ماكرون يطالب سوريا بتكثيف حربها ضد الإرهاب لعودتها للمجتمع الدولي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
ألقى رئيس الدولة الفرنسية إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين 28 اغسطس خطابا في سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الاليزيه بباريس استمر أكثر من ساعتين ونصف. عرض عليهم الخطوط العريضة لمعالم سياسة فرنسا الخارجية وكان هناك تركيز على الجنوب. وبشكل خاص فيما يتعلق بإفريقيا، حيث يحتكر الوضع في النيجر الاهتمام الفرنسي، وكذلك الشرق الأوسط.
-قضايا إيران-
دعا ماكرون، إلى إطلاق سراح الفرنسيين الأربعة المحتجزين "في ظروف غير مقبولة" في إيران. وأعلن رئيس الدولة أنه "لا شيء يبرر احتجاز" المواطنين الفرنسيين في السجون وفي ظروف غير مقبولة في إيران. وأدان ماكرون سياسات إيران الإقليمية "المزعزعة للاستقرار خلال الأعوام الماضية"، مشددا على أن إعادة انخراط الجمهورية الإسلامية "يتطلب منها أيضا أن توضح سياستها حيال جيرانها الأقربين.
والفرنسيون الأربعة الذين تحتجزهم طهران هم لويس أرنو، منذ سبتمبر 2022، وسيسيل كوهلر، معلمة اللغة الفرنسية، ورفيقها جاك باريس، وكلاهما اعتقلا في مايو2022 بتهمة التجسس. ولم يتم الكشف عن هوية الأخير.
- لا "للأبوية" ولا "للضعف" في أفريقيا-
فند الرئيس أي "أبوية" وأيضا أي "ضعف" لفرنسا في أفريقيا بينما تواجه منطقة الساحل "وباء الانقلابات" مؤخرا في النيجر. وقال أمام السفراء الفرنسيين: "لا أبوية ولا ضعف، وإلا فلن نكون في أي مكان"، داعيا دول الساحل إلى اتباع "سياسة مسؤولة" في هذا الشأن. وأضاف" إن الضعف الذي أظهره البعض فيما يتعلق بالانقلابات السابقة قد أدى إلى تغذية الدعوات الإقليمية. هناك وباء من الانقلابات في جميع أنحاء منطقة الساحل". كما أشاد بالعمل الصعب الذي يقوم به السفير الفرنسي لدى النيجر الذي لا يزال في منصبه رغم أن الجنود الذين تولوا السلطة طلبوا رحيله.
أكد الرئيس الفرنسي في "مؤتمر السفراء"، على أن بلاده ستواصل دعم رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، واصفا قرار الأخير عدم الاستقالة بـ"الشجاع". كما قال ماكرون إن سفير فرنسا باق في النيجر رغم ضغوط قادة الانقلاب. وتطرق ماكرون أيضا إلى أولوياته للسياسة الخارجية في ظل السياق الدولي الذي تخيم عليه الحرب في أوكرانيا، وللدبلوماسية الفرنسية التي تتعرض لانتقادات حادة في بلدان أفريقية.
كما أشاد ماكرون بعمل الدبلوماسيين الفرنسيين الذين يواجهون ظروفا صعبة، مشيرا بشكل خاص إلى الوضع في النيجر.
وقال ماكرون في كلمته إنّ "فرنسا والدبلوماسيين واجهوا في الأشهر الأخيرة مواقف صعبة في بعض البلدان" سواء في السودان أو في النيجر.
وأشار إلى أن فرنسا ترفض أي "إملاء" أو "ضعف" في أفريقيا، في وقت تعرضت منطقة الساحل لانقلابات، داعيا دول الساحل إلى اتباع "سياسة مسؤولة".
-خطر التدهور الأوروبي-
في إطار مواصلة دعم أوكرانيا، دعا ماكرون وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا كضيف شرف إلى هذه النسخة الـ29 من المؤتمر في تأكيد من باريس على مواصلة التضامن مع أوكرانيا. وسلط ماكرون ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الضوء باستمرار على ضرورة مواصلة الدعم المالي واللوجستي لأوكرانيا، مؤكدين أن الاستقرار الدولي معرض للخطر بسبب الغزو الروسي لهذا البلد. كان رئيس الدولة أيضًا قلقًا بشأن القارة القديمة. وحذر ماكرون من "خطر إضعاف" أوروبا والغرب في السياق الدولي الحالي.
حذر الرئيس الفرنسي من "خطر إضعاف" أوروبا والغرب وأعلن أمام السفراء الفرنسيين أن هذا السياق "أصبح أكثر تشددا" و"معقدا" و"ينطوي على خطر إضعاف الغرب وخاصة أوروبا كقوى دولية". وفي هذه المناسبة، شعر أيضًا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يقبل المزيد من التكامل"، وأن يرى "عدة سرعات" "للتطور في الموضوعات الأساسية".
