرف بآرائه المناهضة لفرنسا.
في هذا الصدد، تشكو باريس من أن واشنطن "لم تتفوه بكلمة واحدة دفاعا عن المبادئ والقيم الديمقراطية" في النيجر، وهو ما يمكن اعتباره تشجيعا للانقلابات العسكرية في بلدان أفريقية أخرى.
بناء على ذلك -تؤكد الصحيفة الروسية- أن الانقلاب في النيجر يخلق توترات جديدة بين فرنسا والولايات المتحدة، مبرزة أن المسؤولين الفرنسيين يؤيدون أيضا التسوية السلمية، لكنهم غير راضين عن نهج واشنطن.
واشنطن وراء مصلحتها
من جانبه، قال الباحث البارز في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية سيرغي فيدوروف لإزفيستيا إن الأميركيين مهتمون في المقام الأول بالحفاظ على قواعدهم العسكرية، حيث توجد مسيّرات تتولى مراقبة منطقة الساحل.
وبحسب فيدوروف فقد اتخذت الولايات المتحدة في البداية نهجا أكثر دهاء بعد إدراكها أن أحد قادة الانقلاب تلقى تعليما عسكريا داخلها، وهوما يجعلها تعلق آمالا على إمكانية التفاوض معهم.
وأشار الباحث الروسي إلى توجه فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، إلى النيجر، وأوضح أنه على الرغم من أن المفاوضات لم تؤد إلى أي شيء، فإن وصول مثل هذا السياسية رفيعة المستوى مهم للغاية.
ويرى فيدوروف أن فرنسا مجبرة على الاعتراف بضعف نفوذها وطردها من النيجر وغيرها لكنها لا تستطيع فعل أي شيء من دون الدعم الأميركي، ويبقى أملها الوحيد في تنظيم نوع من التحالف الأفريقي من الدول المجاورة بهدف إيجاد حل عسكري للصراع.
وشدد في الوقت نفسه على أن أسلوب القوة لحل النزاع له تداعيات خطيرة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تستطيع تسوية الصراع بشكل دبلوماسي عن طريق "الابتزاز" والتهديد بعدم تقديم المساعدة المالية للنيجر، أو قطع الإمدادات عنه.
ويعتقد فيدوروف أن جميع محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجعل أوروبا مستقلة عسكريا وإستراتيجيا عن الولايات المتحدة مجرد تخيلات، لا تمت للواقع بصلة.
خلاف
ونقلت إزفيستيا أيضا عن الباحث في معهد الدول الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية نيكولاي شيرباكوف، قوله إن الفرنسيين يؤيدون مراعاة النظام الدستوري في البلاد، وتدعو فرنسا إلى عودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، لكن آراءها تقابَل بالتجاهل.
ويرى أن فرنسا تؤيد فكرة التدخل العسكري شريطة عودة ذلك بنتائج مثمرة بالنسبة لها، مشيرا إلى أن الوضع حول النيجر أضحى مصدر توتر.
وبحسب شيرباكوف تعتمد النيجر بشكل كبير على المساعدات الخارجية والوضع آخذ في التفاقم بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ووفقا للمتحدث نفسه لا تجمع فرنسا والولايات المتحدة شراكة قوية منذ فترة طويلة بسبب اختلاف وجهات النظر بشأن المصالح المشتركة والخاصة.
وشدد على أن جميع خلفاء الرئيس الفرنسي السابق الجنرال شارل ديغول أبدوا تحفظات مهمة بشأن سياسة واشنطن في أوروبا والسياسة الخارجية للولايات المتحدة بشكل عام، لكن من دون تغيير كبير في الأوضاع على الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی النیجر
إقرأ أيضاً:
شؤون اللاجئين بالمنظمة تدين القرار الأميركي برفع الحصانة عن الأونروا
أدانت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، قرار وزارة العدل الأميركية بعدم اعتبار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، هيئة تابعة للأمم المتحدة ولا تتمتع بالحصانة الدبلوماسية التي تحميها من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن قرار العدل الأميركية يُعتبر سابقة خطيرة، ويشكل هجوما على المجموعة الدولية التي اعتمدت قرار 302 عام 1949 بأغلبية كبيرة دون اعتراض، وتعديا على القانون الدولي، وانتهاكا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة (بما في ذلك المادتان (2) و(105)، ولقراراتها ذات الصلة بحصانات وحماية المنظمات الدولية بما فيها قرار تأسيس الأونروا رقم 302 وفق المادة (17)، ولاتفاقية 1946 بشأن امتيازات وحصانات الأمم المتحدة.