- دمج سوريا" و"أمن العراق"-
أعلن الرئيس أن مؤتمر بغداد المقبل حول أمن الشرق الأوسط سيعقد "في نهاية نوفمبر"، داعيا دول المنطقة إلى مطالبة سوريا "بتعاون متزايد" في الحرب ضد الإرهاب إذا أرادت إعادة دمجها في الهيئات الإقليمية. وأضاف أن إعادة دمج دمشق يجب أن "تتضمن تعاونا متزايدا في الحرب ضد الجماعات الإرهابية" وإمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم مع عدد من "الضمانات".
"الاحترام الكامل لممر لاتشين"
خلال، كلمته، وعد ماكرون بمبادرة فرنسية دبلوماسية لمحاولة رفع الحصار المستمر الذي تفرضه أذربيجان على ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا في جيب ناغورني قره باغ.
وقال إنه سيتسنى له الحوار "هذا الأسبوع مع رئيس الوزراء (الأرميني نيكول) باشينيان ومع الرئيس (الأذربيجاني) إلهام علييف".
وأضاف "سنطالب بالاحترام الكامل لممر لاتشين الإنساني وسنتخذ مرة أخرى مبادرة دبلوماسية في هذا الاتجاه على المستوى الدولي لزيادة الضغط".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إطلاق سراح إعادة سوريا الشرق الأوسط فی النیجر
إقرأ أيضاً:
ماكرون يدعو بوتين ليكون "أكثر عقلانية" ويطالب الرئيس الصيني بـ"استخدام كل نفوذه" لتهدئة حليفه
حث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أن يكون "أكثر عقلانية" بشأن أوكرانيا، متهما موسكو بأنها فأصبحت "قوة لزعزعة الاستقرار العالمي"، وذلك بعد أن خففت قواعدها بشأن استخدام الأسلحة النووية.
وفي حديثه للصحفيين بعد قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، قال الرئيس الفرنسي: "أريد حقًا أن أدعو روسيا هنا للاستماع إلى صوت العقل" والامتناع عن إظهار "نهج عدواني تجاه المجتمع الدولي". وذلك باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنها تتحمل مسؤوليات.
وقال إنه طلب من الرئيس الصيني، شي جين بينج، خلال اجتماع في مجموعة العشرين "استخدام كل نفوذه" مع بوتين لمحاولة وقف التصعيد.
وقال ماكرون إن الصين، حليفة روسيا، لديها القدرة على التفاوض مع الرئيس بوتين حتى يوقف هجماته على أوكرانيا.
وأشار ماكرون أيضا إلى التورط المزعوم لحليف آخر للصين، كوريا الشمالية، التي يقال إنها نشرت آلاف القوات للقتال إلى جانب روسيا، كسبب لدفع بكين نحو التوسط.
وردت روسيا بغضب على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن تغيير سياسته تجاه أوكرانيا والسماح لكييف باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى. ومنذ ذلك الحين استخدمت أوكرانيا صواريخ "أتاكمز ATACMS" الأمريكية لضرب منشأة في منطقة بريانسك.
وطلب الرئيس الفرنسي من نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء التراجع عن إطلاق التهديدات النووية بعد أن أبدت استعدادها شن ضربة نووية.
وأكد الرئيس الفرنسي أن قرار السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ على روسيا جاء ردا على التحركات التصعيدية من موسكو، ولا سيما نشر جنود كوريين شماليين للقتال ضد القوات الأوكرانية.
وكانت روسيا قد كثفت ضرباتها على أوكرانيا في الأيام الأخيرة، وشنت أكبر هجوم جوي لها على البلاد منذ أشهر، مما تسبب في أضرار جسيمة ومقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وفي حديثه للصحفيين في ريو دي جانيرو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو "تؤيد بشدة بذل كل ما في وسعها لعدم السماح بحدوث حرب نووية،" لكنه ألقى المسؤولية عن أي تصعيد بشكل مباشر على عاتق الأمريكيين.
وأضاف: 'إذا تم إطلاق صواريخ بعيدة المدى من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، وسنرد وفقا لذلك”.
وحضر لافروف قمة مجموعة العشرين بدلا من بوتين بسبب مذكرة الاعتقال الدولية التي صدرت بحق الزعيم الروسي.
وأكد مجددا أن الحرب النووية لا يمكن الفوز بها أبدا ولا يجب خوضها أبدا.
وأضاف: "نحن مقتنعون بأن السلاح النووي هو، أولاً وقبل كل شيء، سلاح لمنع أي حرب نووية".