وأضاف: أن القرار الأميركي برفع الحصانة عن الأونروا وعدم اعتبارها جزءا من الأمم المتحدة سي فتح الطريق لمقاضاتها أمام المحاكم الأميركية، لافتا إلى أن القرار يتقاطع مع خطط دولة الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك الأونروا، ومع القانونين اللذين أقرتهما الكنيست في أكتوبر الماضي والقاضيين بحظر عمل أنشطة الأونروا في القدس الشرقية المحتلة، ويقوضان ولايتها في مناطق عملياتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، ما سيدفع بدولة الاحتلال إلى المضي قدما في تنفيذ القانونين بحظر أنشطة الأونروا وإغلاق مقراتها ومدارسها وعياداتها الصحية ومراكزها الإغاثية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وفي قطاع غزة .
ووصف أبو هولي القرار الأميركي، بـ"قرار مسيس ومتسرع"، خاصة أن مجموعة المراجعة الخارجية (المستقلة) التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش في 5 فبراير/ شباط 2024، برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا لتقييم حيادية الأونروا والرد على الاتهامات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من موظفيها أثبت عدم صحة الادعاءات الإسرائيلية.
وأكد أبو هولي أن الأونروا جزء لا يتجزأ من الأمم المتحدة، وهي جزء من المنظومة الدولية التي ترسخ للنظام المتعدد الأطراف، لافتا إلى أن القرار الأميركي لا يلغي وضعية الأونروا باعتبارها هيئة تابعة للأمم المتحدة، وهو يشكل عقابا جماعيا لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يتلقون المساعدات المنقذة للحياة من الأونروا، في مناطق عملياتها الخمس وخاصة في قطاع غزة التي تشكل لهم شريان الحياة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال منذ أكثر من 17 شهرا.
وأضاف: أن مصير الأونروا يحدد من طرف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي يبلغ عددها 194 دولة، والتي تُمثَّل فيها الدول تمثيلًا متساويًا، والولايات المتحدة ودولة الاحتلال لا تملكان الحق في إسقاط الصفة الأممية عن الأونروا أو ملاحقتها قضائيا، لافتا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة جددت تفويض عمل الأونروا بأغلبية ساحقة بتصويت 168 عضوا في الجمعية العامة لثلاث سنوات جدد في عام 2023، وتستمر الولاية الجديدة إلى العشرين من شهر يونيو/ حزيران 2026.
وطالب أبو هولي الإدارة الأميركية بالعدول عن قرارها المناهض للأونروا، وأن تتخذ خطوة إلى الأمام بعودة تمويلها للأونروا وحماية ولايتها، إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين طبقا لما ورد في المادة (11) من القرار 194، والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف العمل بالقانونين اللذين يحظران عمل الأونروا، وإلزامها حماية الأونروا والعاملين فيها، وتمكينها من القيام بولايتها الممنوحة لها بالقرار 302.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: 3 شهداء في استهداف الاحتلال المواطنين بمواصي خان يونس فتح: قرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد منظمة التحرير نائبان بريطانيان: تعرضنا للتحقيق من الاحتلال خلال زيارتنا فلسطين الأكثر قراءة نحو اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني عن قوة نتنياهو وضعف المعارضة أبو عبيدة: انتشال شهيد كان مكلفا بتأمين الأسير عيدان الكسندر الإعلام العبري: مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بحدث أمني شرق غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025